عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 04/09/2011, 15h00
الصورة الرمزية starziko
starziko starziko غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:510608
 
تاريخ التسجيل: avril 2010
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 129
افتراضي رد: آلات الموسيقى الاندلسية : العود

تسوية العود:


منذ العهود القديمة أعتبر فلاسفة الإغريق تسوية الأوتار علامة الكمال والحياة. وفي هذا ا المعنى كان تلاميذ الطبيب اليوناني القمايون-وهو أنبه تلاميذ فيثاغورس ( ٦٥ ق. م)-يشبهون الصحة بقيثار شدت أوتاره شدا متساويا فإذا ارتخى أحدها زال التناغم وماتت الروح قبل موت البدن.


وقد ورث المفكرون العرب عن الإغريق الاهتمام .بموضوع تسوية الآلات وخصوه .بمباحث مستفيضة غير أنهم ركزوا بصفة خاصة على آلة العود للاعتبارات التي أسلفنا ذكرها. وقد انعكس هذا الاهتمام على أبحاث الأندلسيين و المغاربة عبر العصور , فكان موضوع تسوية العود وضبط أنغامه من أبرز ما عنوا به في مباحثهم


ما أورده العلمي في تسوية العود

وللتدليل على هذا نسوق فيما يلي ما قاله العلمي في هذا ا الموضوع: ».وبمعرفة أخذ النغمات المذكورة من الأوتار ومعرفة مواقعها وملاءمتها يصير الإنسان عارفا بتقديم . العود من غير أن يحتاج إلى ضابط في ذلك ولا قاعدة.
ولا بأس بذكر قاعدة في ذلك يستعان بها على تقويمه قبل معرفة مواضع النغمات ومواقعها:

وذلك أن تقوم الماية الأولى على طبقة معتدلة , ثم تضع سبابتك على موضع البنصر منها , وتضع البنصر حيث تقتضيه المرتبة بعد ذلك , فيكون بعد الرمل , فقومه عليه حتى يماثله.

ثم تضع سبابتك على موضعها من الرمل فيكون بعد الحسين فقومه عليه
ثم تضع سبابتك على الحسين بوضعها حالة العمل وتضعها بعدها وضعه فيكون بعد الذيل , إلا أنه شيخ , فقومه حتى يلتئم شاب الحسين مع شيخ الذيل ,
ولك أن تقوم بتقويم الذيل على طبقة معتدلة وتضع سبابتك على موضعها منه فيكون بعد الماية فقومه عليه , وسر على بقية العمل كما تقدم .


وفي وسعنا أن نستخلص من المعلومات التي ساقها العلمي في كتابه المومأ إليه آنفا -وهي ذاتها الدروس التي كان محمد البوعصامي يلقنها تلامذته-أن العود كان في أيامه يركب على أربعة أوتار: هي الذيل , والحسين والماية والرمل. وعليها تقوم النغمات الثماني وبيان ذلك كما يلي:

1- الوتر الأول: الذيل ونغمته (أ) , وهي أخفض النغمات , تقابلها نغمة البم. وينفرد بالضرب عليه دون دس , وبذلك فليس فيه سوى نغمة واحدة لا غير نفترض أنها نغمة »دو.«


2- الوتر الثاني: الحسين ونغمته (و). وبينها وبين الوتر الأول بعد سادس. وتقابلها نغمة الزير.ويحدث هذا الوتر ثلاث نغمات: الأولى ضربا ونفترضها نغمة لا. والثانية بدس السبابة (سي) , والثالثة بدس البنصر (دو.


3- الوتر الثالث: الماية. ونغمته (ب). وتبعد عن نغمة الذيل بثانية كاملة مرتفعة. تقابلها نغمة المثلث.
ويحدث هذا الوتر ثلاث نغمات: الأولى ضربا ونفترضها نغمة (ري) , والثانية بدس السبابة (مي) , والثالثة بالدس على البنصر (فا

3- الوتر الرابع: الرمل: ونغمته (ه). ويبعد عن وتر ا الماية برابعة عليا , وعن وتر الحسين ببعد طنيني وتقابله نغمة المثنى. وينفرد هذا الوتر بإحداث نغمة واحدة , تحدث بضربه دوور دس , مثله في ذلك كمثل وتر الذيل. وهذه النغمة هي (صول)




كتاب الموسيقا الأندلسية المغربية ( فنون الأداء)
رد مع اقتباس