عرض مشاركة واحدة
  #79  
قديم 03/12/2009, 20h54
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوه الاعزاء
السلام عليكم


المطرب ستار جبار


اغتراب حتى الموت









ستار جبار علي ، هذا هو اسمهُ الحقيقي وليس الفني ويكنى احياناً بستار ونيسة كما كان يسمى ابوه الفنان الكبيرالراحل (جبار ونيسة)..و ونيسه هذه جدته لابيهِ اي والدة جبار وكانت (كوالة) ذات صوت قوي ومؤثر ولها حضوٌر كبير في المناسباتِ الدينية والمآتم والافراح ، ولان جبار تيتم مبكرًا اصبحَ اسمهُ جبار بن ونيسه ومن ثم جبار ونيسه وقد حمل ستار نفس الاسم في مدينتهِ العريقة الناصرية .


ولد ستار عام 1946 من ابٍ مسلم وام صابئية ولهذه الزيجة التي قلما تحصلُ في المجتمع العراقي حكاية ٌظريفة لابد من الوقوف عندها لما لها لاحقاً من تأثيراتٍ بليغة على شخصية الراحل ستارفي بداية حياتة.
كان الوالد جبار صيادًا للسمك ومن ثم سائق لنقل السمك من الاهوار والمناطق المحاذية لمركز الناصرية ، ولان (سكلة السمك) كانت تقع على مقربة من محلة الصابئة تصادف ان التقى ذلك الشاب الوسيم صاحب الصوت الاخاذ بفتاة مندائية بارعة الجمال تدعى سلمى كانت كافية لبداية قصةِ حبٍ عارمة ترتب عليها الكثير في السنين القادمة.
بعدها وعصر كل يوم كان لابد للعاشق جبار ان يتمشى على ضفة الفرات التي لم تكن بعيده عن سكن الحبيبة وهو يشدو بصوته الصداح القوي اجمل الانغام وبأعذب كلمات الحب والاشتياق.

من هنا ولِدَ (طور الصبي) لكن بلون خاص تميز به جبار ونيسه وكان افضل من اي مطرب اخر في ادائه لهذا الطور لانهٌ عشقهٌ بشكل عفوي ولانه كان وسيلته الرائعة لايصال احاسيسه ورسائله الى بيت الحبيبة عبر الغناء .







المطرب جبار ونيسه والد ستار جبار



وقد سبق ان تغنى بهذا الطور فنانين معروفين في مدينة الناصرية مثل المرحوم خضير حسن ناصرية والمرحوم محيي يوسف والراحل الفنان حسن داود ثم جبار ونيسه وستار ونيسه ومن بعدهم محمد قاسم الاسمر ومن جيل السبعينات كان الفنان فاضل عواد من المقتدرين على اداء هذا الطور الصعب جدا والجميل جداً.

ستار والبدايات
منذ سنواته الاولى كان ستار يستمع للوالد يغني والوالدة تغني والجدة تغني مثلما اغلب ابناء المدينة كذلك وكأن الناصرية ورشة متخصصة لانتاج المطربين والفنانين وكذلك السياسيين لذلك اصبح دماغ ستار الصغير ديوان متنوع للكثير من الاشعار والاطوار الغنائية مما حفزه للغناء وهو في الصف الاول الابتدائي بعدما احسَ انه يمتلك حنجرة واداء رائع منذ اعوامه الصغيرة
ولكنه ولسوءِ حظهِ َلم يحظِ بالعناية الكافية لتطوير موهبتهِ لا في المدرسةِ حيث تعثر كثيراً ولا من قبل اسرتهِ بسبب انفصال ابويه بالطلاق .. ومن هنا من هذا العمر المبكر ذاق ستار التشرد والضياع وخصوصاً بعد زواج والده مجدداً وكذلك امه فلم يبقى لهٌ سوى العودة الى حضنِِ ونيسة التي سرعان ما توفت وهو مازال صبياً .

وبالرغم من تشرده وحرمانه من المحيط الاسري كان ستار مشهوراً في مدينتهِ الناصرية منذ صغر سنه كوالدهِ جبار، حيث كان مطلوباً في مناسبات ابناء المدينة كالاعراس والختان والاعياد والسفرات وحتى في مجالس العزاء التي تقام ايام عاشوراء.

لم يكمل تعليمهٌ المتوسط وقد ترسبت بداخلهِ وهو في هذا العمر الحرج عمر المراهقة كل احزان العالم واصبح بلا مؤى شبه متشرد تحنٌ روحهٌ الشفافة المعذبة للحنان ودفئ الحياة الاسرية، لذالك تنامت بداخلهِ مشاعر متضاربة تجاه الاخرين تتسم بالخوف والقلق والعنف والميل للقتال والعراك لاتفه الاسباب كما لجأ لتعاطي الخمر بوقت مبكر جداً كوالدهِ للهروب من واقعهِ وعذاباتهِ المستمرة.
وكما هو متبع حينذاك أقتيد للعسكرية لانه فشل في اكمال الدراسة وامضى القسم الكبير من خدمته العسكرية في الصحراء الغربية على الحدود مع الاردن.
وكان ما ان يعود في اجازته التي تمتد ( 21 ) يوما) فقط بعد اشهرٍ ثقال من الحرمانات والتعب والواجبات الثقيلة حتى يغرق فورا بالشراب، وكان المسكين يقضي اغلب ايام اجازته اما في الحبس او المستشفى أو يعتكف في المنزل يخجل ان يواجه الاخرين ووجهه وجسمه يحمل اثار العراك. بعد كل جلسة او سهرة للخمر.

حياته في بغداد
بعد تسريحهِ من الجيش اواخر الستينات توجه الى بغداد كبقية اغلب فناني مدينته الناصرية من المطربين والملحنين والشعراء الذين كانوا في بداية المشوار، ليلتقي بمن صاروا في زمن قياسي اشهر فرسان ورواد الفن العراقي الغنائي والمسرحي والروائي الاصيل الملتزم ، كالملحن طالب القرغولي والملحن كمال السيد والمطرب حسين نعمه والشاعر زامل سعيد فتاح وحسن الشكرجي عازف القانون الشهير والشاعر عريان السيد خلف والشاعر كاظم الركابي والمطرب فتاح حمدان وغيرهم.

تقدم للاختبار كمطرب وكانت لجنة القبول تضم خيرة فناني العراق كروحي الخماش وسمير بغدادي ومنير بشير ثم الملحن المبدع كوكب حمزه وغيرهم ، ولم ينجح بالاختبار لتدني ثقافته الشخصية والموسيقية رغم إن صوته كان اجمل واقوى من اصوات زملائه الذين تقدموا للاختبار ايضاً كحسين نعمه ورياض احمد وفؤاد سالم وحميد منصور وسعدون جابر واخرين غيرهم.
لذلك انضم لفرقة الانشاد كبقية زملاءه للتعرف بشكل علمي وبالممارسة على عالم الموسيقى من انغام ومقامات وعلى الوسائل العلمية الصحيحة في الاداء والنطق السليم لتهذيب ادائه وتخليصه من الغناء بالطريقة الفطرية التي اعتاد عليها بحكم نشأته شبه الريفية.

خلال هذه الفترة لمعت اسماء البعض من زملاءه من خلال برنامج ركن الهواة الذي كان يقدمه المرحوم كمال عاكف كالفنان فاضل عواد في اغنيتة الشهيرة (لاخبر) التي حققت انعطافة جديدة في طراز الاغنية البغدادية التقليدية لا من حيث كونها مستكملة المستلزمات الاساسية للاغنية الناجحة بل لانها جاءت بشئ جديد مختلف عن غناء العمالقة كحضيري ابو عزيز وداخل حسن وزهور حسين ووحيدة خليل الذين كانوا يستظلون بالمتبقي من امجادهم.

الاغنية الاولى
اول اغنية اذاعية للفنان ستار كانت (افز بالليل) من كلمات الشاعر عريان سيد خلف والحان الملحن المبدع محمد جواد اموري.. ولهذه الاغنية حكاية مؤثرة ستكون هي السبب في كل ما حصل في محطات ستار الحياتية اللاحقة من خسائر وكبوات متواصلة حتى نهايتة الفاجعة.


لقاءه بالملحن كوكب حمزه
في تلك الايام سطع علي الساحة الغنائية الشاب الوسيم كوكب حمزة كملحن ومغني في بعض المناسبات السياسية والخاصة..استمع كوكب لصوت ستار وقدراتة الهائلة بالاداء فأعجب به جدا وقال له بالحرف الواحد ( صوتك اسطوري لم ولن يتكرر). اتفقا بعد حين على ان يلحن له اغنية(افيش بروج الحنية أٌفيش أٌفيش) .
وتواصلت لقاءآتهم للتدريب والحفظ رغم ان ستار لم يكن معجباً ولامقتنعاً لابكلمات الاغنية ولا باللحن لكنه قبل بها وقام بتسجيلها في الاذاعة لانه كان يريد ان ينال فرصته للاطلالة من الاذاعة والتلفزيون بأي وسيلة بعد ان سبقه لعالم الشهرة البعض من زملاءه في فرقة الانشاد.
في فرقة الانشاد كانت وقتها الفنانة (غادة سالم) التي لم تنل فرصتها بالانتشار تتمرن على حفظ اغنية ( أفز بالليل )وكان ستار من ضمن الكورس الذي يردد خلفها، وخلال متابعته للبروفات استهوته الاغنية وملكت احاسيسه ووجدها تتوافق مع قدراته الصوتيه في حين عجزت غادة سالم عن ادائها كما يبغي اموري لضعف قدراتها الصوتيه .. وفي احدى فترات الاستراحة تجرأ ستار وطلب من اموري ان يستمع له مرة واحدة كي يؤدي الاغنية ذاتها وقد حصل ذلك فعلاً وكان ان اقتنع اموري بصوت ستار وقام فوراً بتحويل الاغنية من غادة الى ستار لكن هذا الامر سبب له قطيعة تامة مع الفنان كوكب الذي استاء من تصرفه المفاجئ مما حدى بكوكب ان يعطي اغنية افيش للفنان سعدون جابر وتبعها باغنية ياطيورالطايرة التي صارت السبب لشهرته وا انتشاره على الساحة العراقية والعربية .

يروي الاستاذ فائز السهيلي
بعد فترة وجيزة تم تسجيل اغنية افز بالليل في ستديو اذاعة بغداد وكانت رائعة فعلا كلحنٍ وكلمات وغناء ولكن ستار ضل يتأمل ظهوره من على شاشة التلفزيون كي يتعرف عليه الناس ، وفي احدى المناسبات الوطنية كما كانت تسمى حينذاك تم ابلاغ ستار على انه سيكون ضمن برنامج الحفل الذي سوف ينقله التلفزيون على الهواء مباشرة من قاعة الخلد في بغداد، وبقدر فرحة ستار بفرصة العمر التي طالما انتظرها اصيب بالرعب والقلق من مواجهة الكاميرا ت رغم انه اعتاد الغناء منذ طفولته.
في اليوم الموعود كان ستار جبار ما زال فقيراً معدماً تتقاذفهٌ الفنادق الرخيصة ومطاعم الأرصفة يعيش على مساعدات ودعم اصدقائه واقربائه ومحبيه ولذلك لم يكن بمقدوره شراء بدلة (قاط) تلائم هذا اليوم العظيم المنتظر يوم ان يواجه الناس وان يتعرف عليه الجمهور بعد ان استهواهم صوته من خلال الاذاعة .
لذلك حاولنا جميعاً ان نجد له بدلة في اسواق اللنكات ولم نفلح بذلك لان جسم ستار شبيه باجسام المصارعين او الرباعين متوسط القامة باكتاف عريضة جداً وذراعين مفتولين ورقبة ثخينة تحمل وجه وسيم بملامح طفولية .
وبعد ان فشلنا في تدبير البدلة وكانت الساعات تقترب من موعد بدء الحفل لم يكن امامنا سوى الاستعانة بصديقي (سالم) الذي كان يشتغل كعامل في محلِ ٍلكوي الملابس في محلتنا الشعبية الطيبة ببغداد القديمة (قنبر علي) لمساعدتنا باستعارة واحدة من بدلات الزبائن تلائم جسم ستار لساعات قليلة فقط والتعهد باعادتها سالمة ً حال انتهاء الحفل.
رفض سالم بشدة واعتذر باصرار ٍ ولكنه وافق اخيراً أمام الحاحنا وتوسلاتنا شريطة ان نرجعها لبيتهِ حتى لو اخر الليل، انتقى ستار بدلة فاخرة وجديدة ظهر فيها رائعاً مع القميص والرباط والساعة ومحبس الذهب التي كانت كلها اعارة من اصدقائه .
كل شيء تمام وفي الوقت الملائم ودعنا ستار وانطلق الى مكان الحفل في كرادة مريم.
تجمعنا امام شاشة التلفزيون معارف ستار من اصدقاءه و والدته واقربائه واهله ومحبيه والكل كان قلقاً يدعو له النجاح لانه جدير بذلك.

بعد تقديم الفقرات الاولى من الحفل التي لااتذكرها جاء دور ستار كي يغني اغنية أفز بالليل.. بدأت الفرقة الموسيقية بعزف المقدمة ستار يبدو رائعاً انيقاً امام المايكريفون وبعد انتهاء الكورس المصاحب له بدأ ستار الغناء لكنه كان مرتبكاً يلاقي صعوبة في المحافظة على الايقاع الموسيقي.. المهم انتهى من المقطع الاول وحين جاء دوره لتسلم المقطع الثاني حلت بهِ المصيبة ، اذ نسيهٌ تماماً وعاد لترديد المقطع الاول وهو ضائع حائرلايعرف ماذا ممكن ان يصنع وهو امام الملايين
لذلك كان غناءهُ سيئاً بائساً مرتبكاً وامضى الوقت المخصص له يمسح العرق ويرفس الارض دون جدوى .
هذه الكارثة سببت له الانكسار والاحباط والفشل الذي ظل ملازماً له في مراحله القادمة وحتى مماته .
المهم غادر ستار مكان الحفل وهو مٌحطمُ منسحق وتوجه لاقرب حانة شرب حتى الجنون ثم التحم مع رواد البار في معركة ضارية خرج منها بجسم نازف وروح ممزقة ..
ولكم ان تتصورا ما حلَ ببدلة صديقي سالم بعد ذلك !!!

وفي الوقت الذي اخذ زملائه المطربين التحليق والانتشارعالياً في عوالم الشهرة والغناء والمال بقيَ ستار يعاني العوز والاهمال، بيدَ انه رغم ذلك تمكن من تسجيل القليل من الاغاني مثل ( ماجنك هذاك انتَ وأغنية مهظومة شدات الورد والعديد من اغاني الفنان الراحل حضيري ابو عزيز) وغيرها .

في منتصف السبعينات تمكن من الزواج وسكن في بيت متواضع في محلة الفحامة في كرخ بغداد ورزق بولد ٍ لكنه توفي وهو رضيع نتيجة الحرمان والعوز بعدها جائته بنت ثم وسام.
كان كريماً و صادقاً و شجاعاً وشهماً ، عفيف النفس نظيف اليد والقلب مُحب للمزاح والنكات وغالباً ما كان يمتعنا بتقليد حركات ومشاهد الممثل المصري الكوميدي ( اسماعيل ياسين).

مواقف واحداث ومفارقات
مع الملحن كمال السيد: حاولت مراراً أن ارتب له علاقة فنية مثمرة مع الملحن المبدع الراحل ( كمال السيد) الذي كان بالتأكيد على دراية كافية بقدرات ستار المميزة لانه ابن مدينته وكنتٌ متيقن ان هكذا لقاء بين أهم عملاقين في مجال التلحين والغناء سيمنح العراق الفن الراقي الملتزم في مجال اللحن او الغناء .
لكن السيد لما يتصف به من اتزان والتزام وخلق رفيع واحترام للفن والفنانين كان يرفض التعاون مع ستار، وكان يؤكد باستمرار امام ستار( إذا ستار ما يصير آدمي ويتصرف كفنان ويخفف من الشرب والطلايب، ماكو فايدة منه) و ( صوتك ياستار مثل المازه بيد ابو الفحم ).

مع حضيري ابو عزيز
كان ستار يعتبر حضيري مَثَلَهُ ونموذجه الاعلى في الحياة والغناء ، والوحيد الذي يستمع له بطربٍ واهتمام وصوت حضيري فقط الذي يجعل ستار ينفعل ويطرب حتى البكاء والنشيج الشديد وكان ستار من القلائل الذين ظل يزور حضيري ويتفقد احواله بعدما تلاشت شهرته حينما كان ملك العراق غير المتوج طوال اكثر من نصف قرن من تاريخ العراق الفني .
في يوم ما بشارع الرشيد حينما كان يزهو بالخير والاناقة والنظافة والجمال ومقابل سينما روكسي بأتجاه ابو نؤاس التقيتٌ ستار وهو يحوط بذراعيه رجل كهلاً يرتدي روب منزلي رث على بجامة بالية ويحتذي نعال عتيق ويضع على راسه شئ ما يمشي بصعوبة كبيرة وهو يرتعش مسنوداً الى جسم ستار وكان يردد بصوت واهن ( إي خالي انه حضيري ابو عزيز). .كان ذلك فعلا المتبقي من ذلك الفنان العظيم الذي منح العراق الفرح والجمال ولم يحضِ ِمن بلده كغالبية مبدعي هذا العراق الواهب والخالق للفن الراقي المتميز سوى الجحود والنسيان ولاحقاً النحر والتهجير على يدي الغربان الجدد.
كان حضيري يصر على الوصول ماشياً الى ابو نؤاس وحينما عجز عن المواصلة بعد خطوات قليلة احتضنه ستار بين ذراعيه وحمله الى صدره كالطفل وسار به نحو ابو نؤاس وهو يبكي ويهمس في اذن حضيري (لاتًعب نفسك .. اروحلك فدوه) .

مع الأستاذ الموسيقاروديع خوندة
من الصدف الجميلة ان استأجر ( الحديث للاستاذ فائز ) للسكن بالمنصور بيت الفنانة الرائعة ( مائدة نزهت)وسرعان ما تحولت هذه الصدفة الى علاقة عائلية محترمة وممتعة ، وقررتٌ أن أٌوجد لقاء في بيتي يضم الاستاذ وديع خوندة وزوجته الفنانة مائدة بغية التعرف لمواهب وامكانات ستار عن قرب بعيداً عن الاجواء الرسمية ، وفعلاً حصل ذلك لكن الاستاذ وديع باناقته المفرطة وملامحه الحديدية ونظاراته الداكنة أصابت ستار بالهلع والهيبة والخوف ولم يتمكن من الغناء بطرب وارتياح ولم يحظي ستار من هذا اللقاء سوى بمحاضرة عن الخلق الفني والغناء الرأسي او الصدري!!

ستار في رأي الفنانين والملحنين
(صوت ستار رهيب اسطوري لم ولن يخلق له مثيل).. الفنان كوكب حمزه .
صوت ستار جامع لكل الاصوات العراقية والعربية (وسيكون له شأن كبير وخطير في مستقبل الغناء العربي).. الفنان محمد جواد اموري.!! اما الملحن الشفاف محسن فرحان فقد( قال عن صوت ستار انه ما كان يعتقد بأمكانية وجود هكذا مقدرة صوتية تزحف كالنسيم من القرار الدافئ العذب وتصعد بتألق واقتدار وتتجاوز جواب الجواب بمد عجيب ومتمكن) .

عانى ستار كثيرا في حياته و كانت تضيق به الدنيا ويعجز حتى عن توفير الطعام لاسرته.
توفي في بيته المتهالك القديم نفسه ,كان يحتفظ ببرميل بانزين في غرفة صغيرة في سطح داره .واثناء الهجوم الجوي والصاروخي الامريكي على بغداد الحبيبة عام 1991 صعد ستار ليلاً لإحضار البنزين لتشغيل المولدة الكهربائية الصغيرة وكان يحمل بيده ( لاله) وفور ان رفع غطاء البرميل اشتعلت الغرفة بسبب تشبعها ببخار البنزين ، واغلق الانفجار الباب دونه ولم يتمكن من انقاذ نفسه ، التهمته النيران قبل ان يشعر به الاخرين .. مكثَ ايام قليلة في مستشفى الكرامة بالكرخ وهو يصرخ من الألم والعذاب ومات بالكنكرينا لنقص الكهرباء والدواء وحيداً معدماً وبلا عزاء!!

رحمك الله ياستار ففد كنت فنانا حقيقيا ومتمكنا ومخلصا لفنه .
منقول للفائدة بتصرف

تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg ستار جبار.jpg‏ (10.9 كيلوبايت, المشاهدات 221)
نوع الملف: jpg جبار ونيسة.jpg‏ (22.3 كيلوبايت, المشاهدات 219)

التعديل الأخير تم بواسطة : قصي الفرضي بتاريخ 04/12/2009 الساعة 06h44
رد مع اقتباس