عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 22/05/2011, 23h49
الصورة الرمزية مهند محسن
مهند محسن مهند محسن غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:359475
 
تاريخ التسجيل: décembre 2008
الجنسية: عراقي
الإقامة: قطر
المشاركات: 853
افتراضي رد: المطرب الريفي عبدالحسين اللامي

عبد الحسين اللامي : الاغنية الريفية لن تموت لأن جذورها في اعماق الناس






البوابة / عبد الجبار العتابي /بغداد :

وصف المطرب الريفي عبد الحسين اللامي الاغنية الريفية بالشريفة ، مؤكدا انها لايمكن ان تموت على الرغم من الاهمال وقلة مطربيها ، مستغربا عدم الاهتمام هذا على الرغم من انها لازالت مطلوبة في العراق والوطن العراقي وتمثل الاصالة والطرب ، ووصف اللامي الاغنية الحالية بأنها مجرد فوضى وصخب ولا معنى لها ، واشار اللامي في حوارمعه اثناء زيارته الاخيرة لبغداد الى ان بغداد التي اختفى الكثير من الغناء عن لياليها ونهاراتها لايمكن ان تعيش دون غناء ، ولا بد من ظهور اجيال جديد تعيد بهجة الغناء لديها ، موضحا انه اخر عنقود مطربي الريف بعد غياب الكثيرين من فرسانها .

* اين انت وما هذا الغياب ؟

- انا حاليا اسكن في سورية ، فأجيء الى بغداد في فترات متقطعة ، كي ارى اصدقاءنا واهلنا ، وان نعيد نشاطنا الغنائي في بغداد شيئا فشيئا .

* هل لديك نشاطات معينة؟

- لدي حفلات هنا في احد فنادق الدرجة الاولى ، كما لدي حفلات في سورية في اماكن راقية مع الفنانين ياس خضر وسعدون جابر وصلاح عبد الغفور ، انا لا اعمل في (المقاصف) ابدا .

* هل من جديد في تسجيل الاغاني وتصويرها ؟

- لدي كاسيت جديد يتضمن ست اغنيات منها ( تضوي وتشتعل شامة اللي بخده) و (الك ضحيت) وستة موالات ، والاغنيات لحنها عدة ملحنين منهم : طالب القره غولي وخليل ابراهيم ، ولشعراء منهم كريم راضي العماري وكاظم اسماعيل كاطع ، سجلت هذه الاغنيات في دمشق لكنني لم اصورها بعد للتلفزيون .

* لماذا ؟

- لان تصوير الاغنية تلفزيونيا يكلف كثيرا ، ونحن المطربون الريفيون ليس لدينا طاقة هذه التكلفة الكبيرة .

* الا توجد قناة فضائية تحاول ان تستقطبكم ؟

- لا توجد اية قناة ، ومن المفروض ان تهتم هذه القنوات الفضائية العراقية بمطربي الريف وتسأل عن حسين اللامي وعن فرج وهاب وعن غيرهما ، للاسف لم يسأل احد علينا ، ولكن سمعت ان قناة (العراقية) قالت انها ستصور لي مجموعة من الاغاني ، وكذلك قناة (صلاح الدين) قالت انها ستصور لي بعض الاغاني ، وان شاء الله يكون ذلك .

* لماذا برأيك لم يهتموا بالغناء الريفي ؟

- انشغلوا بالاغاني السريعة اغاني الفوضى والصخب، على الرغم من ان الجمهور ما زال يسمع الغناء الريفي ، ولا زال الجمهور العراقي يعلن اعتزازه بنا ويعبر عن اعجابه اينما نكون ، نحن لدينا جذورنا التاريخية العميقة ، يقولون الوضع هكذا اغاني يريد او تغير ، وهذا ليس صحيحا ، اغاني الريف مميزة بشجنها وبنكهتها ولايمكن للناس ان تتخلى عنها .

* هل تعتقد ان لذلك اسبابا اخرى ؟

- انا اعتقد ان هناك مؤامرة ضد الاغنية الريفية من قبل هؤلاء الطفيليين الذين جاءوا للفن مؤخرا ، يغنون اغانينا ولكنهم يشوهونها ، ولا يعطونها حقها ، لايعطون حق الاغنية التي كنا نغنيها ونتعب في ادائها بالمستوى اللائق بها ، الان يأتي الواحد منهم مرتديا وردة او ملابس ملونة بخمسين لونا ، ويطلع يغني اغاني فرج وهاب او عبد الحسين اللامي ، فقاموا بتشويه هذه الاغاني الريفية الاصيلة .
* ما المفروض ان يتم عمله من اجل بقاء الاغنية الريفية حية؟
- المفروض على نقابة الفنانين ان تقف معنا ، ان يكون لها دور مؤثر على الاذاعات والفضائيات من اجل تسجيل وتصوير اغانينا وبثها .

* اين يمكن تصوير الاغنية الريفية برأيك ؟

- الاغنية الريفية تصور في الطبيعة ، في المساحات الخضراء ، في الفضاء الرحب وقرب الماء والانهر ، فيطلع لها رونق وتكون لها قيمة وتجعلك تشعر فعلا ان هذه الاغنية جزء من هذه الطبيعة الحقيقية .

* هل تعتقد ان الاغنية الريفية فعلا مطلوبة؟ .

- ما زالت الاغنية الريفية مطلوبة ليس في العراق فحسب بل وفي الوطن العربي بأجمعه ، اي مطرب من هؤلاء الشباب ان يظهر على المسرح ولا يغني موالا ، لا احد يستمع له ، الموال او المحمداوي والابوذية والسويحلي والنايل ، هذه كلها من ضمن الاغنية الريفية ، ومطلوبة في الغناء ، انا الان في سورية ، لديّ اغاني سجلتها في السبعينيات ، وهناك اغاني نسيتها انا صدقني ، ولكن الجمهور يذكرني بها ، معنى هذا ان الاغاني باقية في ذاكرة الناس ، نحن المطلوبون ، مطربو الريف ما زالت الناس تطلبهم ، وما يقال او تسمعه من ان القنوات تبث اغاني هذا وذاك بسبب ان الناس تطلبهم ، فأنه كلام غير صحيح ، ولكنها العلاقات الشخصية والتجارة ، هناك شغلة لم نتخلص منها ،حيث البعض يعطي الاموال من اجل تظهر اغانيهم ، ما عدا مطربو السبعينيات ياس خضر وحسين نعمة وسعدون جابر ورياض احمد وغيرهم ، ولم يمت الغناء الريفي ، جاء كاظم الساهر عندما غنى اكتسح كل المطربين الذين على الساحة لكنه لم يقدر ان يكتسح اي من مطربي الريف ، جاء بلونه واثر على كل المطربين ما عدا الاغنية الريفية لانها تعيش في دم الناس ولها اصولها ، واريد ان اقول لك ان الاغنية الريفية اغنية شريفة فهي تنبع من علاقات صميمية وطبيعية ، فعندما اريد ان اغني لك عن الاخ فأنا اقول ( طحت لامال يجعدني ولا ابني / وبعد ما وزرت بيتي ولا ابني/ اخوي اللي رضع ديس تامي ولبني/ مالح ما يجد بالول ليّ) ، فهذه تذكرك بالاخ ، تذكرك بالصديق ، هذا هو الابوذية ، خذ المحمداوي مثلا ، انا غنيت موال (محتار من قصتي وياي ولفي عال / ناصي واريد العنب عنقوده عني عال / وهمان يا للي احسبت حالي كبير وعال/ بيّ العواذل صفت عمدا تروح وتمر / اجرع مرار الصبر علقم واقولن تمر / كلها وحبيبي علي تامر تقول وتمر / بس لا تولع القلب حال صعب مو عال) .

* هل من الممكن ان ينجح الساهر في غناء الريفي؟

- كاظم له لونه الخاص ، ذات مرة التقيته في الامارات ورحب بي ودعاني وطلب مني ان اغني له طور المحمداوي ، وغنيته له ، فهو يطرب لغنائنا الريفي ، انه يستطيع ان يغني الريفي ولكن لا يعطيه نكهته الخاصة التي يعطيها مطرب الريف الفطري العفوي الذي تشعر ان رنة صوته فيها شجن من تراب الارض واخضرار الطبيعة .

* كم مطرب من مطربي الريف ما زال على الساحة؟

- نحن بقينا على عدد الاصابع ، فقط انا الذي ما زلت اغني من ذلك الجيل بنشاط جيد ، انا اخر العتقود من اولئك المطربين المعروفين ، نسيم عودة اصبح كبير السن ولا يستطيع الغناء ، فرج وهاب ترك الغناء ، عبد الجبار الدراجي في الاردن ،ولكن جاء مطربون تواصلوا مثل رعد الناصري ، يونس العيودي ، ومن جيلي بقى عودة فاضل ، مازال يغني ، وكذلك مكصد الحلي .

* اي مستقبل للاغنية الريفية برأيك ؟

- الاغنية الريفية لاتموت ابدا ، ولكن التواصل مهم لها ، ان يأتي اناس مثلنا ويغنوها ، نريد من الشباب ان لا يتخلوا عنها وان يستمروا في غنائها ، داخل حسن صار له اكثر من 30 سنة متوفى وما زال الناس تحن الى اغانيه ، للاغنية الريفية جذور عميقة فلا تموت ، انا اسمع احيانا شابا عمره 14 عاما ويغني لسعدي الحلي ، اذن سعدي لم يمت ، شابة تطلب مني اغنية سعدي (تناشدني عليك الناس) معناه ان الاغنية الريفية حاضرة ، وانا ارى ان المصيبة التي تتعرضها هذه الاغنية الان هي في عدم الاستمرارية .
* هل تستطيعون انتم هذه المجموعة القليلة اعادة الاعتبار للاغنية الريفية ؟

- نعم نستطيع ولكن الاعلام ظلمنا ، ولا اعرف اسباب هذا الظلم ، المحطات الفضائية العراقية المفروض تسأل اين عبد الحسين اللامي ، حينما سمعوا انني جئت الى بغداد ، وتطلب مني ان اتحدث عن الاغنية الريفية ، وان تسألني عن بداياتي ونتاجاتي ، احكي لنا عن المطربين من جيلك والذين عاصرتهم وعايشتهم ، ولكن للاسف لايوجد مثل هذا ، ليس هنالك اي اهتمام على الرغم من الناس بالريف والمدينة يعشقون الاغاني الريفية ، وحتى في اربيل التي ذهبت اليها قبل ايام فكانوا يطلبون الاغاني الريفية .

* ما الاغنية التي هي لك وترددها دائما ؟

- اغنية بعنوان (على السافروا)، (على السافروا يا روحي اشتكولين) ، سجلتها في التسعينيات ومصورة للتلفزيون ، ولكن لا اعلم اين خبؤوها ، اظهروها مرة او مرتين ، وخسرت عليها كثيرا ، وكذلك اغنية (يا وسيم الطول) صورتها وخبؤوها ، ولا اعرف اين ولماذا .

* كيف ترى حال الاغنية العراقية الان ؟

- لا يوجد غناء ، كله (هوسة) وفوضى ولا معنى لها ، مع الجو العام مع المفخخات ، لا يوجد طرب ، واصبح المغنون كثيرين جدا ويغنون اللون نفسه والرقصات نفسها وحتى نفس البنات يأتون بهن في تسجيل اغانيهم .

* هل يمكن لبغداد ان تعيش بلا غناء ؟

- لا ..، لايمكن ذلك لان بغداد لها مع الغناء حكايات وحكايات ليل وسهر ، كانت الاغنية البغدادية الى وقت قريب لها فرسانها ، كان المطربون الكبار رضا علي ومحمد عبد المحسن عباس جميل وغيرهم ، وكان الغناء الريفي طاغيا عليهم وغناء المقام ، لا يمكن ان نرى يوما بغداد بلا مطربين ، وبلا غناء ، ومن المؤكد اناها ستنجب مطربين كبار واجيالا تعيد بهجة الغناء للمدينة الجميلة .
__________________
رد مع اقتباس