الموضوع: صلاح جاهين
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 28/02/2007, 04h34
راضى راضى غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:6371
 
تاريخ التسجيل: novembre 2006
المشاركات: 1,014
افتراضي

حوار تأخر 19 سنة مع..
فيلسوف أولاد البلد..
أبو جلابية واسعة.. وضحكة أوسع..
صلاح جاهين
تخيلته وجمعت قصاقيصه: غادة م. محمود
رسم عالمه: محمد هشام عبيه، أحمد عمار
إمدادات فنية: شريف عرفة
غمضنا عينينا.. فتحنا قلوبنا.. لقيناه هناك.. مستربع في مطرحه. صفينا دمنا، لقينا كلامه بينزل من الأوردة والشرايين.. عشان يدور في السواقي ويوصل لزرع الأرض الطيبة.. في كل مكان. ولما ذكراه هلت علينا، بريحة النيل والعرق والربيع، غمضنا عينينا تاني، فابتسمنا.. واترسمنا عيال بضحكة واسعة.. وعواجيز بشعور شايبة.. وشباب مجانين.. سخنين.. بنهتف للبيت وللدفا والطين.. في صورة واحدة وفي نفس الوقت.

ومع إنه مش موجود بيننا، إلا إننا برضه قابلناه، على الخيط الرفيع الواصل بينّا وبينه. عرفناه دنيا واسعة وعشناه حالة عمرها ما تموت.. عشان كده مش هنقدر نلخصه في حبة كلام، جوه حوار اتخيلناه. فتشنا في أوراقه وفي صوره بنفس الدهشة اللي في عينيه، واللي بدرها أخضر جوانا.. قلبنا الصالون قعدة عربي..وعشنا الحالة.. الحالة اللي مالهاش غير اسم واحد.. صلاح جاهين
..
(صلاح جاهين.. أبو جلابية واسعة وضحكة أوسع)

• اسمه الحقيقي محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي
• ولد في 25 ديسمبر 1930 فى شارع جميل باشا بحي شبرا.
• والده المستشار بهجت حلمي الذي تدرج في السلك القضائي بدءًا من وكيل نيابة حتى عُين رئيساً لمحكمة استئناف المنصورة.
• التحق بكلية الحقوق بناء على رغبة والده، ودرس في ذات الوقت في كلية الفنون الجميلة دون علم والده لفترة قصيرة، ثم ترك الدراسة بأكملها وانغمس في العمل الصحفي.
• التحق بروزاليوسف وعمل سكرتير تحرير وظل يرسم بشكل سري إلى أن اكتشفه "أحمد بهاء الدين" -الرجل الثاني بالمجلة وقتها- فأفرد له صفحة كاملة أسبوعيا.
• كتب عددا كبيرا من الأغاني الوطنية وارتبط اسمه بثورة يوليو ومغنيها "عبد الحليم حافظ" وذاعت شهرته من خلال بعض الأغاني مثل "صورة" "السد العالي" وغيرهما.
• كتب السيناريو والحوار لعدة أفلام ‏مثل "خلّي بالك من زوزو"، "أميرة حبي أنا"، "شفيقة ومتولي" و"المتوحشة" كما شارك في إنتاج أفلام "أميرة حبي أنا"، "عودة الابن الضال"، وشارك بالتمثيل في عدة أفلام منها "شهيد الحب الإلهي" عام 62 و"لا وقت للحب" عام 63 و"المماليك" في عام 1965.
• توفي في 21 أبريل عام 1986.

غابة تهب عليها الرياح
قدام كتلة المواهب المتجمعة دي، وقفنا، تأملنا، وسألنا..
يا عم صلاح ، يا رسام يا كاتب ويا ممثل.. ياللي الدهشة كانت مالية عينيك الطفلة.. كان همك إيه في حياتك؟.. عملت إيه فيها؟.. شفتها ازاي؟.. باختصار، ازاي بقيت صلاح جاهين؟..

نظرت في الملكوت كتير وانشغلت
وبكلمة (ليه؟)و(عشان ايه) سألت

أسأل سؤال.. الرد يرجع سؤال
وأخرج وحيرتي أشد مما دخلت

عجبي
الحيرة دي هي اللي كانت بتخليك تشوف الدنيا بعين مختلفة.. يمكن عشان كده أختك بهيجة وصفتك بـ"أخيب تلميذ في المدرسة في الرسم". اتمردت على الرسوم التقليدية اللي لسه بيخلوا الطلبة ترسمها في المدارس.. بيوت.. سما.. شجر.. ده حتى ماحدش اكتشف موهبتك غير مدرس الرسم الجديد بتاع المدرسة، اللي كان عنده رؤية مختلفة، واقترح على فصلك الرسم في موضوع بعنوان "غابة تهب عليها الرياح"، وساعتها وضحت عبقريتك في الرسم. حاسس بإيه بعد ما بقيت من علامات فن الكاريكاتير؟ وإيه كان انطباعك لما قدرت ترسم البسمة على وشوش الناس؟
بلياتشو قال إيه بس فايدة فنوني؟
وتلات وقق مساحيق بيلونوني
والطبل والزمامير وكتر الجعير

إذا كان جنون زبوني زاد عن جنوني

عجبي
البلياتشو أكبر دليل على إن الوش المبتسم، مش دايما بيكون وراه إنسان مبسوط، ودي فعلا كانت حالتك يا عم صلاح. إنت جالك اكتئاب بعد النكسة، قلت قبل كده إنها حالة كاملة بتنتابك، وبتهاجمك في أوقات معينة. اتغلب عليك شعور بإنك كنت بتساهم في خداع الناس العاديين. سافرت فعلا لإحدى المصحات النفسية في موسكو وقضيت فيها خمسة أشهر، إلا أنك عدت باكتئاب مضاعف.. ازاي بتشوف الحزن؟

يا حزين يا قمقم تحت بحر الضياع
حزين أنا زيك وإيه مستطاع

الحزن ما بقالهوش جلال يا جدع
الحزن زي البرد... زي الصداع

عجبي
بس إنت كنت بتفرح الناس برسومك وأغانيك، مش إنت اللي كتبت "خلّي بالك من زوزو" و"الدنيا ربيع" و"الحياة بقى لونها بمبي"؟
غمست سنك في السواد يا قلم
عشان ما تكتب شعر يقطر ألم
مالك جرالك إيه يا مجنون... وليه

رسمت ورده وبيت وقلب وعلم
عجبي

جميل جدا، وبمناسبة الـ"عَلَم"، كانت ليك أغاني وطنية نطقت باسم الثورة، كنت بتكتب في صف السلطة عكس "أحمد فؤاد نجم" مثلا، عملت لحليم "صورة" و"بستان الاشتراكية" و"بالأحضان" و"أحلف بسماها وبترابها". كنتم مع بعض في خندق واحد، بتتكلموا عن هموم وطن، من غير سكات أو ملل.. أي فنان عندك عندليب، زي عبد الحليم، كنت بتقول له إيه؟
يا عندليب ما تخافش من غنوتك
قول شكوتك و احكي على بلوتك
الغنوه مش ح تموتك إنما

كتم الغنا هو اللي ح يموتك
عجبي

صورة.. صورة.. صورة
والدك كان رئيس محكمة الاستئناف بالمنصورة، أصر إنك تلتحق بكلية الحقوق رغم علمه برغبتك في الالتحاق بالفنون الجميلة، وعشان كده التحقت –في السر- بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة، وكان "بيكار" وقتها أستاذك في الكلية اللي لما انكشف أمرك، كلم والدك عشان يقنعه بموهبتك وبإن الفن هو بيتك الحقيقي مش المحاماة. لكنه برضه ماغيرش رأيه.. وإنت برضه حبك
ليه ما اتغيرش.. ممكن تعرفنا عليه أكتر؟
أنا كان لي أب، وكان رئيس محكمة
ستين سنة. في قضية واحدة ارتمى
ستين سنة وطلع براءة وخرج

يشكي الحياة والموت لرب السما
عجبي

والدتك كمان كانت من أول المتخرجات من مدرسة السنية. كانت فنانة غير معلنة، بتألف كل سنة مسرحية للبنات وتخرجها وتصمم لها الملابس والديكورات. وجدك كان أحمد حلمي الصحفي المشهور اللي اتسمى الموقف على اسمه. واضح إن الوراثة لعبت لعبتها معاك، حتى ابنك بهاء بقى شاعر زيك.. كنت متوقع له ده؟ وكنت بتوصيه بإيه؟
خوض معركتها زي جدك ما خاض
صالب وقالب شفتك بامتعاض
هي كده... ما تنولش منها الأمل

غير بعد صد ورد ووجاع مخاض
عجبي
الله عليك! وبما إن الموضوع أخد الشكل الشخصي الدافي ده، تتضايق لو عرفنا تفاصيل حياتك اليومية؟ يعني كنت بتصحى على إيه؟.. بتشوف إيه؟.. يومك كنت بتبتديه ازاي مثلا؟
فتحت شباكي لشمس الصباح
ما دخلش منه غير عويل الرياح
وفتحت قلبي عشان ابوح بالألم

ما خرجش منه غير محبه وسماح
عجبي
ده بالنسبة للصبح، طب والظهر؟
زحام وأبواق سيارات مزعجة
اللي يطول له رصيف.. يبقي نجا
لو كنت جنبي يا حبيبي أنا

مش كنت أشوف إن الحياة مبهجة
عجبي
بترجع مهدود.. تعبان.. بتفكر في إيه قبل ما تنام؟
يومي على الله.. تنتهي وتغيب
الشمس وتعود تاني يوم لهاليب
زي الحياة، مأساة، ومن كترها

بقى لا انتهاءها ولا ابتداءها عجيب
عجبي

يا طفل يا للي في دمي
بجد كلامك مابيتشبعش منه، وقعدتك وضحكتك.. وصوتك الحنين ليهم مكان كبير في القلب. كنت طفل حالم، وشاب مليان حماس وراجل طيب. البسمة –رغم الآلام- ما فارقتك،
وبرضه كنت شخصية جدلية في حياتك وحتى بعد مماتك. لو فرجتنا على صورك وإنت صغير، هتورينا إيه؟
مرحب ربيع مرحب ربيع مرحبة
يا طفل ياللي في دمي ناغي وحبا
علشان عيونك يا صغير هويت

حتى ديدان الأرض والأغربة
عجبي
ولما كبرت، وبقيت شاب أحلامه بلون طمي النيل الوردي، كنت دايما وحيد وساكت؟ كنت بتلاقي جواك عالم كامل يستغرقك ويسرقك من الدنيا؟ ده صحيح؟
أنا شاب عمري ولا ألف عام
وحيد ولكن بين ضلوعي زحام
خايف ولكن خوفي مني أنا

أخرس ولكن قلبي مليان كلام
عجبي
ولما كبرت شوية، موقفك من الحياة اتغير؟
ولو انضنيت وفنيت وعمري انفرط
مش عاوز الجأ للحلول الوسط
وكمان شطط وجنون مانيش عاوز

يا مين يقول لي الصح فين والغلط؟
عجبي

يصعب علينا نسيبك يا عمنا، لكن لو استغرقنا أكتر من كده، ممكن مانعملش حاجة غير إننا نسمع لك. لو قلنالك تنهي الحوار إنت، بحاجة تحب تقولها لنا.. وشوشاية.. نكتبها في ورقة صغيرة ونلزقها على قلوبنا، قبل مكاتبنا، تبقى إيه؟
أحسن ما فيها العشق والمعشقـة
وشويتين الضحك والتريقـة
شفت الحياة، لفيت، لقيت الألـذ

تغييرها، وده يعني التعب والشقا
عجبي
----------
من أعماله السينمائية
تمثيل:
لا وقت للحب
اللص والكلاب
المماليك

حوار:
اللعنه
المتوحشه
خللى بالك من زوزو
شيلنى واشيلك
شفيقه ومتولى

سيناريو :
المتوحشه
خللى بالك من زوزو
شفيقه ومتولى
رد مع اقتباس