عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 31/03/2010, 17h41
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: قصائد في حب العراق

الاخوة الاعزاء
السلام عليكم

قصيدة رائعة ومؤثرة للشاعر العراقي المبدع المغترب عبد الرزاق عبد الواحد عن بغداد ....

تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد

مَن لي ببغـداد ؟
للشاعر العراقي عبدالرزاق عبدالواحد

دَمعٌ لـِبـَغـــداد .. دَمعٌ بالـمَـلايـيــن ِ مَن لي بـِبـَغــداد أبـكـيـها وتـَبـكيـني ؟
مَن لي ببغداد ؟..روحي بَعدَها يَبـِسَـتْ وَصَوَّحـَتْ بَعـدَها أبـْهـى سـَـناديـني
عـُدْ بي إلـَيهـا.. فـَقـيرٌ بَعـدَها وَجـَعي فـَقـيـرَة ٌأحـرُفي .. خـُرْسٌ دَواويـني
قد عَرَّشَ الصَّمتُ في بابي وَنافِـذ َتي وَعـَشـَّشَ الحُزنُ حتى في رَوازيـني
والشـِّعرُ بغـداد ، والأوجاعُ أجمَعـُها فانظـُرْ بأيِّ سـِهـام ِالمَوتِ تـَرميني ؟!
*
عـُدْ بي لـِبغــداد أبكـيهـا وتـَبكـيـني دَمعٌ لـِبـَغـــداد .. دَمعٌ بالـمَلايـيـن ِ
عُدْ بي إلى الكـَرخ..أهلي كلـُّهُم ذ ُبحُوا فـيها..سـَأزحَفُ مَقطوع َالـشـَّرايين ِ
حتى أمُرَّ على الجسرَين..أركضُ في صَوب الرَّصافـَةِ ما بـَينَ الـدَّرابـيـن ِ
أصيحُ : أهـلـي.. وأهلي كلـُّهُم جُثـَثٌ مُـبـَعـثـَرٌ لَـَحـمُهـا بـيـنَ السَّـكاكـيـن ِ
خـُذني إليهـِم .. إلى أدمى مَقـابرِهـِم لـِلأعـظـَمـيـَّةِ... يامَوتَ الـرَّياحـيـن ِ
وَقِفْ على سورِها،واصرَخْ بألفِ فـَم ٍ يـا رَبـَّة السـُّور... يا أ ُمَّ المَسـاجـيـن ِ
كـَم فـيـكِ مِن قـَمَـر ٍ غـالـُوا أهـِلــَّتـَهُ ؟ كـَم نـَجمَةٍ فيكِ تـَبكي الآنَ في الطـِّين ِ؟
وَجُزْ إلى الـفـَضل ِ...لِلصَّدريَّةِ النـُّحِرَتْ لـِحارَةِ الـعـَدل ِ..يـا بـُؤسَ الـمَيـاديــن ِ
كـَم مَسـجـِدٍ فـيـكِ .. كـَم دارٍ مُهـَدَّمَةٍ وَكـَم ذ َبـيح ٍ علـَيهـا غـَيـرِ مَدفـُون ِ؟

تـَناهَشـَتْ لحمَهُ الغـربانُ ، واحتـَرَبَتْ غـَرثى الـكِلابِ عـلـيـهِ والـجـَراذيـن ِ
يا أ ُمَّ هـارون ما مَرَّتْ مصيـبـَتـُنـا بـِأ ُمـَّةٍ قـَبـلـَنـا يـا أ ُمَّ هـــــــــارون ِ
*
أجري دموعا ًوَكـِبـْري لا يُجاريني كيفَ الـبـُكا يا أخـا سـَبْـع ٍ وَسـَبعـيـن ِ؟!
وأنـتَ تـَعـرفُ أنَّ الـدَّمعَ تـَذرفــُـهُ دَمعُ الـمُروءَةِ لا دَمعَ الـمَسـاكـيـن ِ
*
دَمعٌ لـِفـَلـُّوجـَةِ الأبطال..ما حَمَلـَتْ مَديـنـَة ٌمِن صِفـاتٍ ، أو عـَنـاويـن ِ
لـِلـكِبريـاءِ..لأفعـال ِالـرِّجـال ِبـِهـا إلا الـرَّمادي .. هـَنـيـئـا ًلـِلـمَيامين ِ!
وَمـَرحـَبـا ًبـِجـِبـاه ٍ لا تـُفـارِقـُهــا مـَطـالـِعُ الـشـَّمس ِفي أيِّ الأحـايين ِ
لم تـَألُ تـَجـأرُ دَبـَّابـاتـُهـُم هـَلـَعـا ً في أرضِها وهيَ وَطـْفاءُ الـدَّواوين ِ
ما حَرَّكوا شَعرَة ًمِن شـَيبِ نـَخوَتِها إلا وَدارَتْ عـَلـَيهـِم كـالـطـَّواحـيـن ِ!
*
يا دَمعُ واهمـِلْ بـِسـامَرَّاء نـَسـألـُها عن أهـل ِأطـوار...عن شـُمِّ العَرانين ِ
لأربـَع ٍ أتـخـَمُوا الغـازينَ مِن دَمِهـِم يا مَن رأى طاعـِنا ًيُسقى بـِمَطعون ِ
يا أ ُخـتَ تـَلـَّعـفـَرَ القـامَتْ قـيامَتـُها وأ ُوقـِدَتْ حـَولـَهـا كلُّ الـكـَوانـيـن ِ
تـَقـولُ بـَرلـيـن في أيـَّام ِسـَطوَتِهـا دارُوا عَلـَيهـا كـَما دارُوا بـِبـَرلـيـن ِ
تـَنـاهـَبُوها وكانـَتْ قـَريـَة ًفـَغـَدَتْ غـُولا ًيـُقـاتـِلُ في أنـيـابِ تـِنـِّيـن ِ!
*
وَقِفْ على نـَينـَوى..أ ُسطورَة ٌبـِفـَمي تـَبقى حُـروفـُكِ يا أ ٌمَّ الـبـَراكـيـن ِ

يا أ ُخـتَ آشـور..تـَبقى مِن مَجَرَّتـِهِ مَهـابَة ٌمنـكِ حـتى الـيـَوم تـَسـبـيـني
تـَبـقى بـَوارِقــُه ُ، تـَبـقى فـَيـالـِـقــُه ُتـَبـقى بـَيـارِقــُهُ زُهـْرَ الـتـَّلاويـن ِ
خـَفـَّاقـَة ًفي حـَنـايـا وارِثي دَمـِه ِ يـُحـَلـِّقـُونَ بـِهـا مثـلَ الـشـَّواهـيـن ِ
بـِها ، وَكِبـْرُ العراقيـِّين في دَمِهـِم تـَداوَلـُوا أربـَعـا ًجَيشَ الشـَّياطـين ِ
فـَرَكـَّعُـوه ُعلى أعـتـابِ بَلـدَتـِهـِم وَرَكـَّعُـوا مَعـَهُ كلَّ الـصَّهـايـيـن ِ
*
يا باسـِقـاتِ ديـالى..أيُّ مَجـزَرَة ٍ جَذ ّتْ عروقـَكِ يا زُهـْرَ البَساتين ِ؟
في كلِّ يَوم ٍ لـَهُم في أرضِكِ الطـُّعِنـَتْ بالـغـَدرِ خِطـَّة ُ أمْن ٍ غـَيـرِ مأمون ِ
تـَجيشُ أرتالـُهُم فوقَ الدّروع ِبـِهـا فـَتـَتـرُكُ الـسـُّـوحَ مَلأى بالـقـَرابين ِ
وأنتِ صامِدَة ٌتـَسـتـَصرِخـينَ لـَهُم مَوجَ الـدِّمـاءِ على مَوج ِالثــَّعـابين ِ
وكـلـَّمـا غـَرِقـوا قـامَتْ قـيامَتـُهـُم فـَأعلـَنـُوا خطـَّة ً أ ُخرى بـِقـانون ِ!
*
يا أطهـَرَالأرض..يا قدِّيسـَة َالطـِّين ِ يا كـَربـَلا..يا رياضَ الحُورِوالعِين ِ
يا مَرقـَدَ الـسـَّيـِّدِ المَعصوم..يا ألـَقا ًمِن الـشـَّهادَةِ يَحـمي كلَّ مِسـكـيـن ِ
مُدِّي ظِلالـَكِ لـِلإنسـان ِفي وَطـَني وَحَيثـُما ارتـَعـَشـَتْ أقـدامُهُ كـُوني كـُوني
ثـَباتـَا ً لهُ في لـَيـل ِمِحـنـَتـِهِ حتى يوَحـِّدَ بيـنَ الـعـَقـل ِوالـدِّيـن ِ
حتى يَكونَ ضَميرا ًناصِعا ً ، وَيَدا ًتـَمـتـَدُّ لـِلخـَيـرِ لا تـَمـتـَدُّ لـِلـدُّون ِ
مَحروسـَة ٌبالحُسَين ِالأرضُ في وَطني وأهـلـُهـا في مَلاذٍ مـنـهُ مـَيـمون ِ
ما دامَ في كـَربَلا صَوتٌ يَصيحُ بـِها إنَّ الـحُـســَيـنَ وَلـِيٌّ لـِلـمَسـاكـيـن ِ
*
يا جـُرحَ بَغـداد .. تـَدري أنـَّني تـَعِبٌ وأ نتَ نـَصلٌ بـِقـلـبي جـِدُّ مَســنـُون ِ
عـُدْ بي إليها ، وَحَدِّثْ عن مروءَتـِها ولا تـُحـاولْ على الأوجاع ِتـَطميـني
خـُذ ْني إلى كلِّ دارٍ هـُدِّمَتْ ، وَدَم ٍ فيهـا جـَرى ، وَفـَم ٍحـُرٍّ يـُنـاديـني
يَصيحُ بي أيـُّهـا الـبـاكي على دَمِنا أوصِلْ صَداكَ إلى هـذي الـمَلايين ِ
وقـُلْ لـَهـا لـَمْلـِمي قـَتلاك ِ واتـَّحِدي على دِماك ِ اتـِّحـادَ السـِّين ِ والشـِّين ِ
مِن يـَوم ِكانَ العـِراقُ الحُرُّ يَغمُرُهُم حـُبـَّا ً إلى أن أتى مَوجُ الشـَّعـانين ِ!
*
دَمعٌ لـِبـَغــداد .. دَمعٌ بالـمَلايـيـن ِ دَمعٌ على البُعـدِ يَشجيها وَيَشجيني

Posted via Mobile Device
Posted via Mobile Device
Posted via Mobile Device
Posted via Mobile Device
رد مع اقتباس