عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02/04/2006, 21h31
الصورة الرمزية احمد الديب
احمد الديب احمد الديب غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:149
 
تاريخ التسجيل: décembre 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 248
افتراضي

شهابً حارق .... وضي ينبت فينا قمحا القلب
ويشعل في الروح حنين الأرض
حط على كوكبنا استمر واحد وثلاثين دورة فلكية فحرق كل ماهو ليس منا
أضاء في مشاعرنا دروبها المظلمة المهجورة
قوم يا مصري
فقام وثار زرع وغنى
عشق وبكى
تمرد ورحل
دون إن يخبر احدا وما زال سر رحيله مدفونا معه تتضارب فيه الآراء
قالوا
قتله الاستعمار وأعوانه لأنه كان شعلة الثورة المتوهجة فأخمدوها ليطفئوا روح الشعب
ورد آخر
لا لقد قتله جنون العبقرية – المخدر - بجرعة زادت عن حدود القلب
وجاء ثالث
ليقول لا
لا هذا ولا ذاك
انظروا وفكروا
قرارات مجلس الإدارة التي قضت على سيد درويش
نشرت جريدة الشعب في 2/4/ 1958 تحت عنوان:تاريخ المسرح المصري / حلقة 11بقلم:
الدكتور فؤاد رشيد
دخل سيد درويش ميدان التلحين المسرحي فقيرا وخرج منه فقيراذلك أنه كان شديد الاعتزاز بكرامته وفنه فكان على خلاف مستمر مع أصحاب الفرق.كان أصحاب الفرق لا يحا سبون الملحن إلا على أساس اللحن الواحد يدفعون أجرا عنه يتراوح بين ثلاث جنيهات والخمس
ورغم كثرة الإيراد فقد رفض صاحب أي فرقة أن يتجاوز مبلغ الخمس جنيهات أجرا للحن وقد برم سيد درويش من تلك المعاملة وحاول أكثر من مرة أن يكون لنفسه فرقة خاصة
وأضرب مثلا للطريقة التى كان أصحاب الفرق يعاملون بها الشيخ سيد أكبر ملحني عصره
لما تم بناء مسرح الحديقة تعاقد مع فرقة عكاشة على تلحين ثلاث روايات
هي ( هدى - عبد الرحمن الناصر - الدرة )وتعاقد مع الفرقة على أجر قدره ستمائة جنيه - 600-
نظير تلحين الروايات الثلاث وكان لهذا الإتفاق صدى قوي في كافة الأوساط الفنية حيث أعتبر ذلك الأجر قياسيا لأبعد حد
أتم الشيخ سيد تلحين روايتي الإفتتاح ( هدى - وعبد الرحمن الناصر ) ووضع لرواية هدى ألحانا غاية ماتكون روعة وجمالا منها لحن - عذارى هدى - يا سحاب - الورد -القناطر الخيرية - وكلها ألحانا نجحت نجاحا يفوق الوصف فلما جاء تلحين الرواية الثالثة وهي الدرة تأليف الكاتب الكبير ( إبراهيم رمزي ) قام خلاف كبير بين سيد درويش وآل عكاشة - فقد رأى الشيخ سيد أن الرواية كانت قد كتبت لمنيرة المهدية وعلى هذا فقد كانت ألحانها فردية فلا ألحان ثنائية ولا ألحان للمجموعة وإنها رواية لا يمكن أن تنجح حيث قد وضعت خصيصا لشخص المطربة منيرة المهدية وأنه ليس بالفرقة من تستطيع أن تحل محلها ورفض تلحين الرواية وأبدى استعداده أن يلحن أية رواية أخرى بدلا منها ولكن ادارة الفرقة رفضت وأصر كل منهما على وجهة نظره وظل التوتر قائما بين الطرفين فترة طويلة وأخيرا قبل سيد درويش أن يلحن الرواية إحتراما للعقد الذي بينه وبين الفرقة مع ايمانه بأن الرواية ساقطة لا محالة ظهرت الرواية ومثلت ليلة واحدة ولم تلاق أي نجاح كما توقع الشيخ سيد وفي اليوم التالي توجه الشيخ سيد إلى مسرح الحديقة فوجد أن الأستاذ هاشم سكرتير الفرقة في إنتظاره وقال له أريد أن أبلغك القرارات التي أتخذها مجلس إدارة الفرقة اليوم وهي
أولا
نظرا لسقوط ألحان رواية الدرة قررت إيقاف تمثيلها نهائيا
ثانيا
نظرا لسقوط ألحان رواية هدى قررت الفرقة إيقاف تمثيلها- على أن يعهد للأستاذ ( داوود حسني ) بإعادة تلحينها تلحينا يتفق مع روعة الرواية
ثالثا
نظرا لفشل الشيخ سيد درويش المتكرر وإتضاح عجزه عن التلحين قررت الفرقة عدم التعاون معه إطلاقا
هنا
أصيب سيد درويش بصدمة كبيرة وتصبب جسمه عرقا وأغمى عليه وحمله أحد أصدقائه إلى داره حيث أسعف بالعلاج فلما أفاق في صباح اليوم التالي قصد مسقط رأسه الإسكندرية
وما هي إلا ايام معدودات حتى نعاه النعاة
مات فجأة وهو أنضر ما يكون شبابا وقوة وما أن ذاع نعيه حتى أحس الجميع بهول المصابة
فيه
مات سيد درويش
ولم يتجاوز العقد الرابع من عمره ، مات يشكو سوء معاملة أصحاب الفرق له وعدم تقديرهم لفنه مات ولا أعرف كيف مات ولا أين وهل شيعت له جنازة تليق بقدره وهل سار وراءه أحد يشيعه حتى مثواه الأخير
لا أستطيع أن أجزم بشئ ولكن كل ما أستطيع أن أؤكده أن وفاته صحبت برنة حزن عميق في نفوس الجميع وأن الكل ترحم عليه وشعر بعظمته وعلو نفسه بعد وفاته

ــــــــــــــــ
المصدر كتاب من أجل أبي سيد درويش
تأليف حسن درويش

(2)
كشف السر
بعد نشر المقال السابق في جريدة الشعب بخمسة أيام
إستثارت هذه الإدعاءات قلم الأستاذ محمد دوارة فكتب مقالا في نفس الجريدة بتاريخ 7 ابريل 1958 للرد على الإدعاء الثاني الخاص بسقوط ألحان رواية هدى وإيقاف تمثيلها على أن يعهد لداوود حسني بإعادة تلحينها فقال

روى أستاذنا الدكتور فؤاد رشيد في ذكرياته عن تاريخ المسرح المصري التي تنشرها الشعب كل أسبوع واقعة عن عبقري الموسيقى العربية سيد درويش
زعم فيها أن مجلس إدارة فرقة أولاد عكاشة قرر الإستغناء عن خدماته لفشل ألحانه كما قرر إيقاف تمثيل روايته وأسند إلى داوود حسني إعادة تلحين رواية ( هدى) وقال الدكتور أن سيد درويش عندما سمع ذلك أغمى عليه وسافر إلى الإسكندرية حيث عاجلته المنية

وهذه المرة الثانية أو الثالثة التي يروي فيها الدكتور فؤاد رشيد هذه الواقعة التي أعلم كما يعلم كل من عني بدراسة تاريخ سيد درويش أنها لاتتفق مع الواقع وقد رجعت إلى الأستاذ أحمد علام نقيب المهن التمثيلية في هذا الشأن فأكد لي عدم صحة الواقعة

قال لي الأستاذ أحمد علام ان سيد درويش ترك فرقة أولاد عكاشة لأنه بالغ في تقدير أجره عن تلحين أوبرا - شمشون ودليلة- طلب ألف جنيهمما اضطر الفرقة لإسناد تلحينها الى داوود حسني . وقد ألف سيد درويش لنفسه فرقة بعد ذلك مثلت ( شهر زاد والباروكة ) وليس من المعقول أن يتهم أحد سيد درويش بالفشل في الوقت الذي كانت فيه مصر كلها تردد ألحانه في إعجاب وحماسة

وأضيف إلى ما قاله أستاذنا علام أن رواية هدى التي قال الدكتور أن داوود حسني أعاد تلحينها لم يحذف منها لحن واحد لسيد درويش لأن مهمة داوود لم تكن تنقيح ألحان سيد النغم بل كانت تحويل الأوبريت إلى أوبرا وهذا أمر يختلف كل الإختلاف عن التنقيح كما أحب أن نتحرى الدقة وخاصة في الكتابة عن عباقرتنا الذين لم يجد الزمان بأمثالهم


(3)
إلى عام 1920- حينما تم الاتفاق بين كل من سيد درويش وشركة ترقية التمثيل العربي على أن يقوم سيد درويش بتلحين ثلاث روايات هي:
هــدى ------- تأليف عمر بك عارف
عبد الرحمن الناصر ---- تأليف/عباس علام
الدرة ---- تأليف/إبراهيم رمزي
قام سيد درويش بتلحين بعض مشاهد الرواية الأولى (هدى) وقدمها غنائيا في صورة أوبريت لتكون باكورة الأعمال المسرحية وأول إنتاج غنائي ضخم تفتتح به الفرقة أول موسم لها على مسرح حديقة الأزبكية في أول يناير1921 ويهمنا أن نواصل البحث عما تم نشره صحفيا عن الرواية لنستشف مدى صحة ادعاءات د/فؤاد رشيد – فيما يتعلق بألحان الرواية .
نشرت جريدة- الأخبار- (4يناير1921-عدد264 ) ملخص لأحداث الرواية جاء فيه:
المهم هو التلحين والمناظر وطريقة التمثيل والموسيقى، ولقد تحقق هذا كله إذ أجاد الممثلون أيما إجادة، وكانت مناظر الرواية بديعة وزادها إبداعا فخامة الملعب (المسرح) نفسه.
كما كانت الألحان مشجية والموسيقى مطربة وبالجملة فقد شاهد الذين حضروا الليلتين الماضيتين مظهرا جميلا من مظاهر تقدم التمثيل التلحيني في مصر.
وطالعتنا جريدة الأفكار(5 يناير 1921 – العدد 4133)
بمقال كتبه الناقد – حسن الهلالييدلي فيه برأيه في ألحان رواية ( هدى) وقال إن الرواية تلحينية، وألحانها آية في الإبداع والإتقان، وملحنها الأستاذ الشيخ سيد درويش

ولنذكر شيئا عن الملحن ونشأته في عالم الموسيقى ، فقد عرف منذ خمسة أعوام بالتلحين فظهر على المسرح العربي ملحنا فكان كل لحن يلحنه يحوز استحسان الجمهور وإعجابه حتى تناقلت الأمة الغناء بألحانه كما عزفت الموسيقى كثيرا بألحانه الشجية،

واختتم المقال بنقد جوقة الألحان ( فريق الكورال) في أدائها فقال

أما جوقة الألحان فهي مؤلفة من قسمين – قسم رجال وقسم سيدات – وهي جوقة متينة وقد أجادت كل الإجادة وأتقنت كل الإتقان في التلحين والغناء سوى ما نعتبره عيبا عاما في طريقة غنائنا المسرحي، وهي ارتفاع الصوت ارتفاعا فاحشا وصدوره على غير قواعد الفن الحديث .. !
__________________
دمتم
بحسن السمع وطيب المقام

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 05/05/2010 الساعة 16h50