الموضوع: شَرِبتُ كأسَكَ
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05/07/2009, 17h36
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,297
افتراضي رد: شَرِبتُ كأسَكَ

اقتباس:
ضَمَمْتَني مِثل َ لا حرفان ما أجتمعا
إلا لإثبات ِ حبّي مثلما الأزل ِ


ما كل تلك الشفافيه والرؤيه العرفانيه الصوفيه الشامخه
هل تدرين يا ست بلقيس أنك أوجزت فى هذا البيت
ما كتبه شيخنا الأكبر محي الدين ابن عربى فى فتوحاته
حول حرفى الألف واللام أو اللام ألف
ودلالته المعرفيه الروحيه
قال الشيخ الأكبر ثلاثة أبيات
وأنت ببصيرتك ضممتيها فى بيت واحد
ماذا قال الشيخ الحاتمى شعرا
قال


تعانق الألف العلام واللام

مثل الحبيبين فالأعوام أحلام


والتفت الساق بالساق التى عظمت

فجاءنى منهما فى اللف إعلام


إن الفؤاد إذا معناه عانقه

بدا له فيه إيجاد وإعدام



هذا ما قاله شعرا فى الجزء الأول فى فتوحاته

فماذا كتب لجلاء المعنى
قال قدس الله سره ونور ضريحه الكائن فى دمشق الفيحاء
(اللهم اكتب لى زيارته)
كتب ..........................
إعلم أنه لما اصطحب الألف واللام صحب كل واحد منهما ميل وهو الهوى والغرض ، والميل لا يكون الا عن حركة عشقيه ، فحركة اللام حركة ذاتيه وحركة الألف حركة عرضيه ، فظهر سلطان اللام على الألف لإحداث الحركة فيه ، فكانت اللام فى هذا الباب أقوى من الألف لأنها أعشق ، فهمتها أكمل وجودا وأتم فعلا ، والألف أقل عشقا فهمتها أقل تعلقا باللام فلم تستطع أن تقيم أودها ، فصاحب الهمة له الفعل بالضرورة عند المحققين ، هذا حظ الصوفى ومقامه ولا يقدر يجاوزه إلى غيره ، فإن انتقل إلى مقام المحققين فمعرفة المحقق فوق ذلك ، وذلك أن الألف ليس ميله من جهة فعل اللام فيه بهمته ، وإنما ميله نزوله إلى اللام بالألطاف لتمكن عشق اللام فيه ، الا تراه قد لوى ساقه بقائمة الألف وانعطف عليه حذرا من الفوت ، فميل الألف إليه نزول كنزول الحق إلى السماء الدنيا ، وهم أهل الليل فى الثلث الباقى ، وميل اللام معلوم عندهما معلول مضطر لا اختلاف عندنا فيه الا من جهة الباعث خاصة ، فالصوفى يجعل ميل اللام ميل الواجدين والمتواجدين لتحققه عندهم بمقام العشق والتعشق وحاله ، وميل الألف ميل التواصل والإتحاد ، ولهذا اشتبها فى الشكل هكذا " لآ " فأيهما جعلت الألف أو اللام قبل ذلك الجعل ، ولذلك اختلف فيه أهل اللسان أين يجعلون حركة اللام أو الهمزة التى تكون على الألف ، فطائفة راعت اللفظ فقالت فى الأسبق والألف بعد ، وطائفة راعت الخط فبأى فخذ ، إبتدأ المخطط فهو اللام والثانى هو إالالف وهذا كله تعطيه حالة العشق والصدق فى العشق يورث التوجه فى طلب المعشوق ، وصدق التوجه يورث الوصال من المعشوق إلى العاشق ، والمحقق يقول باعث الميل المعرفة عندهما وكل واحد على حسب حقيقته ، وأما نحن ومن رقى معنا فى معالى درج التحقيق الذى ما فوقه درج فلسنا نقول بقولهما ولكن لنا فى المسئلة تفصيل ، وذلك أن تلحظ فى أى حضرة اجتمعا ، فإن العشق حضرة جزئية من جملة الحضرات فقول الصوفى حق ، والمعرفة حضرة أيضا كذلك فقول المحقق حق ، ولكن كل واحد منهما قاصر عن التحقيق فى هذه المسئلة ناظر بعين واحده ، ونحن نقول أول حضرة اجتمعا فيها حضرة الإيجاد وهى " لا إ لا ه إ ل لا ا ل لا ه " فهذه حضرة الخلق والخالق ، وظهرت كلمة" لا " فى النفى مرتين وفى الإثبات مرتين فلا لا لا ، وا لا ه للا ه ، فميل الوجود المطلق الذى هو الالف فى هذه الحضرة إلى الإيجاد ، وميل الموجود المقيد الذى هو اللام إلى الإيجاد عند الإيجاد ولذلك خرج على الصوره ، فكل حقيقة منهما مطلقة فى منزلتها
فافهم إن كنت تفهم وإلا فالزم الخلوة وعلق الهمة بالله الرحمن حتى تعلم .................



هنيئا لك يا ست بلقيس تلك الجائزه من شيخنا الشيخ الأكبر بن عربى أتاك بها وحى الشعر


__________________
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
نجيب سرور
رد مع اقتباس