عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 09/12/2009, 00h17
الصورة الرمزية محمد العمر
محمد العمر محمد العمر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:372343
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: كندا
المشاركات: 905
افتراضي رد: بغداديــــــات


بغداديـــــــات

ترانيـم الامهـات


تغني الامهات لأطفالهن ترانيم زاخرة بإرق العواطف والاحاسيس والمعاني التي تستبد بوجدانهن وتعكس اوضاعهن وتترجم حالهن.
وترانيم الامهات لاطفالهن طبيعة عفوية تتضمن ما ينطوي عليه قلب الام من محبة وحنان في مواجهة فلذات اكبادهن . فما ابهج منظر الام تحتضن وليدها وهي تفيض حبورا وغبطة انها تنظر الى وجهه وتتحسس جسمه فتبتسم له وتناغيه وتغني له لانامته وترقصه عند يقظته لتروضه على الحركة وتعود سمعه على النطق السليم .
ويزخر الادب الشعبي بترنيم الامهات التي تناقلتها الالسن جيلا بعدجيل وقد بدأت تلك الترانيم التي رافقت الطفل منذ ولادته حتى صباه - بالاختفاء في الاونه الاخيرة وخشية من ضياعها بادرت الى جمع ماتمكنت من التقاطه من افواه الامهات البغداديات في محلات الفضل والمهدية وحمام المالح والسيد عبدالله والقراغول .
وعسى ان يبادر محبو الادب الشعبي الى تسجيل هذا اللون من الغناء الشعبي والعناية به لانه ينطق بما ينطوي عليه قلب الام بصدق وحرارة فضلا على ما للترنيم من قيمة كبيرة من حيث دلالتها الادبية والاجتماعية والتاريخية
وترانيم الامهات اما ملولاه (هدي ) او ترقيص (تهشيش ) ويجري الهدي عادة بنغم شجي هو اقرب الى الغناء البكائي (النعي) منه الى الغناء فالام اذ (تلولي ) لطفلها وهي تهز مهده او (تطب له ) انما تغني لنفسها ولابنها معا فحين تخلو بنفسها مع ولدها تترنم بعبارات تصور الامها ومشاعرها وعواطفها وكأنها تداوي بهذه الترانيم والعبرات الشجيه جروح قلبها وتهدئ اعصابها المرهقة أو كأنها تشكو ابنها بعض ما تكابده من مرارة وشقاء .
فأستمع الى هذه الام :
ردت الولد من بعد العيون
بعد العمام الما يحنون
ردتهم بالعمى ودومن يونون
فهي تقول :رغبت في الاولاد لاتكل عليهم بعد عيوني حيث لم اشعر بحنان اعمامهم بعد وفاة زوجي وهي ترجو للاعمام فقدان البصر ومواصلة الانين من الامهم التي تتمناها لهم جزاء لقسوتهم عليها
وهذه والدة مئناث تندب حظها لعدم انجابها من يخلف اباه:
ام الــولــد مــدت ذراع
مثــل السفينه الشالت شراع
والماعدها ولد دنجت للكاع
فهي تقول :من كان لها ولد رفعت يدها متباهية كما تتباهى السفينه عندما شراعها فتشق طريقها بواسطته وتسير بسرعه فوق الماء اما التي ليس لها ولد فانها تطأطئ راسها الى الارض
وفي روايه اخرى تقول:
ام الولي تو مــي بالذراع
مثل السيفنه الشايله شراع
والماعدها ولي دنكرت بالكاع
وهذه تقول :
يحكلي لو صـــرت د لي
وطلكت الدنيه وولـــي
على ظليمتي من دون خلي
هذه الام نافرة من الحياة لشدة الظلم الذي وقع عليها بعد فراق زوجها فهي تتساءل :أليس من حقي ان اصاب بالجنون فاطلق الدنيا ثلاثا مفضلة الاخرة على حياة الظلم التي احياها دون صويحباتي واقراني؟
,وهذه ترثي حالها وتفضل الموت على البقاء في عذاب مقيم
من كثر همي غديت اتراب
مثل الذبيحه بيد الكصاب
والموت اشـــــــوه من العذاب
فهي تقول لقد تغير حالي وهزل جسمي واصبحت وكأني ترابا اساق الى الموت كما تساق الذبيحة طائعة بيد القصاب ولذلك استهون الموت على ما انا عليه من عذاب أليم
وهذه تعاتب السعيده التي تتجاهل شقاء جارتها
لو عيرتني المســـعدات
شنو روس وجناتج مكجيات
هضم ودرد ياخايبات
فهي تقول :لوعيرتني ذوات الحظ السعيد بوجناتي الذابلة لاجبتهن :ذلك نتيج الشقاء والمتربة ياغبيات
وهذه اخرى تندب حظها لوقوفها وحيدة بين افراد العائلة لبعد اهلها وزوجها فتقول :
غريبة وجاراتي غرايب
ومالي بهل دنيه حبايب
وليلة شته والرجل غايب
يظهر ان هذه الام تكابد هوانا من افراد عائلتها عند غياب زوجها وقد خاصموها في ليلة من ليالي الشتاء الطوياة ولاتدري لمن تشكو هما عند غياب زوجها ..وقد سكنت هنا مؤخرا بين جارات غريبات لم تتوثق اواصر صداقتها بهن ..انها قساوة الوحدة والاغتراب
ولابد هنا من الاشارة الى عادة من عادات النساء الشقيات اللواتي يزرن جارتهن السعيدات ويشكين لهن بعض همومهن معتقدات بأن تلك الشكوى قد تخفف عنهن ما هن عليه من الالام
تكلي الســـعيدة لا تمرين
ولا من شرايعنا تشربين
همج هوايـــه وخاف تعدين
فهي تقول : ان السعيدة تمنعني من زيارتها وحتى من شرب الماء من الشرائع التي تشرب منها خشية ان تصاب ببعض همومي الكثيره ..فانا عندها امرأة جرباء
وهذه ترنيمة اخرى بنفس المعنى
شفت الســــعيدة ولحكتهه
عبالى تشاركني ابختهه
اثاري البخت ألهه ولختهه
فهي تقول:رأيت السعيدة فأردت اللحاق بها لعلها تشاركني في حظها الميمون ولكني وجدت الحظ حكرا عليها وعلى اختها ..وامصيبتاه
وهذه الام تناجي السعيده في حياتها الزوجية وتتمنى لو تنال شيئا يسير من سعادتها
يامسعدة وبيتج عل الشـــــط
وجدام بيتـــج يسبح البط
ومنين ماملتي غرفتي
فهي تقول :ما أسعدك وانت تسكنين في دار تطل على النهر تتمتعين بمنظر البط السابح امامك وانت تغترفين جميع اسباب السعادة من مال وبنين وراحة بال وقصر منيف وزوج طيع انها المعذبة الشقية تغبط هذه المترفة ..لتؤكد الفوارق الطبقية
وهذه أم أخرى ليس لها من حول ولا قوة ولا تملك الا الدعاء من الله ان ينتقم لها ممن سأمها سؤ العذاب
ياريت حوبتنا تبين
ويخش الحكيم ويه المزين
ويداوي الجروح الما تبين
فهي تتمنى ان يظهر الله حقها ويعاقب من سامها سوء العذاب بداء خفي لايقوى الطبيب على تشخيصه ولا الحلاق على مداواته
وتخاطب هذه الام ابنتها متوقعة لها مستقبلا مظلما
نامـــي يمـــه نامـــي
رجلج طلع حرامي
خله بيــوت الكبار
ونزل على اليتامي
تتوهم هذه الام ان ابنتها كبرت وتزوجت ثم ظهر ان زوجها سارق يجهل فن السرقة واصولها ...يترك بيوت الاغنياء الشامخة ليسطو على بيوت الايتام وربما ارادت بذلك انه سارق جبان يخشى اقتحام بيوت الاغنياء لانها محاطة ويستسهل السطو على الايتام الذين فقدوا معيلهم
وفي الترنيمة التالية تدعو الام كاذبة على ابنتها بالموت
(فلانــه) يمـــه نمت لاكعـــدت
ثوبج طفـــح وانت ركســـــــت
بخت الســمج والماي صرت
يافلانه ...ارجو لو تكون نومتك ابدية ثوبك فوق الماء وجسمك في قرارة النهر ...الموت غرقا هو ما اتمناه لك ..فيا لسعادة السمك
وهذه الام تقول
مدري زماني ضــام لي هاي
وعبرت البراري عل كفاي
وريجي صبر والمسعده جاي
لم اكن ادري بان دهري سيجازيني بما لم افكر فيه وان قسوته ستبلغ بي هذه المعاناة فقد عبرت المغاور وانا مريضة مستلقية على ظهري كما ان ريقي مر علقم من شدة الالم بينما ريق السعيدة شاي واعتقد بانها ذكرت لفظة الشاي حرصا على القافية ولعلها تريد ان ريق السعيدة حلو المذاق اذليس في حلقها شجى
وهذه الا م تشكو مما ألم بها من ظلم تدعو الله ان ينتقم لها من الظالم فتقول
يمـه ريت الظلمني يظلمه الفوك
ويعلكه براس الجسر فوك
وبرجله حديد وبركبته طوك
تتمنى هذه الام ان يظلم الله عز وجل كل من ظلمها كما تتمنى ان يصلب الظالم في راس الجسر وقد ربطت قدماه بالسلاسل وطوقت رقبته بالحديد .واعتقد بانها تتمنى لهذا الظالم الاعدام شنقا حتى الموت ولاريب انها كانت في امنيتها تعكس واقعا في العهد العثماني يوم كان الاتراك يشنقون الناس في الساحات العامة وعند مدخل الجسور
وهذة ام تعقد ترنيمتها على الامل الذي يستعجل سرابا
يمه كب الهوه واندكت الباب
كلت لفوني اليوم لحــباب
يمــه اثاري الهوه جذاب
فهي تقول :يا ولدي .... لقد هبت الريح وطرقت باب الدار فحسبت ان احباب القلب قد عادوا ولكن واخيبتاه ...ان الريح كاذبة ولم يرجع الراحلون
وهذه الام تعاتب احد صويحباتها السعيدات في حياتها الزوجية
يامســـــعدة لتعيـــيريني
بالكاتبة الله عل جبيني
حجيج جتين وتولميني
فهي تقول : كفى ايتها السعيدة من معايرتي بما كتبه الله على جبيني لان كلامك يلهب الامي
وهذه نماذج اخرى للترانيم
طلعت من الدنيه خصارة
شيه الموذن عل المناره
وصرنا لبنات النذل عاره
*****
كلبي امعلك من عروكـــه
وعيني اتبوك النوم بوكه
وريكي صبر يا من يضوكه
تقول لقد هزل قلبي من شدة الالم والسهر حيث ان عيني تسرقان النوم (كناية عن السهر ) كما ان ريقها مر كالعلقم من كثرة النوائب وقد عز من يقبل فاها ..وربما قالت قولها بعد ترملها
*****
لروح كصادة لبو جواد
لاريد خرجيه ولازاد
واني رايحه طلابة مراد
وهذه الام تقول :ساقصد ضريح موسى الكاظم (ع) اطلب منه الشفاعة عندالله بأن يعينني على المرارة هذه الدنيا القاسية دونما طمع في مال او طعام
******
كومـــي ييمــه دانهوم
ويعلكه براس الجسر فوك
وبرجله حديد وبركبته طوك
__________________
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
رد مع اقتباس