[بشير عياد]

أخي الغالي أبو إلياس
أنت أسعدتني بشكلٍ لا تتخيّلُهُ بوضعِكَ هذا العنوان ، إذ هو إلحاحٌ منّا جميعًا على إبرازِ دورِ الشاعرِ في مسيرةِ الأغنيةِ ، وعندما قرأتُ عنوانَكَ هذا أدركتُ أنني في ذهنِكَ ، ففرحت .
أما كتاب " شعراء أم كلثوم " فللأسفِ لم أستطعْ نقدَهُ ولا اتهامه بأخذ العنوان منّي ، من عشراتِ اللقاءات الإذاعيّة والتليفزيونيّة ، ومن مقدّمة كتابي " عبد الوهاب محمد أغنيةٌ خالدة " الصادر في يناير 1998م ، وخشيتُ أنْ أقولَ إنّ هذا نوعٌ من الاعتداء ، فيظنّ الآخرونَ أنني أجدبتُ ولم أجدْ غيرَ الصراخ ، وصدقني لم أحزن على هذا الذي حدثَ بقدرِ حزني على المعلومات والأخطاء الفادحة / الفاضحة التي تملأُ الكتاب ، فأنا أغارُ على القيمةِ أينما تكنْ ، وقلتُ للذين طلبوا منّي أنْ أحتجَّ : أمّ كُلثوم مِلْكٌ للجميع ، ومسيرتُها تستوعبُ آلافَ الكتبِ وملايينَ الأفكار ، والمهم التنفيذُ وكيفيةُ التناول ، وأعدُكَ بأنْ تفخرَ بكتابي بالرغم من تقصير كثير في بعضِ المعلوماتِ عن فتراتٍ غامضةٍ أو غائمة ، إلا أنّ هناكَ الكثيرَ من الانفراداتِ والحكاياتِ التي حصلتُ عليها وأثرتْ عملي ، إضافةً إلى التحليل النقدي الصارمِ للأغنياتِ (( فصحى أو عاميّة )) ، وعلاقات النحو والعـَروضِ ( بحور الشعر ـ لمن لا يعرف ) ، ثمّ الإسهاب في تبيان جماليّاتِ النصّ ومدى اتصالهِ بالشعراءِ الآخرين منذ ما قبل الإسلامِ بمائتي عامٍ حتى يومنا هذا .
فقط ، ادعوا لأخيكم أن يتمَّ الإصدارُ على خير ، فقد عطّلَ عشراتِ الكتبِ والمشاريعِ الأخرى ، ولا أكتمُكَ سرًّا ، في الليلةِ الفائتةِ نقلتُ تسعينَ بالمائة من تسجيلات فريد (( حوارات إذاعيّة ، معه ، أو عنه )) واستمعتُ إليها بتركيزٍ شديدٍ ، وكانَ قراري أن يكونَ له كتابٌ في عنقي ، فهو يستحقُّ بالفعلِ أنْ أهديهِ باقةَ وردٍ مهما تكنْ صغيرةً إلا أنها ستكونُ منطويةً على تقديري له وما أسداهُ لفننا وتراثنا الحضاري .
شكرًا لك ولكلّ المخلصين ، وقد كتبتُ قبلَ عشرين ساعةً نداءً في صفحات فايزة أحمد ، في يقيني أنه أغضبَ الكثيرَ من الزملاءِ الأعضاءِ ، ولهذا ، لن تجدوا قلمي مرّةً أخرى إلا لدى مَنْ يتقبّلونَ مداخلاتي ويأخذونها بمحبّةٍ وأخويّة ، وأعتقدُ أنّكَ تدركُ مكانك ومكانتك عندي .
دمتم لنا بالحبّ والاحترامِ والأخويّةِ الصادقة .