عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 07/10/2011, 09h00
الصورة الرمزية نهاد عسكر
نهاد عسكر نهاد عسكر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:550503
 
تاريخ التسجيل: octobre 2010
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 304
افتراضي رد: مهرجــانــات بــــابـــــل الــدولــــيـــــــة

قيثارة ليبوش ياد


أحبتنا في سماعي : تحية طيبة

منذ عام 1987 تبنت وزارة الثقافة العراقية إقامة مهرجان بابل الدولي السنوي على مدرجات مدينة بابل الآثرية , يتم خلالها استضافة العديد من الفرق العراقية والعربية والاجنبية لتقديم عروضهم الفنية والموسيقية خلال عشرة أيام بعدد من العروض تصل الى أكثر من 200 عرض .
ومما يحز في النفس أن تبؤ كل محاولات وزارتا الثقافة والسياحة والآثار بالفشل لإحياء المهرجان . في العام الماضي منعت فرق عربية وأجنبية من 20 دولة في تقديم عروضهم لاسباب عديدة منها , المحظورات الدينية كون مدينة الحلة ذات طابع ديني واسلامي وهيمنة الاحزاب الحاكمة في الحكومة الاتحادية وايضا تقاطع الصلاحيات بين وزارتي الثقافة والسياحة مع الحكومة المحلية للمحافظة والبعض الآخر يعارض إعادة الاحتفال بالمهرجان لتأسيسه في زمن النظام السابق !!! متناسين القيمة التاريخية والحضارية والفكرية ووووو لمدينة بابل .
مدينة الحلة التي شيدها سيف الدولة صدقة بن مزيد الأسدي , حسبما جاء في كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي , وكانت من أجمل مدن العراق في زمانه , ومدينة للعلم والثقافة والنور .
وهي مدينة الشاعر صفي الدين الحلي , وبحثه في الزجل الذي يكون مصاحبا للعزف الموسيقي , ومدينة طه باقر عالم الآثار الذي تسلم إدارة آثار العراق (ت1984) , د. علي جواد الطاهر (ت1996) , ولازلنا الى يومنا نباهي بهم في المحافل , أم نسينا العالم الفقيه عبد الكريم الماشطة (ت1959) أحد رواد السلام العالمي الذي أعلن موقفا ضد السلاح النووي ووقع نداء استوكهلم في 19/3/1950 لتحريم استخدام القنبلة الذرية وقعها معه ايضا الشيخ عبد الجبار الاعظمي(قتل1971),والشاعر محمد مهدي الجواهري(ت1997), والرسام العالمي بابلو بيكاسو(ت1973) . مدينة حيّة مثل بابل كيف لها أن تموت وتندثر تحت التراب !!! أما آن الوقت أن نرفع هذا الغبار عنها ونعيد لها بسمتها وأمجادها .
من يقرأ كتاب الآثاري العراقي صبحي أنور رشيد "تاريخ الآلات الموسيقية في العراق القديم" سيعرف أن هناك 8 أنواع من الآلات الموسيقية في تاريخ العراق القديم : الحنك,القيثارة,العود,الدف,الصنج,النقارة,القرن,المز مار , كما وردت في الالواح الطينية والتي أشارت في أحد ألواحها أن (ليبوش ياد),حفيدة (نرام سين), كانت عازفة على القيثارة التي صنعها واستخدمها لاول مرة السومريون قبل أربعة الآف عام .
هل يمكن أن نشطب ونلغي حضارة العراق ونكسر القيثارة ونلغي الاحتفالية ؟ وهل هناك رابط ما بين تطور وانتشار الحضارة الاسلامية وبين تحريم الموسيقى؟ . كلنا يعلم أن نساء الانصار في المدينة المنورة(يثرب) كّن في إستقبال الرسول الكريم محمد(صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) عند وصوله المدينة بالدف والطبول وهن ينشدن : "طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ....." . ثم هل نسينا الفلاسفة : إخوان الصفا , الكندي , الفارابي وأبن سينا وهم اصحاب رسائل ومؤلفات شهيرة في الموسيقى ! . ربما هناك أسباب طبية واثباتات علمية تبين تأثير ومضار السماع لاعمال بيتهوفن وموزارت والقبانجي ويوسف عمر ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وداخل حسن وحضيري وحسين نعمة والحان الملحن المبدع ابن الحله كوكب حمزة وسعدي الحلي , وربما غابت عنا هذه الثوابت الطبية والعلمية .
وبما اننا اصدرنا حكمنا باعدام كل هذا التراث الموسيقي فعلينا أن نصدر أمرا بقتل واعدام كل ترانيم الصباح الموسيقية التي تعزفها وتنشدها لنا البلابل والعصافير والطيور المغردة ! .


التعديل الأخير تم بواسطة : نهاد عسكر بتاريخ 07/10/2011 الساعة 09h03 السبب: تعديلات
رد مع اقتباس