الموضوع: عزيز علي
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 29/05/2011, 22h51
د.نعمان د.نعمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380958
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: فرنسية
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 1,127
افتراضي رد: عزيز علي

مونولوج بستان

سبق وان ذكرت السبب الذي من أجله كان الفنان عزيز علي يكتب معظم منظوماته في اللغة العراقية الدارجة و كما جاء على لسانه في كتاب "عزيز علي تاريخ وتراث" ومن مقابلات أُجريت له. والسبب هو ان نسبة الأُمية بين الغالبية الساحقة من الناس (الفلّاحين وسكان الأرياف ) التي تمثل الشطر الأعظم من مجموع سكان العراق وحتى عام 1952 كانت تتجاوز التسعين بالمائة. ويقول عزيز علي "فمن أجل شرح أبعاد الوطنية وما تفرضه عليه المواطنة (المقصود هو الفلاح) من حقوق ، كان عليَّ أن أحدثه بلغته الدارجة وبتعابيره ، في ضوء تعلّقه بأرضه وزرعه وثمار بستانه. وهكذا فعلت في مقالي الملّحن الذي اطلقت عليه إسم { بستان } وأذعته سنة 1952".

الا ان الفنان عزيز علي في مونولوج { بستان } اراد ان يوجه رسالة الى الجماهير العربية فنظم ترديدة بالعربية الفصحى تُرَدَّدْ بعد كل مقطع من المونولوج بلسان جوقة الإذاعة ولكنها تمثل في الواقع الجمهور العراقي الذي " يدعو الأمة العربية جمعاء الى الجهاد في سبيل حماية خيرات بلادنا وثروات أراضينا من طمع الطامعين " . تقول الترديدة :

يا بلاد العربِ....جددي عهد النبي
جاهدي لا تتعبي....أقدمي لا تَرهَبي
مَهدُنا يا قوم أمسى موطئناً للأجنبي

وهذه الأبيات ومنظوماته الأخرى في اللغة العربية الفصحى تدل على قابلية الفنان عزيز علي وتمكنه من التأليف في اللغة العربية الفصحى وكذلك المحلية الدارجة.
والواقع هو ان عزيز علي الذي صور العراق ببستان يشبه الجنه اراد في الحقيقة قول نفس الشيء عن باقي الدول العربية التي هي بستان واحد ( وطن واحد ) غني بالخيرات التي تثير اطماع الأجنبي مما جعلها "موطئاً للأجنبي".

كلمات المونولوج
يَا جَمَاعَهْ والْنَبِي
إحْنا عِدْنَا بِسْتَانْ....جَنَّهْ مِنْ هَالجْنَانْ
بِيهَا مَا تِشتَهِي الأنْفُسْ....والفَواكِهْ أَلْوانْ
والأَرِضْ مَفروشَه سُنْدسْ....كُلْهَا وَرْد ورَيْحانْ
وبِيهَا الأَنْهارْ تِجْرِي....مِثِلْ دِجْلَه والْفُرَاتْ
لوْنْ مَيْهِنْ لْونْ خَمْرِي....مُو خمُرْ مَاء الحَياة
لكِنْ اللّي يدْرِي يدْرِي....وأكْثَر الْعَالَمْ مَتِدرِي
سِرْنَا مَحَّدْ يِدرِي بيه
وَقُفْ هَالبِستان ذُرِّي....صَايرَهْ لِلأجْنَبي
****
ترديدة المجموعة الغنائية :
يا بِلادَ الْعَرَبِ....جَدِّدِي عَهْد النَّبِي
جَاهِدي لَا تتعَبي....أقْدِمي لَا تَرْهَبِي
مَهدُنَا يَاقوْم أمْسى مَوْطِئاً لِلأجْنَبِي
مِنْ أقَاصِيْ حَضْرَمَوْتٍ لِأقَاصِي المَغْرِبِ
****
يا جَماعَهْ والنَبِي
هذِي والله بِسْتَانْ....ما مِلَكْهَا إِنسَانْ
وِحْنَا يَا وَسْفَهْ أَهَلْهَا....تَارْكيهَا مْنِ زْمَانْ
دِشَرْ كُلمَنْ جَا دِخَلْها....صَايْرَهْ {خَان جْغَانْ }
بَابَهَا مْفَلَّشْ مْهَدَّمْ....والحَراميَّهْ تْحُوفْ
وطَوْفْهَا مْعَرْعَرْ مْثَلَّمْ....واكَعِيلَكْ بِيهَا حَوْفْ
والْنَوَاطِيرْ النَّشَامَهْ....ذوْلَهْ حِلْوِينْ الْجَهَامَهْ
صَلَوات عْلى النَّبِي
نايْمِينْ شْلوْنْ نوْمَهْ.... مِسْترِيحَه بْمَذْهَبِي
****
يا جَمَاعَهْ والنَّبِي
هذِي والله بِسْتَانْ....تِمَنَّاهَا رَضْوَانْ
كُلْنا مَوْلُدين بِيهَا....مِنْ نَزَارْ وقَحْطَانْ
دَارْ سُكْنى وسَاكْنِيهَا....وِلِدْ عَمّ وأخْوانْ
جَنَّا عُصْبَهْ شْكَدْ قَوِيَّه....جِنّا نِرْعِدْ لِلرعُودْ
وْمِنْ لِفَوْا هَالْحَرامِيَّه....وفرِّقوْنَا بْهَا لْحُدوُدْ
أصْبَحْ الرّاعي رَعيَّه....وصِرْنَا كلْنَا نْأَدِّي جِزيَهْ
يَا عَرَبْ لِلأَجْنَبِي
وانْطُفَتْ ذِيجْ الْحَمِيَّه....وِالْزِلِمْ لِبْسَوْا عِبِي
****
يا جمَاعَهْ والنَّبِي
هذِي والله بِسْتَانْ....هْوايَهْ إلهَا عدْوَانْ
طَامْعِينْ النّاسْ بِيَها.... مِنْ زَمَانِ الرُّومَانْ
غِدَتْ يَا وَسْفَهْ عَليهَا....الْيَوْم وَكْرِ الْغِرْبَانْ
وحْنَا إسْم الله عَلَيْنَا....كَاتْلَتْنَا الزّعَامَاتْ
مِلْتِهِينْ بْقَالْ وقِلْنَا....وبْجَدَلْ ومْهَاتَراتْ
يا عَرَبْ مِحْنَتْنَا مِحْنَهْ....بَعَضْنَا يْضَادِدْ بَعَضْنَا
والثَّمَرْ لِلأجْنَبِي
ييْزي مْو والله انْظِلَمْنَا....و الظُلُمْ مِنْ يِرضَهْ بِيه
****
يَا جَمَاعَهْ والنَّبِي
مِنْ حُقُوقْ الإنْسانْ....بِالْعُرُف والأدْيَانْ
يْعِيشْ حُرِّ الْفِكِرْ حُرْ الْرّاي حُرْ اللِّسَانْ
يْعِيشْ آمِنْ مطمئنِّ الْبَالْ كائِنْ مَنْ كانْ
لكِنْ الظّالِمْ تِجَبَّرْ....سِلَبْ حْقُوقِ الْعِبَادْ
وانْطِوَهْ كَلْبَهْ على الشَّر....عَاث بِالدّنْيَا فَسَادْ
والظُلُمْ لوْ دَامْ دَمَّرْ....يِحْرِكَ اليَابِسْ والْأخْضَرْ
واللّي مَا يْصَدِكَ غَبِي
يَا عَرَبْ الله أكْبَرْ....أمَّة الْعُرْبِ ثِبِي !

معاني بعض الكلمات كما وردت في كتاب "عزيز علي" :

عِدْنا : عندنا - لدينا
دِشَرْ : منفتحة – مفتوحة
خَانْ جْغَانْ : خان قديم كان في بغداد ، مشهوراَ ، خاص بصاغة الذهب
تْحُوفْ : تسرق
مْعَرْعَرْ : مفتّق
يْيزِي : يكفي

ربما هذا المونولوج الذي يعد أحد أهم وأشهر ما أنتجه الفنان عزيز علي هو من أسهل منظومات الفنان علي عزيز فهماً على القارئ والمستمع العربي ، ومع هذا سأقدم تفسيري العام المتواضع له :

لقد أعتاد الفنان ان يبدأ مونولوجاته بمخاطبة الجمهور بعبارة شعبية محببة يتداولوها الناس في حياتهم اليومية مثل ياعرب او يا ناس . في منظومة بستان يبدأ بعبارة يا جماعة والنبي.

ان لدينا بستاناً ( العراق ... الوطن العربي) يعد جنة من الجنان وفيه كل ما تشتهي النفس من مختلف انواع الفواكه وغني بالخيرات وفيه الزهور والأنهار مثل دجلة والفرات . وهناك قلة تدري وأكثرية لا تعلم ان خيرات هذا البستان أصبحت ملكاً للأجنبي ( وَقُف ذُرِّي للأجنبي).


ان هذا البستان يحلم الانسان امتلاكه ، وللأسف فاننا أصحاب وأهل هذا البستان قد تركناه واهملناه منذ زمان الى حد ان بابه أصبح مهدم والدخول اليه صار سهلاً وكأنه "خان جغان" { مثل يضرب عن حالة الميوعة في السيطرة على دخول مكان ما } ، مما افسح المجال لدخول اللصوص ( المقصود بالطبع هوالمستعمر الأجنبي ) وسرقة ما فيه ، اما حراس البستان ( المقصود هو الحكام والمسئولين ) فهم في غفوة ونوم مستديمين.

ان هذا البستان الجميل ( الوطن العربي ) الذي هو محط أنظار الجميع قد ولدنا فيه ( من نزار وقحطان ) ونسكن ونعيش فيه بطمأنينة و سلام وكلنا فيه أخوان و أولاد أعمام ، وقد كنا عصبة قوية وكنا أقوياء (نرعد للرعود). ولكن منذ مجيء هؤلاء اللصوص اللذين بثوا الفرقة بيننا واصطنعوا تلك " الحدود " تحول الراعي الى رعية وأصبحنا جميعاً نؤدي الجزية الى الأجنبي ، وجَرَّنا الى مساوئ اجتماعية مثل انطفاء الحمية والخوف ( الزلم لبسوا عبي : اي ان الرجال لبسوا العباءات وهذا مثل يضرب في الرجال اللذين بسبب الخوف يسكتون عن الظلم الذي يلحق بهم ولا يدافعون عن انفسهم ولا عن أهلهم وممتلكاتهم).

ومنذ زمان الرومان ..لهذا البستان أعداء وطماع كثيرون وللأسف اصبح وكراً "للغربان" ( وكراً لمن هب ودب ) ، اما نحن فنتقاتل فيما بيننا على الزعامات ومشغولين بالقال والقيل والجدل والمهاترات. ان محنتنا يا عرب محنة كبيرة فكل واحد منا ضد الآخر...اما الثمر فيجنيه الأجنبي. كفاية ما لحق بنا من ظلم ...وهل هناك من يقبل بالظلم ؟ .

المقطع الأخير لا يحتاج الى شرح فهو يتكلم عن ابسط حقوق الإنسان المتعارف عليها مثل حرية الفكر والرأي واللسان والعيش الآمن ، وكيف ان الظالم قد تجبر وبنوايا شريرة مسبقة سلب تلك الحقوق وعاث بالدنيا فساداً. الا ان الظلم ان دام دَمَّرْ وسيحرق الأخضر واليابس ومن لا يصدق ذلك فهو "غبي". ويطالب العرب أخيراً بالوثبة والنهضة.
بستان

كلمات وألحان وإنشاد

عزيز علي
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 AZIZ ALI BOUSTAN عزيز علي بستان.mp3‏ (6.58 ميجابايت, المشاهدات 63)
__________________
يا دجلة الخير : ما يُغليكِ من حنَقٍ .. يُغلي فؤادي ، وما يُشجيكِ يشجيني
يا دجلة الخير : أدري بالذي طفحت ....... به مجاريك من فوقٍ إلى دوُن
أدري بأنكِ منْ ألفٍ مضتْ هَدَراً .......... للان تَهْزَين من حكم السلاطين

الجواهري

التعديل الأخير تم بواسطة : د.نعمان بتاريخ 29/05/2011 الساعة 23h38
رد مع اقتباس