مساء الورد
متحف طه حسين
تعاقدت وزارة الثقافة المصرية مع أسرة الدكتور طه حسين على شراء فيلا رامتان بالهرم لتحويلها إلى متحف قومي ومركز ثقافي للإشعاع الأدبي والفكري حفاظاً على تاريخ وآثار ومقتنيات وكتب ومحفوظات الدكتور طه حسين الذي يعد أكثر رموز التنوير في عالمنا العربي في النصف الأول من القرن العشرين.
ووقع العقد في ٢٨ يناير ١٩٩٢ وقد أهدت أسرة الدكتور طه حسين جميع محتويات الفيلا للدولة كما أهدتها بعد ذلك في ١٥ مايو ١٩٩٣ مجموعة من الأوسمة والنياشين والميداليات وقلادة النيل والشهادات والأوراق الخاصة بالدكتور طه حسين تعبيرًا عن تقديرها لاهتمام الدولة بعميد الأدب العربي ،وثقتها في إخلاص العاملين في المتحف لإسمه وتراثه الخالد وفي ٢٠ مايو في نفس العام تسلم المركز القومي للفنون التشكيلية برئاسة الدكتور أحمد نوار الفيلا
،بحضور أسرة طه حسين لإعدادها كمتحف قومي ومركز ثقافي وبدأ في ١٩٩٤ بناء المركز الثقافي في جزء في
الحديقة الغربية. وبين المتحف والمركز يرتفع في وسط الحديقة تمثال نصفي لطه حسين للفنان المثال عبد القادر رزق يضفي على المكان خفقة من روحه الحية .
يتكون المتحف من دورين على مساحة ٨٦٠ مترًا مربعًا تحيط به حديقة من ثلاث واجهات ، في الدور الأول من المتحف في أول غرفة ،مكتبة الدكتور طه حسين وجزء من مكتبته التي بقيت في مكانها بعد رحيله ، حيث كان يستمع في هذا المكتب المفتوح علي الحديقة الشرقية إلى من يطالع له ويملي فيه مقالات كتبها على أنغام الموسيقي
الكلاسيكية المنبعثة من جرامافون قديم كان الدكتور طه حسين يديره بنفسه ويضم المتحف عدداً ضخماً من الإسطوانات
للموسيقيين العالميين " فيردي، باخ،موريس رافيل،شوبرت وتشايكوفسكي " وغيرهم . وكانت إجتماعات اللجان التي
يرأسها الدكتور طه حسين تعقد في هذا المكتب في السنوات الأخيرة من حياته حين كان يشتد عليه المرض ولا يستطيع مغادرة الفيلا لحضور هذه الاجتماعات .وبجانب غرفة المكتب أنتريه صغير يضفي إلى صالون طه حسين حيث كان يلتقي بزواره مساء الأحد في كل أسبوع وفي أحد أركان هذه القاعة بيانو،جرامافون،وراديو وملحق بقاعة الاستقبال غرفة دائرية وبوفيهاً وبعض اللوحات الفنية.
أما الدور العلوي يحتوي على غرفة نوم سوزان ملحقًا بها غرفة طه حسين وغرفة نوم مؤنس وغرفة الاستماع والموسيقى وغرفة المعيشة الخاصة بالدور العلوي ملحقاً بها غرفة مكتب الدكتور طه حسين.