عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 22/07/2008, 14h58
الصورة الرمزية MUNIR MUNIRG
MUNIR MUNIRG MUNIR MUNIRG غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
 
تاريخ التسجيل: mai 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 84
المشاركات: 568
افتراضي رد: قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر

قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر (16)
فايزة أحمد كروان الشرق حياتها سلاسل ذهب من الطرب والعذاب بدأت الغناء في حلب وارتقت القمة في القاهرة


القاهرة القدس العربي عبدالفضيل طه 22/07/2008
كانت فايزة أحمد، واحدة من مطربات مصر اللاتي لهن باع طويل في عالم الطرب، كانت تملك صوتا له شخصيته المميزة، زاد من حلاوته أنها درست فن الموسيقي علي أيدي كبار الموسيقيين في بلدها لبنان وفي سورية.
أمتعت فايزة أحمد جماهير العرب من المحيط إلي الخليج بأعذب الألحان وذاقت من العذاب ألوانا، لكنها لم تستسلم للمعوقات التي صادفتها وكانت تتغلب عليها بقوة ايمانها وصبرها، وكان الله معها دائما لأنها كانت صاحبة قلب أبيض نقي لا تحمل ضغينة لأحد.
لأنها طيبة القلب، فقد كانت دائما ما تثور وتكون هناك مشاكل بينها وبين زملائها من الفنانين.
وحدثت أكثر من مرة معارك بينها وبين أكثر من ملحن منهم حلمي بكر في مبني الإذاعة المصرية، وأذكر أنها اشتبكت مرة مع المايسترو كمال هلال قائد الفرقة الموسيقية لأوبريت مصر بلدنا الذي قدمته هيئة المسرح علي مسرح البالون عام 1978 من اخراج أحمد زكي، كما أذكر أن يوما كان لها حفل في سينما ريفولي وكانت الفرقة الموسيقية التي تصاحبها فرقة سامي نصير والذي كانت له حفلة في طنطا ومن الطبيعي أن يتأخر رفع الستار لأن الفرقة لم تكن في القاهرة.
يومها كانت الفنانة في غاية "النرفزة" ولولا هدوء الفنان محمد سلطان زوجها والقيام بدور حمامة السلام، لحدث ما لا يحمد عقباه، هذه نماذج توضح عصبية الفنانة الراحلة والتي لم تكن عصبية من غير سبب وكما قلت أن الإنسان طيب القلب دائما ما يثور من أجل حقه.

دعاء مستجاب
والغريب، أن فايزة أحمد كانت لها شهرة أخري في الوسط الفني، وهي، أنها كانت مستجابة الدعاء وكثيرا ما دعت علي من ظلمها خاصة في بلادها بالشام وقبل مجيئها لمصر، وكان هناك كثيرون أضاعوا حقها، فكانت تدعو عليهم فتنزل عليهم المصائب مدرارا.

عذاب عذاب
ولدت الفنانة الرائعة ذات الصوت الدافيء في صيدا بلبنان سنة 1930 كما قالت هي، كان والدها سوري الأصل وأمها لبنانية من صيدا.
وفي روايتها لحياتها، ذكرت أن والدها كان دائما ما يقسو عليها وعلي أمها حتي تم الانفصال بين الزوجين وعاشت فايزة مع أمها التي راعتها وكانت الأب والأم لها، لهذا أحبت والدتها حتي النخاع، ولعلنا عندما نسمع أغنيتها ست الحبايب التي لحنها لها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب نحس بالعاطفة الجياشة التي ملأت بها نغمات الأغنية وكأنها تخاطب هذه الأم التي صنعت منها، فايزة أحمد كروان الشرقي وهو اللقب الذي أطلقه عليها الأديب والصحفي الراحل كامل الشناوي، فقد سئل يوما عن أحب الأصوات إليه فقال، أم كلثوم وعبدالوهاب وفايزة أحمد ذات الصوت، المتوحش ويقصد هنا بالمتوحش انه صوت عظيم يغطي علي كل صوت سواه، ثم، قال: إذا كانت أم كلثوم كوكب الشرق فأنا أري أن فايزة تليها في الإجادة، أنها كروان الشرق.
كانت أمها كما قلنا هي كل شيء في حياتها، اكتشفت موهبة ابنتها وهي في سن صغيرة جدا، فوجئت بفايزة وهي تغني أشهر أغاني ذلك الزمن، فريد الأطرش، محمد عبدالوهاب، اسمهان، ليلي مراد، ووجدت أمها ويبدو أنها كانت علي دراية بالفن، أن ابنتها ذات صوت جميل معبر رغم صغر سنها، من هنا، تعهدتها بالعناية والرعاية وجاءت لها بمن يعلمها أصول الغناء.
بدأت فايزة حياتها وهي في سن الطفولة وأصبح لها معجبون وسميعة وهي في هذا العمر المبكر، وكان من الطبيعي أن تجوب أقطار الشام تغني وتمتع الناس بصوتها الأسمهاني الشبه البعيد عن التقليد.
وفي سن 12 سنة تقدمت لإذاعة دمشق لتصبح مطربة بها لكنها لم توفق وسافرت الي حلب حيث استمع اليها فؤاد الركابي وكان خبيرا في الأصوات ومشرفا علي إذاعة حلب فما له صوتها العذب وقدمها للإذاعة لتغني وسط عمالقة النغم في حلب ومنهم المطرب الكبير صباح فخري وتترنم بألحان الشيخ علي الدرويش الذي يعتبر من أعظم من لحن الأغنية في قالب الموشح وأحيا هذا التراث العظيم في البلد الذي اعتبر عاصمة الفن في سوريا، وكان مع فايزة في نفس الإذاعة مطربات ثلاث مشهورات في بلاد الشام هن، فاتنة وأزهار وبسمة وكان حظ مطربتنا عظيما عندما تعرفت علي الموسيقي السوري العظيم عمر البطش الذي له باع طويل في عالم الموسيقي بحثا وتلحينا وتعليما ولا شك انها استفادت منه كثيرا.
غنت فايزة في إذاعة حلب مقلدة كبار مطربي مصر، محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وغيرهما ثم ما لبثت ان اتخذت لها طريقا مغايرا بذكاء شديد، وكانت أول أغنية خاصة لها هي قولوا لي فين الدوا، كلمات الشاعر مسلم البرازي ولحن نديم الدرويش ابن الشيخ علي الدرويش.
عندما ذاع اسمها وأصبحت مطربة مشهورة انتقلت إلي إذاعة دمشق لتزداد شهرتها في بلاد الشام.

في لبنان
وكما قلنا أن فايزة أحمد تعبت كثيرا في مشوارها الفني، وطافت بالكثير من مسارح وملاهي لبنان بلد أمها، وعندما انتقلت من صيدا الي بيروت اشتركت بالغناء في مسرح فاروق ببيروت وكان هذا المسرح أشبه بكازينو بديعة مصابني في مصر، يقدم الغناء والرقص والاسكتشات الكوميدية والغنائية والاستعراضية، وكان يستقبل الكثير من مطربي مصر فضلا عن ابناء الشام، وقد وقف علي خشبته الكثير من ابناء مصر، محمد عبدالمطلب وشكوكو واسماعيل ياسين وغيرهم، اما ابناء لبنان فقد كانوا جميعا من الذين غنوا في مسرح فاروق، ومن هنا. نري أن صاحبه كريديه كان صاحب عين ثاقبة وأذن حساسة عندما قرر ضم فايزة أحمد صغيرة السن الي هذه الكوكبة من كبار الفنانين.
كما غنت في كثير من الملاهي مثل، الأوبرج والبارزيانا وفونتانا وغيرها، وعلينا أن نتذكر أن اسماء هذه الملاهي تشبه ما عرفناه هنا في مصر في أربعينات القرن الماضي.

في مصر
أرادت فايزة أن تكون أكثر شهرة فقصدت مصر بعد أن ذاع صيتها في بلاد الشام ووقفت مع كبار مطربي ومطربات البلد الشقيق.
استقبلتها مصر بقلب مفتوح، وفي عام 1956 استمعت مصر كلها الي صوت جديد يشنف الأذان بلحن رائع للموسيقار محمد الموجي.
أنا قلبي إليك ميال
ولا فيش غيرك ع البال
وتساءل علي الأسماع جديد في مصر، وعرفنا يومها، انها المطربة السورية فايزة أحمد، جاءت الي مصر وفي ذهنها ملحن واحد، هو محمد الموجي، وفي الإذاعة المصرية التقت بالمشرف علي الموسيقي بها انذاك محمد حسن الشجاعي وعندما استمع اليها قال لها، صوتك رائع بلا شك، وكان يجلس معه الملحن فؤاد حلمي فقال لها، سأقدم لك لحنا من مختارات الإذاعة من موسيقي هذا الموسيقار الذي يجلس أمامك، وبسرعة وبانفعالها المعروف قالت، لا، أنا عايزة الموجي؟
وكادت تحدث مشكلة بينها وبين فؤاد حلمي إلا أن الشجاعي استطاع ان ينهي المشكلة، وجاء الملحن محمد الموجي وطار فرحا بصوت فايزة وأهداها لحن أنا قلبي إليك ميال، ومن الطريف في هذا الشأن أن الموجي كان قد أعد هذا اللحن للمطربة الكبيرة ايضا أحلام والتي تزوجها الموجي فترة من حياته، لكنه أهدي اللحن لفايزة ليكون بداية انطلاقها في مصر.
ولا شك في ان هذا اللحن، كان فاتحة تعاون مثمر بين هذا الملحن العبقري وصاحبة الصوت العبقري فايزة أحمد الرواسي.
وكل ما غنت فايزة من الحان الموجي كتب لها النجاح مثل، يا أمه القمر ع الباب.
وذاعت هذه الأغنية بشكل كبير ولاتزال من أحب الأغنيات الي قلوب المستمعين، ومن الغريب أن هذه الأغنية اعترضت عليها الرقابة علي المصنفات الفنية باعتبار أن فيها ايحاءات تخدش الحياء، وبعد مناقشات بين المؤلف والملحن والرقيب اكد موسي جميل عزيز مؤلف الأغنية انها أغنية في حب عفيفي والفتاة تقول لأمها:
يا أمة أرد الباب ولا أناديله وليس في هذه الكلمات من إساءة الي الآداب العامة لأن الفتاة تطلب العريس من الباب، وقدمت فايزة العديد من الحان محمد الموجي الناجحة كما لحن لها كبار ملحني مصر وفي مقدمتهم محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وفؤاد حلمي رغم المشكلة التي حدثت بينهما في بداية قدومها للقاهرة، لحن لها واحدة من أحسن ما غنت للأديب والصحفي الكبير الراحل اسماعيل الحبروك.
بتسأل ليه عليّ: وتقول وحشاك عينيّ
من امتي انت حبيبي، وداري باللي بيّ
والحقيقة إذا ما تحدثنا عن روائع فايزة أحمد وما قدمت فسنكون في حاجة الي مساحات ومساحات فهي من المطربات اللاتي قدمن أكثر من الف اغنية اشتهر غالبيتها لحسن اختيارها للكلمات، وحسن تعامل الملحنين، مع صوتها، ومن أمثلة ما قدمت، بيت العز يا بيتنا علي بابك عتبتنا من فيلم "أنا وبناتي" ومن الحان فريد الأطرش، يا حلاوتك ياجمالك، خليت للحلوين ايه، كان مالي بس ومالك تشغلني بحبك ليه، ومن الطريف انها غنت هذا اللحن تغزلا في إسماعيل ياسين وللموجي حيران، حيران من ايه ياحبيبي
زعلان، زعلان من ايه ياح حبيبي
ولا تزعل ولا تحتار.
ومن الحان عبدالوهاب قدمت واحدة من روائع عبدالوهاب، وقدرت تهجر، واذكر في هذا الشأن ان محمد عبدالوهاب كان مهتما بهذا اللحن لدرجة أنه اجري عليه اكثر من 20 بروفة، منها ثلاث "بروفات" في المبني الاجتماعي لنادي الزمالك الذي اقيمت به الحفلة التي شدت بها فايزة بهذه الأغنية، ومن الحان محمد سلطان شدت بالعديد من الأغنيات منها: هاتو الفل واخد حبيبي يانا يا امه، اخد حبيبي يا بلاش، وقاعد معاي وبنشرب شاي، ومال عليّ مال، فرع من الرمان، وهناك الحان رسخت في أذهان المستمعين العرب مثل غريب يا زمان ونقطة الضعف اللي فيّ وايوه تعبني هواك وحبيبي يا متغرب ولا يا روح قلبي.

مؤلفان
ولابد من أن نذكر هنا، أن فايزة كان لها فضل اكتشاف اثنين من أهم مؤلفي الأغاني المصرية أو علي الأصح هي التي قدمتهما لعالم الغناء الأول، هو المؤلف الكبير محمد حمزة، وحكايته مع فايزة بدأت عندما التقي بمحمد سلطان وكان صديقا له وكان حمزة يعمل صحفيا في روزاليوسف وفي بدايات حياته الصحفية، وكان في نفس الوقت غاوي، تأليف أغاني، وقال له سلطان أريد أن أقدمك للمطربة فايزة أحمد عليّ واحدة من أغنياتك هذه تنال قبولها وبالفعل ذهب الاثنان الي منزل فايزة واختارت اغنية أؤمر يا قمر أمرك ماشي، نجحت الأغنية وكانت بداية تألق حمزة الذي اصبح واحدا من اهم مؤلفي الأغنية المصرية من الستينات حتي اليوم، وكلنا نعرف ما قدم حمزة بعد ذلك لكل مطربي مصر تقريبا وارتبط بصفة خاصة بكل من عبدالحليم حافظ وبليغ حمدي أما المؤلف الثاني فهو الإذاعي الكبير عمر بطيشة الذي كانت فايزة وسلطان يستعينان به لضبط أوزان الأغاني التي ألفها غيره.
وكان باعتباره دارسا عميقا للغته العربية علي دراية تامة بالعروض الشعرية، وهنا قالت له فايزة لماذا لا تؤلف وأنت عندك القدرة وبالفعل قدم لها أغنية وثانية وثالثة وأصبح من كبار مؤلفي الأغاني المصرية.
وهذا يدل علي ان مطربتنا الراحلة كانت تعرف ماذا تختار من الكلمات وعندها حاسة اكتشاف المواهب سواء في التأليف أو التلحين.
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 21r13a.jpg‏ (54.4 كيلوبايت, المشاهدات 15)
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.

عودة الي الزمن الجميل. منير
رد مع اقتباس