عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 12/05/2008, 19h48
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: mars 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 45
المشاركات: 1,758
افتراضي رد: الشاعر التونسي * الحصري القيرواني * سيرة وأعمال


6 ـ «زهر الآداب وثمر الألباب»

يقول عنه «ابن خلكان» وله (الحصري) كتاب «زهر الآداب وثمر الألباب» جمع فيه كل غريبة أما ياقوت فقد سماه بدوره «زهر الآداب» «...، والذي اعرفه أنا من تصانيفه كتاب «زهر الآداب» وقد اختصره الامام ابو الحسن علي بن علي بن برّي، واسم هذا المختصر «اقتطاف الزهر واجتناء الشعر».
وبالتالي فإن عنوان الكتاب لم يختلف فيه الادباء والنقاد قديما وحديثا. وهو عنوان مركب من جزئين «زهر الآداب» و«ثمر الالباب» ولعل عدم الاختلاف هذا يرجع الى أن الحصري حسم الأمرفي مقدمة مصنفه بقوله «فمهما تراه من ذلك في هذا الاختيار ما أقل ذلك في جميع المسالك الجارية في هذا الكتاب الموسوم «زهر الآداب وثمر الألباب».
بالنسبة لتاريخ تأليفه هنالك من يذهب الى أن «زهر الآداب» قد ألف في سنة 405 هـ وذلك بالرجوع الى حاشية في احدى مخطوطات الكتاب التي تحمل الرقم (416 ـ تيمور) والتي جاء فيها ـ ما قيل بخط الحصري
«... وكان إخراجي لهذا الكتاب من القوة الى الفعل وإظهاره من العدم الى الوجود في شهر الله المعظم سنة خمس واربعمائة...».
بالنسبة لابن بسام (ت 542 هـ) في الذخيرة، وابن خلكان (ت 674) في «وفيات الأعيان» نقلا عن الرشيد ابن الزبير، ان الحصري الف كتابه هذا في العام 450 هـ.
ويذهب زكي مبارك في مقدمته في تحقيق الكتاب الى أن الحصري ألف «زهر الآداب» قبل وفاته بأكثر من عشرين سنة، اي أنه الفه في حدود سنة 430 هـ.
أما دواعي تأليف الكتاب فقد ذكرها الحصري بقوله:
«... وكان السبب الذي دعاني الى تأليفه وندبني الى تصنيفه ما رأيته من رغبة ابي الفضل العباس بن سليمان اطال الله مدته وادام نعمته في الادب وانفاق عمره في الطلب وما له في الكتب، وأن اجتهاده في ذلك حمله على أن يرتحل الى المشرق بسببها واغمض في طلبها باذلا في ذلك ما له مستعذبا فيه تعبه الى أن أورد من كلام بلغاء عصره وفصحاء دهره طرائق طريفة وغرائب غريبة، وسألني ان أجمع له من مختارها كتابا يكتفي به عن جملتها واضيف الى ذلك من كلام المتقدمين ما قاربه وقارنه أو شابهه وماثله فسارعت الى مراده واعنته على اجتهاده والفت له هذا الكتاب ... وليس لي في تأليفه أكثر من حسن الاخبار».
ويذكر الحصري الادباء والكتاب الذين أخذ عنهم ليحرر كتابه، فكانوا على النحو التالي:
ـ بديع الزمان الهمذاني (م: 398 هـ)
ـ أبو الفضل النيسابوري (م: 436 هـ)
ـ ابو بكر الخوارزمي (م: 384 هـ)
ـ اسماعيل بن عباد (م: 385 هـ)
ـ قابوس بن وشمكير (م: 403 هـ)
ـ ابو منصور الثعالي (م: 429 هـ)
وأغلب هؤلاء الاعلام الذين رجع إليهم هم ابناء عصره وكلهم مشارقة وليس فيهم مغاربي واحد.
أما موضوع الكتاب فهو الأدب نثره وشعره، كما كان يفهمه القدامى والمتمثل في الشعر الجيد والنثر البليغ والاخبار والنوادر والطرائف والملح والحكم والامثال وقد نسج الحصري في تأليفه هذا على كتاب «البيان والتبيين» للجاحظ.
وقد استخلص العمري ذلك، ذاهبا الى أن الحصري كان يرمي من وراء تأليفه «زهر الآداب» معارضة الجاحظ وهذا يظهر جليا في البناء والمضامين والاسلوب وهدفه ان يعرف المغاربة بآداب المشارقة...اما اثار المغاربة فقد أغفلهها واهملها لا زهدا فيها، لكن لاعتقاده أنهم في غني عن اثباتها وتسجيلها وتدوينها في كتاب اذ هي حاضرة موجودة بين ايديهم وفي متناولهم ومتداولة بينهم».
رد مع اقتباس