عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 09/08/2009, 22h15
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: الافلام السينمائية العراقية

الاخوة الاعزاء
السلام عليكم
كنا قد بينا في موضوع سابق تاريخ السينما العراقية واليوم نتناول موضوعا مكملا له الا وهو تاريخ دور السينما العراقية
سبق ونوهنا بأن أول عرض لفيلم سينمائي في العراق ليلة26 تموز1909 في دار الشفاء ( مستشفى الكرامة حاليا ) بجانب الكرخ وبعد مرور عامين شهدت منطقة العبخانة عرضاً آخر نظمه تاجر يهودي متخصص في إستيراد المكائن والشخاط إسمه (بلوكي) وعندها أقيمت أول سينما في بغداد أطلق عليها (سينما بلوكي) وبعد الحرب العالمية الأولى شهد العديد من مناطق بغداد عروضاً سينمائية في الهواء الطلق نظمتها (دائرة الإستعلامات البريطانية) بجهاز عرض (16ملم) كانت تنتقل به إلى مناطق عديدة من المدن العراقية .
وفي عام1920 أنشأ تاجر آخر سينما سنترال في منطقة حافظ القاضي في شارع الرشيد ليستبدل إسمها فيما بعد إلى سينما الرافدين. هذه الدار التي إلتهمها حريق فيما بعد شهدت أيضاً نزالاً بالمصارعة بين المصارع العراقي مجيد لولو والألماني الهركريمر عام1925.
شيدت بعد ذلك العديد من دور السينما منها سينما العراق في شارع كان يسمى بشارع الصابونجية قرب ساحة الميدان ثم سينما الوطني عام1927..
ثم إفتتحت سينما رويال التي حلّت محلها عمارة وقوف السيارات الكبيرة (عند تمثال الرصافي حاليا) سينما رويال كان فيها مسرح قدمت عليه العديد من الفرق أعمالها كفرق حقي الشبلي وبشارة واكيم ويوسف وهبي وفاطمة رشدي وجورج أبيض وكانت من افخم سينمات بغداد فكراسيها كانت من المخمل الوثير وستائرها مخملية تفصل بين لوج واخر وفي واجهة كل لوج لوحة زيتية لااحد الرسامين وكانت تبدو كأنها احد دور الاوبرا في فينا او ايطاليا .

التطور النوعي في بناء السينمات قد بدأ في الثلاثينات فشيدت سينما الزوراء والاولمبيا في المربعة والرشيد الشتوي والصيفي في شارع الرشيد ثم بنى المرحوم إسماعيل شريف العاني سينما الحمراء التي إحترقت فيما بعد.
في الثلاثينات أيضاً بنيت سينما الهلال التي شهدت إفتتاح أولى حفلات أم كلثوم في 17 تشرين الثاني عام1932 وكان فيها جناح خاص بالنساء... لتقيم بعد ذلك سينما “سنترال” حفلات خاصة للنساء إستمرت لسنين عدة .

وفي عام1936، مع تقدم العمران في شارع الرشيد شيدت عائلتا “سودائي وبيت مسيّح” مجمع سينما روكسي على أنقاض ثكنة عسكرية ونصب فيها تمثالان جميلان لآلهة الجمال وفي عام1937 بنيت سينما غازي في الباب الشرقي من قبل شاؤول وكامل قوبي (بيت عزرا)... كانت هذه الدار تتميز بفخامتها وروعتها المعمارية وروعة الافلام التي كانت تعرضها حيث قدمت روائع السينما العالمية مثل أفلام ذهب مع الريح و رمل ودم والسباحات الفاتنات .....
في الأربعينات أصبح الباب الشرقي مجمعاً لدور السينما فأقيمت سينما تاج الصيفي وديانا الشتوي والصيفي وفي عام1947 قام المرحوم حبيب الملاّك ببناء سينما النجوم في الموقع الذي كانت تحتله وزارة الإعلام السابقة، ثم أقيمت سينما مترو شتوي وصيفي في محلة الفضل وسينما الفردوس والشرق ثم سينما هوليوود في ساحة الطيران...
بعد الحرب العالمية الثانية وفي أوائل الخمسينات بنيت سينما الخيام وكانت هذه الدار الأحدث والأكثر تطوراً ليس في العراق فحسب بل في الشرق الأوسط فقد كانت جدرانها محلاة بلوحات فسفورية صممت خصيصاً في إيطاليا وإستوردت كراسيها المتحركة من الولايات المتحدة،

في الصالحية أفتتحت في تلك الفترة سينما فيصل وفي الجهة المقابلة بنى الدكتور يوسف القاضي سينما ريجنت التي إمتازت بعمارتها البديعة ثم بنى قدري الأرضروملي سينما الأرضروملي في علاوي الحلة التي تحول إسمها إلى سينما بغداد والتي لا تزال بنايتها قائمة.

في الخمسينات شهد العراق تطوراً نوعياً في القضايا السياسية والإجتماعية والإقتصادية وأصبح العمل السينمائي يمتاز بالتنظيم والذوق والتنوع.

كان يتم الإعلان عن الفيلم والترويج له.. بمواقف طريفة في تلك الفترة.

فسينما سنترال مثلاً كان لديها ( عباس حلاوي وشريكه ساسون ) يركبان في عربانة ويدق جرساً وطبلاً كبيرين لكي يحدث ضجيجاً في الشارع فيتجمهر الناس والأطفال حوله ليعلق بأعلى صوته عن فيلم الفرسان الثلاثة أوغيره من الأفلام كان لكل سينما منادٍ خاص يطوف الشوارع مع جوقته.

وفي البصرة كان هناك شخصان يعملان في سينما الحمراء يستعرضان صوتيهما في سوق الصبه هذان الشخصان هما تومان وعباس عيونة كان تومان يعزف على الناي بطريقة غريبة بواسطة أنفه , ومن أطرف المواقف في تلك الفترة أن البعض يفضل الدخول إلى المواقع القريبة جداً من الشاشة لأنهم يعتقدون أنهم سيشاهدون الراقصات بشكل أفضل .

جميع الأفلام في تلك الفترة كانت صامتة وبلا موسيقى تصويرية ومؤثرات و لإيصال مضمون الفيلم إلى المشاهد كان صاحب الدار يهيئ عازفين أحدهما على البيانو، مهمتهما التأثيرفي الجمهور خلال أحداث الفيلم بالعزف من خلال متابعة إيقاع الفيلم، ففي مشاهد المطاردة كان العزف يشتد ويتسارع مع تسارع مشاهد الحركة.. وفي المشاهد العاطفية يكون العزف هادئاً أما في مشاهد الرعب والترقب فإن صوت البيانو يكون حاداً.

مشكلة اللغة والترجمة حلّت تدريجياً بعد أن كان الفيلم الأجنبي يعرض بالصورة والحركة فقد بدأت تأتي مع الأفلام سلايدات فيها جمل مكتوبة بالإنكليزية تعرض بجانب الشاشة توضج مجريات الفيلم.. فمثلاً بعد حوار يستمر لمدة خمس دقائق تعرض بجانب الشاشة عبارة تقول ( قرر البطل أن ينتقم من أعدائه ).. او(خاصم الشاب حبيبته ) وإستمر الحال إلى أن أصبحت السينما ناطقة ثم تطورت وسائل الترجمة بعد تأسيس شركات متخصصة ليصبح الحوار مترجماً على الشريط الفيلمي.
نأمل بعد كل هذا التاريخ الحافل والجميل ان تعود الحياة الى دور السينما العراقية بعد توقفها شبه التام ...........
منقول للفائدة بتصرف
تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
رد مع اقتباس