الموضوع: سيد مكاوي
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26/05/2007, 06h56
نادر مقبول
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي سيد مكاوي المسحراتي العصري وآخر عمالقة الطرب الشرقي

العدد 12206 - 07/05/2007 كتبت سهام عبدالعزيز:
برحيله عن عمر ناهز ال71 عاما (1926 -1997)، فقدت الساحة الغنائية الشرقية آخر عمالقتها،الذي ظل متمسكا بالأصيل من النغم الشرقي على رغم الثورة الإلكترونية التي تكاد تكتسح كل الساحات الفنية. ذلك هو الفنان الكبير سيد مكاوي، أشهرفنان مسحراتي كان يوقظ الصائمين على مدى نصف قرن بصوته الجميل عبر الاذاعة ومن ثم التلفزيون المصريين. ولد عام 1926 في حي سوق الاثنين بالسيدة زينب، ونشأ وترعرع في هذه المنطقة الشعبية وتعلم بالمدارس الأزهرية. في الثانية من عمره فقد بصره بسبب وصفة شعبية خاطئة، لكنه لم يستسلم لقدره، فعاش حياته الطفولية كما بقية الأطفال.. لعب وضحك وشقاوة، ثم التحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم ترتيلا وتجويدا. وعندما توفي والده وهو في العاشرة تحول الى 'رجل' في سن الطفولة، فراح يقرأ القرآن في البيوت والمآتم ليكسب ما يعيل به عائلته. وكان الحي الذي يسكنه يتميز بمساجده الكبرى، لذا فقد تعلم الكثير من قرائها المجودين والمؤدين للتواشيح الدينية، مما ساعده على سبر أغوار المقامات العربية. وتعرف لاحقا على شيخ المقرئين محمد رفعت الذي رعاه لما وجد فيه من ذكاء وفطنة.كما تعرف على الشيخ محمد سلامة والشيخ عكاشة، وتتلمذ على يد علي محمود وابراهيم الفران، أشهر شخصيتين في اداء التواشيح.
ومن الأحياء والمقاهي الشعبية التي تقام فيها الموالد السنوية بمشاركة مشاهير فن الموال، تعلم الشيخ سيد مكاوي أداء الموال وتفنن فيه، وتشبعت روحه بالألحان الشعبية. ويرى النقاد أن رائعته الشهيرة -الليلة الكبيرة - كانت حصيلة ما اختزنه من الألحان الشعبية. وبعد أن تعلم الكثير من هذه البيئة، انتقل الى الغناء العاطفي، ودرس العزف على العود، ودخل معهد االموسيقى واستوعب تراث الرواد - عبده الحامولي، محمد عثمان، داوود حسني، وسيد درويش. وفيما كان يحيي حفلاته في المناسبات والتجمعات، تقدم عام 1940 الى الإذاعة ليصيح مطربا وهو في الرابعة عشرة من العمر، ثم ما لبث ان مارس التلحين بعد أن كان يستعين بألحان الآخرين. وعندما كان على أبواب العشرين غنى له كبار مطربي ذلك الزمان مثل ليلى مراد 'حكايتنا أحنه الإثنين' ومحمد عبدالمطلب 'اسأل مرة علي' ونجاة 'لو بتحبني' وشهرزاد 'غيرك انت ماليش'.
الليلة الكبيرة
لعل من اشهر الحانه شعبية التي عكست شخصيته الطريفة المرحة، الودودة، هي 'الليلة الكبيرة' التي وضع كلماتها الشاعر والفنان المبدع صلاح جاهين، كما اشتركا معا في مسرحية 'الحرافيش' وبعض أغنيات فيلم 'خللي بالك من زوزو'. وتعاون مع الشاعرالكبير فؤاد حداد، وأشهر ما غنى له حلقات 'المسحراتي' التي سجل منها 150 حلقة للاذاعة و 60 حلقة للتلفزيون ، كما غنى له اغنيته الشهيرة 'الأرض بتتكلم عربي'.
ظل سيد مكاوي، طوال حياته الفنية، متمسكا بالالات العربية الشرقية، وكان يؤكد أن التجديد في الموسيقى لا يعني التخلي عن الأصالة. وكانت الحانه متنوعة، فقد لحن اضافة الى الأغاني، الأوبريتات والمسرحيات الغنائية مثل 'الصفقة' و'دائرة الطباشير القوقازية' و 'الانسان الطيب' و'السحاب'. ومن أبرز الحانه في هذا المجال اغاني مسرحية 'مدرسة المشاغبين'. وقد لا يتصور البعض ان الشيخ سيد مكاوي بدأ حياته ممثلا الى جانب الغناء، اذ شارك في فيلم 'العروسة الصغيرة' للمخرج أحمد بدرخان، وكان عمره 17 عاما، وغنى في عدد من الأفلام الأخرى.
قمة الإبداع
وتبقى أغنية 'يا مسهرني' التي لحنها لسيدة الغناء العربي أم كلثوم (1962) قمة ابداعاته، وقد اختارته ليلحن لها هذه الأغنية في ذروة تألق كبار الملحنين من أمثال محمد عبدالوهاب، رياض السنباطي، محمد القصبجي، والملحنين الشابين محمد الموجي وكمال الطويل.كما توزعت الحانه التي بلغت 2500 لحن على صوته وأصوات محرم فؤاد، لطيفة، سميرة سعيد، نجاة وغيرهم.
سيد مكاوي.. مواقف!
- أحلم كما أعيش حتى إن كنت لا أعيش كما احلم.
-المرأة كل شيء، أحبها حب الدنيا، وأعتبر أن الحياة خلقت لها ومن أجلها.
-الشيء الوحيد الذي أكرهه في حياتي هو الندم على ما فات.
- لقد كان الراحل صلاح جاهين،الشاعر وفنان الكاريكاتير صديقي الحميم الذي قدمت معه أجمل أعمالي 'الليلة الكبيرة' ويصف علاقتهما قائلا..أنا وصلاح كنا زي ما تقول كده سميط ودقة، جبنة وزيتون، عسل وطحينة.

شهادات
الأصالة في ألحان سيد مكاوي هي التي ميزته عن باقي أبناء جيله مثل محمد الموجي، كمال الطويل، بليغ حمدي ومنير مراد وغيرهم، حيث وضع نفسه وألحانه في طريق مغاير تماما لهم.. وربما كان الاختلاف بينه وبينهم يشبه كثيرا الاختلاف بين محمد عبدالوهاب والشيخ زكريا أحمد الذي تأثر به كثيرا سيد مكاوي في مشوار حياته مع التلحين.
الناقد زين العابدين خيري

الشيخ سيد مكاوي - رحمه الله- كان ذا موهبة فذة عظيمة، وكانت نشأته الدينية - التي حفظ خلالها القرآن الكريم منذ صغره، وتعلم مبادئ الفقه واالشريعة على أيدي علماء كبار أجلاء آنئذ- ذات تأثيركبير في شخصيته، وفي تشكيل صوته الجميل ونبراته، حيث تدرب منذ صغره على النطق السليم لحروف اللغة العربية، وعلى تجويد القرآن االكريم، وعلى الإنشاد الديني، ومصاحبة أهل الفقه والمذاهب الصوفية وإطلاق الأذان للصلاة، حيث كان يؤذن في بعض المساجد وهو صغير السن، لأن صوته كان أهم ما يميزه ـ القوة والاحساس والدفء والشجن.
... وباختصار نقول انه كان ذا شخصية فريدة في عالم التلحين الموسيقي، وفي عالم الغناء الشرقي الأصيل، حيث أن ألحانه كانت تتميز بالمصرية الشديدة، وكانت لصيقة بالتراب والطين، وبالحواري والأزقة. وكانت ألحانه في معظمها، معبرة عن الطبقات الشعبية، وأحلامها وآمالها، وعن فئات العمال والصنايعية والفلاحين، بالاضافة الى ألحانه المميزة للأطفال أيضا التي جاءت في غاية الروعة والجمال والإبداع، وكم سعدنا بها أطفالا وكبارا.
الناقد محسن بيومي محمد
رد مع اقتباس