عرض مشاركة واحدة
  #68  
قديم 13/11/2009, 07h12
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوه الاعزاء


السلام عليكم



الأنسة قواعد الفنانة القديرة فوزية الشندي


اعتزلت التمثيل وتفرغت لكتابة السيناريو والقاء المحاضرات





فوزية الشندي رائدة من رائدات الفن العراقي، وحالة ابداعية خاصة قدمت للفن العراقي الكثير واقترن اسمها بأسماء كبيرة في عالم التمثيل , انتمت بقوة لزمن ابداعي جميل وتتلمذ الكثير من الفنانين العراقيين على يديها حين مارست دورها التدريسي في كل من معهد وكلية الفنون الجميلة وانجبت للفن العراقي ممثلتين كبيرتين (هند وهديل كامل) اللتين انشطرا من هذه الشجرة الثقافية المبدعة وقدمن ولا زلن يقدمن .

فوزية الشندي ليست مجرد ممثلة عراقية تمتلك ثقافة تمثيلية تؤهلها لتجسيد ادوارها على خشبة المسرح او في التلفزيون او السينما ولكنها تمتلك طاقة ثقافية هائلة ابتداءا من اداركها اللغوي التام ومعرفتها بأسارير اللغة العربية ونمطها الثقافي، الى تمتعها بمنطق حواري يجعلنا نشعر ان تاريخ وحاضر العراق مجبول في مخيلتها، كما تمتلك رؤية تحليلية ومنطق نقدي في تحليل مختلف الطروحات الفنية والشخصيات الدرامية التي تسال عنها في اي عمل فني . واقل ما يقال عنها انها تاريخ موسوعي عراقي متحرك وناطق..

أقترن اسم الفنانة القديرة فوزية الشندي بالثقافة الفنية في العراق ، فهي من جيل الرواد الاوائل التي يتذكرها الجمهور العراقي في مسلسل (مدينة القواعد) وهو من أهم الأعمال التعليمية التي يذكرها جيل السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ، والذي يركز على تعليم اللغة العربية بطريقة درامية وطريفة مبسطة و كان يشاركها البطولة فيه الفنان الراحل جعفر السعدي بدور (مدرس اللغة العربية), وكذك المسلسل التعليمي (اين مكاني من الاعراب). كما شاركت في 90 حلقة من برنامج لغوي تناول( الفية أبن مالك) وقد عرض هذا البرنامج في معظم المحطات التلفزيونية العربية بين العام 1970 وحتى منتصف الثمانينات ، هذا بالاضافة الى تأليفها مسلسلات اذاعية كثيرة منها( ليل طويل في انتظار الفجر)،(الصفعة) ، ( اليك واليك فقط )،( بيت الافاعي). وكانت دائما تميل الى تمثيل الشخصيات العالمية وتتألق في ادائها.

والفنانة الشندي هي ثاني فتاة تتخرج من معهد الفنون الجميلة قسم الفنون المسرحية عام 1964 واول طالبة تتخرج من اكاديمية الفنون الجميلة وتحصل على البكالوريوس واول طالبة تحصل على الماجستير في فن الاخراج المسرحي .
وشاركت الشندي في 59 عمل مسرحي وتلفزيوني خلال مسيرتها الفنية والتي تبلغ 40 عاماً ، وتعتبراول مدرسة للتمثيل المسرحي في الوطن العربي اما بالنسبة للاذاعة والتلفزيون فهي كانت دائما تميل الى تمثيل الشخصيات العالمية مثل ( انا كارينا ) و ( وانتيكونا ) وغيرها من الشخصيات الاخرى . وعملت الشندي كمدرسة في معهد وكلية الفنون الجميلة لمدة طويلة .

ولدت الفنانة الشندي في بغداد وهي ام الفنانتين ( هند وهديل كامل) أضافة الى ولدين هما ( همام وهاملت ) وهم جميعاً يعيشون في بلاد الغربة فهمام يعيش في المانيا وهاملت في كندا وهند في الاردن وهديل بين سوريا ولبنان وزوجها المهندس الزراعي كامل الشندي الذي صمم منتزه 14 تموز في بغداد مجاور جسر الائمة عام 1959 والذي توفي في العام 2007 ، وفي اوائل التسعينات غادرت العراق الى الاردن لتعمل هناك مدرسة لمدة ثماني سنوات في كلية التربية الفنية بجامعة اليرموك في عمان .



المرحوم كامل الشندي


وعن لقبها الشندي وتجربة ابنتيها الفنية قالت ...
أنا لست من عائلة الشندي ولكنه لقب زوجي المرحوم المهندس كامل الشندي تلقبت به حين كنا في امريكا وهو مهندس زراعي كان عنده برنامج شهير اسمه الحديقة المنزلية وعائلته عائلة بغدادية معروفة وعلاقتي به كانت ايجابية جدا فقد ساهم بدعمي فنيا وكان رجلا فاضلا وابا بارا .
اما تقيمي الابداعي لتجربة هند وهديل فالابناء يتاثرون دون شك بمحيطهم العائلي وهند فنانة حقيقية رغم اختلاف اختصاصنا فانا فنون مسرحية وهي سمعية ومرئية تميل الى الاداء التلقائي الذي يخلو من التعابير المسرحية ولكن طبيعة خطاب هند ولغتها العالية يجعل لها شخصية في اذهان المتلقين وداخل العمل ايضا بالنسبة لهديل امتلاكها سماحة الوجه وقابليتها في الدخول بالشخصيات لم يخف قابليتها على المراوغة في الخوض بأغوار هذه الشخصيات وهذا اهم ما يميزها لديها القابلية على ترك مساحة تصديقية كبيرة في ادائها .

في عام 2000 غادرت الاردن لتستقر في بريطانيا ، والحديث مع الفنانة الشندي حديث شيق وممتع فهي لها وجهة نظرجريئة في الدراما والسينما العراقية وعموم الثقافة بعد العام 2003 وتؤمن بأن الكم يفرز نوعاً ،

لقد اعتزلت التمثيل واتجهت الى كتابة المسلسلات والسيناريو والقاء المحاضرات ، فلقد اعتذرت عن المشاركة في عدد من الاعمال الدرامية و الفنية حين وجهت لها دعوات من بعض المؤسسات الفنية والفنانين في سوريا ، حيث انها اعتزلت التمثيل الى الابد ولاتريد ان تخوض التجربة من جديد .

في لندن قالت انها لااستطيع ان تبدأ من الصفر ولااسمح لنفسي ابدا بالمشاركة بأعمال لايشارك بها ممثلون محترفون فهناك لايوجد متخصصون في الاضاءة والديكور أضافة الى الكوادر الفنية الاخرى التي تسهم في بناء المسرح ، فالمسرح عبارة عن بناء هندسي فكري متكامل وفلسفي واجتماعي ويحتاج الى فنيين في الديكور والاضاءة ، ولكن هذا لايعني باني بعيدة عن الفن والعمل الاكاديمي ، فلقد ساهمت بالقاء محاضرات فنية في لندن واستكلندا ونيوكاسل وعدد من المدن البريطانية ، وكذلك امارس كتابة السيناريو ولدي مسلسلات.






تروي الشندي بعضا من ذكرياتها الفنية ...
- بدأت مسيرتي الفنية في عقد الستينات من القرن الماضي ، ومن ابرز الاعمال التي شاركت بها خلال العقود الاربعة الماضية ، هي مسلسل ( اين مكاني من الاعراب ) بدور ( الأنسة قواعد ) وكان في 90 حلقة وعرض المسلسل في العام 1970 واستمر حتى منتصف الثمانينات وعرض المسلسل في جميع محطات التلفزة العربية وحققت لي نجومية كبيرة وعملت في برنامج ( في رحاب اللغة ) وجسدت شخصيات نسائية من التاريخ مثل بلقيس ملكة سبأ وشجرة الدر والخنساء ومجموع الساعات التي قدمتها أكثر من 350 ساعة درامية وشاركت بعدة اعمال مسرحية لكبار المسرحيين مثل وليم شكسبير ومارك توين .


فوزية فنانة واستاذة جامعية وسيدة بيت تروي عن فسها ...
أجد نفسي في الثلاث تسميات بشكل متوازي ، وبالاخص في المطبخ وأموت على طبخ الاكلات العراقية مثل كبة الحامض شلغم والدولمة والاعمال المنزلية الاخرى وكذلك أحب الفن واحترم الرسالة التي يحملها الفنان ، اما التدريس فلقد اعطيت لطلابي عصارة تجربتي وربطت بشكل مباشر مابين الفن الملتزم والثقافة الفنية التي اعتبرها ضرورية للفنان .


وتروي عن انطباعاتها بعملها في التلفزيون والسينما والمسرح ..
للمسرح رهبة في نفسي لان الفنان سليتقي بشكل مباشر مع الجمهور الذي سيتابعك وينتظر منك اداء جيد أضافة الى المسرح التزام يومي يتطلب حضور الفنان يومياً ليعتلي خشبة المسرح ، بينما في السينما والتلفزيون يختلف الامرفالمشاهد التي يجري تصويرها تكون ضمن مواعيد ومبرمجة وتخضع لمونتاج ، لكن والحق يقال ان ماتشتغله في 25 يوم في التلفزيون يعادل 25 سنة في المسرح ، واعتقد ان الوقت الحاضر هو عصر الفضائيات التي اصبحت الاوسع انتشاراً للفنان من المسرح .


وتشخص الفنانة الشندي اسباب تراجع الدراما العراقية
مع الاسف الدراما العراقية ليس لها مكان بين الدراما العربية اضافة للتشتت الذي حصل للفنان العراقي والذي جعلته يتشظى في انحاء الدول العربية والعالمية هنا وهناك هي التي جعلت الحالة مثل ( تذويب ) ملعقة سكر في سطل ماء ، في السابق كان عملية الانتاج الفني مستقرة والاستودهيات مثل 200 و800 تتمتع بتكامل فني تجعل من الجميع يعمل براحة وبمنافسة شريفة لتقديم اعمال فنية
جيدة .


وعن الخطوات الواجب القيام بها للنهوض في صناعة السينما العراقية قالت ...
في كل حالة من حالات الحياة ( الكم يفرزنوعاًً ) على الرغم من وجود 200 جريدة وعشرات الفضائيات لابد من ان الكم سيفرز نوعاً حتى لو تمثل بعدد قليل من الصحف والفضائيات ، وهذا ينطبق على حال السينما واليك مثال السينما المصرية انتجت الكثير من الافلام ومعظمها تبدأ بالبحث عن شقة وزواج وتنتهي بعرس ، يستثنى منها تلك الافلام الجادة التي يخرجها مبدعون لهم باع طويل في الثقافة ولهم تأثير كبير في السينما أمثال الفنان الراحل يوسف شاهين .
المهرجانات والجوائز التي حصلت عليها خلال مسيرتها الفنية .





اشتركت في اعمال تعتبرها جيدة وكانت البطلة فيها في مهرجان اتحاد الاذاعات العربية في قرطاج ، لكن اللجان التحكيمية في ذاك الوقت كانت تربح الادوار الثانوية ليحصدوا الجوائز، وكانت وزارة الاعلام انذاك تصرف بلا حساب للممثلين الثانويين وتترك النجوم ، وكانت لاتهتم بمثل هذه الجوائز لانها لاتساوي حب الناس والجمهور بنظرها و ان حب الناس اغلى رصيد واجمل جائزة . وخلال مسيرتها الفنية حصلت على لقب احسن ممثلة في فيلم ( الرأس ) وهو من اخراج الفنان فيصل الياسري في العام 1974 .


وتروي عن اصعب موقف محرج مر بها ....

لاانسى ماحصل لي في مسرحية اخرجها لنا الاستاذ القديرسامي عبد الحميد لصالح دائرة السينما والمسرح (المسرح السوفيتي القديم) وكانت البطولة بيني وبين زوجة الاستاذ سامي الفنانه فوزية عارف وهي صديقتي جدا وكنت امثل دور ألأم وهي دور البنت ( لورا) بالرغم من تدريباتنا التي استمرت ثلاثة اشهر وكان عادة يكون العرض الأول للدبلوماسيين والصحفيين والنقاد ومن وزارة الاعلام واتحاد الادباء العراقيين.. والقاعة مملوءة بالمشاهدين وعند دخولي الى المسرح نسيت كل شئ حتى فوزية عارف نظرت وقالت لي أشبيج فقلت لها: إنطيني اول جملة فقالت ما اعرف...فقلت لها: لورا سوف اخرج واعود اليك ( كأنه من ضمن الحوار) وبالفعل خرجت واستلمت اول جملة من خلف الكواليس وانتهى هذا الموقف الحرج على خشبة المسرح ومشت الامورعلى مايرام .


وفي الختام نتمنى لغنانتنا موفور الصحة والعافيه والعمر


المديد ومزيد من العطائات الفنية .


منقول بتصرف



تحياتي


قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 00.JPG‏ (8.6 كيلوبايت, المشاهدات 201)
نوع الملف: jpg 11.jpg‏ (40.3 كيلوبايت, المشاهدات 201)
نوع الملف: jpg 22.jpg‏ (41.7 كيلوبايت, المشاهدات 202)
نوع الملف: jpg 33.jpg‏ (12.1 كيلوبايت, المشاهدات 200)
رد مع اقتباس