عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29/05/2009, 16h19
الصورة الرمزية M O H A M E D
M O H A M E D M O H A M E D غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:13458
 
تاريخ التسجيل: janvier 2007
الجنسية: مصــري
الإقامة: مصــر
المشاركات: 810
Smile رد: حل السواقي - قـنـديـل و عبد العظيم عبد الحق

الأغنية كما أسمعها ..

لا أدعي أن لي علم في الموسيقى .. و لست بصدد تحليل موسيقي للأغنية .. فهذا له أناسه و المختصون به .. أما ما سأكتبه هو ما تمليه عليّ أذني .. و هي مجرد وجهات نظر قد أصيب أو أخطئ فيها .. لكني هكذا أستمع للأغنية و هكذا أتذوقها و أقرأها .


« حِـل السواقي .. »

تبدأ الأغنية بنغمات من الوتريات " الكمنجات " ، عند نهايتها يبدأ الإيقاع
حركة الكمنجات المتوترة توحي بالترقب للحظة انتهاء العمل الشاق ..
و ظهور الإيقاع بكل ما فيه من بهجة قد أعلن عن بداية وقت الراحة .. مع حركات رشيقة من الوتريات ، و يظهر من بعيد عزف الناي يعطي الإحساس بجو الريف .. يزيده تأكيداً اختلاط الإيقاع و الأنغام بصوت خوار البقر
فمنذ اللحظات الأولى تدرك أنك تستمع لأغنية ريفية .. و هذه مهارة ملحن استطاع أن يضعك في جو الأغنية مع ثوانيها الأولى
فللحق هذه الأغنية بطلها الأول هو الملحن ( عبد العظيم عبد الحق )... ببراعة ملحن متمكن من أدواته وظّف الكلمات و صوت المطرب و الكورال خير توظيف ، وِفق خطة رسمها جيداً
نعود للأغنية عند الثانية 18
لازمة موسيقية .. هي تقريباً نفس الجملة التي سيغنيها الكورال " حل السواقي القبلية .. دلوقتي ساعة عشوية "
و نلاحظ هنا التنويع بين أداء الكورس الرجالي و النسائي ..
الرجال : حل السواقي القبلية
و يرد النساء : دلوقتي ساعة عشوية
و يرد الرجال ( من طبقة مغايرة ) : دلوقتي ساعة عشوية ..
و يستمر تكرار هذه الجملة .. مع عزف لآلة الناي يوحي بغروب الشمس

هنا يُنتظر ظهور المطرب لكن يفاجئنا الملحن بلزمة موسيقية أخرى
و يفاجئنا ثانيةً باستمرار غناء الكورال !
النساء : الغيط صلاة الزين .. صلاة الزين يضوي ، و القلب بيشوفه بيفرح
الرجال ( بلحن مختلف ) : القلب بيشوفه بيفرح
هنا وصف لشكل الغيط .. وصف للمكان .. فالأغنية تسير بتدرج .. و الكلمات أشبه بسيناريو .. اهتم بالزمان و المكان و الحدث ..
بعد ما يقرب من دقيقتين يبدأ قنديل في الغناء .. في أغنية مدتها تصل للسبع دقائق ..
فلماذا زادت مساحة الكورال بهذا الشكل و الملحن مع مطرب بإمكانيات قنديل ؟
أعتقد أن عبد العظيم عبد الحق كان محقاً و موفقاً في ذلك .. لأن العمل في الريف يستلزم وجود عدد كبير من العاملين و الفلاحين ..
و هم في وقت راحتهم يلجأون للغناء و يتشاركون فيه جميعاً ، و أغاني الأفراح في تراثنا نجد فيها مساحة كبيرة للغناء الجماعي .. فتجد المؤدي يقول جملة و يرد عليه الكورس أو يشاركه المدعوون في الفرح بكلمة أو بنفس الجملة بلحن مختلف مثلما :
و صلي صلي ... صلي
ع النبي صلي ... صلي
و هكذا ...
و هناك بعد آخر .. فالعمل في الأرض – وقت عدم الاعتماد على الآلة – كان يعتمد بشكل أساسي على الأيدي العاملة .. و كلٌ يعمل في مهمة محددة .. فكانت الحياة مشاركة بين الجميع .. في العمل و في أوقات الفرح و المرح
و عبد العظيم عبد الحق يتميز بتوظيفه للكورال .. و قد يرجع هذا لسبب أنه كان ضمن كورال الشيخ محمود صبح لمدة أربع سنوات و مع الشيخ زكريا أحمد .
__________________

()