[abuaseem]

حاوره:خالـــــــــد المهيــــــر

البدايات

لم تكن مجرد جلسة مع الفنان سليمان بن زبلح،بل استدعاء لذاكرة رحلة أنامل تمردت على السائد، وأخذت تنسج من حكايات الناس أغينة، وحلم بغد أفضل.
حين كنت أشترك مع الأستاذ الفنان علي أحمد سالم في إعداد برنامج(في مربوعتنا ضيوف)بإذاعة بنغازي المحلية، تعرفت على هذا الفنان،أخذنا في ذلك البرنامج عبر حكايات لزمن ماضي، شاهدناه يرتب أنامله بحب وعشق للفن الجميل، ومنذ تلك الجلسة،عرفت بأننا في حضرة عمي سليمان الفنان، كما كنت أقول له.
في هذا الحوار الذي أجريته معه أخيرا تقاطعت تفاصيل الزمن، وبين كلمة وأخرى كان يرحل معنا في تأمل صوفي ، و حديث شائق عن أصدقاء الدرب الذين رحلوا.
على زقاق أحد الأحياء البنغازية القديمة( حي السكبالي) يقع بيت هذاالفنان ، حيث للمكان رهبة بمجرد دخوله عتبته رغم تقدامه فقد تم تشييده منذ العهد الإيطالي، في صالة الضيوف ترصع شهادات وأوسمة وصور لعمي سليمان ،كانت أغلبها في فترات شبابه الجدران،وفي كل جلسة مع هذا الوجه الجميل يلتف حولنا أبناؤه، وما يلتفت النظر أحيانا أن أبناؤه يسردون بعض الأسماء والشخصيات التى تسقط من ذاكرة عمي سليمان.
*بداية الأغنية في بنغازي على يد اليهود الليبيين،من هنا بدأت الحكاية. قال هذا عمي سليمان وأستمر يسرد تفاصيل البدايات…….
*نحكي لكم عن الفن في بنغازي،كانوا مطربين يهود أحدهم أسمه السحنتي ،والأخر أسمه الزقنين،وكانوا يغنوا لليهود الليبيين،وليس للعرب،وهما أساس الفن،ثم جاء بعد ذلك الشعالية،وذهب إلى الإسكندرية ورجع عازف قانون،ثم دخل بعد ذلك مع اليهود في الفن،وصار الشعالية أول فنان،لكن كثيرين يغنوا،لكن في السر والخفاء(يغنوا في غناء مزبوط ومايريدوش ينشهروا).
*كيف من ياعمي سليمان؟؟
*لا أستطيع ان أقول من.
*يغنوا في جلسة يعني هواية فقط ، ثم جاء فرج الوحيشي،والسيد الصابري،ومحمد الطالب،ولاأحد يعرفهم اليوم،فرج الوحيشي ترشح في مجلس النواب،وترك الفن،ومحمد الطالب كان يغني قبل السيد الصابري.
*الشعالية قبل الخمسينات،أما راف الله الماقني سجلنا له في الإذاعة ،ولم يواصل رحلة الفن،الأخرين واصلوا ،السيد الصابري قبل مايرحل عن الدنيا وجدته في شارع العقيب ،وقال لي (ياولد عمي نريد ندير شريط ،ونريدك توقف معاي)بعدها لم أراه وتوفى.