أساتذتى وأصدقائى الأعزاء أصحاب الذوق الرفيع،والآذان المنصتة لروح الفن الحقيقى الذى يطرب ولا يقزز كما يفعل مطربو هذه الأيام الذين نأى معظمهم عن سراج الفن الهادف المستنهض الذوق ومرفرف الروح من الجسد.
كم أنا سعيد بحق سعادة بالغة لما رأيته من مناقشتكم حول عمل فنى خالد من أهم أعمال أستاذنا العبقرى الموسيقار محمد عبد الوهاب ،ذاك العمل الفريد من نوعه والذى تهتز له القلوب شجنا وطربا برغم صعوبة الكلمات على العامة لكنه بإحساسه استطاع أن يومضه فوق نياط القلوب.
وأحب أن أساهم بكتابتى القصيدة كاملة كما اختار أبياتها الأستاذ عبد الوهاب؛حيث كونها فى الديوان أكبر من ذلك،مع تشكيلها تشكيلا تاما صحيحا ـ بإذن الله ـ حيث أنى لاحظت أنه ما من أحد كتبها كاملة بالتشكيل،سائلا الله أن الإفادة ولو باليسير فى محراب الفن الرفيع ذى المنزلة الراقية.
ولكنى آثرت أن أعرضها هنــــــــــــــا حتى ترى حيث أن مجال الرد عليكم فى صالون سماعى قد فات أوانه كان منذ فترة طويلة.
وها هى القصيدة:
شعر:أحمد شوقى. مُضْـنـَاكَألحان وغناء الأستاذ:محمد عبد الوهاب.
مُضْنَاكَ جَفـَاهُ مَـرْقـَـــدُهُ وبَكـَاهُ وَرَحَّــمَ عُــوَّدُهُ
حَيْرَانُ القـَلبِمُــعَـذَّبُــهُ مَقروحُ الجَفن مُسَـهَّدُهُ
***
يَسْتَهْوىالوُرْقَ تَأوُّهُــهُ ويُذيبُ الصَّخْرَ تَـنَـهُّدُهُ
ويُنَـاجى النَّجْمَ ويُتعِـبُــهُ ويُقِـيـمُالليْلَ ويُقــعِـدُهُ
***
الحُسْــنُ حَـلـفْـتُ بيُـوسُفِهِ والسُّورُةِ أنَّكَ مُـفــرَدُهُ
وتمَنـَّتْ كــــلُّ مُـقـَـطـِّعَـةٍ يَدَها،لو تُبْعَثُ تـَشهَدُهُ
***
جَحَدَتْ عَيْنَاكَ زَكِىَّ دَمِى أكـذلِكَخَدُّكَ يَجْحَدُهُ؟!
قـد عـزَّ شُهُودِى إذ رَمَتـا فأشَرْتُ لِخَدِّكَ أشْهـِدُهُ
***
بَيْنِى فى الحُبِّ وبَيْنَكَ مَا لايَقـدِرُ وَاشٍ يُـفسِـدُهُ
مَا بَالُ العَاذِلِ يَفتـَحُ لِــى بَابَ السُّلوَانِ وأُوصِدُهُ
ويقولُ تكـــادُ تـُجَنُّ بـــهِ فأقولُ وأوشِكُأعْـبُـدُهُ
***
مَوْلاىَ ورُوحِى فى يَدِهِ قـَدْضَيَّعَهَا سَلِمَتْ يَدُهُ
نـَاقـُوسُ القلبِ يَـدُقُّ لـَهُ وَحَنَايَـا الأضْلُعِمَعْبَدُهُ
***
قـَسَـمًا بـثـنَايَـا لـُؤْلـُـؤِهِـــا قـَسَمَاليَاقـُوتَ مُنَضِّدُهُ
مَاخُنتُ هَوَاكَ ولاخَطرَتْ سَلوَى بالقلبِتـُـبَـرِّدُهُ
.................................................. .............