عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 31/07/2007, 05h47
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: mars 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 45
المشاركات: 1,758
افتراضي

وكان الحصري بالرغم من إكثاره كتابة الشعر وتعيشه بمدائح الملكوك زهاء نصف قرن، وكتابته في مختلف أغراض الشعر حتى ترك أربعة دواوين، بالرغم من ذلك كله بقيت قصيدة ياليل الصب هي الاسم الثاني لأبي الحسن الحصري وهي اللفتة السانحة التي نفحته الخلود.

أما دواوينه الأربعة فهي:


1 - ديوان مستحسن الأشعار وهو فيما قاله في المعتمد بن عباد
2 - ديوانالمعشرات وهو شعره الفنِّي الغزلي،
يبتدئ كل بيت فيه بالحرف الذي يقفَّى به
3 - ديوان مختلف المناسبات
4 - ديوان اقتراح القريح واجتراح الجريح
ويشتمل على 2591 بيتاً في رثاء ولد له مات ولم يتم سن العاشرة، وكان إماماً في مسجد ناحيته، جامعاً لمعلومات يعجز عن إدراكها الكبار، وقد توفي وهو في حضنه، ووصف ذلك بقصائد تتفتت لها الأكباد.

أما معارضات الشعراء لقصيدة (ياليل الصب متى غده) فتطول قائمة أسماء الشعراء الذين عارضوها فيما إذا أثبتنا أسماءهم ههنا.
إذ إن الكثير من أولئك المعارضين لا يُعرَف عنهم من شعرهم سوى أنهم كتبوا معارضة لـ (ياليل الصب)، حتى وجد من معارضيها من ضاع اسمه وبقيت معارضته،
وحتى وجد ثلاثة شعراء من أسرة واحدة ساهموا في معارضتها وهم فوزي معلوف وعيسى معلوف وقيصر معلوف، وقد أورد المرزوقي في كتابه 38 معارضة من مختلف العصور، أشهرها ولا شك معارضة الشاعر المصري الكبير أحمد شوقي الذائعة الصيت (مضناك جفاه مرقده)
ومنها معارضة أبي القاسم الشابي وخير الدين الزركلي وأحمد عبيد و أبي الهدى الصياديوالزهاوي وإسماعيل صبري و محمود بيرم التونسي سأحاول جاهدا البحث عنها وتوثيقها في منتدانا الغالي سماعي ان شاء الله...


خلاصة
لقد قضى الحصري نحو ثلاثين سنة من عمره في القيروان اي فترة الشباب كلها، وبعد نكبة القيروان اضطرّ إلى الهجرة من وطنه كما فعل الشاعران ابناء بلده وهما :
ابن رشيق وابن شرف، والتجأ إلى سبتة واستقرّ بها يدرّس علم القراءات ثم اجتاز إلى الأندلس واتصل ببني عبّاد في إشبيلية ومدحهم ثم انتقل بين عواصم ملوك الطوائف وأخيرا حلّ بمدينة طنجة،
وفيها توفي سنة ثمان وثمانين وأربعمائة للهجرة 488 هجري...

وقد آلمته نكبة القيروان كبقيةِ شُعراءِ عَصْرِه, فقال ينْدُبُها بقصيدةٍ طويلةٍ امدكم ببعض الابيات منها:
مَوتُ الكرامِ حياةٌ في مواطِنهمْ.... فَإن هُم اغتربُوا مَاتُوا وَمَا ماتوُا
يا أهلَ ودّيَ لاَ والله ما انتكَثَتْ... عنـدي عهودٌ ولا ضاقتْ مودّاتُ
لِئن بَعد ثُم وحال البحرُ دونكُمُ.... لَـبينَ أرواحـِنَا في النَّوم زَوْراتُ
ما نمت إلاّ لِكي ألقىَ خـيالكُمُ.... وأين مَنْ نازحِ الأوطـانِ نومـاتُ
أصبحتُ في غُربتي لولا مكاتِمتي.. بكتني الأرضُ فيها والسماواتُ
كَأنّني لم أذُقْ بالقيـــــروانِ جـنى.... ولم أقلْ هَا لأحبابي وَلاَ هَاتوُا
ألاَ سَقى الله أرْضَ القــــــيروانِ.. حَيًا كـأنَّه عـبراتي المُستهـلاتُ

وعند التدقيق في الشعر نلاحظ أنَّ الحُصْري أكثر براعةً من صاحبيْه :
ابن رشيق وابن شرف, ولعلَّ لآفة العَمى التي أصيب بِهَا الحُصْري دَوْرًا في ذلك.
وبكى القيروان أيضا, بعد نكبتها الشاعرُ عبد الكريم بن فضال القيرواني، فقال :

كيفَ يا قَيروانُ حالُــــكِ لَمّا نَثَرا لبينُ سلكَـكِ المنظومَا
كُنتَ أُمًّ البلادِ شرقًا وغِربًا فَمحا الدّهْرُ وشيكِ المِرقُومَا

قال ابن حين عرّف به :

لقد "كان بحر براعة ورأس صناعة وزعيم جماعة، طرأ على جزيرة الأندلس منتصف الماية الخامسة ، بعد خراب وطنه القيروان ، والأدب يومئذ بأفقنا نافق معمور الطريق ، فتهادته ملوك طوائفها تهادي الرياض النسيم ، وتنافس فيه تنافس الديار بالأنس المقيم ... ولمّا خلع ملوك الطوائف بأفقنا اشتملت عليه مدينة طنجة وقد ضاق ذرعه وتراجع طبعه.

وقال ابن بشكوال في حقه :

"أديب رخيم الشعر، حديد الهجو شعره كثير وأدبه موفور".

ومن شهادة عبد الواحد المراكشي:

"أن الحصري الأعمى كان أسرع الناس في الشعر خاطرا".

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 15/07/2009 الساعة 09h18
رد مع اقتباس