عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18/03/2006, 06h41
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,297
افتراضي الفنان أديب الدايخ

مات أديب الدايخ .. عاش الطرب
بقلم: نجم الدين سمّان
لو لم اكن في حلب، ما كنت سمعت بالنبأ! ماذا لو ان احد، او احدى مطربات الفيديو ابن كليب قد شهقت لآخر مرة قبالة عزرائيل
اما كانت وسائل الاعلام العربية مسموعة ومطبوعة ومرئية، قد قصفتنا بقذائف الحزن الشديد «من وزن: توماهوك» عن تلك الخسارة التي المت بدنيا العرب؟! اضيف الى خسائري الشخصية صوت حنجرة اديب الدايخ عن غنائها، وليس في متناولي سوى الصدى على هيئة شرائط مسجلة.
وكنت رأيت الطرب في حلب يتبلور بعيدا عن ضجيج حفلات المطاعم وليالي حفلات مهرجان الاغنية السورية .. ثمة السهرات الخاصة في بيوتات حلب، قديمها وحديثها، داخل وخارج أسوارها التاريخية، تتواتر جيلا اثر جيل تقليدا جماليا يساهم فيه جميع ابنائها، وتلك الحفلات البيتية تجلو الصوت، كما تجلو ارواحنا وتشذب اسماعنا من شوائب الضجيج وتصنع الذائقة.
في تلك السهرات .. تختفي قرقعة الملاعق، وارتطام شوكات بصحون، يأتي المدعوون وقد أكلوا، حتى لا تخلط الغرائز بتوق الروح الى الجمال، او ينحشر مضغ افواههم بآهات الناي واهتزاز الاوتار دنفا في اعوادها، او ترتطم التجشؤات بقرار الصوت فتثنيه عن جوابه في قرارة الروح.
قهوة مرة، كؤوس شاي .. زهورات برية، ماء ورد في الماء، ونراجيل لا يكاد يسمع لها قرقرة.
الكل قد جاء، ليغوص وحده في الذاكرة الجمعية لارث من الغناء العريق، ثم ليسموا بالطرب الى سماء المعنى مع الآخرين.
في ذاكرة جيل سبق .. بقيت سهرات عمر البطش والحاج بكري الكردي ومحمد خيري وشما لا يزول.
وفي ذاكرة جيلي، ثمة السهرات التي يتجلى فيها صوت صبري المدلل ـ ابن الثمانين حولا .. لا أبا لك من صوته يسأم ـ وأصوات اديب الدايخ، حمام خيري، عمر سرميني، عبود بشير.
يصبح صوت صباح فخري اكثر القا من غير اجهزة للصوت، حتى ليكاد صوته ينسرب من رهافة الحجر اشهبا بلون حلب.
ابعد عن الشهباء .صنعت قامات موسيقية وغنائية ذائقتنا طوال عقود، صارت فيروز هال قهوتنا، ام كثلوم خمرة صبابتنا. محمد عبد الوهاب، اسمهان، وديع الصافي، عبدالحليم ، الشيخ امام ومارسيل خليفة.
فمن الذي يصنع اليوم لاجيالنا تلك الذائقة؟! هل هي الايقاعات التي تمضي من فورها وفورتها الى غرائز الجسد ام هي الكلمات الملصوقة بغراء اللامعنى ام تلك الاصوات زاعقة تحتال على عيوب نطقها وادائها بفلاتر الديجيتال! لسوف يمضي ذاك كله جفاء كما يحصل لاغنية مما يصنعونه، ترجمنا رجما لشهر متواصل من شاشات التلفاز الى مكبرات السيرفيس ثم تذبل حتى اقرب صندوق للقمامة.
ذاك واقع الحال وماكنت لاقع في «النوستالجيا» حنينا مرضيا الى الماضي اذ ليس كل قديم في الغناء جوهرا لكن تلوث البيئة من حولنا بما فيه التلوث الغنائي قد ازداد الى درجة لا تطاق.
اضع لتوي شريط مواويل وقصائد صوفيه لاديب الدايخ .استرخي تاركا لروحي فسحة في حقيبة هذا الجسد يصدح صوت كأنه يأتيني منذ الف عام ليمسح عن صبغيات ذاكرتي الجمعية هذا الصدأ الغنائي كله.
في آخر حفلاته غنى اديب الدايخ في دمشق مما اتاح لاغلبية الحاضرين ان يسمعوه لاول مرة ولآخرها معا.
لوهلة تم اكتشاف ذاك الصوت بعد اربعين عاما من منع والده لحنجرته ان تصدح انكفأ خلالها اديب الدايخ عن غنائه سوى في سره احتراما لرغبة ابيه حتى مات المنع بموت المانع له. وفي قرابة عشرين عاما وما ان تبلور صوت اديب الدايخ وتعتق حتى وافته المنية في صمت جليل يصل شريط القصائد الصوفيه الى منتهاه.
1 ـ ليالى
2 ـ مليكة الحسن
تم استبدال الملفات بعد ضغطها الى 16 بايت بجوده عاليه لتوفير مساحه على السيرفر .. أنس
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 ليالى.mp3‏ (476.9 كيلوبايت, المشاهدات 1675)
نوع الملف: mp3 مليكة الحسن.mp3‏ (949.6 كيلوبايت, المشاهدات 1074)
رد مع اقتباس