الموضوع: نادية بن يوسف
عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 01/05/2010, 14h33
الصورة الرمزية بلخياطي
بلخياطي بلخياطي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:440633
 
تاريخ التسجيل: juin 2009
الجنسية: جزائرية
الإقامة: ولاية الشلف
العمر: 38
المشاركات: 666
افتراضي نادية بن يوسف: الفن رسالة والغناء الشعبي سيبقى دائما في الوجدان

نادية بن يوسف: الفن رسالة والغناء الشعبي سيبقى دائما في الوجدان
نجمة من الجزائر.. تحمل وقار المعلم وحنكة السياسي
منال حميدان
«نادية بن يوسف» أسم مشهور وكبير جداً في الجزائر، على الرغم من ضآلة حجم صاحبته وتواضعها الشديد، وهي سيدة جميلة في منتصف العمر تحمل وقار المعلم، وهدوء وحنكة السياسي، تقدس فنها إلى أبعد الحدود، احترفت الفن في السبعينات عندما كانت مراهقة من خلال أدائها لأغاني الفلكلور الجزائري والفن الأندلسي، وهي تفخر بأنها كونت خطها الغنائي الذي أصبح مدرسة للفتيات والشبان الجزائريين الراغبين بدخول مجال الفن الشعبي الجزائري وهي لا تزال في الثامنة عشرة.

"الشرق الأوسط" التقت المطربة الجزائرية الأشهر التي حققت المعادلة الأصعب: كسب ود كافة الطبقات الاجتماعية بدءا برئيس الجمهورية والطبقة المخملية وطلاب المدارس وانتهاء بالطبقة العاملة التي تحمل لها نادية معزة خاصة وتدين لها بنجاحها وشهرتها، وسألتها عن بدايتها، ورسالتها، وعن معاناة الفن الجزائري في مرحلة عصيبة من تاريخ الجزائر، وفي ما يلي نص الحوار:
> متى كانت بداية السيدة نادية بن يوسف مع الغناء الشعبي؟
ـ بدأت منذ السبعينات حين كان عمري 15 عاماً، وكنت حينها طالبة في المرحلة المتوسطة، وبعدها انخرطت في الميدان التعليمي وتخرجت في معهد تكوين المعلمين الابتدائي، ومارست مهنة التعليم لمدة 10 سنوات، بعدها تفرغت للعمل في المجال الفني، ولم أستمر بدراسة الموسيقى لأن موهبتي كانت ربانية إضافة إلى ضغط التقاليد التي تحكم العائلة العربية الجزائرية وتمنع تأخر الفتاة في المعهد الموسيقي أو غيره.
> هل تغنين الآن بشكل منفرد أم أن لك فرقتك الخاصة؟
ـ بدأت بشكل منفرد، لكن الآن كونت فرقة نسوية خاصة، والسبب في كونها نسوية هو إشكالية وجود الموسيقيين الرجال في الحفلات العائلية، لأن المجتمع العربي في الجزائر محافظ جدا على العادات والتقاليد، وعموما الفرقة مكونة من 6 عازفات، وفي المناسبات الثقافية والخارجية نستعين بـ 6 عازفات أخريات.
> فرقتك نسائية بحتة، هل يعني هذا أنك لا تغنين إلا للنساء؟!! ـ لا، أعضاء الفرقة فقط هم من النساء لكن الحضور قد يقتصر على النساء في الحفلات الخاصة والعائلية، وقد يكون فيها رجال ونساء، خاصة في الحفلات الرسمية وذات الطابع الحكومي.
> الشباب في كل أرجاء الوطن العربي يميل للتجديد والأغنية الخفيفة، هل تعتقدين أن الشباب الجزائري لا يزال يقبل على الفن التقليدي ويقدره؟
ـ هناك إقبال كبير على الغناء التقليدي والشعبي في الجزائر، وهذا الإقبال أثار عجبي، خاصة حينما عدت من أوروبا حيث ظللت أقيم فترة إبان العشرية السوداء (أحداث العنف الدامية التي شهدتها الجزائر في التسعينات) ووجدت أن أنواعا من الغناء الأوروبي الخارج تماماً عن تقاليد الفن الجزائري وأصوله، انتشرت بسبب توقف جميع الفنانين في هذه الفترة المأساوية من تاريخ الجزائر وهذا الفراغ هو ما سمح للأغاني الأجنبية التي لا تصلح برأيي لتربية آذان الجيل الصاعد غنائياً وفنياً، إلا أن الأمور عادت لطبيعتها بعد استئناف الفنانين دورهم الطليعي.
> ما هو موقفك الشخصي من توقف الفن والحياة الفنية في الجزائر هذه الفترة؟
ـ عدت لبلدي ولم أستطع العيش خارجه، وقلت لماذا نتوقف ولدينا ثقافة جميلة وموسيقى جميلة جدا تختلف من منطقة لأخرى وتعكس ثقافة مختلفة وتقاليد في غاية الجمال والروعة، الثقافة الجزائرية ما هي إلا زخرفة تعكس روائح رائعة، لكن العشرية السوداء همشتها تماما وأنا قررت التحلي بشجاعة لمواجهة هذا الموقف، وأشكر رئيس الجمهورية الذي أعطى الفنانين القدرة على بعث الحياة في الفن طالما أن موضوعاته محترمة وتعكس تقاليد المجتمع وعاداته الجميلة، إضافة إلى شجاعة الفنانين ومبادرتهم لمواجهة الموت ونشر ثقافة الحياة.
> تنظرين للفن كرسالة وتشددين على هذا كثيراً، لماذا؟
ـ خرجت من سلك التعليم ولكن بقي في روحي وذهني تأدية رسالة تربوية للمجتمع بصورة غير مباشرة من خلال استخدام صوتي وجمالية الشعر العربي والأنواع الفنية الجزائرية العريقة، إن الله جميل يحب الجمال، والفن إذا حللته فإنه لك حلال وإذا حرمته فإنه عليك حرام، غناء أغنية تشوه المجتمع حرام، أما الكلام الذي لا يحمل نشازاً فهو جميل ولا أحد يستطيع القول بخلاف ذلك هذا ما أحاول تطبيقه من خلال حياتي الفنية وعمري يوما بعد يوم.
> ماهي أكثر الأماكن التي سررت بالغناء فيها وشعرت بالتواصل مع الجمهور؟
ـ غنيت في الخليج العربي بأكمله من خلال الأسابيع الثقافية الجزائرية، وغنيت في كل منطقة من الجزائر بلدي في أحلك الظروف ورغم التهديدات، وأحمد الله أنني في كل منطقة صادفت حب الناس واحترامهم الكبير لي وهو ما يشعرني بسعادة وفخر بالغين.
> هل لديك طقوس معينة تحرصين عليها في حفلاتك؟
ـ أنا أقدس الفن الجزائري وأحترمه كثيراً، وأتعامل معه ومع كافة تقاليده باحترام شديد، ومن أهم التقاليد التي أحرص عليها لبس الزي الجزائري التقليدي، أنا وجميع أفراد فرقتي، فالفنانة أو الفنان كالمعلم الذي لديه رسالة، والذي يجب أن يكون مثلاً للأجيال والخطأ بالنسبة له غير مسموح.
> لماذا لم تحاولي التعاون مع كتاب من الوطن العربي، ولماذا اقتصرت على الفن الشعبي الجزائري؟
ـ فضلت دائماً أن أبقى في الجزائر، ومن الممكن أن أغني من كلمات أي كاتب عربي، لكنني أعتقد أن صوتي وخامته التي نسميها في الجزائر بخاتم الصوت خلقت لتغني الفنون التقليدية الجزائرية وسأظل أغنيها طوال عمري، لأني لا أبحث عن الربح المادي ولا عن الشهرة التي حصلت عليها بالفعل من خلال غنائي لموروثي الفني، أنا "نموت" على الجزائر ولا أصبر على العيش خارجها وتكفيني شهرتي في الجزائر".
> غنيت إلى جانب العربية بالأمازيغية، هل قصدت إيصال رسالة من خلال ذلك؟
ـ غنيت بالأمازيغية لأنها جزء من الجزائر بلدي المتنوع والجميل، أنا عربية لكنني أفخر بكل شبر من الجزائر، وأردت إيصال هذه الرسالة عن طريق دويتو مع ماكفاريناس وهو مغن أمازيغي شهير، وكنت المطربة الجزائرية الأولى التي غنت ضمن ثنائي مع مغن رجل، وكان موضوعَها الوالدان، منذ ما يقارب الـ30 عاماً والجمهور الجزائري يحبها إلى الآن، إلى جانب أن الغناء باللغة الأمازيغية دل على طاقاتي وإمكاناتي.
> هل تجدين صعوبة في التواصل مع الجمهور المشرقي، وهل تلعب اللهجة دورا في هذا الانقطاع؟
ـ الجمهور المشرقي كانت لديه صعوبة في والسبعينات الثمانينات في فهم اللهجة الجزائرية، لكن حالياً أعتقد أنها أصبحت أوضح وتصل بطريقة أسهل، خصوصاً بعد شهرة بعض المغنين مثل الشاب خالد وغيره في الوطن العربي كله، أيضاً الإحساس والموسيقى يقربان كثيراً ولهما دور في فهم الفن الجزائري.
> نادية بن يوسف مطربة الطبقة المخملية في الجزائر، وهي مطربة الشعب أي جمهور تفضلين؟ ـ غنيت مرات كثيرة بحضرة رئيس الدولة الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة الذي يحب صوتي وفني، كذلك بحضرة شخصيات سياسية مهمة، وأكبر العائلات الجزائرية، وأفخر بإعجاب هذه الطبقة بي، لكنني أحب جمهوري من الطبقة الكادحة والعاملة، وأعتبرهم أصحاب الفضل في صعودي ونجوميتي..
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg نادية بن يوسف.jpg‏ (16.1 كيلوبايت, المشاهدات 37)
__________________

رد مع اقتباس