عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21/10/2008, 03h05
الصورة الرمزية M O H A M E D
M O H A M E D M O H A M E D غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:13458
 
تاريخ التسجيل: janvier 2007
الجنسية: مصــري
الإقامة: مصــر
المشاركات: 810
افتراضي طاهر أبو فاشا : هذه حكايتي مع شهرزاد

طاهر أبو فاشا : هذه حكايتي مع شهرزاد

** يقول طاهر أبو فاشا :


حكايتي مع " ألف ليلة و ليلة " هي قصة المصادفة التي تنقلب إلى واقع ، فقد أهدى الأستاذ " برانق " و زميل له كتاب " ألف ليلة و ليلة " من طبعة مهذبة ، إلى مدير الإذاعة في الخمسينات و ما كاد يقرأها حتى خطر بباله أن يجعل منها برنامجاً إذاعياً ، و وقع اختياره عليّ لإعداد حلقاته .

و قد اختلفت مع مخرج ألف ليلة و ليلة و صديقي محمد محمود شعبان حول نهاية الحلقات فقد كانت نهايتها عبارة عن موسيقى تقول : جونج ، و لكني و أنا أكتب الحلقات حتى الفجر و قد أذن الديك فكرت أم يكون صيلح الديك هو ختام الحلقات .


كانت البداية 15 حلقة

و رغم أن بابا شارو تظاهر بتردده في الموافقة إلا أنه فاجأني بتنفيذها ، و رحت أستكمل كتابة الحلقات ، و كنت أتقاضى عن الحلقة خمسة جنيهات ، و كتبوا معي عقداً بخمس عشرة حلقة بخمسة و سبعين جنيهاً ، و كنت راضياً و سعيداً و قريراً بل كنت أرى أنهم مبذرون فكيف يدفعون لي هذه المبالغ الطائلة .

و بعد إذاعة الخمس عشرة حلقة تهافتت على الإذاعة ، التليفونات و الخطابات يطلبون المزيد من ألف ليلة و ليلة فزيد العقد من همس عشرة حلقة إلى ثبلثين و استمر النجاح و شدَّت " ألف ليلة و ليلة " الجماهير أكثر حتى أنني بعد انتهاء كل حلقة كنت أنظر من الشباك فإذا بي أسمع الناس في البيوت و المقاهي يقولون مغنين : ألف ليلة و ليلة يعني " حاجة لها العجب " فكان يرضيني و يشعرني بالزهو ، و ظللت في كتابة المزيد من الحلقات حتى ثمانمائة حلقة حتى ارتفع أجري خلالها من خمسة جنيهات إلى عشرة جنيهات .


عقدة شهريار

و يضيف طاهر أبو فاشا :

و هذه الحلقات " ألف ليلة و ليلة " تدور حول شهرزاد و شهريار ، و هي حلقات في حقيقتها و جوهرها دافع عن المرأة فقد كان الملك الدموي الظلم شهريار يتزوج كل يوم صبية حتى أصبح الصباح قتلها و السبب أن زوجته خانته مع عبد من عبيدها ، فأراد شهريار أن ينتقم من الجنس كله ، هكذا تقول الرواية في الكتاب .
و لكن هناك رواية أخرى تقول أن شهريار عنده عقدة أخرى لذلك يقتل العروس في الصباح حتى لا ينكشف سره .

و أعود فأقول أن " ألف ليلة و ليلة " دفاع عن المرأة فقد قبلت شهرزاد أن تقم نفسها لشهريار و استطاعت أن تتركه معلقاً ليلة بعد ليلة حتى قضت معه ألف ليلة و ليلة و برئ الملك من دمويته .


يستكمل طاهر أبو فاشا حديثه عن " ألف ليلة و ليلة " فيقول أن الثمانمائة حلقة التي أذيعت ليست كلها من الكتاب لأن كل ما أخذناه من الكتاب هو خمسين إلى ستين حلقة فقط انتهى بعدها الكتاب ، و بدأت أنا أصنع حلقات جديدة من خيالي أو أصنعها من الحواديت التي أسمعها من جداتنا و ما غير ذلك ، أما لماذا لم نستكمل الحلقات إلى ألف ليلة فكان لذلك أسبابه إضافة إلى أننا أردنا إسدال الستار و الناس يصفقون على أن نستمر و قد استنفدت الحلقات أغراضها .

بين الإذاعة و التليفزيون


** و عن الفرق بين ألف ليلة و ليلة الإذاعية و ألف ليلة و ليلة التليفزيونية يقول طاهر أبو فاشا :

أنه فرق كبير جداً ، و مع احترامي و تقديري لأحمد بهجت كاتب أول عمل تليفزيوني لألف ليلة و ليلة إلا أنها لم تكن " هي " ، رغم أنه كاتب متمكن .

* و يضيف طاهر أبو فاشا في معرض ذكرياته عن ألف ليلة و ليلة و شخصياتها الأسطورية
..
أن هناك الشاطر حسن ، و الملك السمندل من ملوك الجن ، و قد حاولت أن يكون الحديث بين هذه الشخصيا مسجوعاً مما يعطيها طعماً و مذاقاً ، خاصة لأن الأبطال إذا كانوا عفاريت مثلاً لا يصح أن يتكلموا كلاماً عادياً فيقول عفريت مثلاً " هات كوب ماء " و إنما يقول " دموعك يا إنسي أثرت في نفسي " ، فالسجع يعطيها روحاً أخرى ، و أنا أتصور أن ألف ليلة و ليلة فيها رائحة حي " خان الخليلي " و رائحة العنبر الذي فيه .


شهرة واسعة

و عما تركته ألف ليلة لكاتبها أبو فاشا يستطرد معترفاً :

أنها أعطته شهرة واسعة لا يستحقها ، فالكل يعرف اسمي و لكنهم لا يعرفون شخصي إا قابلوني أو رأوني و لكنهم إذا عرفوا هشوا و بشوا لي ، و كثيراً ما كنت اقدم نفسي لسائق التاكسي أو بعض الموظفين في بعض المصالح ، فتنفك العقد و تنحل المشاكل لأن الناس يحبون ألف ليلة و كاتبها العبد الفقير .

و حتى الآن عندما أكون ذاهباً إلى التليفزيون و أشير لسائق التاكسي فيقول لي : لا .. انني ذاهب لمكان آخر ، فأقول له في أذنه : أنا صديقك طاهر أبو فاشا الذي يكتب لك ألف ليلة و ليلة ، فيقول لي : أهلاً و يأخذني بكل ترحيب و لا يأخذ أجراً .
فكأن الفن يقرب ما بين الناس و يحببهم بعضهم في بعض ، و أنا أحستت بهذا مع ألف ليلة و ليلة التي أعطتني شهرة كبيرة .

إضراب شهرزاد

** و لما سألت كاتب ألف ليلة و ليلة عن تصوره لليلة الثانية بعد الألف ؟
قال طاهر أبو فاشا :
كنت عامل الليلة الثانية بعد الألف و كتبتها فعلاً و كنت أنوي تقديمها في ختام الحلقات عندما تكتمل الألف ليلة و ليلة ، و لكن كما قلت لم تذع إلا 800 حلقة فقط ، و كان تصوري أن شهرزاد في الليلة الثانية بعد الألف جائت للملك و رفضت تحكي له حكايات جديدة ، فيتعجب شهريار و يقول :
أنتِ تعلمين أنني لا أنام إلا على الجرعة التي تسكبينها في سمعي كل ليلة .
فتقول : و أنا لا يمكن أن أحكي لك ، و نام الملك تلك الليلة و رأى فيما يرى النائم أن جميع أبطال ألف ليلة يحاكمونه ، و منهم السندباد البحري ، و الشاطر حسن ، معروف الإسكافي ، الملك السمندل و غيرهم يقولون لشهريار أن كل الناس يعيشون مع زوجاتهم في أمان الله ، فلماذا أنت الذي تقتل وجاتك ؟ أنت مجرم ، و يحكمون عليه بالإعدام و يخرجون له السيف لقتله ، فالسيف يلامس رقبته ، فيئن أنيناً مكتوماً تسمعه شهرزاد .
فتقول له : مالك يا مولاي ؟
فيقول : الحمد لله .. الحمد لله
فتوق له شهزراد : ماذا حدث يا مولاي ؟
فيقول : لا شئ .. لا شئ
و تدخل إحدى الجواري فتقول لشهريار : إن الصبايا العذارى في ساحة القصر ينشدن نشيد شهرزاد و يحتفلن بكِ يا شهرزاد
و يغنون لها أغنية شهرزاد .

و بذلك تنتهي الليلة الثانية بعد الألف و التي لم تذع ، و أهديها لمجلة " الإذاعة و التليفزيون " بمناسبة شهر رمضان أعاده الله عليكم و على المسلمين بخير .

،،،،،،،،،،،،،،،،

المصدر : كتاب رحلة في عقول مصرية .. للصحفي إبراهيم عبد العزيز

__________________

()

رد مع اقتباس