رد: البنية اللحنية للصنعة في موسيقي الآلة الاندلسية
خلاصة:
ملاحظة إبن جلون التويمي
وقد سجل الحاج ادريس بن جلون ملاحظة دقيقة لدى تحقيقه لكناش الحايك , هي أن المنشدين ضيعوا مطالع بعض الصنعات السباعية , وصيروها بذلك خماسية. ونتيجة هذا فهم يبدأون بإنشاد اللحن الثاني الذي هو كرش الصنعة , ثم ينتقلون إلى الكرسي الثاني , ويختمون الصنعة بالعودةإلى اللحن الثاني , ومثال هذه الصنعات:
1- (أحمد الهادي الرسول ) وهي تصدرة قدام رمل الماية
2- (الليل ليل عجيب) وهي تصدرة قدام الرصد
3- (فق يانديم ) وهي تصدرة قدام رصد الذيل.
وقد ذكر ابن جلون أنه عمل باتفاق مع أساتذة الفن على إرجاع بعض تلك الصنعات إلى أصلها.
ومن الملاحظ أن الصنعات التي تعرضت مطالعها للضياع تشكل في مجملها التصدرات الموسعة للميازين. وهو أمر يحمل على الاعتقاد بأن القوم ربما أرادوا اختصار تلك الصنعات لطولها فاستغنواعن كرسيها الأول , ثم أصبح ذلك تقليدا متبعا انتهى بهم إلى نسيان مطالعها وبالتالي اضاعتها.
وما دمنا نتحدث عن الهيكل اللحني للصنعات الأندلسية , فإن في وسع المستمع الواعي أن يلاحظ من خلال صنعة ما وجود تغيرات تعتري البنية اللحنية لجملتها الموسيقية الرئيسة أثناء أدائها عزفا وإنشادا: فبينما تتسم الصيغة المغناةة لهذه الجملة بالبساطة والسهولة يلاحظ تطور واضح في تركيب نغماتها خلال الجواب الآلي الذي يتخذ صورة أكثر تعقيدا. وهكذا فبالرغم من التوارد المستمر للجملة اللحنية في الصنعة في عوداتها لصنوف من التغيير .س أسلوب نبرها وطرائق أدائها وبذلك تصبح للجملة الواحدة صيغ متعددة تبعد عن المستمع كل شعور بالرتابة من جهة وتبدو-من جهة أخرى-كأنها تشكل كيانات مستقلة وان تكن في مجملها خاضعة لمبزات مشتركة.
|