عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 26/02/2007, 19h11
الصورة الرمزية سامح الاسواني
سامح الاسواني سامح الاسواني غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:15643
 
تاريخ التسجيل: février 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 51
المشاركات: 124
افتراضي فن الكف الجنوبي

ا بداية لا اعرف في اي الاقسام تصلح الكتابة عن فن الكف في منطقة اسوان ، و الامر هنا متروك لمسؤولي المنتدى في تركه او نقله الي القسم المناسب .
لكن الازمة الرئيسية عندي هي اني غير مختص في الفنون الشعبية و من ثم فقد اخلط بين بعض المصطلحات ، و انا على يقين من ان اهل الخبرة لن يبخلوا علينا بالتصحيح و الافادة ، و قد حاولت العثور على دراسات مشبعة في الانترنت لكن اخفقت للاسف على الرغم من وجود دراسات عدة ( خارج النت ) و قرأت بعضها في مصر ، كان من بين كاتبيها الشاعر فيصل الموصلي و هو من عرب العقيلات و الروائي احمد ابو خنيجر و هو من قبائل العبابدة و يعيش الي الان في قرية الرمادي بادفو و اخرون ، و طالما احلت الامر الي اهل الاختصاص فان حديثي سيكون حرا شبه ارتجالي معتمدا على الوصف من واقع المشاهدة و التجربة و عذرا على تلك الاطالة .
اما عن الكف فهي تسمية اطلقت على اشكال فنية مختلفة باختلاف المناطق الجغرافية هو موجود في الجزيرة العربية و في سيناء و رأيته في الواحات ( الوادي الجديد ) كما ان له وجود في مناطق من اواسط الصعيد لكنه تختلف عن الموجود في منطقة اسوان و جنوب قنا ( التشكيل الثقافي في تلك المنطقة تقريبا واحد) و الفارق الجوهري هو القالب او الشكل الذي يؤدى فيه و بداية فان هذا الفن لايؤدى الا في الافراح ، او العراسة كما يطلقون على الفرح في الجنوب ، و يبدأ الطقس بحضور مطربي القرية ـ ثلاثة فما فوق ـ معهم ضارب الدف يجلسون على اريكة او اكثر و من حولهم المساند و هم بالطبع غير محترفين اي انهم لا يتقاضون اجورا مثلما يحدث الان ، و تلك جزئية لها نتائج مهمة سأرد تفاصيلها بعد قليل ،
ثم يأتي (الكفافة ) و هم من شباب و رجال القرية ليقفون صفا بالتوازي في مواجهة المطربين ، و تبدأ الحفل حيث يقول الكفافة (الخانة ) و لا اعرف الاصطلاح العلمي لها لكن يمكن ان نقول انها عنوان الموضوع الذي سيلتزم به المطربون فيما بعد و هناك خانات افتتاحية شبه ثابتة مثل :
آه يا ليل .. يالليل ياليل على حالي ياليل .. الله الله
و آه يا بوي .. يا بوي يا بوي على حالي يا بوي .. الله الله

يقولون الخانة و يصفقون و الصفقة هنا تحدد ايقاع الاغنية و سرعتها ، و يلتقط ضارب الدف ذلك الايقاع و يبدأ في دقاته الرتيبة و في المقابل يتمايل الكفافة في حركات واحدة على ذلك الايقاع متبعين قائد ( الصف ) امهرهم في الرقص يحركون اكتافهم و اياديهم و اقدامهم في تناغم جميل ثم يبدأ احد المطربين في الغناء مرتبطا بموضوع الخانة اي انه سيغني لليل يشكو له احواله بسبب هجر المحبوب او المريود وفق اللهجة المحلية و هكذا و بمجرد ان ينتهي المطرب من غنائه يتوقف الكفافة عن الرقص و يميلون بجذوعهم الي الامام مرددين الخانة نفسها و هو يصفقون ، ليتسلم بعده مطرب اخر الموضوع ذاته لكن بابيات مغايرة و بعد هذه المقدمات المعتادة تبدأ الاثارة ، اذ يغير الكفافة الخانة و الايقاع و هنا يبدأ دور الارتجال فالكفافة قبل العرس يتفقون على الخانات التي سيطرحونها و لابد من ان تكون جديدة لاظهار القدرة على الابداع امام منافسين اخرين و في الغالب فان من بين هؤلاء الكفافة شاعر شعبي لكنه لا يجيد الغناء او الارتجال فيكتفي بتأليف الخانة او كما يقال ( يفننها) و الخانات لا تقال مرة اخرى في الافراح التالية الا اذا كانت مميزة و شاعرة ، و في وقت قديم كانت الخانة لاتزيد عن بيت او اثنين من الشعر مثلا :
يا حمام ارجع لبروجك يا حمام
لكن يصابحها اداء قولي يمد من اللحن و من الكلمة ، اما الان فهناك خانات في حجم الرواية !
و ليس ذلك عيبا فالتطور امر طبيعي لكن المشكلة ان يستعير الشباب موضوعات الخانة من الاغنيات الحديثة ، فيفقد الفن اصالته و يبتعد عن بيئته الثرية لكن تلك مشكلة اخرى
رد مع اقتباس