عرض مشاركة واحدة
  #62  
قديم 30/03/2010, 18h13
الصورة الرمزية فاضل الخالد
فاضل الخالد فاضل الخالد غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:457466
 
تاريخ التسجيل: août 2009
الجنسية: عراقية-سويدية
الإقامة: السويد
المشاركات: 592
افتراضي رد: شعراء وكتاب الاغنية العراقية



المكير والاغنية السبعينية
____________

لقد سبق وان ذكرت في موضوع سابق ان الارهاصات الاولى لحراك الاغنية العراقية كانت بانطلاقة اغنية( لاخبر) التي كتبها الشاعر( طارق ياسين) ولحنها الفنان (حسين السعدي )وغناها المطرب الدكتور( فاضل عواد) في اواخر الستينات من القرن المنصرم.
ثم جاءت بعدها اغنية( المكير) للشاعر( زامل سعيد فتاح) والحان الفنان( كمال السيد) وغناء المطرب( ياس خضر)
ان هذه الاغنية واقصد بها المكير هي التي فتحت الباب على مصراعيه لان تلج من خلالهما الاغنية العراقية الى بيئة جديدة رحبة مع بدايات العقد السبعيني وتسجل انتصارا لم يبرد اواره حتى يومنا هذا.
فاغنية( المكير) هي ا لاغنية المفصلية التي انهت حقبة من حقب الغناء العراقي ونقلته الى حقبة جديدة لاسيما في طبيعة ونوعية الكلام الملحن والمغنى حيث ساهم في كتابة الاغنية لذلك العقد كبار شعراء الشعر الشعبي مازجوا فيها بين مفردات مدينية واخري ريفية فجاءت القصيدة المغناة ذات مفردات عذبة محببة دخلت الوجدان والنفس وغيرت من الذائقة الفنية للمتلقي .ان مايميز اغنية المكير هو ان قصيدتها كتبت وكأنها حكاية متكاملة لحدث عاش تفاصيله الشاعر وهذا هو احد اسرار نجاح الاغنية
بالاضافة الى انه تيسر لها ملحن قدير ككمال السيد جعل الموسيقى هي التي تنقل مشاعر واحاسيس الشاعر فعبرت عنها ببراعة نادرة و كأنها هي التي عاشت حدث الحكاية .وكذلت صوت متمكن وقوي لشاب هو صوت المطرب ياس خضر في بداياته والذي سبق وان اطلقه الفنان الملحن ( محمد جواد اموري) بأغنيتين اجاد فيهما هما (الهدل )و(ابو زركة).
والقصيدة الاصلية تحكي قصة الشاعر يوم ان ذهب في احدى الليالي الصيفية الى محطة قطار اور (اور تعرف شعبيا بالمكير لان
مادة القير استعملها سكان اور القدماء في البناء ورصف الطرق وبعد التنقيب بآثارها يبدو ان الاسم الشعبي المتداول بناء على ما تقدم لها هو المكير)
ولماكنت محطة قطارها تقع مباشرة علىخط السكة الحديد الواصل بين بغداد والبصرة بينما محطة قطار الناصرية يتفرع لها خط سكة حديد جانبي من محطة اور ينقل المسافرين الى محطة اور الراغبين بالسفر الى المدن الواقعة على امتداد الخط الرئيسي لذلك و اختصارا للوقت فان المسافر من الناصرية الى البصرة مثلا يفضل ان يذهب بالسيارة الى محطة اور دون ان يضيع الساعات في القطار الواصل بين اور والناصرية علما ان المسافة لاتتجاوز 16كم بينهما
لذلك فان الحبيبة التي ازمعت على السفر الى البصرة ذهبت الى اور او المكير انتظارا لوصول القطار الذي سينقلها الى البصرة
وبدوره شاعرنا قد (مشى) الى محطة اور او المكير لتوديع الحبيب وعلى ضوء هذا الوداع وصف مشاعره وكانت قمة الحدث الدرامي حينما صفر القطار معلنا انه سيتحرك تاركا العاشق لوحده وبدون شعور امسك بالقطار بكلتا يديه محاولا منعه من السفر لانه اخذ حبيب الروح معاه( اعت بيه واعتنه)
اي ممسكاً به مستعملا قواه البدنية لمنعه من الحركة ولكن هيهات لقواه ان توقف القطار ويجري حديث في خياله كيف انه يطلب من القطار ان لا يصرخ لان حبيب القلب( السمرة) اخاف ان توقظها
ولكن كل ذلك الرجاء لم ينفع فعاد وحيدا للناصرية مستذكرا الاماكن التي رعت حبه لاسيما النهر الذي طلب منه الصبر لمدة شهر وهي مدة غياب الحبيب ولكنه يشبه حاله بحال الطفل الذي يفطم من الرضاع والذي لايمكنه ان يصبر


اذن ناتي على كلمات الاغنية:-


مشيت وياه للمكير اودعنه
مشيت وكل كترمني بالحسرة والونه
على الرملة ضوه الكمره يناشدني وانشدنه

بجه ودموعي لاكنه بعد وعظاي زتنه
اكله تروح وكلبي بعد بيمن اهيدنه
وصاح الريل وانا وياه اعت بيه واعتنه
ذمة بركبتك خليني فرد مشوار اشوفنه
ولك يا ريل لا تبعد خذت ولفي واريدنه
جزاني يجر فراكينه وما مش حيل اردنه
واعد محاط للبصرة جزه ونام وهدل شعره
ولك ياريل لا تصرخ (تكعر) اخاف تفزز السمره
وارد للناصرية اردود مخنوك بالف عبره
يراويني النهر موكاف حبنه وديرة العشره
يكلي اصبر شهر ويعود والمفطوم شيصبره

Posted via Mobile Device
رد مع اقتباس