عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 22/01/2009, 00h05
الصورة الرمزية MUNIR MUNIRG
MUNIR MUNIRG MUNIR MUNIRG غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
 
تاريخ التسجيل: mai 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 84
المشاركات: 568
افتراضي رد: القدس في ذاكرة الأغنية العربية

القدس في ذاكرة الأغنية العربية (2 من 2)
محمد منصور القدس العربي 22/01/2009
القديم ينتصر على الجديد... والفن يتراجع أمام الهتاف!

شهدت فترة الستينيات من القرن العشرين، أحداثاً وتطورات ومتغيرات كبرى في سياق القضية الفلسطينية، ساهمت في شحذ إحساس الأغنية العربية، ودفعت مبدعيها إلى السعي لمواكبة هذا كله، عبر أغنيات خاطبت الوجدان، وأرخت بشكل أو بآخر لتلك الأحداث والمتغيرات.
وقد ظلت (القدس) هي الأيقونة التي تختزل فلسطين في التاريخ والجغرافيا والنضال، والرمز الذي يصوغ البعد الروحي والمكانة القدسية.... حيث (القباب الخضر... والحجارة النبية) كما يقول نزار قباني في قصيدته (طريق واحد)، التي تحولت إلى أغنية لسيدة الغناء العربي أم كلثوم بعنوان: (أصبح عندي الآن بندقية)

عبد الحليم حافظ: ألم المسيح!

شكل سقوط القدس الشرقية بيد الاحتلال الإسرائيلي إثر نكسة حزيران (يونيو) عام 1967، ذروة الألم والحزن العربيين، فقد أضحى الأقصى أسيراً بيد الاحتلال، وصارت المقدسات المسيحية والإسلامية في متناول عدوان يومي مستمر على التاريخ والجغرافيا والرموز.
وقد صنع هذا التحول الهام، مكانة خاصة للقدس في ذاكرة الأغنية العربية... فتدفقت الأغنيات التي تحمل صورة القدس الجريحة، والأقصى الأسير... وكان من بين أبرز ما قدم في هذه المرحلة أغنية عبد الحليم حافظ (المسيح) التي كتب كلماتها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، ولحنها بليغ حمدي، والتي يقول مطلعها:
على أرضها طبع المسيح قدمه
على أرضها
نزف المسيح ألمه
في القدس، في طريق الآلام
وفي الخليل
رنّت تراتيل الكنايس في الخلا
وصبح الوجود إنجيل على أرضها!
وقد حرص عبد الحليم حافظ، أن يغني هذه الأغنية بالذات، في حفلته الشهيرة في قاعة ألبرت هول في مدينة لندن عام 1968... كنوع من التعبير عن إيصال صوت الألم العربي بسقوط القدس إلى العالم، وخصوصاً إلى الغرب المسيحي الذي تواطأ مع الصهيونية في إباحة المقدسات المسيحية لليهود الذين خانوه كما تقول الأغنية في المقطع الأخير:
دلوقت يا قدس ابنك
زي المسيح غريب
تاج الشوك فوق جبنيه
وفوق كتفه الصليب
خانوه نفس اليهود
وابنك يا قدس لازم
زي المسيح يعود على أرضها.

فهد بلان: غنى للقدس مراراً!

ربما كان الفنان السوري فهد بلان، من أكثر الفنانين الذين غنوا للقدس إثر سقوطها بيد الاحتلال... رغم أن نتاجه يكاد يكون مجهولا في هذا السياق... إلى جانب مشواره الطويل مع الأغاني الوطنية، وسعيه لمواكبة الأحداث التي مرت بها الأمة العربية، ومنها نكسة حزيران (يونيو)، التي أطلق إثرها نشيد 'صح يا رجال' الذي لحنه الملحن السوري عبد الفتاح سكر، ودعا إلى النهوض وشد الهمم، فقد استقطب صوت فهد بلان كبار الملحنين العرب، ومنهم الملحن المصري محمود الشريف الذي قدم له أغنيتين وطنيتين هما: 'المسجد الأقصى' و'قدس العرب' اللتين كتب كلماتهما الشاعر محسن الخياط... وتقول كلمات الأغنية الثانية:
من خلف قضبان اللهـــــب
صار الغضب... صار الغضــب
وزرع بأيدو قمرية في كل قلـب
انهض يا شعب.. انهض يا شعب
شايف تاريخو بينصلب فوق اللهب
وامضي بنا في كل درب
وأشعلها حرب
على من اغتصب قدس العرب
لقد كان تعانق الرمز الديني المسيحي والإسلامي عنصراً هاماً، وقاسماً مشتركاً في معظم الأغنيات التي تحدثت عن القدس إثر سقوطها بيد الاحتلال... ولهذا نجد أغنية 'قدس العرب' لفهد بلان تتابع رسم صورة هذا العناق في لحظة الألم والحزن:
والفجر عالسكان طريح
والمسجد الأقصى الجريح
والجمرة في قلبو... بتقول لنا لبوا
صرخة محمد والمسيح
وقد عاد فهد بلان في فترات مختلفة ليغني للقدس وفلسطين في أغنيات: 'القدس بتنادي' و'فلسطين أرضنا' و'في فلسطين لا مفر' وجميعها من كلمات ظافر الصابوني، وألحان عبد الفتاح سكر، وإنتاج إذاعة دمشق عام 1975 .

أم كلثوم ونزار قباني وعبد الوهاب: لقاء القمم!

في نهاية الستينيات من القرن العشرين، شكلت ظاهرة العمل الفدائي الفلسطيني أملاً حقيقياً في وجدان الشعبي العربي عموماً، والفلسطيني على وجه الخصوص... فقد جاءت بعد سلسلة من النكبات والهزائم وضياع الأرض، وتشرد اللاجئين، لتؤكد أنها الفعل الحقيقي الوحيد على طريق التحرير... وقد انعكست تجليات هذا كله على صعيد الأغنية العربي من خلال عدد من الأعمال، إلا أن أبرزها كان أغنية 'أصبح عندي الآن بندقية' التي كانت اللقاء الأول بين كلمات نزار قباني وصوت أم كلثوم... وقد غنتها أم كلثوم عام 1969 لتواكب بها تصاعد ظاهرة العمل الفدائي في تلك الفترة... وخصوصاً أن القصيدة، تؤمن بأن هناك طريقاً واحداً لتحرير فلسطين، هو طريق الكفاح المسلح... يستحضر نزار قباني صورة القدس عبر بعدها الديني والروحي، ليجعل من وصفه للقدس، اختزالاً لفلسطين كلها وخصوصاً حين يقول:
أصبح عندي الآن بندقية
إلى فلسطين خذوني معكم
إلى ربى حزينة كوجه المجدلية
إلى القباب الخضر والحجارة النبية
وتخاطب القصيدة الثوار في كل أنحاء فلسطين في مقطعها الأخير، منطلقة من القدس كوجهة أولى للثوار، مؤكداً حتمية الثورة وأكذوبة السلام:
يا أيّها الثوار..
في القدسِ، في الخليلِ،
في بيسانَ، في الأغوار..
في بيتِ لحمٍ، حيثُ كنتم أيّها الأحرار
تقدموا.. تقدموا..
فقصةُ السلام مسرحيّه..
والعدلُ مسرحيّه..
إلى فلسطينَ طريقٌ واحدٌ
يمرُّ من فوهةِ بندقية..
لحن هذه القصيدة محمد عبد الوهاب، الذي كان له أكثر من لقاء مع أشعار نزار قباني في فترة الستينيات، وقد كانت هذه الأغنية، من أوائل الأغنيات التي سجلت بنظام التركات المتبع اليوم، حيث تسجل كل مجموعة آلات بمفردها بعيدة عن صوت المطرب، وقد تخوفت أم كلثوم، التي تربت على تقاليد الغناء الكلاسيكي، من الغناء بهذه الطريقة فغناها عبد الوهاب قبلها بصوته، وهو أمر اعتاد أن يفعله مع جميع من لحن لهم من المطربين والمطربات تقريباً، باستثناء أم كلثوم التي كانت هذه الأغنية هي الأغنية الوحيدة التي سمحت لعبد الوهاب أن يسجلها بصوته أيضاً... ولا شك أن لحن عبد الوهاب قد اغتنى كثيراً بتوزيع الموسيقي (أندريا رايدر) المذهل له... أما أداء السيدة أم كلثوم فقد سمى بهذا العمل الفني إلى مستويات تعبيرية أخاذة، فيها الكثير من التموجات العاطفية، التي تعكس الحساسية الشعرية الجديدة لشعر نزار قباني، وخصوصاً في التوقف عند التفاصيل الصغيرة في رسم صورة الوطن الذي يحن إليه اللاجئ!
عشرونَ عاماً.. وأنا
أبحثُ عن أرضٍ وعن هويّه
أبحثُ عن بيتي الذي هناك
عن وطني المحاطِ بالأسلاك
أبحثُ عن طفولتي..
وعن رفاقِ حارتي..
عن كتبي.. عن صوري..
عن كلِّ ركنٍ دافئٍ.. وكلِّ مزهريّه.
وقد تحولت أغنية 'أصبح عندي الآن بندقية' إلى واحدة من كلاسيكيات الغناء لفلسطين، وعنواناً من عناوين برامج الثورة في ذلك الحين، فأخذت تتبارى الإذاعات على بثها وتكرارها... وبالنسبة لمن واكبوا تلك الحقبة من المد القومي الذي انعكس في مرآة الغناء للقدس وفلسطين على وجه الخصوص... تبدو هذه الأغنية علامة من علامات التعبير الحي عن حقيقة لم يزل يؤمن بها الكثيرون اليوم: الطريق إلى فلسطين يمر من فوهة البندقية!

حريق الأقصى يلهب الأغنية العربية!

في صبيحة يوم 22 آب (أغسطس) 1966 قام اليهودي المتطرف مايكل دينس روهن بإحراق المسجد الأقصى، حيث تم حرق الجامع القبلي الذي سقط سقف قسمه الشرقي بالكامل، كما احترق منبر نور الدين زنكي الذي أمر ببنائه قبل تحرير المسجد الأقصى من الصليبيين وقام صلاح الدين الأيوبي بوضعه داخل المسجد بعد التحرير فعرف باسمه، وهب أبناء بيت المقدس وقد أذهلتهم الصدمة ليساعدوا في إطفاء الحريق فيما جاءت سيارات الإطفاء إلى الجامع من كل أنحاء فلسطين.
هز هذا الحدث الأليم، الوجدان العربي من المحيط إلى الخليج... وكان من أجمل ما كتب حول حريق الأقصى، قصيدة الشاعر محمود حسن إسماعيل، 'قومي إلى الصلاة' التي يصف فيها المشهد الحزين:
وعادت الطيور في المساء
فلم تجد في القبة الضياء
ولا صدى التراتيل والدعاء
فهزت الأوتار بالنداء:
يا (قدس) يا حبيبة السماء
قومي إلى الصلاة وباركي الحياة.
وقد تحولت هذه القصيدة البديعة إلى مغناة لحنها الملحن رياض السنباطي، وغنتها المطربة اللبنانية الكبيرة (سعاد محمد) فجاء هذا العمل على قدر الأسماء الكبيرة التي أبدعته كلمة ولحناً وأداءً، وخصوصاً أنه أبرز قدرات السنباطي الكبيرة في تلحين القصائد، وفي إبراز قدرات صوت سعاد محمد التي آمن بموهبتها الكبيرة... ومرة أخرى يحضر التآخي الإسلامي المسيحي في استحضار رموز الأديان التي وجدت في القدس موطئاً لها:
ورددي التسبيح في المآذن
وأيقظي الأجراس في المآذن
وكبري لله.... لا تهادني
قومي إلى الصلاة وباركي الحياة.
وقد ألهب حريق الأقصى بالعديد من الأغنيات، منها أغنية محمد رشدي 'وفي قلبي ولا عينيا إلا فلسطين' من كلمات فؤاد حداد وألحان بليغ حمدي... وسواها من الأغنيات التي عبرت بحق عن المكانة التي احتلتها القدس في تلك الفترة في أولويات الفن العربي والإعلام العربي كذلك.

ثنائيات غنائية: من ينقذ الإنسان!

بقيت صورة (القدس) في سبعينيات القرن العشرين، أسيرة تحولات عديدة ألمت بالقضية الفلسطينية، وبالأغنية العربية أيضاً... وفي نهاية الثمانينيات، جاءت انتفاضة أطفال الحجارة، التي اندلعت أواخر العام 1987 لتكتب فصلا ملحمياً جديداً من فصول القضية، وتوالت إثرها القصائد والأغنيات التي خلدت هذه الانتفاضة، وسعت لمواكبة أثرها الملهم والعابق بالأمل في الوجدان العربي... وقد ظهرت العديد من الأغنيات التي جاء بعضها يفتقر إلى الألق الفني، رغم النوايا الطيبة التي انطلقت منها... وبالعودة إلى صورة القدس، تبقى قصيدة الشاعر سميح القاسم، 'زنابق لمزهرية فيروز' التي لحنها وغناها الفنان البحريني خالد الشيخ على شكل دويتو، بمشاركة الفنانة المغربية رجاء بلمليح، عام 1989 والتي أتينا على ذكرها في القسم الأول من هذه الدراسة، لارتباط القصيدة بأغنية للسيدة فيروز... تبقى تلك الأغنية هي التعبير الفني الأقوى، رغم أنها لم تنل حظها الإعلامي من الانتشار الذي تستحقه...
وبموازاة دويتو خالد الشيخ ورجاء بلمليح، ظهر في النصف الثاني من التسعينيات، دويتو آخر عن القدس بعنوان 'من ينقذ الإنسان' غناه ولحنه الفنان العراقي كاظم الساهر، مع الفنانة التونسية لطيفة، عن قصيدة للشاعر السوري نزار قباني يقول مطلعها:
بكيت.. حتى انتهت الدموع
صليت.. حتى ذابت الشموع
ركعت.. حتى ملّني الركوع
سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع
يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء
وقد غنى كاظم الساهر ولطيفة هذه القصيدة، مع تعديل وحذف لبعض أبياتها، في حفل أقيم في (ألبرت هول) في لندن... وهو نفس المكان الذي غنى فيه عبد الحليم حافظ في نهاية الستينيات أغنية 'المسيح' للشاعر عبد الرحمن الأبنودي... وتذكر الفنانة لطيفة أن نزار قباني سرَّ بهذا العمل الفني، وبالتسجيل الذي قدم له من حفلة لندن، وأوصى بإصداره في ألبوم خاص، إلا أنه رحل قبل صدوره!
لقد كان نزار قباني مؤمناً بأن القدس ستعود عربية، وأن السلام لابد سيعم مدينة السلام، طال الزمن أم قصر... ولذلك ختم قصيدته بنوع من التفاؤل العميق بهذا الغد المشرق حين قال:
غداً.. غداً.. سيزهر الليمون
وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون
وتضحكُ العيون..
وترجعُ الحمائمُ المهاجرة..
إلى السقوفِ الطاهرة
ويرجعُ الأطفالُ يلعبون
ويلتقي الآباءُ والبنون
على رباك الزاهرة..
يا بلدي..
يا بلد السلام والزيتون.

انتفاضة الأقصى: الحصاد المر!

في الثامن والعشرين من أيلول (سبتمبر) عام 2000 دخل رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون إلى باحة المسجد الأقصى في القدس برفقة حراسه، الأمر الذي دفع جموع المصلين إلى التجمهر ومحاولة التصدي له، وجاءت نتيجة هذا العمل الاستفزازي لتعلن اندلاع الانتفاضة الثانية، التي بلغت ذروتها بعملية السور الواقي الإسرائيلية، وتدمير مخيم جنين عام 2002...
مرة أخرى حضرت القدس في قلب الحدث، فقد سميت هذه الانتفاضة بانتفاضة الأقصى، التي توالى التعبير الغنائي عنها سريعاً، وتوالت الأغنيات لشتى المطربين من أنحاء الوطن العربي... فغنى وليد توفيق 'صوت الحجر' وغنى عمرو دياب 'القدس أرضنا' وغنت نوال الزغبي من كلمات الفنان اللبناني وليم حسواني وألحان وتوزيع: زياد مراد أغنية 'يا قدس' التي تقول في مطلعها:
يا قدس كم أتوق إلى الصلاة
حيث الرجاء في ترابك الحبيب
ألا أنهضي وحطّمي قيد الطغاة
وأرجعي لأهله الوطن السليب
وغنى الفنان هاني شاكر، الذي سبق أن قدم العديد من الأغنيات: كـ 'القدس هتفضل عربية' و'فلسطين' وهما من ألحان الموسيقار الراحل كمال الطويل، غنى في مواكبة هذه الانتفاضة أغنية 'أبواب القدس' التي تقول كلماتها:
كل المدن بتنام غرقانة في الأحلام
الا عيون القدس صاحية ولا بتنام
كان صوت الحق في نظرة طفل في حضن الموت
تنهيده أب في آخر نظرة وآخر صوت
وعيون بتقول القدس هتبقى ومش هاتموت
القدس هتبقى ومش هاتموت
وقد وجدت هذه الأغنية انتقادات كبيرة بسبب كلماتها، التي تفتقر للصياغة الشعرية المتينة، وقد برر هاني شاكر مشكلة الأغنية بأنها أفضل ما قدم له من نصوص في حينه، وأن إنجازها تم سريعاً، إذ أنجزت في ثلاثة أيام فقط!
ولم تكن أغنية 'أولى القبلتين' التي قدمتها الفنانة أصالة نصري، بألحان وكلمات الفنان الليبي علي الكيلاني، بأفضل حالاً من أغنية هاني شاكر أو سواها... وخصوصاً لجهة نبرتها الخطابية، وغياب الصور الشعرية في كلماتها، ومنها:
يا أولى القبلتين
يا ثالث الحرمين
ستبقى قبلتنا الأولى
والأقصى المبارك حوله
وستبقى لنا الدولة العربية... العربية فلسطين
ورغم أن الأغنية، تسعى لتأكيد الحق التاريخي، وتمضي في تصوير تعلق العرب والمسلمين بعروبة القدس، فإن كلماتها في المجمل لا تعدو أكثر من صرخة، حركت مشاعرها مشهديات انتفاضة الأقصى وبسالة أبنائها:
في صدورنا البنادق وعيونا عليك
وبيوتنا خنادق وأرواحنا تفديك
يا مسرى الرسول لن تبقي مغصوبة
ولن نرضى بحلول إلا بقدس العروبة
فلسطين عربيه.. عربية

القبلة الأولى والقضية العربية.......

كما قدم مجموعة من الفنانين المصريين أوبريتاً غنائياً، كتب كلماته الدكتور مدحت عدل، ولحنه رياض الهمشري ووزعه حميد الشاعري بعنوان: 'القدس هترجع لنا' شارك فيه (28) فناناً مصرياً من بينهم: (هدى سلطان- محمود ياسين- سميحة أيوب- ناديا لطفي- مدحت صالح- خالد عجاج- حكيم- أنوشكا- صابرين- يسرا- إسعاد يونس- منى عبد الغني) وقد أخرجه طارق العريان وأنتج عام 2000... وقد بقي أثر هذا الأوبريت محصوراً في صورته التلفزيونية، ومشاركة مشاهير ونجوم الفن المصري فيه، أكثر مما هي في قيمته الغنائية.
وفي المحصلة بدت الأغنية العربية في مواكبتها لانتفاضة الأقصى، واستحضارها لصورة القدس كتاريخ وجغرافيا وذاكرة وطقوس ومقدسات، أمينة للتراجع الذي تعيشه... فكل هذه الأغنيات، بدت مجرد مادة استهلاكية للمحطات والتلفزيونات العربية أثناء تغطية الحدث... ولم تدخل في كلاسيكيات أغنيات القدس التي يمكن أن تستعاد بين فترة وأخرى، أو تبقى حاضرة مع كل حدث، كما هو حال الأغنيات التي قدمها عمالقة الفن العربي في فترات سابقة!

القدس عاصمة ثقافية: مساهمات تتجدد!

واليوم ومع اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية العام 2009، تتوالى دفعة جديدة من الأغنيات التي تمجد القدس، وتحتفي بهويتها العربية، فيغني الفنان هاني شاكر من ألحانه ومن كلمات الشاعر الفلسطيني رامي اليوسف، أغنية كان قد قدمها في الحفل الذي أحياه رابع أيام عيد الأضحى في رام الله، وفيها يقول عن القدس:
والقدس حياتي وصلاتي
والأقصى الغالي ده نور عيني
عزم رجالك زي جبالك
يا حاضنة صليبك وهلالك
في الدنيا مفيش زي جمالك.
وقد انتهى هاني شاكر من تسجيل هذه الأغنية، بعد تقديمها في حفل جماهيري، وقال إنها مهداة إلى القدس بمناسبة تتويجها عاصمة للثقافة العربية، ومثله الفنانة أصالة نصري، التي قدمت أغنية جديدة عن القدس بالمناسبة ذاتها، كتب كلماتها د. نبيل طعمة، ولحنها خالد حيدر، وتقول كلماتها:
يا قدس... يا طهر الله... يا روح الله...
يا آل عمران ومسرى النبي..
يا أول قبلة
نادي صلاح الدين نادي الأمم
نادي الملائكة والوحي...
نادي الثقاة.. نادي الفرات
ودجلة والنيل
والشيب والشبان
نادي الرجال يا أول قبلة
يا قدس يا مدينة السلام!
وقد بالغت أصالة نصري، حين رأت أن هذه الأغنية، التي صورتها كفيديو كليب، بإخراج الممثل السوري أندريه سكاف، ستقود الانتفاضة الثالثة... فهذا الشعر الذي يبدو أشبه بـ (صف كلام) والذي تنتفي منه جماليات السبك الشعري، والمقدرة على صياغة لوحة شعرية مترابطة... ربما يمكن أن يخلق حالة مقبولة مع لحن حيوي وصورة تلفزيونية تستلهم الشبه بين عراقة دمشق وقدسية بيت المقدس، لكنه يؤكد من جهة أخرى، المقولة التي تقول أن (أردأ الشعر... أصلحه للغناء) إلا أن تاريخ القدس مع الأغنيات التي استلهمت ذاكرتها ومأساتها، لا يبدو أنه يبرهن على صحة هذه المقولة، وخصوصاً إذا عادت بنا الذاكرة إلى أشعار الأخوين رحباني ونزار وقباني وسميح القاسم وعبد الرحمن الأبنودي ومحمود حسن إسماعيل... ومناخات فنية أخرى صنعها زمن فيروز والرحابنة وأم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وبليغ حمدي وسعاد محمد ورياض السنباطي، واجتهاد خالد الشيخ وكاظم الساهر، وبدا فيها العمل الفني الغنائي قادراً على رسم صور أكثر فرادة لتحولات هذه المدينة المقدسة، ومكانتها في ذاكرة ونفوس العرب والمسلمين!
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.

عودة الي الزمن الجميل. منير
رد مع اقتباس