[تيمورالجزائري]

قفة تكريمية في ذكرى رحيله الـ 6


فنانون: الهاشمي قروابي لا يمكن نسيانه و«الشعبي» لن يموت

هدى بوعطيح الثلاثاء 28 أوث 2012

• 
  

شهد سهرة أول أمس بفندق الأوراسي حفلا تكريميا على شرف عميد الأغنية الشعبية الحاج الهاشمي قروابي، التي نظمتها الجمعية الثقافية الهاشمي قروابي برئاسة زوجته السيدة شهيرة، بالتعاون مع متعاملين اقتصاديين كيا موتورز مجموعتي ولافارج.
أجمع العديد من الفنانيين ورفقاء الحاج الهاشمي قروابي بأن هذه الوقفة التكريمة تهدف إلى عدم نسيان فقيد الأغنية الشعبية ومختلف الفنانين الآخرين، داعين إلى ضرورة تذكرهم في كل مناسبة، وإبقائهم في مصاف من خدموا الأغنية والتراث الجزائري لأن نسيانهم هو بمثابة نسيان وإهمال الفن الذي قدموه طيلة حياتهم.
التكريم السادس للحاج الهاشمي قروابي عرف حضورا جماهيريا غفيرا من نخبة من الفنانيين من رفقاء الفنان وعائلته وإعلاميين وممثلين على غرار فتيحة نسرين، فريدة صابونجي، شافية بوذراع، ياسين بن جملين، سيد علي بن سالم، وعزيوز رايس وغيرهم.. الذين أمتعوا الحضور بباقة من الأغاني والمنوعات التي غناها الفنان، حيث قدم كل من عبد القادر شاعو وعبد الرحمان القبي أغنية ''اللهم صل على باذر الأنوار''، ''انا الكاوي''، وغنت الفنانة نرجس ''سلي همومك''، ''يا بلارج يا طويل القامة'' وغيرها، أين استمتع الحضور بكل ما قدمه الفنانون في الغناء الشعبي وقد استحسنوا هذه التظاهرة التي اعتبروها بمثابة التفاتة قيمة لمن خدم الفن الشعبي.
كما شهدت السهرة حضور فنان المالوف حمدي بناني، الذي قدم مجموعة من الأغاني التي اشتهر بها طوال مسيرته الفنية ، وتم بالمناسبة عرض فيلما قصيرا أخرجه جعفر قاسم على شكل تركيب صور وفيديوهات تسرد المسار الفني للهاشمي قروابي منذ بداياته في مسرح المنوعات ''العربي'' وأوبرا الجزائر إلى غاية ظهوره الأخير أمام الجمهور، مرورا بدوره في تكوين موسيقى جزائرية غداة الاستقلال.
ويعد الهاشمي قروابي من أبرز مغنيي موسيقى الشعبي بدأ مشواره عام ١٩٥٠ وأخذ يتردد اسمه اعتبارا من ١٩٥٤، بعد أن غنى مرارا في المسرح الوطني بالعاصمة وشارك في مسرحيات غنائية وأوبرات.
ومع استقلال الجزائر عام ١٩٦٢ كان قروابي أحد تلامذة الحاج محمد العنقاء عميد هذا النوع من الموسيقى، قبل أن يدخل عليه حداثة باستخدام آلات غير معهودة في فنه وأغاني خفيفة، خرجت عن القصائد الطويلة المعهودة.
عاش قروابي بضعة أعوام في فرنسا يغنى بين المغتربين الجزائريين هناك قبل أن يعود إلى الجزائر، ليغادرها مجددا اعتبارا من نهاية الثمانينيات وخلال سنوات الإرهاب
وبالرغم من مرضه وحالته الصحية الهشة واصل الغناء بفضل قوة وشجاعة استمدهما من ولعه بأغنية الشعبي.
رحل قروابي بعد مشوار متألق ارتقى به درجات المجد يوم الاثنين ١٧ جويلية ٢٠٠٦ عن عمر يناهز ٦٨ عاما، وقد بلغ قمته بـ''يوم الخميس'' و'' بالله يا بن الورشان'' ليصل إلى ذروة الخلود مع ''الحراز'' أو ''حارس عويشة'' للشاعر
المغربي الشيخ الحاج بن قريشي، الذي يروي مغامرات شيخ من الحجاز ''العربية السعودية'' قدم إلى المغرب، وكذا مع أغنية ''يوم الجمعة'' للشاعر مبارك السوسي من المغرب، كذلك تغنى فيها بجمال نساء مدينة فاس العتيقة في السبعينيات، وعملا بنصائح الفقيد محبوب باتى توجه الهاشمي قروابي إلى نوع جديد من الأغاني يصفه المتشددون بـ''الطقطوقة'' أو ''الأغنية الخفيفة'' وكان ذلك بمثابة المنعرج الحقيقي في مشواره الفني، حيث اشتهر خلال هذه الفترة بأغنيات مثل ''البارح كان عمري عشرين'' و''آلو، آلو'' التي تغنى فيها باسم المغتربين بكافة أحياء العاصمة، وخصوصا حارة صباه القصبة وغيرها من الأغاني الخفيفة التي لاقت رواجا كبيرا.
ولقد توصل الفنان الهاشمي قروابي بكل براعة في التوفيق بين نوعين موسيقيين القصيد والطقطوقة، وكان الفنان على غاية التألق في الاثنين، فقد كان برأي عشاقه يضفي النبرة واللحن الملائمين بالنسبة لكل مقام، كما كان مولعا بوطنه الذي عاش بعيدا عنه لفترة من الزمن، فألهمه ذاك الحنين القوي أغان للغربة وكانت هي الأخرى تحمل طابعا خاصا وجاءت ''بلغ سلامي للجزائر'' صرخة نابعة من صميم كيانه لتعبر في أبلغ صورة عن ذلك الحنين و تلك اللهفة للوطن.تأثر كثيرا للمحنة التي اجتازها بلده في السنوات الأخيرة وتألم لها كثيرا فأبدع في ''شوفوا ما صار في بلادي''، بالنسبة لكثير من محبيه كان قروابي فنانا كاملا طبع موسيقى الشعبي ببصمة لا تزول مع مر الزمن.