عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 26/09/2012, 12h30
الصورة الرمزية نهاد عسكر
نهاد عسكر نهاد عسكر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:550503
 
تاريخ التسجيل: octobre 2010
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 304
افتراضي رد: مقام اللامي - المجلد الثالث - المكتبة الحسنية للمقام العراقي

مقام اللامي العراقي ... والشيزاني !.
كتب الاخ بغدادي / المغرب في المشاركة(15) من يوم 4/5/2009 عن مقام اللامي ما يلي :اقتباس"مقام اللامي هو من المقامات الفارسية ويسمى عندهم الشيزاني وما قيل أن القبانجي هو من أخترعه فكلام تنقصه الدقة". في البداية لم يبين لنا الأخ البغدادي المصدر الذي أعتمده أو سمعه ؟, وسأحرص على دقة المعلومات التي أوردها موضحا الآتي:
1- شيز: شِيز: مقرعة الطبل، عصا قصيرة يقرع بها الطبل (الكالا).
الشيزان: عند كازبري (1: 588) لعلها مثنى الشيز، هذا إذا لم تكن اسم آلة موسيقية.
المصدر
الكتاب: تكملة المعاجم العربية
المؤلف: رينهارت بيتر آن دُوزِي (المتوفى: 1300هـ)
نقله إلى العربية وعلق عليه:
جـ 1 - 8: محمَّد سَليم النعَيمي
جـ 9، 10: جمال الخياط
الناشر: وزارة الثقافة والإعلام، الجمهورية العراقية
الطبعة: الأولى، من 1979 - 2000 م
عدد الأجزاء: 11ترقيم الكتاب موافق للمطبوع (عدا الجزء الـ 11 لم نقف عليه مطبوعا).
2- كتاب «الإمتاع والانتفاع في معرفة أحكام السماع» لمؤلف مغربي ظل مجهولا لحد الآن، نشأ بسبتة في كنف أميرها أبي القاسم بن أبي العباس اللخمي ثم العزفي ـ توفي عام 677ه الذي اختصه بتنبيهه وتعليمه وأعانه على طلب العلم.
يعتبر الفصل الثاني من الباب الأول من أفيد وأهم فصول الكتاب، فقد ذكر فيه 32 آلة موسيقية، مما حضر من حفظه مما يدور على ألسنة علماء الشريعة ويتردد ذكرهم في كتبهم – دون ما لم يقف عليه فيها، كالقانون وغيره من الآلات- وهي : الدف، الغربال المصافق الكبر الأصف المزهر العور الرباب، الكران - الصنج - الكيثار- المعزف - العزف - المزمار- الناي – القصابة – البوق - الطبل – الكوس – الكوبة - العيد – الطنبور- البربط – القضيب – الشاهين - السفاقس – الشيزان–الكنارات – العرطبة–الشبابة والصفارة.
المصدر: جولة في المخطوطات العربية بإسبانيا محمد ابراهيم الكتاني/مجلة دعوة الحق -العدد 401 سنة 2011وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المشور السعيد – الرباط - المغرب
نفهم هنا أن الشيزاني آلة موسيقية وليست نغما وليس لها مدلول لغوي أو فني حتى في اللغة الفارسية.
مقدمة أولية عن المقام العراقي
هناك من يرجع أصول المقام العراقي إلى عصر البابليين مستندين إلى الرقم الطينية الأثرية المكتشفة حيث يقول البعض بوجود نغم (عشتو) والذي يعدونه مقام العجم عشيران. وبرأينا أنه لايمكن الجزم بالفترة الزمنية والتاريخية لنشؤ المقام العراقي, لانها تحتاج إلى دراسات مكثفة والمضي قدما في أستكشاف الآثار والبحث عن الحلقات المفقودة في التاريخ.

من البديهيات أن أي موروث كان علمي, أدبي ,فني,يتكون من خلال تراكم التجارب للحقب الزمنية والأجيال المتعاقبة. إذا المقام العراقي هو الوريث لكل تراكم الألحان والأنغام وجميع الأنماط الغنائية التي تكونت وتطورت عبر مراحل التأريخ ,وهو لم ينشأ بقانون الصدفة لأنه نابع من تراث المدينة وبشكل خاص تراث مدينة بغداد الذي يضرب بها المثل .. (ويذكر أن الأمام الشافعي سأل يونس بن عبد الأعلى : أدخلت بغداد ؟ فقال يونس: لا ..قال له الشافعي : ما رأيت الدنيا ولا رأيت الناس).
لذا فالمقام العراقي هو الامتداد الطبيعي لكل التراث الفني والموسيقي منذ فجر السلالات مرورا بالعصر الأموي فالعباسي . و وجود مفردات أعجمية وهمهمات فارسية أو تركية لايعني بتجيير المقام العراقي للفرس او الاتراك, ولماذا لا نقول أنهم هم من أخذوا عنا وليس العكس ؟ ثم هل نسينا أننا رزحنا لعقود وسنيين عجاف طويلة تحت سيطرة وإحتلال الامبراطوريتين الفارسية والعثمانية؟ وحتما ستكون هناك تأثرات وتأثيرات متبادلة بيننا وبينهم ولا أريد الخوض أكثر في ذلك.
تحليل مقام اللامي
سبق أن رفعنا في مثبت الاستاذ عبد الوهاب بلال كتيبه الذي كتبه عن هذا المقام بعنوان(النغم المبتكر) يمكن الرجوع إليه. وقبل الحديث عن وجود النغم قبل أو بعد القبانجي نتطرق إلى تحليل النغم.
نغم اللامي – هو فرع من مقام الحسيني ويقرأ بإستخدام الأبوذية وقرأه الأستاذ القبانجي بقصيدة شعرية عام 1964.
يبدأ نغم اللامي من درجة الحسيني نزولا إلى الجهارﮔـا صعودا إلى الماهور والحسيني ثم النزول إلى البوسليك ليستقر عنده بلفظة " أويلاه أويلي يابه يابه يا اابه آه آه أويلاه" , ثم يأخذ أبيات الأبوذية بنفس النغم حتى الاستقرار.
اللامي كنغم هل هو موجود أم مستحدث ؟
اللامي كنغم , نعم موجود قديما وكان مستعملا في وسط وجنوب العراق وكوصلة في المقام العراقي قبل أن يقوم الاستاذ محمد القبانجي بتسجيل الابوذية في حادث وفاة أبيه " علام الدهر شتتنه وطرنه" في برلين عام 1928. ويمكننا القول أن طبيعة كلمات الأبوذية والطريقة الآخاذة للأداء الشجي والمعبر للقبانجي أعطت الشعبية والانتشار الواسع لها. علما إن القبانجي لديه اسطوانات مسجلة بأبوذيات من نغم اللامي قبل هذا التاريخ أعلاه .
1- سجل القبانجي على اسطوانه سنة 1925 ابوذية من نغم اللامي :"بعد متفيد حسراتي وندماي".
2- كما سجل على اسطوانه عام 1925 ابوذية مطلعها :"نحل جسمي وبـﮔت روحي تعالاي".
* أما حول غناء الاستاذ محمد عبد الوهاب لاغنيته جبل التوباذ و يلي زرعتوا البرتقال من نغم اللامي , أقتبس هنا مشاركة الأستاذ الموسوعي الفاضل قصي الفرضي في مثبت (الدراسات والبحوث والمقالات – كلمات ونوتات الأغاني العراقية القديمة , المشاركة رقم 31 في 10/5/2009) .
اقتباس:"اغنية يالمنحدر من نغم اللامي العراقي الاصيل وايقاعها سنكين سماعي ومن هذا النغم العراقي الرائع الذي شداه المطرب محمد القبانجي في مؤتمر الموسيقى العربية في القاهرة عام 1932لحن الموسيقار محمد عبد الوهاب اغنيته الشهيرة يلي زرعتو البرتقال".
وهذا يعني ان القبانجي سجل نغم اللامي قبل عبد الوهاب ب7 سنوات من خلال ملاحظة سنوات تسجيل الاسطوانات.
وأخيرا رحم الله الموسيقار محمد عبد الوهاب القائل: " أديت كل فنون الغناء العربي عدا المقام العراقي, لأنه خُصَت به الحنجرة العراقية فحسب, وهو ثروة نغمية هائلة ومدهشة وصعبة ".

تنويه :
(( بعض المعلومات منقولة بتصرف من كتاب موسوعة المقام العراقي لمؤلفه قارئ المقام د.عبد الله ابراهيم المشهداني )) .

نهاد عسكر/ بغداد – العراق



التعديل الأخير تم بواسطة : نهاد عسكر بتاريخ 26/09/2012 الساعة 14h13 السبب: تكبير الخط وتعديل
رد مع اقتباس