عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01/09/2009, 19h44
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي بغداديات

الاخوه الاعزاء
السلام عليكم

كيف صدر العدد الاول من جريدة حبزبوز لنوري ثابت


من هو نوري ثابت
ان نوري ثابت موهبة فنية وصحفية وفكاهية وادبية لن تتكرر , ولد نوري ثابت عام 1897 وتوفي عام 1938 فقد حارب كضابط في الجيش العثماني وحصل على عدة مداليات عسكرية وجرح في معارك الدردنيل وقفقاسيا وعمل في مجال التعليم في مدرسة التفيض والجعفرية ثم مفتشا للغة العربية في وزارة المعارف وكان اديب لايجارى ومعرَب وملحن لعدد من الاناشيد الوطنية وعازف للعود والكمان كان يجيد المقام العراقي والغناء التركي وكاتبا للتمثيليات الساخرة يتكلم العربية والتركية والكردية والاثورية والانكليزية والفرنسية والالمانية وقام بترجمة كتاب عن الرشاشات الالمانية ونال عنه وسام الصليب الحديدي الالماني وصاحب افضل قلم فكاهي في تاريخ الصحافة العراقية اصيب بمرض السل وتوفي عن 41 عاما ودفن في جامع بني سعيد .

في 29 - ايلول - 1931 صدر العدد الاول من الجريدة وقال في الافتتاحية التي كتبها باسمك اللهم
من (أ. حبزبوز) الى الشعب العراقي الكريم.
الحمد لله والصلاة على خير خلقه وبعد..
يعلم القراء انني اكاتب الصحف العراقية منذ بضع سنوات باسماء مستعارة مختلفة فكان الاخير منها اسم (أ . حبزبوز) وبعد ان ضايقتني الجهات المعلومة - وهي محقة بذلك - تقلص هذا الاسم فصار (أ . حبزبوز) وهو الذي - على ما اعلم - قضى على حياتي في الوظيفة ومن اجل ذلك اتخذته عنواناً لصحيفتي هذه وكنت منذ زمن بعيد اشعر بالرغبة عن حياة التوظيف راغباً في الصحافة ولاسيما الفكاهية فيها ... والحمد لله على الخاتمة .

ان هذه الصحيفة فكاهية ادبية فنية بحتة (على طول !) لاعلاقة لها (توبه استغفر الله العظيم) بالسياسة والاحزاب مطلقا تختلف الظنون على مبدئي وتحوم الشكوك حول نوعيتي.. لذا وددت ان ازيح الستار واقدم نفسي - بريزنته - الى القراء
يراني البعض كثير الاتصال باشخاص الوزراء الحاليين معجبا برئيسهم الشاب النبيل فيظنني (عهدي) - نسبة الى حزب العهد الذي كان يراسه نوري السعيد.
وفي الحقيقة اني اقسم لكم بقضبان الحديد في (البالكون المعهود) على انني لست ذاك - وهو يعني هنا (البالكون) المطل من عيادة الدكتور فائق شاكر احد اعضاء حزب العهد يومذاك.
ويراني البعض اكتب في جريدة الاخاء الوطني (البلاد) وشديد الاعجاب بادمغة الاخائيين فيظنني (اخائي) وانا اقسم لكم بالبيت (الهاشمي) الرفيع - وهو يعني هنا بيت ياسين الهاشمي رئيس حزب الاخاء الوطني - وبتربة (الكيلاني) المقدسة - ويقصد رشيد عالي الكيلاني معتمد حزب الاخاء الوطني - وبكل (جادر) ينصب في ايام الزيارات على انني لست هذا.
اشار الى كامل الجادرجي عضو حزب الاخاء الوطني - ويذهب البعض مذهبا اخر فيظنني (تقدمي) - نسبة الى حزب التقدم الذي يراسه عبد المحسن السعدون - لصلة قرابة تجمعني مع بعض رجال هذا الحزب - يقصد عبد العزيز القصاب زوج اخته الذي كان احد اقطاب حزب التقدم - فانا اقسم لكم (بالمسناية مال خضر الياس) - اشارة الى دار يوسف السويدي رئيس مجلس الاعيان - يومذاك والتي كان يلتقي فيها اعضاء حزب التقدم واقسم لكم بمسبحة معالي (القصاب) يعني عبد العزيز انني لست كذلك.
ويراني البعض اتظاهر بالوطنية المتطرفة ! وادغدغ ! احيانا محلة (الكريمات) - حيث تقع دار المندوب السامي البريطاني (مختار ذاك الصوب )- السفارة البريطانية فيما بعد - فيظنني من (الحزب الوطني) فانا اقسم لكم بـ (جبة) معالي جعفر ابو التمن واقبل الايادي (العضبة) لكل من محمود رامز والاخ البدري - يعني عبد الغفور وكلاهما من الحزب الوطني - فاقول انني (مو منهم !)
ويذهب فريق اخر مذهباً بعيداً نحو الماضي فيظنني من (الحزب الحر العراقي) المرحوم والكل يعلم انني (ماضربت لكمة) في الترجمانية حيث بستان السيد عبد الرحمن النقيب رئيس الحزب الحر - ولا تناولت طعام الافطار في ليالي رمضان في (الدركاه) المعلوم ويقصد دركاه ال الكيلاني .. اذ لم يبق الا شيء واحد وهو انني لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء اي بلا حزب يعني (حزب سز) وهنا اقسم لكم - وهو القسم الاخير - بحياة الشيخ علي ! على انني لست كذلك
اذاً من أنا ! وما هي نوعيتي؟
انا (حبزبوز) وحبزبوز فقط ... خادم الجميع وساع وراء تحسين صحيفتي التي ستكون (فكاهية فنية) فقط ... لعلي اصل بها حد الصحف المصرية والسورية مقال (الفكاهة والكشكول ، والدبور ، والمضحك المبكي ... الخ)
وعلى الله وحده اتكالي وهو خير معين ونصير.

اما حبزبوز الذي اشتق منه اسم الجريدة فقد ذكر انه لواحد من (شقاوات بغداد اسمه احمد حبزبز ابن ملا عليوي ويروى السيد شهاب الحمد صاحب دكان في محلة بني سعيد انه ادركه وكان فاتكا شريرا الا انه كان فكهاً سريع البديهية حاضر النكتة يسخر مما حوله
مرة وجدت رجلين يختصمان حول ملكية بغل كل يدعيه لنفسه وقد استوقفاه عندما مر بهما ليحكماه في الامر فحكم بينهما بعد ان اخذ منهما المواثيق على القبول بحكمة ولكنهما عادا الى الخصام والحا عليه بالبقاء حتى يتفقا فما كان منه الا ان اخرج سكينة وذبح البغل بها ثم تركهما وانصرف .
وكان لاحمد حبزبز اب ورع تقي يدعى (ملا عليوي) وقد انكر على ولده احمد سلوكه هذا فجعل يرشده ويهديه الى الطريق الصواب وما زال حتى صحبه في صبيحة احد الاعياد لكيما يصلى معه صلاة العيد في الجامع فاذعن احمد ورضخ امام الحاح ابيه وما ان اذن المؤذن بالناس الى الصلاة حتى رفع احمد يديه ليعلن (النية) وقال بصوت مسموع (نويت اصلي ركعتين جفيان شر ملا عليوي).
فغضب عليه المصلون وضربوه واخرجوه من الجامع لكن قوله ذهب مثلا على السنة الناس منذ ذلك الزمن .

وقد خضعت الجريدة بطبيعة الحال للظروف الطباعية الصعبة التي كانت تسود البلاد يومذاك تلك الظروف التي تتحكم قسرا بنوع الورق ولون الحبر وطبيعة (الكلائش) والعناوين ولاسيما انها تطبع بكم كبير بالنسبة لذلك العهد حيث بلغ عدد المطبوع منها (4.000) نسخة وعدد المشتركين (2.000 ) ومع انها جريدة (اسبوعية) تصدر في يوم الثلاثاء من كل اسبوع فان طبعها بـ(4.000) نسخة يكون رقما كبيرا بالنسبة للامكانيات الطباعية المتوفرة يومذاك لكن المعروف ان جميع هذه النسخ كانت تستنفد بل ويطلب منها المزيد الامر الذي جعل بعض المنتفعين يبيعها لطلابها باسعار السوق السوداء .....تامل!!

ولان اعداد جريدة (حبزبوز) نادرة الحصول فهي اما محفوظة في المكتبات العامة بنسخة واحدة او مصورة بالمايكروفلم فان الحصول على نسخ متفرقة من مجموعتها يكون لدى الباحث كسبا كبيرا ويعني عند الكثير .
العدد الاول من جريدة (أ . حبزبوز
الصفحة الاولى
العدد - 1 ثمن النسخة آنة واحدة السنة الاولى
صحيفة فكاهية اسبوعية
لصاحبها : نوري ثابت صاحب الامتياز والمدير المسؤول : نوري ثابت
مطبعة : السريان - بغداد
بغداد : الثلاثاء في 15 جماد الاولى 1350 29 ايلول 1931 وقد نشر تحت عنوان الجريدة صورة مؤطرة للملك فيصل الاول بعنوان : اهلا بالملك المفدى
نزين صدر العدد الاول من صحيفتنا بتصوير صاحب الجلالة الهاشمية الملك المفدى (فيصل الاول) المعظم بمناسبة تشريفه عاصمة ملكه عصر هذا اليوم والصورة تمثل جلالته نازلاً من الطيارة واشر على جانبي صورة الملك
محل الادارة : شارع السراي : عمارة الشابندر
وتجد شروط الاشتراك مدرجة في الصحيفة الاخيرة

الصفحة الثانية
الحبزبزيات
بأسمك اللهم
المقال الافتتاحي الذي سبق الحديث عنه ثم : الى حضرة المشتركين الكرام من اولها ! ... تالي لانسوي قنزة ونزة ! معلوم حضرتكم ! الداعي (قابسز) (اي بدون وظيفة ) والوكت حامض ! والجيب مضروب اوتي ! .. لأجل كل ذلك ‍ ‍ ومن فضلكم عجلو ببدلات الاشتراك وخلونا نشتغل مثل الاوادم ‍ يرحم والديكم ‍ او هاي تركناها يم نجابتكم ‍!!!!!!!!!
أ. حبزبوز

ثم كتب في الصفحة الثالثة - وما بعدها - تعليقاً طريفا بعنوان أثاري انا شاعر ومالي خبر ‍..
يقول
- اوف ؟ اوف ‍ الافلاس زنجير العفاريت يافحل .. قم من الصباح ‍ اذهب الى قهوة امين كهوة وجكارة ولقلقيات ‍ تمر من امامك السيارات تحمل (المنتفشين) وكل واحد منهم (شايل خشمة للغيمه )
وتمد ايدك بجيبك تطلع ورقة مبعثرة تفتحها وتقرأها واذا هذه الاية الكريمة
(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام)
قم من القهوة واذهب الى البيت ‍ البطن جوعانه ؟ (اختك) حبزبوزة طابخة بامية , اكل , نام ‍
- ولك هذي مو عيشه ‍
- ولك تعال جاي اني ليش مااصير شاعر ؟ يعني شنو ؟ قابل الشعراء احسن مني ؟ تعال حاسبني ! هذا امرؤ القيس كبير الشعراء ! يعني اشكال جنابة في المعلقة ؟ عاشق عنيزة وواصف عنيزة ! وابوكم الله يرحمه !
عندك هذا عنترة ابن شداد ! عاشق عبلة وشنو عبلة ! يعني قابل (الست ام كلثوم) الله اليدري فرد وحده مثل هذني بياعات الروبة !
لا ! لا ! ابداً مايصير لازم اصير شاعر !
فكوني ! هدوني! لاتلزموني! بعدما اتحمل !
- يالله !
قال عنترة ابن شداد العبسي
(هل غادر الشعراء من متردم ...... ام هل عرفت الدار بعد توهم ؟)
وقال هو :
يادار (عمشة) بالفـلوس تكلمي وخذي فلوساً دار (عمشة) وأسلمي !
والتمر في الحلقوم عند (مذيل) خالي الجيوب مذاقه كالعلقم
واذا راى فوق الدوالي حصرماً خزت (روالته !) لأجل الحصرم!
امـــــا المتيم بالحسان فأنــــــه ان ناله (التذبيل) غير متيم
ايعيش في خير العراق دخيله ويموت من اليها ينتمي
الله يلهمني الحقيقة كلها فاقولها ! والله خير ملهم

وعلى الصفحة الرابعة - تحت القصيدة المعرضة - كتب فقرة طريفة بعنوان الالقاب ضريبة
جاء فيها :
اصحاب الفخامة - هم رؤساء الوزراء المفوضين
اصحاب المعالي - هم الوزراء مجالس الاعيان والنواب
اصحاب السعادة - هم المتصرفون والمدراء العامون
حضرات - هم المامورون
امين العاصمة - رئيس بلدية العاصمة
باشا - لقب يعطى بمرسوم
بك - كذلك
افندي - الذي يقرا ويكتب
اغا – الامي , جلبي - التاجر الغني
حبزيوز - انا ومن اشكولي .. لكن : آني مالي تك !

وهناك - بعدها (كلب مليونير) وعنه يقول :
من مدة (مو بعيدة هواية) مات في الولايات المتحدة غني كبير من اصحاب الملايين اسمه المستر(فرانك نيش) وكان عند جنابه الشريف كلب كبير كان يحبه ويدللة فوق العادة واسم هذا الكلب السعيد (لورد) فبعدما دفنوا المستر فرانك ورجعوا فتح الورثة وصيته (فشافوا) انه موصي بكل ثروته الى كلبه (لورد) .. فطار عقلهم وصاروا يندبون حظهم لان كل واحد منهم كان مؤمل ان يغتني بعد موت قريبه المستر فرانك .
وبليه لغوه و تطويل كلام ! طلع الورثة كل واحد ايد من وراء وايد من جدام .
اما الكلب (لورد) فصار مليونيراً غصباً عن خشمهم وخشم الكل !
نعم صار (لورد) مليونير وصار صاحب املاك واطيان وصار تحت امره اموال مودوعة بالبنوك وصار اغنى مني ومنك ولكنه بقي : (كلب ابن كلب ! الى كطع النفس) .

وعلى صفحة الجريدة الاخيرة .
نشر صورة كاريكاتيرية بعنوان (سيارة حبزبوز الجديدة وقلمه السيال) ظهر فيها وقد اعتلى (طوب ابو خزامة) - المدفع المعروف - ورفع بيده قلما كبيرا وكتب تحتها :
- شنو هاي حبزبوز ؟ اشو راكب على طوب ابو خزامة ... تريد تصير مثل سلطان مراد ؟
- لا ! مولانه ! لكن ! مادام ابنص اوتيل انضرب ست رصاصات ! فمنا وغادي قررت بعدما اركب بعربانة او سيارة ! ... بل اخذت هذا الطوب من وزارة الدفاع حتى اتجول عليه ! .. وهم المسالة اقتصادية لان المعلوم حضرتكم هذا يلهم التراب يصير بارود ويلهم الحجار يصير دان (اي قنابل) واريد رجال اليتجدم!
وكان (نوري ثابت) قد تعرض قبل ان يصدر جريدته بايام قليلة وبينما كان يجلس في (اوتيل ماشاء الله) الواقع في محلة الحيدرخانة في شارع الرشيد الى مهاجمة شخص بغتة له حيث اطلق عليه الرصاص ولكنه اخطأه فهرب (نوري) من الاوتيل لكنه لحق به في الشارع وظل يمطره بالرصاص الذي لم يصبه ولكنه اصاب رجلا كان يحلق لدى حلاق بجوار الاوتيل (الحلاق محمود نديم) وقد ترك كرسي الحلاقة وتطلع من باب الدكان ليرى مايجري فاصابته رصاصة قتلته في الحال .
وقيل يومها - كما يروى عارفوه ومعاصروه ان وراء هذه الحادثة السلطة الحاكمة وقال بعضهم هو (نوري سعيد) رئيس الوزراء يومذاك بالذات - ولكن المفارقة في الامر ان المجرم كان هو الاخر موظفا مفصولا بقانون (الذيل) كنوري ثابت .
رحم الله نوري ثابت فقد كان بحق صحفي وفنان واديب بارعا قل نظيره .....
عن كتاب حبزبوز لجميل الجبوري بتصرف .....
تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد

التعديل الأخير تم بواسطة : وسام الشالجي بتاريخ 11/09/2009 الساعة 06h35
رد مع اقتباس