عرض مشاركة واحدة
  #140  
قديم 19/04/2015, 13h26
الصورة الرمزية فاضل الخالد
فاضل الخالد فاضل الخالد غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:457466
 
تاريخ التسجيل: août 2009
الجنسية: عراقية-سويدية
الإقامة: السويد
المشاركات: 592
افتراضي رد: شعراء وكتاب الاغنية العراقية

في عام 2014 كانت قد مرت 29 سنة على وفاة الشاعر الكبير( زامل سعيد فتاح) وفي تلك المناسبة كتب الاستاذ( اصيل كمال) في صحيفة (المؤتمر) البغدادية مقالابعنوان (قراءة في ديوان المگیر) والديوان كان قد صدر عام 1971 لشاعرنا زامل سعيدفتاح وفيما يلي انقل حضراتكم المقال المذكور



قراءة في ديوان (المگير) ..
ديوان صغير متواضع ، بسيط في كل ما يحتوي، ورق، طباعة، الغلاف الا انه خرجت منه أجمل الأغاني العراقية في فترتها الذهبية ( السبعينيات )، ترى هل سبق هذا الديوان، ديوان آخر منح ساحة الغناء العراقي أكثر من خمسة عشرة أغنية وفي مقدمتها قصيدة(المگير) حتى اعتقد البعض ان زامل سعيد فتاح
« ولد بولادةالقصيدة التي تحمل إسم الديوان « المگيَّر «، خصوصاً بعد أن أصبحت أغنية شهيرةعرفها الجمهور العراقي بصوت المطرب ياس خضر بعد أن أسندها له الملحن الراحل كمال السيد عام 1969، لتكون هذه الأغنية بمثابة الباب الكبير الذي دخله المطرب ياس خضرإلى عام الأغنية العراقية والشهرة فيما بعد.
مشيت وياه للمگيَّر أودعنه
مشيت وكل كتر مني
إنهدم بالحسرة والونه
وعلى الرملة …
وبضوة الكَمرة
يناشدني وأنشدنه
، فبالإضافة إلى أغنية « المگيَّر « نجد بين صفحاتهذا الديوان أغنية عرفها العراقيون بصوت المطرب قحطان العطار، هي أغنية « شگول عليك « التي لحنها الملحن محسن فرحان، ثم نجد أيضاً أغنية « هذا آنه « التي لحنهاوغناها الملحن طالب القره غولي، وهي الأغنية الأكثر شهرة من بين قصائد الديوان إذااستثنينا منه قصيدة (المگيَّر)
هذا آنه .. وهذاك إنت
وتظل بظنوني ذاك إنت
هذا آنه ويمر طيفك، وشوف أماني لو شفتك
عرفتك جوري لو فوَّح
عرفتك طير من يصدح
ومن حبك غناي آنه تعلمته .. وهذاك إنتَ
قدم الكاتب (عادل سعد) ديوان « المگيَّر «، ومن خلال مقدمته راح يظهر أهميةالشعر الشعبي العراقي من خلال تلاحمه مع الواقع اليومي المعاش ووقع كلماته وموسيقاها داخل الروح العراقية، وفي النهاية قال: « إن شعر زامل سعيد فتاح، هو نزوح مسالم في بقاع الذاكرة، يفشي أسرار الغصون والإنتظار، ويتقد بالملوحة الطازحة. ولهذا … لهذا ينبغي أن نغنيه «.
ولد الشاعر زامل سعيد فتاح في مدينة الشطرةالتابعة لمحافظة الناصرية، هذه المحافظة التي أغنت الساحة الفنية العراقية، بأهم الأسماء التي عرفها العراقيون عن قرب، فلها في الشعر زامل سعيد فتاح وعريان السيدخلف وكاظم الركابي وجبار الغزي، صاحب الأغنية الشهيرة « إیگولون غني بفرح « و(غريبة الروح)و(لابية اعوفن هلي ) التي غناها الفنان حسين نعمة التي لحنها الملحن محسن فرحان، امااغنية (يكولون غني بفرح) بالرغم من انها من اغنيات حسين نعمة الا انها اشتهرت يصوت قحطان العطار ،ولمدينةالناصرية ملحنوها الكبار مثل الملحن الراحل كمال السيد والملحن طالب القره غولي،وتكاد مدينة الناصرية أن تكون الرافد الحقيقي والمهم لضخ أجمل الأصوات العراقية إلىساحة الغناء، فمنها خرج حضيري أبو عزيز وداخل حسن وناصر حكيم وجبار ونيسة وحسين نعمة وستار جبار وعلي جودة والقائمة تطول. في هذه المدينة وبين ثناياها زامل سعيد فتاح وفيها أكمل دراسته حتى أصبح معلماً للدراسة الإبتدائية فيها. بعد فترة من الزمن وعند تعرفه على الملحن طالب القره غولي إنتقل زامل إلى بغدادبتشجيع من صديقه القره غولي الذي سبقه إلى ذلك حيث كان قد عُين معلماً في إحدىمدارس قضاء المحمودية أحد أقضية العاصمة عام 1970. كان لإنتقال الشاعر زامل سعيدفتاح إلى العاصمة بغداد أثره الكبير، حيث أخذت معالم حياته تتغير بشكل واضح وسريع،فلقد تعرف على كبار الفنانين ودخل الوسط الفني الغنائي من أوسع أبوابه، وفيها تزوج ليستقر حتى يومه الأخير. وفي بغداد أصدر الشاعر زامل سعيد فتاح ديوان « المگيَّر «، وبالعودة إلى هذا الديوان نجد أن الملحن طالب القره غولي قد أخذ حصة الأسد في تلحين أغلب قصائده، فبالإضافة إلى أغنية « هذا آنه « لحن طالب القره غولي أغنيته الشهيرة « چذاب « التي انتشرت بين البيوتات العراقية بشكل غريب، ويمكن أن يقال إن ما من مطرب عراقي عرفه الجمهور إلا وتغنى بهذه الأغنية،
چذاب دولبني الوكت بمحبتك
چذاب روحي تمرمرت من عشرتك
چذاب … وتريد أرد إنوب إلك
لا ما أرد وأنسى المضى
ويبدو أن الشاعر( زامل سعيد فتاح )قد غيَّركلمات القصيدة بشكل كبير كي تخرج إلى مسامع الجمهور في صورتها الجميلة والسلسة التي عرفناها. ولطالب القره غولي أغنية أخرى في هذا الديوان هي أغنية – قصيدة – « يا ليل « هذه الأغنية التي غناها لأول مرة المطرب السوري جميل قطشة الذي كان يقيم في العراق، ليغنيها ويتألق بها بعد ذلك المطرب ياس خضر، والتي حركت مشاعر مثقفي العراق قبل عاشقاته،
حيل اسحن بروحي سحن
ماگولن احاه واون
يا ليل صدق ما أطخلك راس
وأشكيلك حزن.
قدم الشاعر زامل سعيد فتاح في ديوانه البسيط هذا، أجمل صور العشق العراقية، فقصائده المتنوعةبحكاياتها وبنائها الشعري قد تكون السر في أن يكون هذا الديوان رافداً مهماً من روافد الأغنية العراقية، وما زلنا نتحدث عن القصائد التي لحنها طالب القره غولي،يجدر بنا أن نذكر أغنية « فرد عود « التي سحرنا بها صوت المطرب حسين نعمة. القصيدةمكونة من مقطعين شعريين، يحتوي كل مقطع منها على صورة شعرية ذات دلالة لم تعرفهاالأغنية العراقية من قبل – فترة الستينيات – ( سَيَّر علينه الهوى / وجَفَّل بقاياالشوگ … وكلمة هلا ومرحبا / بس إلحبيبي اتلوگ ) هذه الصورة الشعرية التي أراد شاعرها أن يفصح عن عشق سكن داخل الروح العاشقة منذ سنين طويلة، ولكنه سرعان ما تحرك وطفحت معالمه عند قدوم الحبيب. أما الصورة الشعرية الثانية فقد حولت صورة النخلةالعراقية إلى عاشقة تذرف الدموع عسلاً.
والليلة فتّح طفل
يا روحي عشگ الراح
دمع التبرزل عسل
وعثوگه ما تنلاح.
عندما سمع الجمهور العراقي هذه الأغنية لأول مرة بصوت المطرب حسين نعمة، عرف وبشكل لا يحتمل اللبس بأن هذا المطرب هو من يمتلك بين ثنايا صوته أجمل قرار غنائي من بين أصوات المطربين العراقيين. للمطرب حسين نعمة حصة لا يستهان بها من ديوان « المگيَّر « فلقد أخذ منه أشهر المواويل التي غناها وسميت باسمه مثل ( يا عيني عليمن اربيّه … ولا جيه بعد منهم … ولا گعدات گمرية … )، حيث غنى هذا الموال على نغم العجم. وعلى نغم الرست له كذلك موال من قصيدة « ديس العنز « الذي أخذ شهرة كبيرة والذي يقول فيه:
روحي ..؟
طريِّه وتشتهي
صوباط عنبك عالي
ردناك يا ديس العنز
وأمك تسوم بغالي.
أما القصيدة الثالثةوالتي أخذ منها المطرب حسين مقطعاً ليغنيه موال على نغم الرست أيضاً، هي قصيدة « قداح «، حيث تقول الأبيات الثلاثة الأولى ( قداح .. والقداح يذبل من تريد اتجيسه / وخد الترف يكثر حماره ويرتوي بالبوسه / يا بوسة العريس ليلة زفته بعروسه )، هكذايفصح لنا ديوان الشاعر زامل سعيد فتاح « المگيَّر « عن قصائد أصبحت تحف غنائيةغالية الثمن بسيطة التناول عصية على النسيان، ولم يكتفِ هذا الديوان الصغير بذلك،بل راح يشكو عشقه الجميل إلى كل من عرف فرحة العشق، بصوت ومن بين أوتار الملحن طالب القره غولي في قصيدة « شكوى « التي عرفها المستمع العراقي بصوت المطرب رضا الخياط من خلال كلماتها الدافئة:
تكبر فرحتي بعيني
وأشوف الدنيه بعيونك
ويمر بخاطري وضني
أمل وردي من أشوفنك.
وهذه الأغنية هي أول أغنية يغنيها داود القيسي . انتشرت هذه الأغنية بصوت رضا الخياط وطالب القره غولي بشكل ملفت للنظر، حيث دخلت كل البيوتات العراقية بعدما سكنت قلوب العاشقين،على الرغم من إنها بقيت حبيسة الكاسيتات ولم تصور إلى التلفزيون.
أما قصيدة الغلاف ( اختارمصمم الغلاف قصيدة « يا غريب الدار « من بين قصائد الديوان لتكون الوجه الحقيقي والمعبر عن ما يحتويه. – للأسف لم يذكر اسم المصمم على صفحات الديوان ) فلقد أهداهاالشاعر زامل سعيد فتاح إلى صديقه حيدر الجاسم الذي كان يقيم في إيطاليا، وهي قصيدةتشكو البعد والغربة، وهي صورة شعرية وأحاسيس لحالة إنسانية لم يكن العراقيون قد اعتادوا عليها بعد،
ياغريب الدار))
يا غريب الدار من دار الأهل
هاك بوسة شوگ معتزبيها
من نواعير الغفت حدر النخل
من ثنايا الهور، من برديها
هاك بوسة لعينك الحلوه كحل
شوف بيها أحبابك وناغيها.
خرجت هذه الأغنية من بين أوتار ملحن ترك أثره الواضح في تاريخ الأغنية العراقية، إنه الملحن الراحل كمال السيد، هذا الملحن الذي لحن لأغلب المطربين العراقيين، فما من مطرب عراقي عرفه الجمهور وسمعه باحترام إلا وكان للسيد حصة فيه، أما هذه الأغنية « يا غريب الدار « فلها طعمها الخاص، كونها خرجت إلى المستمع العراقي بصوت مطرب صداح احترمه الجمهور العراقي بشكل مميز إنه المطرب قحطان العطار، صاحب أغاني الفرح الذي أتعبته الغربة وبلاد المنافي.
في الأشهر الأخيرة من عام 1983 توفي الشاعرزامل سعيد فتاح أثر حادث سير غامض كثرت عنه الأقاويل والشبهات، ففي إحدى ليالي بغداد الشتوية خرج زامل سعيد فتاح من مبنى إتحاد الأدباء وكان بمعية المخرج نبيل إبراهيم الذي كان يقود السيارة التي سرعان ما اصطدمت بسيارة أخرى، ليكون الشاعر زامل سعيد فتاح الضحية الوحيدة في هذا الحادث
___
ملاحظة : هنالك قصائد غنائية اخرى اصبحن اغنيات مشهورة احتواها الديوان ولكن الكاتب لم يأت عليهن مثل قصيدة اغنية(ياخوخ يازردالي) وكذلك قصيدة اغنية (حاسبينك)وكذلك قصيدة اغنية (إعزاز )
رد مع اقتباس