عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 11/06/2008, 20h47
الصورة الرمزية MUNIR MUNIRG
MUNIR MUNIRG MUNIR MUNIRG غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
 
تاريخ التسجيل: mai 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 84
المشاركات: 568
افتراضي رد: قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر

قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر (9)
ماري كويني رائدة الانتاج والمونتاج في السينما المصرية قامت ببطولة العديد من روائع الأفلام وقدمت أكثر من وجه جديد في الاخراج والتمثيل وتركت تراثا خالدا وابنا وحفيدا لعالم الأفراح
القاهرة ـ القدس العربي 2008/05/30ـ من عبدالفضيل طه:
نتحدث في السطور القادمة عن رائدة سينمائية أخري، جاءت إلي مصر من بر الشام، وكان لها دور كبير في عالم الفن السابق، تمثيلا وانتاجا، كما كان لها باع في عملية المونتاج لكثير من الأفلام، انها ماري كويني ابنة أخت الرائدة آسيا داغر وزوجة المخرج العبقري أحمد جلال ووالدة المخرج المعاصر نادر جلال وجدة المخرج الشاب أحمد جلال.
وماري جاهدت مع زوجها في صناعة العديد من الأفلام الناجحة والتي تعتبر علامات مضيئة في تاريخ السينما المصرية.
لفتت ماري كويني الأنظار اليها منذ وصولها مصر بجمالها الأخاذ وذكائها الواضح مثل خالتها آسيا، والحقيقة أن حياتها الفنية ارتبطت بشكل كبير مع خالتها إذ بدأت معها التمثيل في اول فيلم لهما وهو غادة الصحراء كما ذكرنا في قصة آسيا، وتواصلت معها في العديد من الأفلام التي تحدثنا عنها في الموضوع الذي كتبناه هنا عن آسيا.

مونتيرة
والشيء الذي لا بد من ذكره هنا، أن آسيا وجدت عند ماري ميلا لكتابة السيناريو وعمل المونتاج فأسندت لها هذه المهمة في عدد كبير من أفلامهما المشتركة ونبغت ماري في عملية المونتاج (تركيب الفيلم)، وأصبحت استاذة في هذا المجال بجوار عملها كممثلة ومنتجة وهي رائدة في هذا المجال سبقت الكثيرات ممن تفرغن لعملية المونتاج فقط مثل ميلا وفوقية أبو جبل وغيرهما، وفي حديث لها قالت ماري أن أول مونتيرة بعدها كانت تلميذتها أميرة فايد.

تأثير جلال
كان تأثير احمد جلال علي ماري كويني عظيما، فقد كانت دائمة الحديث عنه وعن دوره في تكوينها الفني والثقافي واللغوي.
عندما جاءت الي مصر، كانت لا تجيد اللهجة المصرية اجادة تامة وثقافتها العربية محدودة لأنها تربت في مدارس الارساليات الفرنسية، فأخذ الرجل علي عاتقه تعليمها اللهجة المصرية التي أجادتها اجادة تامة بعد ذلك كما ألمت بتاريخ العرب فأصبحت جيدة في شؤون الوطن العربي الأمر الذي ساعدها علي أن تكون من أنجح المنتجين والموزعين بعد ذلك، كما كان له دور في تخليصها من كثير من مفردات لهجة أبناء الشام.

زواج حب وفن
في سنة 1940 تزوجت ماري كويني الفنان والمخرج الكبير أحمد جلال ونتج عن هذا الزواج انفصال ماري وأحمد عن آسيا، وكونا شركة خاصة بهما، وأخذا في تقديم افلام علي مستوي عال من الجدة والاتقان لأن كليهما كان يجيد أكثر من فن من فنون السينما، أحمد جلال كاتب قصة وسيناريو ومونتاج وماري منتيرة وخبيرة انتاج.
والسبب الرئيسي لانفصال الزوجين عن آسيا كان بسبب خلاف مالي حول نصيب كل منهما في أرباح الشركة المشتركة.
وكان فيلم فتاة متمردة أول فيلم من انتاج الزوجين بعد الانفصال، والفيلم قدم الراقصة الفنانة بديعة مصابني كبطلة مشاركة لماري.
وبديعة مصابني كما نعلم لبنانية الأصل مثل كويني وآسيا، وجاءت مصر وكونت فرقا عديدة وكانت صاحبة أشهر صالة في شارع عماد الدين سينما الماجستيك الآن، كما افتتحت كازينو الجلاء مكان شيراتون القاهرة الآن وكازينو بديعة الأوبرا بعد ذلك والذي هدم أخيرا وارتفعت مكانه عمارة ضخمة، علي كل حال، بديعة دخلت السينما بفيلم ملكة المسارح ثم استعان بها احمد جلال وماري في فيلم فتاة متمردة ، ومع البطلتين كان أنور وجدي ومحسن سرحان، ثم توالت أفلام الثنائي ماري ـ جلال بعد ذلك: ماجدة وأم السعد ورباب وعودة الغائب وغيرها من الأفلام.

ستوديو جلال
نجحت أفلام الشركة الجديدة نجاحا كبيرا وتوالي الانتاج ـ وفي سنة 1944 كان هناك مشروع فيلم من اخراج احمد جلال وبحث الزوجان عن استوديو يقومان فيه بالتصوير فلم يجدا، فقد كانت الحرب العالمية الثانية علي وشك الانتهاء ودخل عالم الانتاج العديد من الباحثين عن الربح عن طريق السينما، خاصة وأن صناعة السينما المصرية في ذلك الوقت كانت ـ تقريبا ـ المصدر الثاني القوي للاقتصاد بعد القطن.
إذن كانت كل الاستديوهات مشغولة بالتصوير ولا مكان لفيلم ماري كويني إلا بعد شهر كما ذكرت هذا في الملحق الذي نشرته لها مجلة نصف الدنيا .
هنا، فكر الزوجان في تشييد استوديو خاص بهما وقد كان تشييد الاستوديو في حدائق القبة وكان يحتوي علي 2 بلاتوه وأرض فضاء واشتريا له المعدات من عدة اماكن وقام سابو فني الصوت بتصميم آلات الصوت، واشترت له ماري كويني بعد ذلك آلات حديثة للتصوير الملون وكان من أكمل استوديوهات مصر، بعد استوديو مصر الذي أسسه طلعت حرب باشا وبالطبع ذهب الاستوديو مع قرارات التأميم التي أصدرها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتفرغت بعد ذلك ماري كويني للانتاج مع مؤسسة السينما المصرية ثم لانتاجها الخاص بعد ذلك.
وكان زوجها المخرج المبدع أحمد جلال قد توفي في لبنان اثناء اجازة صيف كانا يقضيانها في ربوع بلاد الأرز في سنة 1947 وكان آخر فيلم أخرجه لها هو عودة الغائب الذي عرض بعد وفاته بأربعة شهور.
ورفضت السيدة الفاضلة أن تتزوج بعد وفاة أحمد جلال وتفرغت لرعاية ابنها منه نادر جلال الذي كان ابن ست سنوات ونصف عندما مات والده، كما رعت بكل الحب والكفاح تراثها المشترك، استوديو جلال وقدمت للسينما العديد من الأفلام التي تعتبر من كلاسيكيات السينما المصرية ويكفي ان نذكر هنا فيلم ابن النيل الذي انتجته سنة 1951 وفيه قدم يوسف شاهين نفسه كمخرج صاحب رؤية جديدة في دنيا السينما، وأبدع في التمثيل شكري سرحان الذي كان في بدايات حياته الفنية ومحسن سرحان الذي سبق وقدمته في فتاة متمردة وفاتن حمامة التي كانت تخطو خطوتها الواثقة نحو المجد، وكانت قد انتجت سنة 1950 ظلموني الناس لفاتن حمامة وكمال الشناوي اخراج حسن الإمام، ملك الترسو، ثم أسرار الناس لنفس المخرج وبطولة فاتن ومحسن سرحان وقدمت فيلما من اخراج إبراهيم عمارة هو المال والبنون بطولة الممثلة الهادئة ذات الجمال الهادئ زهرة العلا ومحسن سرحان، ونلاحظ هنا ان ماري كويني كانت مؤمنة اشد الايمان بموهبة محسن سرحان الذي قدمته في كثير من افلامها وكانت سببا أساسيا في تثبيت قدميه في عالم السينما.

مطرب جديد
في سنة 1955 سمع الجمهور في برنامج ركن الهواة بالإذاعة المصرية، مطربا جامعيا من كلية التجارة صاحب صوت رخيم، حلو، النبرات، يقدم فقرة في هذا البرنامج، استمعت اليه ماري كويني فأعجبت بصوته، وفي نفس الوقت كان مصطفي وعلي أمين يبحثان عن وجه وصوت جديد لتقديمه لعالم السينما، فوقع اختيار الثلاثي كويني والأخوين أمين علي ذلك الصوت، وهو كمال حسني، قدمت ماري كويني في فرقة إعلامية كبيرة بطلا لفيلم ربيع الحب امام شادية سنة 1955 ومعه شكري سرحان ومن اخراج إبراهيم عمارة.
ونجح الفيلم نجاحا كبيرا وذاعت أغنياته وبلغة أهل المغني ضربت كثيرا من أغاني تلك الفترة، وغني كمال مع شادية دويتو، لو سلمتك قلبي واديلتلك مفتاحه ، راح تقدر علي حبي ودموعه وافراحه .
وكان أكثر شيوعا من ثنائيات كثيرة ظهرت في نفس الوقت، وكانت الطقطوقة التي غناها بمفرده هي أغنية الموسم، وهي:
غالي عليّ، غالي عليّ
وأغلي عندي م الدنيا ديّ
وأدي نجاح الفيلم الي أن توقع معه ماري كويني عقدا لفيلم جديد، لكن فسخ العقد فجأة واختفي كمال حسني من الساحة، وحول هذه الظاهرة، قالت ماري في أحاديثها عنه، ان زوجته منعته من التمثيل والغناء، وكتب مصطفي أمين قصة مخالفة، قال: ان كمال حسني فضل الوظيفة التي كان يعمل بها كمحاسب علي أن يكون فنانا.
أما المطرب نفسه وقبل رحيله، فحكي قصة أخري مخالفة تماما لما ذكرته ماري وما قاله أمين، ونحن معاصري القصة نستطيع أن نقول، ان الرجل حورب فلا زوجته منعته ولا هو فضل الوظيفة علي الفن، ولكن هذا ليس مجال الكلام عن السبب المهم أن هذه الفنانة بحسها العالي اكتشفت مطربا ممثلا كان من الممكن أن يكون شيئا كبيرا في عالم الفن والطرب لولا الظروف.
وظلت ماري كويني تنتج وهي بعيدة عن التمثيل حتي قامت ببطولة آخر فيلم مثلت فيه وهو نساء بلا رجال سنة 1953 شاركها البطولة عماد حمدي وقام باخراج الفيلم يوسف شاهين. وكما قلت سابقا، كانت ماري مؤمنة تماما بامكانات يوسف شاهين فقدمته مخرجا في كثير من افلامها، قدمته في فيلم فجر يوم جديد الذي قدم فيه يوسف شاهين سيف عبد الرحمن وسناء جميل بطلين للفيلم معه، سنة 1965.
وكما كانت معجبة بشاهين، كانت ايضا مقدرة لموهبة وامكانات حسن الإمام فقدم لها ضمن ما قدم حب من نار بطولة شادية وشكري سرحان سنة 1958.

نادر
كما قلنا في سطور سابقة كانت ماري كويني تعرف امكانات المخرج ولا غرابة في ذلك فهي عاشت كل أيام حياتها في السينما متفردة وهي طفلة، ثم ممثلة مع خالتها ثم منتيرة مع زوجها احمد جلال وصاحبة استوديو عظيم في مصر، من هنا فقد تعهدت ابنها نادر جلال الذي كانت تعتبره كل حياتها وأصرت علي حصوله علي بكالوريوس التجارة، بجوار مؤهل المعهد العالي للسينما حتي يكون مثقفا وملما بكل دقائق واسرار العمل وكيف لا، وهو ربيب بيت فني عريق وكان يسكن في استوديو جلال الذي يموج بالحركة الفنية، وعندما تخرج لم يرض أن يقوم بإخراج فيلم من انتاج والدته بل فضل أن يعمل مساعدا مدة طويلة من الزمن لاكتساب خبرات أكبر، وعندما نضج تماما انتجت له والدته ماري كويني عدة أفلام منها:
غدا يعود الحب بطولة نيللي ونور الشريف 1969 و رجال لا يخافون الموت بطولة فريد شوقي وسهير رمزي و بدور نجلاء فتحي ومحمود ياسين و أرزاق يا دنيا لنور الشريف ويسرا سنة 1982، ونجح نادر في كل هذه الأفلام لأنه اصلا مخرج موهوب ولا بد من أن نذكر هنا ـ انه لم يكتف بما قدمته والدته من انتاج لكنه قام وفي نفس الوقت باخراج عدد آخر من الأفلام بعيدا عن والدته.
وقامت ماري كوين بمغامرة عندما ساهمت في انتاج فيلم مصري ـ اسباني مشترك هو غرام في الصحراء أخرجه الاسباني ليون كليموسكي وهو انتاج ضخم قالت عنه في احاديثها الصحافية انه لم يربح شيئا لكنه غطي تكاليفه ولم تقم بمغامرة مماثلة بعد ذلك، وقامت بعمل المنتج المنفذ أي انها لم تكن صاحبة المال في اكثر من فيلم مع جمال الليثي ثم اعتزلت وظلت في البيت تربي احفادها، أبناء نادر حتي توفيت في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 2003.

جوائز مستحقة
ولم تبخس الدولة المصرية ولا رجال الفن حق هذه الرائدة فنالت من التقدير ما تستحقه وقد فاز فيلم أزراق يا دنيا بجائزة المركز الكاثوليكي وسبق هذا حصولها علي جائزة الدولة التشجيعية عن فيلم حب من نار 1958 ونال فيلم ابن النيل التقدير في الهند وحصل علي شهادة تقدير من مهرجان الهند الدولي كما عاد المركز الكاثوليكي وأعطاها شهادة تقدير عن فيلم بدور .

قطفات
ولدت ماري بطرس يونس كويني ، في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 1916 بقرية تنورين بجبل لبنان وأمها مريم داغر من نفس القرية.
اكتشف الأهل ان اسم ماري هو نفس اسم مريم لأن الأخير بالعربية والاول باللاتينية، فاقترح البعض أن يطلق عليها اسم كوين، وهو الملكة بالانكليزية وكانت ملكة انكلترا في ذلك الوقت اسمها ماري وهي زوجة الملك جورج والد الملكة الحالية اليزابيث وقد تحور الاسم من كوين الي كويني. جاءت الي القاهرة سنة 1922 وحصلت علي الجنسية المصرية وأصبحت من رائدات السينما ولها باع طويل في تطوير الانتاج، توفيت في القاهرة عن 87 عاما وتركت تراثا عظيما كما خلفت ابنا يقوم بدوره كمخرج مبدع وأيضا حفيدا أصبح اليوم من أهم المخرجين الشبان هو أحمد جلال.
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 28m23.jpg‏ (33.7 كيلوبايت, المشاهدات 19)
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.

عودة الي الزمن الجميل. منير
رد مع اقتباس