عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 11/06/2008, 20h34
الصورة الرمزية MUNIR MUNIRG
MUNIR MUNIRG MUNIR MUNIRG غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
 
تاريخ التسجيل: mai 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 84
المشاركات: 568
افتراضي رد: قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر

قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر (8)
آسيا داغر رائدة انتاج الفيلم الرفيع هجرت التمثيل وقدمت عشرات الوجوه الجديدة أول من اهتمت بالتاريخ العربي والناصر صلاح الدين
القاهرة ـ القدس العربي 2008/05/29ـ من عبدالفضيل طه:
عندما نتحدث عن تاريخ السينما وصناعتها في مصر لا يمكن أن تتم فصولها دون ذكر الرائدة، آسيا داغر.
وآسيا داغر نجمة في عالم السينما وممثلة ومنتجة وموزعة وصانعة نجوم ومكتشفة العشرات منهم، ممثلين ومطربين ومخرجين.
جاءت الي مصر قادمة من بلدها لبنان في سنة 1922 وكانت فتاة فائقة الجمال متوقدة الذكاء تملك إرادة من حديد، وفي عام 1927 بدأت حياتها مع السينما المصرية في دور بسيط في فيلم ليلي الذي أنتجته ومثلته، فنانة مصر عزيزة أمير، وفي هذا الفيلم تعرفت علي المخرج الممثل التركي وداد عرفي، وكان وداد قد قام بإخراج فيلم ليلي ، لكنه لم يكمله بسبب الخلاف الذي دب بينه وبين عزيزة أمير، المهم في الأمر هنا أن الفتاة القادمة من لبنان كانت مليئة النفس بالثقة فكونت عام 1929 شركة انتاج أفلام أطلقت عليها اسم شركة الأفلام العربية، كانت البداية بسيطة كما نري لكن آسيا داغر سارت في طريقها بسرعة الصاروخ لتقدم لسينما المصرية العربية عشرات الأفلام التي هي الآن، من أروع كلاسيكيات السينما المصرية. آسيا وجدت في مصر كل الحب والترحيب الأمر الذي ساعدها علي الإبداع والابتكار في عالم السينما، رائدة الأفلام التاريخية.
وآسيا داغر سيدة شعرت بآمال العرب في الوحدة في زمن مبكر، وقد تكون رائدة في مفهوم القومية العربية قبل المد الذي شهدته هذه الفكرة في حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، قدمت شجرة الدر كفيلم تاريخي يتحدث أو يقدم صورة عن المجتمع المصري والعربي بداية حكم المماليك، وقامت بدور شجرة الدر، وكان يناسبها لجمالها الرائع وأدائها الممتاز كما قامت ابنة اختها ماري كوين بدور غريمتها في الفيلم.
واسم آسيا الحقيقي هو ألماظة داغر وهي من عائلة شهيرة في لبنان ولدت في قرية تنورين بلبنان وعشقت السينما وهي صغيرة في السن وهي من مواليد 1904 علي أصح الأقوال، وان جاء تاريخ ميلادها مختلفا في عدة مراجع، فذكر المؤرخ السينمائي أحمد الحضري في كتابه قصة السينما المصرية انها من مواليد 1908 كما ذكر غيره انها من مواليد 1912 كما رجح بعضهم انها من مواليد 1904 وان كان ميلادها علي وجه الدقة لم يعرف.
عندما نجح فيلمها تحت ظلال الأرز في لبنان شدت الرحال الي مصر ومعها أختها مريم وابنتاها ماري كويني و هند وكانت آسيا قد تزوجت من لبناني توفي وترك لها ابنة صغيرة جاءت معها واسمها إلين وهي التي عرفناها نجمة سينمائية وبعد ذلك باسم مني وتزوجت من واحد من أشهر رجال القانون في مصر هو علي منصور المحامي، المهم أن آسيا حققت حلمها بالمجيء إلي مصر سنة 1922 وكانت شديدة الإحساس بالقومية العربية.
ونستطيع بكل ثقة أن نطلق عليها رائدة الأفلام التاريخية في مصر والوطن العربي، كما أنها بلا شك تعتبر واحدة من أهم رواد السينما العربية علي وجه الإطلاق مع عزيزة أمير وفاطمة رشدي وأمينة محمد وبهجية حافظ، وهن اللائي كان لهن أدوار في ريادة الفيلم المصري تمثيلا وانتاجا وإخراجا أيضا.
أما عن أنها رائدة الأفلام التاريخية خاصة، فيكفي هنا أنها بعد أن قدمت شجرة الدر، قدمت سنة 1963 فيلم الناصر صلاح الدين، وكان أضخم انتاج في تاريخ السينما المصرية، وأسندت اخراجه الي المخرج النابغة يوسف شاهين وحشدت له كوكبة عظيمة من فناني مصر، وتكلف انتاج الفيلم حوالي مائتي ألف جنيه، وهو مبلغ ضخم جدا بحساب تلك الأيام، والفيلم نجح فنيا، نجاحا منقطع النظير حتي انه فاق في فنياته وصدق أحداثه التاريخية ما قدمته السينما الأمريكية عن نفس أبطال هذه الحقبة التاريخية ومنها، فيلم ريتشارد قلب الأسد الذي انتج في تاريخ مقارب لفيلم الناصر صلاح الدين.
ولكن الفيلم المصري الناصر صلاح الدين تفوق علي الفيلم الأمريكي ريتشارد قلب الأسد وعلي غيره كما قلنا، لكن بكل أسف لم يحقق الفيلم المكسب المادي الذي يعوض ما أنفق عليه، فكان سببا أساسيا في إفلاس آسيا والحجز علي بيتها وكل ما تملك، لكنها بعزيمة قوية نهضة من جديد والفيلم صلاح الدين يؤكد قوميتها العربية وحبها لمصر التي بادلتها حبا بحب وأعطتها الكثير من مفردات النجاح.

أمير الانتقام
وقبل فيلم الناصر صلاح الدين قدمت آسيا فيلما مقتبسا عن فيلم عن قصة الكونت دي مونت كريستو لاسكندر ريماس باسم أمير الانتقام من اخراج هنري بركات التي اكتشفته كمخرج مميز، وقدم هنري، هذا الفيلم المعرب في عام 1950 ولكن رأينا أحداثه رغم معرفتنا بأصل القصة الأجنبية، فيلما عربيا محضا، أشخاصه كأنهم عاشوا فترة زمنية معينة من تاريخ أمتنا، وهكذا كانت آسيا رائدة في هذا المجال، الأمر الذي جعلها تتربع علي كرسي الرائدات عن جدارة واستحقاق، فقد قدمت للسينما المصرية أكثر من اثنين وسبعين فيلما من انتاجها، وكثير من هذه الأفلام كما ذكرت من روائع كلاسيكيات السينما المصرية مثل رد قلبي قصة يوسف السباعي التي تحكي قصة ثورة 1952 وقدمت آسيا هذا الفيلم سنة 1953 اي بعد قيام الثورة بشهور قليلة لتؤكد بهذا مصريتها التي اكتسبتها بالحصول علي الجنسية المصرية سنة 1933، ومن أفلامها الاجتماعية الرائعة ست البيت سنة 1949 من اخراج أحمد كامل مرسي وتمثيل فاتن حمامة وعماد حمدي وزينب صدقي، وفيه قدمت نعيمة عاكف كراقصة في الفيلم، رقصت علي غناء عبدالعزيز محمود في الفيلم، في أغنية يا مزوق يا ورد في عودو العود استوي والكحل في عنيك السود، جلاب الهوي ، وأغنية يا ليل يا أبو الليالي ـ احكيله علي بيجرالي .
كما قدمت ليلي مراد وكمال الشناوي في فيلم من القلب للقلب سنة 1952 وهو يعالج مشكلة الطبقية في المجتمع.

انتاج فيلم مرتين
ومما يذكر في هذا الشأن أن هذا الفيلم أنتجته آسيا مرتين، الاول كان بطولة صباح واحترق الفيلم ثم اعادت انتاجه ببطولة ليلي مراد، كما قدمت فيلم حياة أو موت من اخراج كمال الشيخ وكان هذا الفيلم فتحا في عالم السينما ومن أهم ما انتجت ايضا امرأة خطرة من اخراج أحمد جلال سنة 1941 و ساعة لقلبك اخراج حسن الإمام 1949 و آمال ليوسف معلوف ومما يذكر أن آسيا بدأت التمثيل في سنة 1927 وأصبحت من نجمات السينما المصرية من 1929 حتي سنة 1940 عندما اعتزلت وهي في عز مجدها لتبدأ في صنع مجد جديد هو الانتاج، وأول بطولة لها كانت في فيلم غادة الصحراء من اخراج وتمثيل وداد عرفي سنة 1929 ثم فيلم وخز الضمير سنة 1931 من اخراج ابراهيم لاما وقام بدور البطولة أمامها لاعب كرة القدم بالأهلي في ذلك الوقت عزيز فهمي الذي كثيرا ما يكتب اسمه منير فهمي، ثم اخرج لها أحمد جلال فيلم عندما تحب المرأة وكان أحمد جلال صحافيا مرموقا في دار الهلال في ذلك الوقت، وله دراية بكتابة القصة والسيناريو وله ولع بالسينما ونجح في أول عمله كمخرج مع آسيا في هذا الفيلم الذي مثلته ومعها ابنة اختها والممثل الفلسطيني المتمصر، عبدالسلام النابلسي، ثم توالت أفلامها من اخراج أحمد جلال، عيون ساحرة 1934 ويقول بعض نقاد تلك الفترة ان سبب اختيار هذا الاسم للفيلم هو أن آسيا كانت تملك عيونا خضرا ساحرة بالفعل جذابة، من هنا اختمرت الفكرة في ذهن أحمد جلال، وبالمناسبة هذه الفكرة جعلت الكثيرين يعتقدون ان أحمد جلال يعشق آسيا، وعندما تقدم ليتزوج من ماري كويني أصابتها الدهشة لأنها كانت تعتقد انه يحب خالتها خاصة وأنه كان يكبر ماري بحوالي 20 سنة وبعد عيون ساحرة استمر أحمد جلال مخرجا وممثلا في افلام اسيا وابنة اختها ماري فقدم شجرة الدر و بنت الباشا المدير ، فتش عن المرأة 1939 و زليخا تحب عاشور 1940 وكان كل هذه الأفلام من انتاجها وشاطرتها الانتاج والبطولة ابنة أختها وزوجها أحمد جلال، وعندما تزوج جلال ماري لعبت آسيا أدوار البطولة بعيدا عن ماري فمثلت من اخراج أحمد جلال امرأة خطرة سنة 1941، العريس الخامس من اخراج احمد جلال ايضا سنة 1941 ثم كان ان انفضت الشركة بين الثلاثة وكونت آسيا شركة منفصلة عنهما باسم لوتس فيلم للانتاج والتوزيع.
وقامت ببطولة فيلم المتهمة من اخراج هنري بركات الذي اكتشفته وقدمته كمخرج لأول مرة في فيلم الشرير ثم قدمت له بعد ذلك فيلمي أما جنا سنة 1944 و الهانم سنة 1946 وفي هذا الفيلم قدمت فاتن حمامة بعد أن نضجت وكبر سنها وكانت بنت 16 سنة، وكان الهانم آخر فيلم تمثل فيه آسيا للتفرغ للانتاج وتقديم الوجوه الجديدة في السينما المصرية.

انتاج رفيع
بعد أن تفرغت تماما للانتاج قدمت فاتن حمامة وثريا حلمي بطلتين في فيلم اليتيمتين وفيه قدمت ايضا فاخر محمد فاخر بطلا أمامها، واخراج الفيلم لحسن الإمام الذي أبدع فيه وكان بداية لظهور مدرسته الخاصة في الميلودراما.
وفي هذا الفيلم ظهر بشكل واضح نبوغ فاخر محمد فاخر كممثل مميز وايضا محمد علوان الذي قام بدور الشرير في الفيلم وشق طريق النجاح في أكثر من عمل. قدمت بعد ذلك المخرج ابراهيم عمارة في المال والبنون ثم في يا ظالمني .
والفيلمان يدلان علي اتجاه آسيا وهو اختيار مواضيع اجتماعية تناسب حالة المجتمع في أربعينيات القرن الماضي ثم قدم أحمد كامل مرسي فيلما يعالج مشاكل الأسرة من انتاجها وهو ست البيت كما ذكرنا من قبل.
وقدمت أيضا حلمي رفله بعد تحوله من ماكسيير الي مخرج ليخرج من انتاجها الحموات الفاتنات ثم اخرج ايضا لمين هواك وهو من أهم الأفلام التي انتجتها.
كما قدمت فيلم اللقاء الثاني لسعاد حسني من اخراج حسن الصيفي ثم رد قلبي الذي ذكرنا في السطور السابقة انه اول فيلم عن ثورة 23 يوليو ونضيف انه كان من أوائل الأفلام المصرية التي صورت بالألوان، وكانت لآخر عمرها تكتشف بعين الخبرة نوابغ الممثلين والممثلات والمخرجين وتقدمهم في أفلامها بكل الحب ومن هؤلاء الجدد أيامها أنور الشناوي الذي اخرج لها فيلم الشيطان والخريف .

أسرة فنية
ومن طرائف فناني لبنان أو الشام عموما إذا جاء واحد من أسرة ما لمصر تبعه العديد من أفرادها، عرفنا هذا في حكاية فريد الأطرش وأسمهان ووالدتهما علياء المنذر ونفس الشيء نقوله الآن عن أسرة آسيا.
فقد جاءت ومعها اختها مريم وابنتاها ماري وهند وابنتها إلين التي غيرت اسمها بعد ذلك الي مني، وكلهن عملن بالتمثيل إلا أن هند عادت إلي لبنان وتزوجت ومثلت مني عدة أفلام من انتاج أمها آسيا وخالتها ماري ثم تزوجت واعتزلت وتوفيــــت منذ سنتين تقريبا، وانضم نادر ابن ماري وأحمد جلال الي أسرة مخرجي السينما الكبار بعد تخرجه من المعهد العالي للسينما، والأسرة كلها كانت تقيم في أول قدومها عند ابن عم آسيا، الصحافي والأديب أسعد داغر الذي سبقهم الي القاهـــــرة وعمل في جريدة الأهرام التي كان يمتلكها ابنا تكلا وهما من لبنان ايضا، وأســـــعد داغر كان أديبا وصحافيا ذكيا وهو أول من أصدر مجلة رياضية مصــورة وهي: المضمار التي أسسها في الثلاثيـــنيات وكانت فتحا جديدا في عالم الصحـــافة الرياضــــية، وهي اليوم مرجع لكل من يريد معرفة تاريخ الرياضة المصرية بصدق وشفافية رغم أن المجلة صدرت في ثلاثينيات القرن الماضي ولم تعمر طويلا.

جوائز
حصلت الفنانة آسيا علي عدة جوائز تقديرا لمشوارها الفني المتميز من أهمها:
جائزة الدولة للرواد في مهرجان اليوبيل الذهبي للسينما المصرية تقديرا لمساهمتها الريادية في التمثيل والانتاج.
جائزة الرواد من جمعية كتاب ونقاد السينما.
الجائزة الأولي في الانتاج في مسابقة الدولة للسينما عن فيلمي حياة أو موت ، رد قلبي .
وسام الاستحقاق اللبناني بمناسبة عرض فيلم زوجة بالنيابة .
مكافأة بثلاثين ألف جنيه تقديرا لانتاج فيلم الناصر صلاح الدين .

عاشقة الجديد
كانت الفنانة آسيا داغر عاشقة اكتشاف كل ما هو جديد في السينما وكانت جريئة في تقديم الوجوه الجديدة، جاءت بصباح أو جانيت فغالي من لبنان وقدمتها في فيلم القلب له واحد أمام أنور وجدي ثم قدمتها في هذا جناه أبي وقدمت معها بطلا الوجه الجديد صلاح نظمي، وعندما انفصل عنها أحمد جلال وماري كويني كونت شركة لوتس فيلم كما ذكرنا وقدمت عشرات المخرجين الذين كان بعضهم يعمل كمونتير والبعض مساعد مخرج، وفي حديث لشيخ المخرجين أحمد كامل مرسي لمجلة صباح الخير، أكد أنها لم تكن تعتمد علي الأسماء ولكنها كانت تعتمد أكثر علي القصة والسيناريو لأنها العمود الفقري للفيلم.
وكانت فنانة تعرف كيف تختار القصة والممثل والممثلة ولها في هذا المجال باع طويل. وتوفيت الفنانة الكبيرة يوم 12 كانون الثاني (يناير) 1986 وصلي عليها في كنيسة المارونية بمصر الجديدة وطويت بذلك صفحة ناصعة البياض من تاريخ السينما في مصر.
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 27m24.jpg‏ (75.4 كيلوبايت, المشاهدات 16)
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.

عودة الي الزمن الجميل. منير
رد مع اقتباس