عرض مشاركة واحدة
  #144  
قديم 09/06/2010, 10h33
الصورة الرمزية فاضل الخالد
فاضل الخالد فاضل الخالد غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:457466
 
تاريخ التسجيل: août 2009
الجنسية: عراقية-سويدية
الإقامة: السويد
المشاركات: 592
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

مقتطفات من المسيرة الفنية
_____________
للملحن الكبير
________
طالب القره غولي
-------------

في مقابلة صحفية اجراها الاستاذ (حسن سرمك حسن) مع الملحن الكبير الاستاذ( طالب القره غولي) نشرت قبل مدة من الزمن في الصحافة وفي بعض المواقع الالكترونيةننقل منها للفائدةهذه الاجزاء المهمة والوافيةو التي تلقي الضوء على جوانب من المسيرة الفنية لهذا الملحن الكبير الذي يعتبر واحد من بضعة ملحنين كبار صاغوا الذائقة العراقية الحديثة واسسوا لما يعرف بالاغنية السبعينية والتي لا زلنا وبعد مرور اكثر من ثلاثين عاما نعيش اجواءها ونردد في افراحنا وحفلاتنا ما وضعه اولئك الكبار من الحان لاغان دخلت في الوجدان الفني العراقي علما ان ملحننا الكبير من مواليد 1939 محافظة ذي قار.
س/تعلمتَ عزف العود بمفردك ثم تعلمت كتابة النوتة لوحدك وقد سألت مختصين فقالوا من المستحيل ان يتعلم شخص عزف العود بمفرده لانه يجب ان يتعلم اصوات الاوتاروكيف (يدوزن بها ) كيف تفسر ذلك؟
ج/ انا لم اضع نفسي في غرفة حديدية وأقفلهاعلي وتعلمت العود والنوتة الموسيقية بمفردي حسب هذا التصور. صحيح اني اعتمدت على موهبتي كنت ارى واسمع واتساءلكثيرا حول كل ما اراه واسمعه وكنت اقرأ الكتب الموسيقيةبكثرة واطبق ما اراه واسمعه على عودي ومع نفسي ؤلسنوات طويلة ... كنت انحت في الصخر، وبهدوء الى ان تمكنت من اساسيات العزف والتلحين وانت تعرف المثل الذي يقول خير الثمار ما ينضج ببطء
س/ما هو تأثير البيئة في توجهك نحو الموسيقى والغناء وتحديدا بيئة( الناصرية) تلك البيئة التي جسدتها وتغزلت بها في اغنيتك الاولى (يالناصرية تضمين طيفي وخيالي) ؟
ج/اجدني بحاجة للتأكيداولا ان البيئة وحدها لا تخلق مطربا او ملحنا ،الموهبة اولا ثم تأتي البيئةوالاجواء المحيطة التي يمكن ان تعزز توجه الانسان الموهوب نحو اتجاه فني معين ثانيا. والناصرية هي كما تعلم مدينة الفن والفنانين خصوصا في مجال الغناء ، وقد قلت مرارا انني حفيد داخل حسن وناصر حكيم وحضيري ابي عزيز. ولا تنسى طبيعة الناصرية الأخاذة: الفرات والنخيل وهذا الحزن المتأصل في وجدانها منذ فجر التاريخ ، فهي مركز الحزن السومري العظيم ... وهذه كلها عوامل مساعدة تساعد او تسهم في صنع الفنان . لكن علينا ان لا ننسى الموهبة والمثابرة والاطلاع والتدريب .
س/ هل انت المطرب العراقي او العربي الوحيد الذي غنى امام ملك وهو طفل؟ وهل تتذكر ماذا غنيت له آنذاك؟
ج/لا استطيع نسيان هذه الذكرى . لقد كان عمري عمري 12 سنةآنذاك وجاءت سيارة شرطة وأخذوني الى بيت المتصرف ( اي المحافظ) ففوجئت بجلالة الملك( فيصل الثاني) والوصي عبد الآله وكانا في زيارةالى الناصرية. كان هنالك مطربون آخرون كلهم كبار في السن وانا الطفل بينهم . جلست منتظرا وقلقا من هيبة المجلس . ثم قالوا لي غنِ فغنيت اغنية( للناصرية) لصديقة الملاية
..( تعطش واشربك ماي بجفوف ايديه ). من يروي عطشنا الآن ونحن بعيدين عن الفرات العظيم؟
س/ من الناصرية الى بغداد ، هل تتذكر محنتك مع لجنة الموسيقى في الاذاعة ؟ كم تعذبت قياسا الى مطربي ( البطاقة التموينية) في الوقت الحاضر؟
ج/لقد عشت معاناة حقيقية مع لجنة الموسيقى خصوصا انها كانت حافلة بالاسماء الكبيرة . لقد جئت من الناصرية الى مبنى الاذاعة مرات عديدة ...كنت اغني في برامج الهواة ثم عندما وجدت نفسي مستعدا للامتحان كملحن تقدمت ، لكن العملية لم تكن سهلة ابدا . لكن ايضا حلاوتها تكمن في صعوبتها وآلامها . وصدقني لو واجه الجيل الجديد ربع المعاناة التي واجهتها انذاك لما واصل طريق الفن.لكن كما قلت سابقا ان الموهبة التي تسندها الارادة القوية والكفاءةهي التي تجعلك تتجاوز الصعاب .
س/كانت( مائدة نزهت) تعد ام كلثوم العراق كيف تجرأ ملحن شاب مثلك على ان يقدم لها لحن مثل ( جذاب) و ( لا ياهوى) وهل ادتهما كما اردت؟
ج/انا شخصيا فوجئت آنذاك سنة 1970 بأن الفنانة مائدة نزهت وزوجها الفنان المعروف سمير بغدادي ( وديع خونده) يسألان علي ، لأني بصراحة لم اكن اتجرأ على ان اطلب من مائدة نزهت ان تغني لي . لكنها اعجبت باللحنين :لا ياهوى وجذاب ، لكنها ادت الاخيرة بطريقة لبنانية ولفظت اغنية جذاب بصيغة كذاب اي بالكاف في حين ان حرفة الاغنية تكمن في ال(ج) الجيم المعطشة . كان غناؤها لالحاني خطوة مهمة لتثبيت حضوري في الوسط الفني آنذاك
س/ سمعت ان هناك فرصة مع الفنانة (عفيفة اسكندر)، هل كان ذلك بطلب منها؟ وكيف تم ذلك؟
ج/ كان الفنان (كريم بدر) هو العزف المرافق للفنانة عفيفة وهو مدير اعمالهاتقريبا- اعتقد انه الآن في الولايات المتحدة -وقد طلب مني ان ارافقه الى بيتها لانها تريد ان تسمع بعض الحاني - لا حظ ان المطربين القدامى هم الذين ييحثون عن الملحن الجيد - وهكذا تم اللقاء ولكن لم يحصل اتفاق لان اللون الذي تغنيه عفيفة لا يتناسب مع الحاني
س/ انت اول من ادخل " المقدمة الموسيقية" في الاغنية العراقية، اتهمك البعض بأنها " سنباطية"الطابع كيف ترد على ذلك؟
ج/ انا لا انكر انني متأثر برياض السنباطي وبمحمد عبد الوهاب ، وقد كانت الاغنية عموما فقيرة من ناحية الموسيقى ، فحاولت ان اسد هذا النقص من خلال عمل مقدمات موسيقية وموسيقى مختلفة لكل كوبليه حيث كانت الاغنية تسير على وتيرة واحدة وايقاع واحد ، ومع اعتزازي بما قمت به ولكني اعتقد انني كنت مبالغا في ذلك.
س / هل انت اول من ادخل الاغنية الطويلة في الغناء العراقي ؟ وهل كانت ضرورة ام تقليد؟
ج/الاغنية الطوةيلة التي قدمتها لم تكن تقليدا للاغنية المصرية ولكني كنت الحن قصائد فيها معاني عميقةوقصص تحتاج الى اعطائها حقها في التلحين للتعبير عنها . انا لا الحن الكلمات بل الحن المعنى الموجود داخل الكلمة
سم هذا ينقلنا الى القول بأنك اول من لحن القصيدة العامية الطويلة التي لم تكتب للغناء اصلا مثل قصائد المبدع الكبير مظفؤ النواب ، لماذا لم يلتفت الملحنون قبلك الى ذلك؟ هل صحيح ان النواب لم يكن موافقا في البداية على تلحينك قصائده؟
ج/تلحين القصيدة مهمة صعبة ، ولا اعلم لماذا لم يلحن الملحنون السابقون القصائد وهي في متناول ايديهم . اما الشاعر الكبير مظفر النواب فقد التقيت به وتعرفت اليه بعد
مدة طويلة من تلحيني لقصائده وقد اخبرني بأنه كان فرحا ومرتاحا لتلك الالحان.
س/في هذه القصائد ادخلت مفردات " خشنة":حيل اسحن كليبي سحن. ما اطخلك راس ،عودان ، طارش... الخ كيف استقبلتها الجهات الموسيقية التقليدية آنذاك؟
ج/لا اعلم ، فقد لحنت هذه القصائد بمفرداتها الخشنة بدون ان استشر احدا ، ولا اعلم كيف استقبلتها تلك الجهات ، لكنها مرت واعجبت بها الناس . اتذكر ان الفنان "سمير بغدادي" قال لي حين سمع اغنية( يا ليل صدك ما اطخلك راس )هذا طابوق كيف لحنته؟
س/ وقصائد النواب .. فقد كان ممنوعا آنذاك.. كيف لحنتها وكيف وافقت الرقابة؟
ج/لا اعلم ، لقد لحنتها وسجلتها في ستوديوهات الاذاعة الرسمية ولم يعترض احد من الدولة.
س/لقد لحنت لاغلب الاصوات العراقية الرجالية عدا صوت الراحل رياض احمد ذي الامكانيات الكبيرة فلملذا؟
ج/صوت رياض جميل وقوي وقد شهد له الفنان وديع الصافي في اثناء دعوة اقمتها في بيتي. ولقد لحنت للفنان الراحل ثلاث اغني سجلت بشريطلحساب شركة (بابل) ولم تتم اذاعتها ولا اعرف اين صارت.
ٍٍس/عندما ظهرت اغنية" جذاب" ثم " تكبرفرحتي بعيني" اكتسحتا الذائقة العراقية ، ربات البيوت كن يسمعنها على اشرطة التسجيل في المطابخ ، كيف تحسست نبض وجدان المواطن العراقي؟ وكيف فكرت بجعل الراحل " داود القيسي" يغني الاعنية الثانية؟
ج/لقد تحسست نبض الوجدان العراقي لأنني عراقي وابن هذه التربة العظيمة، احمل همومها واتألم لألامها، وأكتوي بنيران محنها وفاجعاتها . اما الفنان المرحوم داود القيسي فلم يكن هنالك غيره في الساحة الغنائية. اضافة الى اني اعجبت بأخلاقه العلية التي شدتني اليه كصديق.
س/انت اول من زاوج بين عشق الوطن والارض وبين حب الحبيبة في اغاني مثل هذا آنه . الناصرية، حاسبينك ،اعزاز، كيف خططت لذلك ، وما ذا تقول بحق صديقك المبدع الراحل " زامل سعيد فتاح" الذي كتب هذه الاغاني؟
ج/طبعا هذا خط جديد وفريد في مسار الاغنية العراقية التي كانت قبل ذلك موغلة في الذاتية والسطحية، واصبح العراقي يغني لوطنه وارضه وترابه في كل لحظة يتغنى فيها بحبيبته
والفضل في ذلك يغعود الى صديقي وابن مدينتي ورفيق مسيرتي الشاعر المبدع "زامل"فهو من تلاميذ المبدع الكبير "مظفر النواب"
س/على ذكر زامل ، كانت اغنيتكما " ما هو منه ياشعبنه" صدمة للتصور التقليدي عن الاغنية الوطنية .. وهي صالحة لكل العهود العراق ومحنه؟
ج/ هذه الاغنية كانت ايام تأميم النفط.. حيث قدم الملحنون اغاني عديدة كانت كلها ساذجة وبسيطة وهتافية على طريقة ( نفط العرب للعرب موتوا يار جعية) . وقد جاءت هذه الاغنية الاستثنائية ( ما هومنه) بعد جلسة طويلة انا وزامل ومناقشات عميقة حولنًا فيها كلمة( النخوة )الى اغنية تغنى بها الشعب صغارا وكبار.
س/ تجربتك في التلحين لاصوات عربية مهمة :وردة،وديع الصافي وسوزان عطية.. مالذي اضافته اليك وهل تعتقد امك اضفت شيئا الى تجربتهم؟
ج/ كانت تجربتي في التلحين لهذه الاصوات الراقية تجربة صعبة لانها امدتحان لامكانياتي ، لذلك اضافت الي ثقة عالية جدا بقدراتي ، بأن الفنان العراقي كبير بأمكاناته اذا اعطي حريته في العمل
رد مع اقتباس