عرض مشاركة واحدة
  #231  
قديم 20/10/2011, 21h04
الصورة الرمزية نهاد عسكر
نهاد عسكر نهاد عسكر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:550503
 
تاريخ التسجيل: octobre 2010
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 304
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

48 عاما على رحيل الفنان الكبير


خالد الذكر


ناظم الغزالي

الأستاذ وسام الشالجي
الأستاذ محمد العمــــــــــر
أحبتنــا في سمــــــــــاعي
النغم الذي كان رنينه يهزالاحاسيس والشمعة التيكان نورها يضيءالظلمات ..والقلب الذي يبكي للبؤساء
(اقتباس) من المشاركة 137 في - حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي – للاستاذ العزيز محمد العمر .
كلمسة وفاء منا في ذكرى رحيله وجدت من المناسب ان نكتب عنه ما لدينا من ذكريات حتى قد تكون صغيرة أو معلومة نتصورها بسيطة لكنها في النهاية ستصب في أرشفة تاريخ هذا الفنان المبدع وسنساهم جميعا عندها في حفظ وتوثيق أعمال مبدعينا في كافة مناحي الحياة .
تمر اليوم الذكرى السنوية (48) لرحيل الفنان العراقي الكبير ناظم الغزالي الذي توفي في 21 تشرين الاول 1963.ويعد الغزالي من أهم المطربين في فترة الخمسينات وحتى بداية الستينات , أثرى ساحة الغناء باغنيات جميلة لازال صداها يتردد بل يتغنى به البعض من المطربين العرب دون الاشارة الى الغزالي مثل (طالعة من بيت أبوها وغيرها) .
ولد عام 1921 في منطقة الحيدر خانة في بغداد يتيما، حيث توفي والده وهو صغير السن وقام برعايته وتربيته والدته الضريرة والتي تسكن في غرفة بائسة مع شقيقتها. وبصعوبة اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في المدرسة المأمونية، عاش حياة بائسة وفقيرة وزاده ألما فوق ألآمه وفاة والدته, وتكفلت خالته رعايته من خلال راتب تقاعدي هزيل .
التحق بمعهد الفنون الجميلة قسم المسرح، ليحتضنه الفنان حقي الشبلي، في عامي 1947 - 1948 انضم إلى فرقة الموشحات التي كان يديرها ويشرف عليها الموسيقار الشيخ علي الدرويش والتي كان بها عدد كبير من المطربات والمطربين.
يعتبر الغزالي من تلاميذ محمد القبانجي موسيقار العراق الأول ، فقد استمع القبانجي إليه واكتشف فيه قوة الأداء والصوت الجميل فأخذ بيده وقام بتعليمه بنفسه ثم قدمه للإذاعة ليأخذ مكانه بين قراء المقام العراقي ولقد ادى المقامات الفرعية بجمالية وحس راقي ورائع فمن منا لايتذكر (سمراء من قوم عيسى ) والكثير من المقامات مثل الحويزاوي والاوشار والدشت والبنجكاه وغيرها .
في عام 1953 تزوج الغزالي من الفنانة سليمة مراد التي كانت تعد “مغنية الباشوات”، وتعلم الغزالي على يدها الكثير من المقامات، والبستات البغدادية الجميلة وكانا يقومان بإحياء حفلات مشتركة، يؤديان فيها بعض الوصلات فردية وأخرى ثنائية في داخل العراق وخارجه وخاصة في لندن وباريس وبيروت والكويت . أستطاع خلال فترة عمله أن يكتسب شعبية كبيرة ليس في العراق بل العالم العربي أجمع , لذلك عندما كان يسأل أي فنان عربي عن الاغنية العراقية ؟؟ تراه وبسرعة ودون تلكأ يجيبك ناظم الغزالي لان فنه الغنائي قد ملك قلوب مستمعيه وشعبيته طافت الافاق .
والغزالي كان من دورة شيخ وعملاق المسرح العراقي الاستاذ الكبير يوسف العاني – أطال الله في عمره , اذكر انه في أحد المرات تحدث عن المواهب الفنية لدى الغزالي , يقول العاني: ؛ أن ناظم أمتاز بقابلية فائقة وغير عادية في حفظ النص المسرحي وايضا في حفظه للاشعار ... يقول العاني , أنه في أحد المسرحيات كان هناك فاصل فشجعناه أن يقرأ بعض البستات والمقامات سيما ونحن سبق لنا من سماع صوته الجميل , المهم غنى وأطرب الجمهور ".
أما المخرج العراقي رشيد حسين التكريتي , قال مرة في لقاء تلفزيوني : " أن ناظم كان الفنان الوحيد الذي أراحه في اخراج اغنياته , لانه كما يقول المخرج أيام زمان كان الاستوديو عبارة عن ( بنكلة) ولا يوجد تكييف أو تبريد أو تدفئة أو حتى تهوية كما ان امكانيات النقل بواسطة كامرة واحدة (( دور المرحوم الغزالي أنه كان يتحرك داخل الاستوديو يمينا ويسارا شمالا وجنوبا حتى يعطي المجال للكاميرا بتصويره من عدة زوايا بحيث يخال للمشاهد أن هناك أكثر من كاميرا تصوره )) " . كما لايفوتنا أن نشير الى سخائه وكرمه مع أعضاء فرقته من الكورس والعازفين .
يمكن ان نعتبر الغزالي مجدد الحداثة في الغناء العراقي , مثلا حينما قرأ المقامات الفرعية لم يقرأ نفس الاشعار القديمة التي قرأها من قبله القراء بل نجده أختار قصائد جميلة من عيون الشعر العربي لقيس بن الملوح وغيره وهذا لم يأتي من فراغ بل من خلال دراسته وحبه للتعلم والتتلمذ ولاننسى دور اثنان في حياته الفنية الاول الاستاذ محمد القبانجي والثاني زوجته سليمة باشا مراد لانهما ساهما بتكوين شخصيته المقامية والنغمية .
في صباح 21 تشرين الاول 1963 طلب قدحاً من الماء الساخن لحلاقة ذقنه، لكنه سقط مغشياً عليه، وبعدها فارق الحياة، في الساعة الثالثة ظهرا. وبموته تم اسدال الستار على هذا الفن الراقي والذي كنا نطمح أن يصار الى الاهتمام به . من الذين رافقو الغزالي وسليمة وسجل لهما الكثير من الحفلات الغنائية على اشرطة البكرة (مكتب تسجيلات طلعت / في الباب الشرقي) , كان عندي في السابق وقبل عوامل التعرية والتآكل حفلة في بيت ( خليل كنه) , تغني فيها سليمة مراد مع ناظم بستات جميلة منها ( آه بولار ألنده .... شوفو خليل اشعنده / خوش جمعية وخوش أحباب ... آه بولار ألنده ... شوفو خليل اشعنده ) , والكلام باللغة التركية وتعني ( آه من يد هؤلاء او لنقل : أويلاخ من ايدهم ) . نحتاج الى جهود كبيرة من اجل توثيق وتسجيل وتدوين اعماله , اضافة لذلك أن يتم اطلاق اسمه على المراكز أو القاعات أو المسارح أو الفرق التي لها علاقة بالموسيقى . متى نراه واقعا بان يتم تكريم كل المبدعين العراقيين .....لا أدري!!!
مجرد كلام حجيته ومشيت !!! .
نهاد عسكر

التعديل الأخير تم بواسطة : نهاد عسكر بتاريخ 20/10/2011 الساعة 21h13 السبب: تعديلات
رد مع اقتباس