[أحمد الجوادي]

عزيزتنا ثومة

نعم بالتأكيد أن آلة الكمان من الآلات الصعبة، وربما الصعبة جدا، لكن هذا لا يعني أنك تفقدي الأمل في التعلم.

نصائحي لك هي:

أولا: أن تتحلي بالصبر، فالموسيقى عموما تتطلب الصبر، والكمان تتطلب المزيد من الصبر.
ثانيا: أن تنتقي الأستاذ الجيد، ويجب أن تكون له مواصفات خاصة.

ما هي هذه المواصفات الخاصة؟
أن يكون صبورا جدا.
أن يكون دمثا وليس خشنا في تعامله.
أن تكون لديه خبرة طويلة في تدريس الكمان.
أن تكون لديه خبرة في تدريس الكمان لكبار السن، لأنه عموما أغلب مدرسي الكمان "في الغرب" متخصصين في تدريس الكمان لصغار الطلاب، أي بأعمار 5 إلى 9 سنوات.
في بلادنا العربية وبسبب ظروفنا الخاصة يوجد الكثير من الأساتذة من هذه العينة، أي من المتخصصين بتدريس كبار السن، وأقصد كبار السن من هم فوق سن 16 أو 18 سنة.
وأتوقع بأنه ليس من الصعب العثور على مثل هكذا أستاذ في السودان، فأتوقع أن هناك الكثيرين من المتعلمين يتجهون للموسيقى في أعمار كبيرة نسبيا.
لو لم يكن المدرس لديه هذه المؤهلات فسوف يجعلك تهربين من الكمان وتكرهينها بدلا من أن يجعلك تحبينها وتتعلقين بها ومن ثم تشقين طريقك وتتمرنين عليها.
عليك أن تتركي الزمام في يد الأستاذ، وأن لا تتدخلي في عمله بتاتا.
عليك أن لا تفكري الآن بالسلم السوداني أو غير ذلك، فأنت في بداية الطريقة، السلم الخماسي سيأتي تحصيل حاصل.
عليك أن تدرسي في البداية الكمان الغربي وأن لا تفكري بالكمان الشرقي، ولو كان رأي الأستاذ غير ذلك فهذا يعني أنه ليس قديرا وربما يكون "دجالا" لا سمح الله.
في كل المعاهد في الوطن العربي "وحتى في الغرب" حينما يروم الدراس دراسة الكمان العربي أو الشرقي "أو الشعبي" فهو يدرس أولا الكمان الغربي في البداية، وخير مثال على ذلك هو معهد الموسيقى العربية في القاهرة حيث أن الدراس لديه أستاذين، واحد للكمان الغربي والآخر للشرقي، علما بأنه لا يتم قبول الطلاب هناك إلا بمستوى عالي.
وفي العراق في معهد الفنون الجميلة كان الطالب يدرس الكمان الغربي إلى الصف الثالث أي ثلاث سنوات، وبعد ذلك ممكن أن يغير للقسم الشرقي.
يجب أن تنتبهي إلى مسكة الكمان ومسكة القوس لكي يكونوا بالطريقة الصحييحة، لأنك في بداية مشوارك ولو بدأت بخطأ فسوف يثبت عنك هذا الخطأ.
لو لاحظت أن مسكة الأستاذ غير صحيحة معنى ذلك أنه غير دارس للكمان "الغربي" ومعنى ذلك أنه لا يصلح أن يكون مدرسا، لذا عليك أن تغيريه، ففاقد الشيء لا يعطيه.

لماذا ركزت على مدرس له خبرة مع كبار السن؟
السبب هو أن كبار السن ليسوا مثل الأطفال، حيث أنهم يتعلمون في بداية الطريق بسرعة كبيرة جدا قياسا بالأطفال، والمدرس الذي له خبرة مع الأطفال غالبا ما لا يعرف هذه الخاصية، ويعامل الطالب كبير السن مثلما يعامل الطالب الطفل، وبهذا يجعل الدارس يخسر الكثير من الوقت، وهو أصلا قد خسر الكثير جدا من الوقت. لكن بعد ذلك سيصبح تقدمه أقل من تقدم الطفل.
أي أن الطفل الذي سيصل إلى مرحلة معينة في غضون سنة ممكن أن يصل الدارس الكبير نفس هذه المرحلة خلال شهر أو حتى أقل.

في الغرب حينما يطلب معهد أو مدرسة موسيقية مدرس بهذه المواصفات، فهم يكتبون من ضمن الشروط أن على المدرس أن تكون لديه خبرة في تدريس كبار السن.

أخيرا، حاولي أن تعثري على آلة كمان جيدة وصوتها جميل، لأنه لو كان لديك كمان صوتها سيء فسوف يحبطك ذلك وربما تكرهين الكمان.

لو خطر على بالي المزيد من النصائح فسوف أكتبها إنشاء الله!

تمنياتي لك بالتوفيق

أحمد الجوادي