عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 20/02/2007, 20h58
MOHAMED ALY MOHAMED ALY غير متصل  
قـناديلى ـ رحمة الله عليه
رقم العضوية:700
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 69
المشاركات: 839
افتراضي 18 -- جورج جرداق



18 - جورج جرداق



في عام 1968وفي شهر ديسمبر بالتحديد، وفي الحفل الذي أقامته سيدة القصيدة العربية يوم 6ديسمبر.. طلعت علينا أم كلثوم برائعة جورج جرداق "هذه ليلتي" التي وضع لها الألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب..
وقيل آنذاك إن هذه القصيدة عرضها محمد عبد الوهاب على أم كلثوم في صيف عام ,
1967.ولكن نظراً لوقوع نكسة يوليو في العام نفسه ظلت حبيسة الأدراج حتى نهاية عام 1968 .

وفي الفترة التي سبقت الإعداد لهذه الأغنية طلعت علينا صحف هذه الأيام بتفاصيل كثيرة عن القصيدة ومؤلفها والظروف التي تمت خلالها لقاءات الشاعر بأم كلثوم.. فقد كتب الناقد الفني آنذاك "محمد وجدي قنديل" في مجلة آخر ساعة رداً على سؤال طرحه هو نفسه عن كيفية اختيار أم كلثوم لهذه القصيدة: "والقصة لها جذور أخرى تمتد إلى صيف عام 1967عندما كان عبدالوهاب.. في لبنان، وكان يبحث عن شيء جديد يغنيه بصوته والتقطت اذنه المرهفة كلمات ناعمة ورقيقة يرددها صديقه الشاعر اللبناني جورج جرداق.. وكعادته حينما يستوقف حاسته الموسيقية كلمة أو نغم، فقد طلب من صديقه أن يكرر تلك الكلمات وهو يهز رأسه في إعجاب وشجن".
وقد أكد جورج جرداق ذلك في أكثر من حديث صحفي أجري معه في الفترة نفسها.. حيث قال رداً على سؤال: كيف أعجب عبدالوهاب بقصيدتك ؟ فقال.. طلب عبد الوهاب قصيدة يلحنها لكوكب الشرق، وكنا نجلس في لبنان على شرفة "إمبا سادور".. أمام وادي لامارهتين الشاعر الفرنسي المشهور، وأخذت أدندن بأبيات "هذه ليلتي" فقال لي: كمان يا حبيبي كمان.. ثم حدث بعدها أكثر من اجتماع ثلاثي بيني وبين أم كلثوم وعبد الوهاب..
هذا عن ظروف اللقاء الذي تم فعلاً بين الشاعر و أم كلثوم بواسطة محمد عبد الوهاب.. فماذا عن القصيدة نفسها بعد إجراء التعديلات المطلوبة عليها..
إن كتاب سجل أغنيات أم كلثوم قد نشر لنا هذه القصيدة كما شدت بها كوكب الشرق ونحن هنا ننقلها من ذلك السجل المطبوع. حيث تقول كلماتها:
هذه ليلتي وحلم حياتي
بين ماض من الزمان وآت
الهوى أنت كله والأماني
فاملأ الكأس بالغرام وهات
بعد حين يبدل الحب داراً
والعصافير تهجر الأوكارا
وديار كانت قديما ديارا
سترانا كما نراها قفارا
سوف تلهو بنا الحياة وتسخر
فتعالي أحبك الآن أكثر
والمساء الذي تهادى إلينا
ثم أصغي والحب في مقلتينا
لسؤال عن الهوى وجواب
وحديث يذوب في شفتينا
قد أطال الوقوف حين دعاني
ليلم الأشواق عن أجفاني
فادن مني وخذ إليك حناني
ثم اغمض عينيك حتى تراني
وليكن ليلنا طويلا طويلا
فكثير اللقاء كان قليلا
يا حبيبي طال الهوى ما علينا
لو حملنا الأيام في راحتينا
صدفة أهدت الوجود إلينا
وأتاحت لقاءنا فالتقينا
في بحار تئن فيها الرياح
ضاع فيها المجداف والملاح
كم أذل الفراق منا لقاء
كل ليل إذا التقينا صباح
يا حبيباً قد طال فيها سهادي
وغريبا مسافرا بفؤادي
سهر الشوق في العيون الجميلة
حلم آثر الهوى أم يطيله
وحديث في الحب إن لم نقله
أوشك الصمت حولنا أن يقوله
فيك صمتي وفيك نطقي وهمسي
وغد في هواك يسبق أمسي
هلّ في ليلتي خيال الندامى
والنواسي عانق الخيام
وتساقوا من خاطري الأحلام
وأحبوا واسكروا الأيام
رب من أين للزمان صباه
إن غدونا وصبحه ومساه
إن يرى الحب بعدنا من حداه
نحن ليل الهوى ونحن ضحاه
ملء قلبي شوق وملء كياني
هذه ليلتي فقف يا زمان
******************
ومن أهم ما أجراه الشاعر جورج جرداق على كلمات هذه القصيدة كما أخرنا في الاتصال الهاتفي. وكما اسلفنا من قبل قوله في البيت الأول.
هذه ليلتي.. وهذا العود
بُث فيه سحر داود
وقد أصبح بعد التعديل الذي طلبته أم كلثوم:
هذه ليلتي.. وحلم حياتي
بين ماض من الزمان وآت
وكانت صحف هذه الأيام قد أشارت أيضاً إلى قيام جورج جرداق بإجراء هذا التعديل دون أن تشير إليه.. نظراً لحرص الشاعر عن عدم الإفصاح عنه. ومما ذكرته هذه الصحف.. أن أم كلثوم قد أبدت بعض ملاحظاتها من وجهة نظرها على بعض كلمات القصيدة بعد أن عرضها عليها محمد عبدالوهاب..
مما جعله يتصل بالشاعر جورج جرداق في بيروت لكي يحضر إلى القاهرة، لإجراء التعديلات المطلوبة..
كما نشرت صحف هذه الأيام الأبيات التي قام بتعديلها جورج جرداق.. وليس من قبل التعديل.. وجاءت هذه التعديلات مطابقة لما أبلغنا به الشاعر اللبناني في الاتصال التليفوني السابق الإشارة إليه.
وكان علينا وحتى تكتمل الفائدة.. ضرورة الوقوف على بعض الذي نشر عن شاعرنا.. صاحب كلمات قصيدة هذه ليلتي.. ولقد اكتشفنا أن جورج جرداق قد أملاه بنفسه.. لتنشر في موسوعة شعراء العرب الحديثة..
ومما جاء في هذه الموسوعة عن الشاعر اللبناني: أن اسمه بالكامل جورج سمعان جرداق.. من مواليد عام 1931في مرجعيون.. التي درس بها اللغتين العربية والفرنسية ثم انتقل إلى بيروت ليكمل دراسته في الكلية البطريركية.
وقد عمل بعد تخرجه في سلك التعليم ثم في الصحافة، كما كتب ألواناً عديدة من الأدب.. منها المسرح والقصة. كما كتب أكثر من 50قصيدة تغنى بها كبار المطربين والمطربات.
ومن أهم أعماله الشعرية: ديوان أنا شرقية - بوهيمية - آلهة الأولمبا وقصائد حب.. كما نشرت له عدة أعمال أدبية وفكرية أخرى من أهمها: كتابه عليّ وحقوق الإنسان والعرب والإسلام في الشعر الأوروبي، كما أن له عدة دراسات كتبت بالفارسية والعربية.

رد مع اقتباس