عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 11/09/2008, 05h50
الصورة الرمزية MUNIR MUNIRG
MUNIR MUNIRG MUNIR MUNIRG غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:27439
 
تاريخ التسجيل: mai 2007
الجنسية: Egyptian American
الإقامة: الولايات المتحدة
العمر: 84
المشاركات: 568
افتراضي رد: قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر

قصص وحكايات الفنانين العرب في مصر(19)
جورج أبيض رائد الكلاسيكية في مصر '1-2'
بدأ الرحلة في ببيروت ولمع على مسارح القاهرة كان أفضل من قدم كلاسيكيات المسرح الأوروبي لإجادته الفرنس
ية
القاهرة - 'القدس العربي' من عبدالفضيل طه 11/09/2008
كان المسرح في مصر قبل جورج أبيض مزدهرا لأن كثيرا من الفرق اللبنانية والشامية وجدت مساحة كبيرة من الحرية في مصر، فكانت ان شدت الرحال الى أرض الكنانة، نذكر منها فرقة سليم النقاش ابن شقيق فاروق النقاش، والقرداحي ويوسف خياط،وأبو خليل القباني وغيرهما، كما جاء الى مصر عشرات الفنانين اللبنانيين الذين اشتركوا في تقديم هذه المسرحيات خاصة من النساء لأن بنات مصر لم يكن يسمح لهن بالتمثيل، وإذا قلنا لبنان، فأن ذلك لأنه البلد الذي عرف المسرح بشكله الأوروبي لأول مرة عن طريق فاروق النقاش الذي قدم مسرحية عربية لأول مرة سنة 1840 وهي 'البخيل' المأخوذة عن حدث من حكايات كتاب ألف ليلة وليلة وليست هي مسرحية 'البخيل' لموليير كما قال كثير من الكتاب الذين تعرضوا لتاريخ المسرح العربي.

جورج في لبنان

وعندما نتحدث عن جورج ابيض وما ساهم به في النهضة المسرحية في مصر، لابد من أن نذكر أنه ولد في لبنان حيث ولد المسرح العربي، ولأنه يملك روحا فنيا فقد تشبع بفن المسرح منذ صغره خاصة وأنه تلقى تعليمه في المدرسة الفرنسية الفرير ومعروف ان مدارس الأرساليات الكاثوليكية الفرنسية، كان تعطي الأدب المسرحي مساحة كبيرة في دراستها، وكانت تجعل من طلابها فنانين يقدمون على مسرح هذه المدارس كلاسيكيات الأدب الفرنسي لموليير وراسين وكودفيين وغيرهم. ولد جورج ابيض في يوم 5 آيار/ مايو سنة 1880 لأب كان يملك فندقا صغيرا في بيروت تساعده في إدارته زوجته جوليا أبيض، وكان الياس والد جورج رجلا يعشق الفنون، كما كان فندقه كثيرا ما يؤمه بعض فناني المسرح اللبناني في بداياته، ومن هنا تفتحت عيني جورج على جو فني يحيط به.
وعندما بلغ سن الدراسة التحق بمدرسة الفرير ببيروت حيث اتقن الفرنسية، وكان وزملاؤه كثيرا ما يقدمون بعض الاعمال المسرحية الفرنسية، شعر جورج انه في حاجة ملحة لتعلم اللغة العربية لأنها لغة آبائه، وبالمناسبة، كان جورج يرفض المقولة التي تقول ان المسيحيين اللبنانيين من أصول غير عربية.
كما كان يشيع الاستعمار وأذنا به في ذلك الوقت وكان يقول ان المسيحي والمسلم من أصول واحدة، عربية قد تكون ممزوجة بالسوريانية والفينيقية والآرامية وكلها من أصول واحدة، السامية. وكان يؤكد على عروبة مسيحيي الشام بذكر كثير من أدباء الجاهلية والاسلامية الذين برعوا في العربية مثل الأخطل شاعر بني أمية وغيره، هذا الاعتقاد الراسخ قاده الى حب اللغة العربية وضرورة دراستها بعمق، من هنا، التحق بمدرسة الحكمة في بيروت، وهي مدرسة كانت تعطي اللغة العربية أهمية كبرى ومعظم أدباء العربية في لبنان تخرجوا منها.
في مدرسة الحكمة نهل جورج من ينابيع العربية ثراء اللغة فأصبح حجة في العربية بجوار إجادته الفرنسية في الفرير.

موت الوالد

وكان جورج يمني النفس باستكمال دراسته الجامعية لكن وفاة والده حطمت آماله وكان عليه أن يعمل ليساعد أسرته الصغيرة في العيش بكرامة.
فترك حلمه والتحق بمدرسة التلغراف التي كانت تؤهل الفتيان للعمل في السكة الحديد ومصلحة التلغراف 'بعد دراسته ستة شهور' عين في بيروت ولكن بعد مدة قصيرة نقل إلى قرية لبنانية بعيدة عن العاصمة فاستقال منها، وكانت هذه الاستقالة هي سبب هجرته الى مصر، ولكن قبل أن نتحدث عن مصر وهجرته إليها، لابد من أن نذكر انه في لبنان، في الفرير ثم الحكمة، قدم العديد من المسرحيات باللغتين العربية والفرنسية والتي كان يجيدها تماما.

مسرح زيزينيا

عندما ضاقت به سبل الحياة في بلده لبنان تذكر أن له عما في الإسكندرية له تجارة رائجة فاختمرت فكرة الهجرة الى مصر في رأسه وبالفعل ركب البحر ووصل الإسكندرية حيث استقبله عمه بكل الحب والترحاب وأخذ يعمل معه في تجارته، وفي الإسكندرية انضم الى جمعية أبناء مدارس الفرير وهي جمعية ثقافية كانت تقدم بعض الاعمال المسرحية باللغة الفرنسية، وبالفعل اشترك مع هذه الجمعية في تمثيل مسرحية 'البرج الهائل' والتي قدمتها الفرقة على مسرح زيزينيا، وهذا المسرح، كان الأشهر في الإسكندرية في ذلك الوقت أسسه الخواجة زيزينيا في المنطقة التي بناها والتي لا تزال تحمل اسمه حتى اليوم، ومسرح زيزينيا هذا هو الذي شهد خطب الزعيم المصري العظيم مصطفى كامل كلما كان بالإسكندرية.

ناظر المحطة

واشتهر جورج بأنه واحد من أهم الممثلين في جمعية أبناء مدارس الفرير وأخذ يقدم الأعمال المسرحية وأهمل العمل في متجر عمه فكان أن تركه وتقدم للعمل في سكك حديد مصر وفي امتحان لشغل منصب ناظر محطة سيدي جابر، جاء جورج الأول على ستين ممتحنا،فأصبح ناظر محطة سيدي جابر.
وذات يوم وصل الخديوي عباس حلمي الثاني إلى الإسكندرية فقدم له جورج مذكرة طالب منه ارساله في بعثة لدراسة المسرح في فرنسا، لكن الخديو لم يلب طلبه فكان ان قدم مذكرة ثانية فكان مصيرها مثل الأولى. لكن الخديوي قادته قدماه يوما الى مسرح زيزينيا لمشاهدة الفرقة الفرنسية التي كونها جورج من أبناء مدرسة الفرير فأعجب به ووافق على المذكرة الثالثة ليسافر جورج الى فرنسا سنة 1904.

تعثر

وفي فرنسا تقدم إلى الامتحان للالتحاق بالكونسيرفتوار، لكنه فشل فشلا ذريعا، وقال له الممتحن أحسن لك تبحث عن مهنة تأكل منها عيش!، وكان السبب في ذلك، مبالغته في أداء المشهد التمثيلي، لكنه لم يياس وظل سنة كاملة يتدرب على الأداء الكلاسيكي الفرنسي مستفيدا من تردده على مسارح فرنسا، وفي العالم التالي تقدم للامتحان فنجح نجاحا كبيرا أدهش نفس الممتحن الذي نصحه بالبحث عن لقمة عيش في مجال غير المسرح.
أخيرا حقق الرجل أمنيته ودرس فن التمثيل على يد كبار أساطينه في فرنسا وفي مقدمتهم سليفان ونجم الكوميديا الفرنسي ليلوار، ولمع ممثلنا في فرنسا لدرجة انه حصل على جوائز امتياز في اكثر من فرع من فروع المسرح، منها جائزة الكوميديا والتراجيديا.
كما درس هناك فن الموسيقى، بالنوتة، والتوزيع وقليل من يعرف ان لجورج اسهامات موسيقية وبعض المعزوفات.

ممثل عربي في باريس

ولأنه ممثل ممتاز، فقد اختارته بعض الفرق الفرنسية ليكون عضوا بها، وبالفعل قدم العديد من المسرحيات مع هذه الفرق وقام معها برحلات تمثيلية في البلدان التي كانت خاضعة في ذلك الوقت للاستعمار الفرنسي.

العودة

بعد ست سنوات قضاها في باريس منها خمس سنوات دراسته وجولات فنية وسنة في الاستعداد لهذه الدراسة، عاد جورج ابيض الى مصر سنة 1910 ليبدأ نهضة مسرحية مصرية غير مسبوقة.

روائع المسرح العالمي

كان وصول جورج ابيض إلى مصر نقطة تحول رئيسية وهامة في تاريخ المسرح فقد بدأ الرجل يقدم تراجيديات المسرح العالمي في صورة جديدة هي اقرب الى الأصول الحقيقية لهذه المسرحيات خاصة وأن جورج كان يجيد الفرنسية ومعه من يجيد الانكليزية فكانت الترجمات المقدمة بعيدة عن السجع والجناس والطباق وهو ما كان واضحا في مسرح ما قبل جورج، فقد كان مترجمو تلك الأيام يتبعون نفس منهج كتابة ذلك العصر التي تعتمد على زخرف القول وتناسق الكلمات قبل الاهتمام بالجوهر، وهو ما لفظه جورج أبيض وقدم الأعمال التاريخية والدرامية في صورة جذابة وبترجمة خالية من كل ما يجعل النص غير مفهوم أو مزدحم بالسجع والجناس.
وعلينا أن نتذكر أولا، أن الرجل قدم أعماله باللغة الفرنسية وبممثلين جاءوا معه من فرنسا مع الاستعانة ببعض الممثلين المصريين الذين يجيدون الفرنسية مثل، بشارة واكيم واستيفان روستي وكان يقدم بفرقته هذه بعض المواسم على مسرح دار الأوبرا الملكية أو في مسرح زيزينيا بالإسكندرية.

فرقة عربية

وذات يوم شهد سعد زغلول وزير المعارف انذاك مسرحية لجورج بالفرنسية، فطلب منه تحويل نشاطه الى اللغة العربية.
ولم يكذب الرجل خبرا فقام بتكوين فرقة تمثيل عربية ضم لها العديد من قدامى الممثلين الذين عملوا مع القباني وحجازي كما ضم اليها بعض المثقفين المصريين من هواة المسرح.
ومن الممثلين الأوائل في فرقة ابيض العربية، كان المحامي عبدالرحمن رشدي وعمر وصفي وعبدالعزيز خليل كما التحق بالفرقة بعض الممثلات السوريات مثل مريم سماط ونظلة مزراحي وسرينا ابراهيم واستر شطاح وصالحة قاصين وابريز ستاتس.

عبدالرازق عنايت

تولى تمويل فرقة جورج أبيض الجديدة عبدالرازق بك عنايت، وهذا الرجل له باع طويل في خدمة المسرح المصري، إذ لم يكن تمويله لفرقة جورج ابيض هو اول عمل له في العناية برجال التمثيل لقد سبق له ان مول فرق القرداحي وعبدالله عكاشة وسلامة حجازي وغيرهم، كما انه قام ببناء مسرح العتبة لفرقة أبو خليل القباني الدمشقي من ماله الخاص وعندما احترق المسرح ومات القباني لم يترك الفرقة وظل يواليها بالعناية والرعاية مدة طويلة من الزمن، كما انه ساعد أكثر من فرقة مسرحية قبل ان يقوم بتمويل فرقة جورج أبيض ويقول دكتور سيد علي إسماعيل في كتابه تاريخ المسرح في مصر في القرن التاسع عشر أن الرجل بذلك ماله وجهده وصحته في سبيل نهضة المسرح، لم يستمر عنايت بك مع جورج طويلا لأن الأخير تحول من التراجيديا الى الكوميديا ولما لم يكن مؤهلا لهذا النوع من التمثيل فقد خسرت الفرقة ماديا خسارة كبرى لم يتحملها عنايت.

عودة

وعندما خيم الظلام على المسرح سنة 1915 بسبب نشوب الحرب العالمية الأولى، عاد عبدالرازق عنايت الى جورج ابيض مرة أخرى من أجل اعادة الحياة الى المسرح فطلب منه أن ينضم الى فرقة سلامة حجازي ومعهما عبدالله عكاشة لتكوين فرقة واحدة تستطيع ان تتغلب على الكساد الذي ساد المسرح في سنوات الحرب الأولى الطاحنة.
فعلا تكونت الفرقة باسم ابيض وحجازي وقامت بجولات في بلاد الشام بدعم عبدالرازق عنايت وبالفعل نجحت الفرقة نجاحا كبيرا، لكن هذا التعاون لم يدم لأن الشقاق نشب بين النجوم الثلاثة، ابيض وحجازي وعكاشة فانفرط عقد الفرقة الموحدة وخص عناني فرقة عكاشة باهتمامه.

جريح بيروت

وقبل أن يعرض عناني مساعدته على الفنان جورج أبيض، كان الرجل قد بدأ بالفعل يقدم روائع المسرح العالمي وكان يقدم عروضه هذه على مسرح دار الأوبرا وعلى مسرح عباس بشارع عماد الدين وكان مسرح عباس هذا من أشهر المسارح المصرية وزارته الممثلة الفرنسية العالمية سارة برنار عند زيارتها لمصر، ومكان هذا المسرح الآن عمارة ضخمة تقع على ناصيتي عماد الدين ونجيب الريحاني وكان حتى سنوات قريبة دارا للسينما هي كوزموا لكنها هدمت وبني مكانها هذا البناء الأسمنتي الضخم وهو مواجه لسينما ريتس التي اغلقت أبوابها هي الأخرى.
المهم، أن جورج ابيض قدم عدداً المسرحيات الناجحة كان أهمها على مسرح دار الأوبرا عندما قدم مسرحية جريح بيروت من تأليف شاعر النيل حافظ إبراهيم، وكان ذلك يوم 19 آذار/ مارس سنة 1912.
كما قدم روائع المسرح العالمي مثل أوديب ملكا لسوفوكليس ترجمة فرح انطون ولويس الحادي عشر لدى لافيني من ترجمة دلياس فياض، وعطيل لشكسبير ترجمة الشاعر خليل مطران ومضحك الملك والأحدب والساحرة وغير هذه الأعمال من روائع الروايات التي نالت شهرتها العالمية في جميع أنحاء المعمورة.
وقد اتقن جورج والذين معه تقمص شخصيات هذه المسرحيات لدرجة أن كثيرا من الفنانين كان الذين يشاهدونهم في شارع الفن 'عماد الدين' ينادون عليهم بأسمائهم التمثيلية خاصة جورج ابيض الذي أبدع في مسرحية لويس الحادي عشر الذي ظل فخورا بها حتى أواخر حياته بل لقد وصل اعجابه بهذه الشخصية أنه قام بتسجيل بعض منولوجاتها في اسطوانات مثله في ذلك مثل كبار المطربين الذين سجلوا أغانيهم على اسطوانات كايروفون وبيضافون وغيرهما.
وبجوار هذه الأعمال العالمية، قدم جورج بعض المسرحيات المصرية او الممصرة والتي كتبها او مصرها الأديب المصري محمد عثمان جلال ومنها، الشيخ متلوف ومدرسته الأزواج وغيرهما، ومحمد عثمان جلال هذا هو رائد المسرح المصري الحقيقي وليس صنوع كما عرفنا من قبل وكما أكدت دراسات الدكتور سيد ودونها في كتابه.
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 10m23.jpg‏ (61.3 كيلوبايت, المشاهدات 15)
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.

عودة الي الزمن الجميل. منير
رد مع اقتباس