الموضوع: داخل حسن
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 15/01/2007, 11h52
مصطفى نبيل مصطفى نبيل غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:12096
 
تاريخ التسجيل: janvier 2007
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 31
Post داخل

ولد الفنان داخل حسن علي الغزاوي في قضاء الشطرة عام 1902وهو من الآقضية التابعة الى مدينة الناصرية وبدأ حبه للغناء وهو في سن الثامنة , وبعدها رحل الى مدينة الناصرية لغرض العمل في تصليح الزوارق ( المشاحيف ) وفي عام 1927 تقدم للعمل في سلك الشرطة وعين شرطياً وطيلة هذه الفترة لم يترك الغناء ثم ترك سلك الشرطة في عام 1936 وسافر الى العاصمة العراقية بغداد التي سبقته شهرته وتقدم للعمل في دار ألاذاعة كمطرباً للغناء الريفي وغنى أشهر ألاطوار الريفية واصعبها , وكان يمتاز بحنجرة قوية ونفس طويل وكذلك بحة شجية في صوته تحمل في ثناياها الشجن والحنان , وكان صوته يمثل أوركسترا كاملة من ألالات الموسيقية , وكان يبث الشجن الدافيء في أعماق مستمعيه , حيث أستخدم ذكاءه رغم كان رجلاً أمياً كان يختار كلمات أغانيه التي تدخل الى قلوب مستمعيه وغنى كافة الاطوار الغنائية الريفية البوذية , والمحمداوي , والشطري وكذلك الاهزوجات التراثية وغيرها ...
وأثناء غناءه يظنه المشاهد إنه يبكي ولا يغني لفرط ماتتغير ملامح وجهه تقطيباً وعبوساً وخاصة عندما يبدأ بعصر حبات ( مسبحته ) التي كلما زادت أحزانه وانفعالاته وأتخذ المسبحة جزءاً من الالات الموسيقية التي ترافقه في الغناء .

وكان داخل حسن صغيرا يسمع اصوات النساء (اللاوتي يذهبن الى جرف النهر ليغرفن بقدورهن الماء) ويسمع منهن البحة في الصوت. وعلى العموم أصبحت (البحه) شيئآ مفضل عند محبي الغناء ورواده كما قلنا . وضمن رخامة صوت داخل حسن استخدمها وحلت بشكل طبيعي واصبح يؤديها دون عناء في المفاصل الادائيه التي يجدها تؤثر في المستمع لآنها جزء من تكوين صوته، اما المساحة الصوتية الكبيرة في صوت داخل حسن ساعدته على المرونة الكاملة في التصرف في النغم او الطو ر دون ان توقعه في النشاز والقصور عن ا تممام النغم او المفردة الشعرية التي يعتني باخراجها غنائيآ ويقدمها بنغمة جميلة تترجم احساس الشاعر واحساس المستمع معآ .هذا ما حصل عليه داخل حسن من كل مدارس الغناء في الشطره ومجالسها الغنائية ومن عموم الغناء في الجنوب … وخاصه استاذه محبوب الذي رافقه في رحلته الطويلة وهناك عادات وتقاليد ورثها ساعدته في ارتقاء قمة الغناء .. منها التمسك بزيه الشعبي الكامل الذي ورثه من المغنين الاوائل الذين يغنون بكامل قيافتهم خاصة وضع العقال والكوفية وكان الكثير لا يبدي حركات زائده اثناء غنائه مما تضيف للمغني وقارا واحتراما وهي من تقاليد الجلسات الخاصة الغنائية .وهناك (مسك المسبحة ) التي تقضي التقاليد باعطائها الى المغني تكريما له وأيذانآ ببدء وصلته الغنائية فيبدأ المغني بتقليب المسببحة بين يديه ويقول بعض المغنين انها تساعد على تصعيد الهم الغنائي الداخلي والارتكاز عليها في اداء الغناء جملة جملة وهي حالة نفسية عند بعض المغنين ولكن أصبحت تقليدآ فلكلوريآ وجميلآ وخاصة عند داخل حسن والذي باتت تميزه عن الاخرين .
لقد مر داخل حسن خلال مسيرته الفنية بمراحل عديدة وبيانات اثرت في حياته وكونت منه مطربآ لايجارى واميرا للطرب الى اخر ايامه وهذه المراحل هي :
المرحلة الاول :مرحلة رعي الابقار لأهله وهو ابن الثامنة ، لقد تأثر داخل حسن بهذه البيئة الريفية مثل زميله حضيري ابو عزيز ، لقدسمع الطور الشطراوي الجديد من جماعة المدرسة الغنائية الريفيه في الشطرة عندما انتشر في القرى المحيطة بهذه القرية التي ولد فيها الطور الشطراوي ومن هذه القرى القرية التي يسكنها داخل حسن (قرية دار الشط ) من قرى مدينة الشطرة سمع اداء الرعاة لهذا الطور وسمع المسافرين الراجلين والسائرين من القرية ألى المدينة وبالعكس وهم يغنون هذا الغناء لقطع المسافات الطويلة وطرد السأم خلال السير وهذه البيئة مكنا طبيعيا مفتوحا لتدريب أي شاب يمتلك صوت ويريد ان يجرب صوته وحضه في الغناء وكم مره كان داخل حسن يستوقف المغنين ليسألهم عن هذا الغناء .
ان هذه المرحلة نستطيع ان نسميها مرحلة التدريب والاستعداد على تدريب الصوت والسيطرة عليه .

المرحلة الثانية : المرحلة التي اخذ يتردد عليها داخل حسن وعمره اثنتا عشر سنه وهي القرية المجاورة الشطرة قرية (السادة العبد الصاحب) والتي كان يسكنها محبوب العبد واخوه نيتي كانت هذه القرية تعج بالغناء ليل ونهار بواسطة محبوب وكان داخل يحضر هذا الغناء وكذلك حضيري ابو عزيز قاصدا أليها من قرية الصراخب القرية لها وعندما بلغ داخل حسن سن الرشد اخذ يرا فق محبوب الى مدينة الشطرة ويراقبه مراقبة دقيقة عندما يغني في الحفلات وكيف يؤدي الغناء بدءا من تحرير الطور الى الذروة ثم التسليم ولاحظ تأثير محبوب في كل جمله غنائية وكيف كان يعطي لكل بيت أبوذية صورةخاصة تخاطب عقل الجمهور ووجدانه بذلك كان يترجم احاسيس الجمهور ويكسبه الى جانبه والى قائل البيت ولاحظ صوت محبوب القوي الذي يسطر به على اسماع المتفرجين ويوصله بكل دقه وعذوبة وسهوله اليهم ، واطلع على السكتات التي كان يفعلها محبوب وأخيرا اطلع على البستة وكيف يؤديها بلحن جميل يدغدغ المشاعر ويؤجج حماس المتفرجين كل هذا كان داخل حسن يستلهمه بوعي كامل .

المرحلة الثالثة :مرحلة اصلاح السفن في الشطرة والمدن الاخرى هذه البيئة من اخصب البيئات التي مر بها داخل حسن وابرزته كمغني تعرف عليه الجمهور لقد كان يعمل في اصلاح السفن في الشطرة وصديقه المغني المشهور (كاطع) في هذا الجو قرب النهر كان داخل وكاطع يعملان داخل الخيمةالتي وضعها على الزورق ولا تسمع منهما الا التناوب في الغناء وكم مرة تجمع المار قريبا منهما لسماع هذا الغناء الساحر الجميل الذي تتخلله البستات الجميلة والتي تتوافق مع ضربات مطرقة (الكلفات) وكان لتجمع النساء على ضفاف النهر (بحجة) غسل الاواني وجلب الماء ،له حيز كبير في احتفالية العمل هذه .. لكلا الرجلين بحة صوته تجمل غنائه وتزيده عذوبة ..لقد استمر في أصلاح السفن في الناصرية وفي سوق الشيوخ وفي القلعة والرفاعي ثم يعود الى مدينته الشطرة الام واستدام هذا الوفاق الى اواخر العشرينات بعدها ودع داخل صديقه كاطع المغني لينخرط في سلك الشرطة سنة 1927لكن كاطع بقى عشقه الى الزورق صميمآ واصبح الزورق جزء منه عندما تحوله من اصلاح السفن الى نقل المسافرين بزورقه من الشطرة الى الدواية عن طريق (الهور) الذي كان يغمر هذه المنطقة انذاك .

المرحلة الرابعة : الانطلاق نحو المجد والتربع على عرش الغناء الريفي كمطرب رائد كبير يمتلك اسلوب في الغناء متفردا واصبح مدرسه لكل البذين يريدون معرفة الاصالة والغناء الريفي على اصولة الصحيحة لقد مهدت له الاحتفالات التي كان يغني فيها مع حضري ابو عزيز والتي تقيمها مديرية الشرطة مهدت الطريق للصعود .. فها هي شركات التسجيل تهرع أليه لتسجيل اغانية فنجد شركة نعيم في عام 1934سجلت له عدد من الاسطوانات ، وعند افتتاح دار ألاذعه العراقيه في عام 1936 نراه يسارع ويدخل دار الاذاعه وخصصت له الاذاعه يوما عدد من الاسطوانات شركة (سودا ) للاسطوانات وشركة (كولمبيا ) عام 1945 وشركة (جقمامجي) عام 1956وقد بلغ رصيده من الاغاني (137 ) . داخل حسن وام كلثوم : التقى داخل مع كوكب الشرق في حلب اثناء تسجيل الاسطوانات و اعجبت بصوته كثيرا ودعته الى القاهرة ليغني هناك ومن صفاته انه سريع البديهية قال لها ( يا ست الله ايخليج انة في بغداد كوة امدرج لهجتي بالله تريديني اغني بالقاهرة اشلون ادبره وياهم ) فضحكت ام كلثوم وقدمت له هدية عبارة عن قطعة الملابس الى زوجته( العلوية) و معها شال احتفظت به الى ان توفيت .
وفي عام 1948 يشارك داخل حسن في التظاهره التي تندد بتقسيم فلسطين ويرفعه الجمهور ليغني اغنيته المشهوره ( انا العربي تعرفوني ) وعلى اثر ذلك فصل من دار الاذاعة وبعد ثلاثة اشهر يتوسط له محبو غنائه ويخرج من السجن ويعاد الى دار الاذاعه , وفي بداية الخمسينات بدأت مرحلة جديدة في حياة فناننا الراحل داخل حسن حيث وجهت له دعوات من خارج العراق سوريا , لبنان , مصر , وبدأ بتسجيل أغانيه والاطوار الريفية في أحدث الاستوديوهات للتسجيل الصوتي في ذلك الوقت وبدات الاذاعات العربية بالاضافة الى اذاعة بغداد تبث تلك الاغاني والابوذيات بصورة منتظمة وكان له الفضل الكبير في انتشار الاغنية الريفية العراقية , وبقي في مستوها الفني من حيث الجودة والغناء ورخامة صوته حتى في الايام الاخيرة من حياته وفي عام 1978 يحال الى التقاعد ويرجع الى الناصرية التي تحوله اليها من الشطرة لكنه بقى علما من اعلام الغناء العراقي الاصيل في العراق وفي الاقطار العربية الذي اصبح بها سفير الاغنية العراقية في عام 1902 كانت ولادته في قرى مدينة الشطره وفي عام 1985 ودع الدنيا بعد اخر لقاء له وجها لوجه مع ابناء مدينة الناصرية . وعند رحيله ترك فراغا كبيرا في الساحة الغنائية للغناء الريفي الاصيل , كان يغني الحزن النابع من المحيط الذي يعيشه العراقي وبالاخص في مدينته الناصرية وكانت أهاته تخرج من أعماق قلبه .
كان صوته يجمع رفيف نخيل الناصرية وغناء الصيادين وعمال الزوارق , وهدهدة آلآمهات وحزن الجنوب وصدق المشاعر التي يتحلى بها أبن الجنوب , لقد قدم الغناء المعروف با ( الدويتو ) قبل أكثر من 30 سنة مع المطربة ( بنت الريم ) في أغنية ( لورايد عشرتي وياك ) , وتأثر به كثير من المطربين ومن أشهرهم الفنان حسين نعمة , والفنان رياض أحمد و غيرهم من المطربين و كذلك ان الموسيقار “محمد عبد الوهاب” من فرط اعجابه بأغنية “يمة يا يمة” صاغ على غرارها لحن قصيدة “جبل التوباد”!،. و من اغانيه : كمرة و ربيعة—يا ماخذين الولف – انا غريب بهل البلد—عيني يابو عيون السود – يا طبيب (و هي من الحان المرحوم عباس جميل) – شلك على ابن الناس—وحق اللي تعبدة الناس—يا غزال – البصرة –هناية من جنة و جنت. و غيرها و من الابوذيات نذكر : يا ويح قلبي من هوانا – محيا يا نسيم الصبا – بجيت و صب دمع عيني صفانا – احبك من كنت جاهل –أ احبابنا لو تعلمون بحالنا – روحي من هجرانك – يا ناهي ما كفاك – اتت في صورة الاطياف ليلى. و غيرها
رد مع اقتباس