عرض مشاركة واحدة
  #165  
قديم 28/03/2011, 16h01
د.نعمان د.نعمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380958
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: فرنسية
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 1,127
افتراضي رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

عزيز علي

المفردات الرمزية والمفردات المباشرة

في مونولوجاته


عندما تتبلور فكرة موضوع القصيدة عند الفنان الكبير عزيز علي يبدأ بنظم القصيدة وتلحينها في الوقت نفسه وكما ذكرته لنا ابنته الأستاذة مي عزيز علي. ومن البديهي القول ان الفنان الراحل كان عندما يكتب يفكر ايضاً بردود الفعل عند الجمهور وكذلك ردود فعل الرقيب والمسؤليين. فما فائدة ان يكتب ويلحن المونولوج ان لم يصل الى الجمهور ؟. ومن اجل ذلك كان يستخدم الكلمات والعبارات الرمزية والأمثال الشعبية الساخرة : يسخَر فيها من الأستعمار ورموزه بطريقة ذكية وحكيمة يتحقق من خلالها الهدف. والهدف هو ايصال الفكرة الى الشعب العراقي بكافة طبقاته ، المثقف منها والبسيط وبمفردات بسيطة مفهومة وعميقة المعنى وغالباً ما تكون باللهجة المحلية العامية التي تنفذ وتدخل الى المدينة والقرية والريف والصحراء والجبل.

يبدأ عزيز علي في الكثير من منولوجاته بكلمة مخاطبة جماعية موجهة للجمهور اعتاد العراقي في تلك الفترة ان يستخدمها في حديثه اليومي . اليكم بعض الأمثلة لمفردات المخاطبة التي كان الفنان الراحل يستخدمها في مونولوجاته وخاصة في مطلعها :

1- ياعرب ، استخدمها في المونولوجات التالية :
- منه منه كلها منه
- فلسطين
- السفينة
- تهنا بهالبيدة
- البستان
- ياحسن

2- يا جماعة ، استخدمها في المونولوجات التالية :
- البستان
- يا حسن
- اليحجي الصدكَ

3- يا ناس ، استخدمها في المونولوجات التالية :
- دكتور
- صلي عالنبي
- الفن

الا ان عزيز علي في نظمه يجمع ما بين الرمز الساخر القوي الثاقب للتعبير عن الفكرة الرئيسية لموضوع القصيدة السياسية وما بين الكلمات المباشرة التي يلقيها باتجاه الرقيب والناس معاً. فمن اجل ان لا يساء تفسير ابياته الرمزية و تنفيساً وارضاءً لنفسه الثائرة ولجمهوره الذي ينتظر سماع المونولوج على أحر من الجمر يدخل المفردات المباشرة ..الواضحة والقاطعة ، فيهاجم الاستعمارومن لف في فلكه وبالأسم لا بالرمز. وهل يمكن للرقيب ان يقول لا لمفردات تهاجم الاستعمار او لعبارة لا شرقية ولا غربية.

كان عزيز علي يعرف مسبقاً بالتهم التي ستوجه له وللوطنين الاحرار وهي تهمة الانتماء للنازية او الشيوعية التي كانت تتخذ كذريعة من اجل الإيقاع بكل من ينادي بالاستقلال والحرية ، فتلك التهم كانت تقع تحت طائلة القانون العراقي في تلك الفترة. فكان عزيز علي يدافع مسبقاً عن نفسه وعن الرجال الاحرار من الوطنيين ويكشف تلك الاساليب القديمة ، وكان بذلك يحارب على اكثر من جبهة.

وكمثل على ذلك اخترت لكم هذا البيت من مونولوج حبسونا وكما ورد في احدى مداخلات الاستاذة مي عزيزعلي:

ما كنا نازييين ولا احنا شيوعيين
احنا نريد الحرية وحكومة دستورية

قلت ان مونولوج عزيز علي كان يسخر من الاستعمار واعوانه. لماذا ؟ لينفس عن نفسه وعما يجري في اعماقه من الم عميق لما يجري في وطنه ، وليحرك الشعب والشارع ضد هذا الاستعمار و من البوابة الكبيرة التي تلامس مشاعر واعماق الناس.


لقد كانت منظومة واحدة من عزيز علي تعادل الاف المنشورات السياسية في ذلك الحين ، وتاثيرها ربما لا يقل عن تأثير المظاهرات السياسية والاجتماعية ان لم يكن المحرك الرئيسي لها. اذ ان تلك المونولوجات قد لعبت دوراً كبيراً في تحريك الشارع مثلها في ذلك مثل اشعار الجواهري التي كانت بدورها ايضاً تحرك الناس وتبث فيهم الحماسة من اجل مقاومة الاستعمار والانظمة الفاسدة.

نعمان
__________________
يا دجلة الخير : ما يُغليكِ من حنَقٍ .. يُغلي فؤادي ، وما يُشجيكِ يشجيني
يا دجلة الخير : أدري بالذي طفحت ....... به مجاريك من فوقٍ إلى دوُن
أدري بأنكِ منْ ألفٍ مضتْ هَدَراً .......... للان تَهْزَين من حكم السلاطين

الجواهري

التعديل الأخير تم بواسطة : د.نعمان بتاريخ 28/03/2011 الساعة 21h06