عرض مشاركة واحدة
  #75  
قديم 23/03/2011, 17h39
الصورة الرمزية وسام الشالجي
وسام الشالجي وسام الشالجي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:109869
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: عراقية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 771
افتراضي رد: الاحتفالية الكبرى لمئوية ميلاد الفنان عزيز علي

لدى زيارته لموقع الاحتفالية , تفضل العالم الكبير والشخصية التراثية والثقافية
الاستاذ الدكتور طالب البغدادي
بتزويدنا بالتعقيب التالي الذي وردني عن طريق الايميل

__________________


عزيز علي --- ايضاحات ومداخلة


عزيزي وسام .. ابارك لك هذا الجهد الحضاري الوطني الذي القيته على عاتقك وما تقوم به يصب فعلا في وعاء الفن والحضارة ..واسمح لي ان ابدي بعض الملاحظات :
اولا ----- انا لست من المعجبين والمولعين بالفنان عزيز علي فقط بل اعتبر نفسي واحدا من تلامذته ةلا في مدرسة الفن والادب فقط بل في مدرسة الولاء الوطني والفكر القومي التقدمي الرائد .... لم يكن عزيز علي ماسونيا .... لقد درست الماسونية تاريخا وممارسة وسلوكا دراسة معمقة وحالة عزيز علي بعيدة كل البعد عنها فقد كان في منلوجاته مدرسة في تربية الشعب على معارضة الانكليز بل حتى في التحريض للكفاح ضدهم وهذا يتنافى كليا مع الهدف الماسوني الاعلى المتمثل بخدمة التاج البريطاني .... وكان قد نذر نفسه في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وعن القضية الفلسطينية بل كان مناهضا بوضوح للحركة الصهيونية رغم انه متزوج من امراة تدين بالديانة اليهودية وهنا يبرز وعيه الوطني المتقدم الذي يفصل بين عواطفه الانسانية ونظرته الى الاديان وبين وعيه وتوجهه السياسي ... والمعلوم ان الكنيس اليهودي العراقي بريادة الحاخام ساسون خضوري كان معاديا لفكرة اقامة دولة اسرائيل وانه افتى بتحريم الهجرة الى فلسطين لكن تامر بعض رجال السياسة العراقيين هو الذي هجر يهود العراق بالاجبار بعد 3 سنوات من قيام الكيان الصهيوني .... وفي موقف عزيز علي هذا نجده يتناقض كليا مع الموقف الماسوني العالمي الداعم لاسرائيل والمتعاطف مع الفكر الصهيوني .... اما موقفه من النظام والحكام في العراق والداعي والمحرض على معارضته فهو دليل اخر عن نفي هذه التهمة عنه فالمعروف ان معظم قادة العراق انذاك كانوا من الماسونيين ....... اضافة
الى ذلك .... نحن نعرف جيدا ان الماسونيين بنفوذهم العالمي المؤثر لن يسمحوا لاي ماسوني ان يصييبه اي اذى او ضرر بينما نجد ان الفنان الكبير عزيز علي قد حكم عليه بالسجن المؤبد دون ان تتحرك الماسونية العالمية او الاقليمية لانقاذه او الدفاع عنه .....

ثانيا ------ لقد ورد في تعليق ( ابو ياسر ) انه قضى سنتين في السجن ثم افرج عنه لكبر سنه ) وهذا غير صحيح اذ انه قضى محكوميته كاملة في سجن الاحكام الثقيلة في سجن ابي غريب فقد اكمل 15 سنة وهي المدة الكاملة لحكم المؤبد حيث ان السنة السجنية هي قانونا 9 اشهر ..... وحين سجنت في ابي غريب عام 1977 جاء الى سجن الاحكام الخفيفة مع السجينين الاخرين الدكتور هاشم الدباغ واسماعيل خيرالله لزيارتي والسلام علي ولتقوية معنوياتي وقد كان يرتدي ملابس السجن البيضاء وعليها روب (محقق) وفي راسه بيريه غامقة اللون .... لقد كانت معنوياته قوية جدا وكانت الابتسامة لم تفارق فمه اطلاقا ... وقال لي بانه مع هاشم الدباغ لم ياكلوا منذ دخولهم السجن الا الاكل الذي يقدمه السجن للسجناء وانهما لم يرتديا الا ملابس السجن وهذا النوع من التصرف كان يعتبر في عرف السجناء وادارة السجن تحديا وعنادا ورفضا لتسهيلات الادارة للسجناء في السماح لهم بادخال الطعام والملابس .... وعند اصابتي بجلطة دماغية نقلت الى مستشفى السجن الواقعة في سجن الاحكام الثقيلة كان يلازمني هو والدكتور هاشم الدباغ ويسهران على صحتي وتطوراتها .... كان نموذجا رائعا للسجين السياسي .. لم يمل ولم يشتكي ولم يتذمر .....

ثالثا -------- كان عزيز علي مجددا في نمط فنه واسلوب حياته والتقيته لاول مرة عام 1961 حين ذهبت الى محلات طالب رفعت لزيارته ودفع بعض المبالغ المستحقة علينا لديه وكان عزيز علي جالسا معه ويبدو انه صديقه فقدمه لي قائلا اقدم لك عزيز علي الدبلوماسي وليس الفنان وحينه عرفت انه كان يعمل في احدى السفارات العراقية في اوروبا وعلى ما اتذكر في براغ .... كان يتقن اللغة الفرنسية والانكليزية وحينما يتحدث الفرنسية كان لفظه سليما جدا وكنا بعض الاحيان في مستشفى السجن نتحاور بالفرنسية ..... كان مثقفا لدرجة كبيرة بالموسيقى الكلاسيك وهو الذي اسس مدرسة الموسيقى والباليه وكانت من ابداعات اقتراحاته وافكاره وكان سعيدا جدا حين نفذ الفكرة وراى المدرسة تظهر للوجود .... وفي اغنيته عن ثورة الجزائر وجدته العراقي الوحيد الذي يلفظ نهر السين كما يلفظه الفرنسيون وتذكرني هذه الاغنية ولحنها باعظم السيمفونيات الكلاسيك فهي تشبه 1830 لجايكوفسكي وتشبه المارش فنيبر لشوبان كانت بحق قطعة فنية رائعة ....

رابعا ----------- اجد من الظلم ان نسمي فنه بالمونولوج اذ ان ما كان يقدمه عزيز علي قطع رائعة فيها احلى وارتب الالحان واجمل التوزيع الموسيقي ومقالة شعرية من الادب الشعبي الراقي .... وقد تميز ايما تميز باستخدام المثل الشعبي وادخاله في مقطوعاته مما اعطى مساحة واسعة للتلاحم بين الشعب بكل فئاته المثقفة والمتعلمة والبسيطة وبين فنه....وفي هذا المجال يتميز ويختلف عن الملا عبود الكرخي في استخدامه للمثل الشعبي فحين يوظف الكرخي الامثال بشكل ساخر قد يساء فيه الادب العام احيانا نجد عزيز علي وهو يوظفه بشكل راقي يرتفع فيه الى مستوى الادب الرفيع مصحوبا باجمل الانغام ..... وبالرغم من ان عزيز علي قد اقترب كثيرا في الحانه من الموسيقى الغربية بشكليها القديم والحديث لكنه لم يبتعد عن استخدام ادوات المقام العراقي في التلحين ومن هنا تولدت لديه القناعة بوجوب التجديد في المقامات العراقية وهنا اختلفنا معه لكنه كان مقتنعا برايه وحاول جاهدا الدفاع عنه سواء في برنامجه التلفزيوني ام في الندوات والجلسات الخاصة .كان عزيز علي ولايزال صفحة مشرقة لافي تاريخ العراق فحسب بل في التاريخ العربي عموما ..... واقترح عزيزي وسام ان لاتكون ذكراه المئوية يوما واحدا فقط بل يمكن اعتبار عام 2011 عاما للاحتفال بمئويته كما هو متبع عموما .... شكرا واعتذر عن الاطالة



Dr.Talib AL-Baghdadi



نحي استاذنا الكبير الدكتور طالب البغدادي ونشكره على تعقيبه هذا , كما ندعوه للاشتراك بمنتدانا وانا شخصيا مستعد لتسهيل هذه المهمة اذا ما رغب بذلك .
__________________