عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 28/12/2007, 15h25
الصورة الرمزية mfm atlas
mfm atlas mfm atlas غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:114607
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 11
افتراضي رد: بوشعيب البيضاوي :رائد فن العيطة

هذه القطع الرائعة لرائد فن العيطة المرساوية تذكرنا بتلميذه الفنان عبد الله البيضاوي
ههو يقول إن أول لقاء جمعه ببوشعيب البيضاوي كان عام 1958، «كان عمري وقتها 19 عاما تقريبا». فلا أحد يعرف متى ولد عبد الله بالضبط، وجريا على عادة تلك الأيام، فقد تم تقدير سنة 1939 تاريخا افتراضيا لميلاده عندما أراد والده اعتماد كناش الحالة المدنية لـ«تقييد» أفراد أسرته. «المرحوم البشير العلج هو الذي قدمني إلى سي بوشعيب البيضاوي» وكان بالكاد قد تصالح معه بعد خلاف لأسباب مادية بينهما. يعلق عبد الله. كان صاحب أشهر «عيطة بيضاوية» في ذلك الحين يستعد رفقة فرقته بقيادة الماريشال قيبو وبلاغة حضور ميلودة بنت الدرنونية والعواد بوشعيب ولد الزنيكة لإحياء سهرة كبيرة تشارك فيها نجمة الطرب المصري الصاعدة آنذاك نجاة الصغيرة ومحمد فيتح والجوق الوطني بفضاء «ليزارين» الإسباني المخصوص لمصارعة الثيران. «في بيت بوشعيب البيضاوي كان اللقاء الأول»، يؤكد عبد الله. في حضرة كل من المعطي البيضاوي المغني ورئيس إذاعة الدار البيضاء آنذاك وأحمد البورزكي والحاج بوشنتوف بليوط رئيس المجلس البلدي للعاصمة الاقتصادية وعبد العظيم الشناوي والمفضل الحريزي (امي الهرنونية) والبشبر العلج. في حضرة هؤلاء، سأله الكوميدي الكبير في البداية هل سبق له أن وقف على الخشبة، بلهفة سرد عليه الفرق المسرحية التي مر بها، فرقة الفوز الفنية، فرقة النجمة البيضاوية، فرقة شهرزاد، فرقة أشبال البيضاء .. لمع في عيني البيضاوي ضوء غريب -يصف عبد الله- وقال له بصوت مفعم بالمودة «مرحبا بك معنا» باسطا ذراعيه في ابتسام. رحلة من المصاحبة والتعلم الصامت شارك من خلالها عبد الله الفرقةَ في اسكتشات أهمها في نظره «الضريرات» و«فلوس اللبن يديها زعطوط» اللتان سجلتا بإذاعة البيضاء. رحلة ستمتد من 58 إلى لحظات رحيل صوت العيطة المرساوية وفنان الفكاهة والتقمص الدرامي بامتياز عام 1965 بعد معاناة درامية فعلا مع داء السرطان. «كنت مهووسا ببوشعيب البيضاوي، أتعقبه أينما حل، أحضر سهراته التي لم تكن تنقطع بعين الذياب، كان صوته يسكنني والعيوط التي يطلق تملؤني»، على هذه الحال عاش عبد الله - الممثل فقط حتى ذلك الوقت - كالمريد مستفيئا بظلال البيضاوي، يحفظ عنه كل ما تصدح به حنجرته من عيوط، وكان للمرساوي عليه في كل ذلك الأثرُ البليغ. الولادة من رحم العيطة المرساوية في الوقت الذي كان فيه بوشعيب البيضاوي يحتضر، كان عبد الله يعقد قرانه مع المرأة التي سترزقه تسعة أبناء، وانتهى إليه خبر الرحيل بعد أيام قلائل من عرس الزفاف. لتبدأ مرحلة أخرى في المسار الفني لابن درب اسبانيول بالمدينة القديمة الذي عاش طفولته مترددا على فضاء سينما روايال القريبة من البيت. عندما شرع يجرب صوته على إيقاعات العيطة أمام الآخرين بعد موت بوشعيب البيضاوي أثار انتباه كثيرين ممن كانوا يحيطون بالفنان الراحل، في طليعتهم الكمنجاتي الكبير الماريشال قيبو، «لّما سمعني عازف البيانو الشهير أحمد بودروافون الذي كان مع الحسين السلاوي أطلق عليّ لقب البيضاوي» يقول. هكذا مع الوقت توارى الشناني، الاسم العائلي لعبد الله، الذي اعتبره بودروافون -حسب روايته- وارث سر بوشعيب البيضاوي في غناء العيطة، ليحل محله لقبٌ كان ولايزال وسيبقى لأسطورة فنية التصق اسمها بالمدينة التي رأت فيها نور الحياة والإبداع معا. أسس عبد الله فرقة غنائية شعبية وأطلق عليها اسم «فرقة عبد الله البيضاوي»، وسرعان ما اكتسب شهرة في مغرب عميق لا تعتاش ذائقته إلا على الشعبي والعيوط.:unsure:
رد مع اقتباس