عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04/05/2014, 15h17
كريمة عطار كريمة عطار غير متصل  
كريمة العطاء
رقم العضوية:473237
 
تاريخ التسجيل: novembre 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: فلسطين
العمر: 93
المشاركات: 473
افتراضي رد: نغم الزمن الجميل

يروي احد فصول كتاب "نغم الزمن الجميل" قصة زيارة الموسيقار محمد عبد الوهاب للعراق وما تخللها من لقاءات فنية مع صالح الكويتي:
لقاء مع عبد الوهاب
في ربيع عام 1932، قدم الى بغداد الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب لاحياء حفلات على مسرح حديقة المعرض لمدة شهر كامل، وذلك بمناسبة افتتاح معرض علمي للزراعة والصناعة برعاية المللك فيصل الاول.
ويفهم من مقال نشره منتدى "سماعي" ان امير الشعراء احمد شوقي الذي كانت له علاقات وثيقة مع عبد الوهاب، حاول ان يثنيه عن القيام بهذه الزيارة حرصا على صحته، ذلك ان السفر برا كان متعبا علما بان عبد الوهاب كان يخشى السفر بالطائرة. ولكن يبدو ان عبد الوهاب كان يعلق اهمية كبيرة على هذه الزيارة اذ انه اراد ان يستغلها للتعرف عن كثب على النشاط الموسيقي في العراق، خصوصا وان الموسيقى العراقية آنذاك لم تكن معروفة في مصر وفي اغلب الاقطار العربية. وقد علم عبد الوهاب لدى وصوله الى بغداد بالمكانة التي يحتلها صالح وداود الكويتي في التلحين والعزف والغناء واتصل بهما، وفي المساء وبعد الانتهاء من تقديم حفلته، جاء مع فرقته الموسيقية الى الملهى الذي كان الكويتيان يعملان فيه. وقد تحدث صالح الكويتي عن تلك الامسية في احدى مقابلاته الاذاعية فقال:
"لقد احب عبد الوهاب ان يستمع الى لحن عراقي فسمعني اؤدي اغنية ويلي شمصيبة، ثم اراد ان نلتقي، وانا كذلك اردت ان التقي به بصفته موسيقارا عظيما كي استفيد منه وكان هو ايضا يود الاستفادة مني في المغنى الكويتي والعراقي. وهكذا صرنا نلتقي في دار الضيافة التي اقام فيها كل ليلة وذلك بعد ان ننتهي من عملنا، كنا نلتقي ونغني ونعزف الى الساعة الرابعة صباحا. وكانت تلك الجلسات من اهم اللقاءات بيننا حقا. وبقينا على هذا المنوال شهرا كاملا الى ان غادر عبد الوهاب بغداد عائدا الى مصر. واذكر انني كنت مولعا جدا بسماع اغنية عبد الوهاب خدعوها بقولهم حسناء، وطلبت اليه ان يغنيها، فطلب مني ان ارافقه بالعزف على الكمان ففعلت ... في احدى جلساتنا الفنية طلب مني لحن اغنيتي ويلي شمصيبة وهي من نغم اللامي، واعجب باللحن ايما اعجاب وكتبه بالنوتة الموسيقية. واذكر ان اول الالحان التي لحنها على هذا النغم هو لحنه المعروف ياللي زرعتو البرتقال، ثم اغنية انا والعذاب وهواك وبعد ذلك اخذ عبد الوهاب يكرر استعمال اللامي بعد ان كانت اغانيه خالية تماما من أي لحن عراقي. ومقام اللامي الذي وسعته وطورته كان في الاصل نغما بدويا، وهو ينسب الى عشيرة بني لام، وكان يشدو به الحداة في البادية، وغناه لاول مرة المطرب محمد القبانجي على شكل ابوذية، وقد لحنت على هذا النغم نحو ثلاثين اغنية. ومن الالحان الكويتية اعجب عبد الوهاب باغنية يعاهدني لا خانني ثم ينكث".
وكما ان مقام اللامي الذي اخذه عبد الوهاب لم يكن معروفا في الموسيقى المصرية فان صالح الكويتي اخذ عن الموسيقى المصرية نغم الزنجران الذي لم يكن موجودا في العراق، وادخله في قائمة المقامات العراقية.
وقد استمر الاتصال بين صالح الكويتي وعبد الوهاب حتى عام 1951، حين غادر صالح الكويتي العراق الى اسرائيل. وبعد التوقيع على معاهدة السلام بين مصر واسرائيل سأل عبد الوهاب احد اعضاء السفارة الاسرائيلية في القاهرة الذي التقى به في احدى المناسبات عن احوال واخبار صالح الكويتي وبعث اليه بتحياته، واعرب عن امله في ان صالح الكويتي يتفهم الوضع الذي جعل من الصعب تجديد العلاقة بينهما. وكان عبد الوهاب يشير ضمنا الى قرار اتحاد الفنانين المصريين فرض مقاطعة على أي علاقة للفنانين المصريين مع اسرائيل.
ومما رواه صالح الكويتي ان اشخاصا من عائلة الباججي المعروفة في العراق حضروا اثناء وجودهم في مصر حفلة خاصة غنى فيها عبد الوهاب. وقد لاحظوا ان هناك في احدى اغانيه لحنا عراقيا، وقد اكد عبد الوهاب ذلك وقال انه اخذ هذا اللحن من صالح الكويتي.
رد مع اقتباس