الموضوع: أصل العود
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06/05/2007, 11h00
الشاذلي الفلاح
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي تاريخ آلة العود

أولاً: العود في الحضارات القديمة.

العود في مصر الفرعونية [ الدولة الحديثة (1600 ق.م – 200م)]:


عرف قدماء المصريين في الدولة الحديثة آلة العود بفصيلتها وهي

1- العود ذو الرقبة القصيره: وهي فصيلة عود يشبه العود المستعمل في مصر في الوقت الحاضر، وكان ذلك العود عباره عن آلة ذات صندوق بيضاوي الشكل غالباً رقيق الجدران، وقد عثر في مدافن طيبة على عود من هذا النوع، ويدق على الأوتار بريشة من الخشب كانت تعلق بحبل في العود.

2- العود ذو الرقبة الطويلة: أما الفصيلة الثانية فهي فصيلة تشبه الطنبور والبزق كان برقبتها علامات تبين عفق الأصابع على الأوتار، وهي ما يسميه العرب (بالدساتين) ، والصندوق بيضاوي في الغالب، وقد يكون أحياناً على شكل خماسى أو سداسى، وطريقة استعمال هذه الآلة أنها كانت تحمل على الصدر أو توضع رأسية كما في الرباب المصري، ويعد ظهور تلك الآلة على النحو الذي سبق توضيحه دليلاً على ما بلغته المدنية الموسيقية عند قدماء المصريين في ذلك العهد لأن تلك الآلة تعد من أرقى الآلات الوترية التي يتم العفق عليها لاخراج مختلف الدرجات الصوتية ، تويدل على أن هذا النوع من الآلات هو نهاية ما وصلت اليه الدنية الموسيقية.

العود في آشور وبابل (حكمت أسرهم الأولى ابتداء من عام 1720 ق.م ):

العود في اشور امتاز بكثرة دساتينه، وكان كبير الشبه بالنقوش التي ظهرت لألة العود عند قدماء المصريين، وكان العود ذو الرقبة الطويلة يسمى (بالطنبور الآشورى ) وتلك الآلة ما زالت موجودة في نفس المنطقة الي الآن، وبنفس الشكل والاسم، ومنتشرة في كل من سوريا ولبنان والاردن وتركيا.

العود في بابل: لقد كانت بابل وسومر وما حولهما من البلاد أول من عرف العيدان أو الالات الوترية ذات الرقبة التي لا تصدر أصواتها بالانتقال من وتر لآخر ، بل بالضغط على الوتر (العفق) أي تقصير الوتر عند مواضيع مختلفة.

العود في بلاد فارس (550 ق.م – 330 ق.م) :

ما هو ثابت تاريخياً ان الفرس قد احتلو مصر الفرعونية، وقد نقلوا من حضارتها الكثير من الفنون والعلوم، وكان العود والبزق أو الطنبور من الالات التي نقلوها الي بلادهم الي جانب الالات الموسيقية الاخرى كالناى والجنك (وهي آله الهارب الفرعونية ) وشاع استخدام آلة العود والطنبور وكان العود يسمى عندهم (بالبربط) وكان جسم العود عند الفرس أقرب الى الضيق والصغير وقد ازدهر العود في بلاد فارس واحتل مكانة عظيمة فيها نظراً لازدهار الموسيقا وتقدمها حضارياً على بلاد العرب في الفنون الموسيقية بعد ان تبوأت مكان الزعامة بعد المدنيات المصرية الفرعونية والآشورية.

العود في الصين (637 ق. م ) :


يشبه العود الصيني في شكله العام ومظهره وأسلوب صناعته ونوعيتة الأوتار المستعملة فيه وكيفية ربطها ، والأعواد البسيطة التى عرفتها الحضارات القديمة الأخرى، ولكن الفرق يكمن في الضبط على السلم الخماسى بطبيعة الحال.

العود في اليابان (570 ق. م ):

لا يخرج العود الياباني عن الأعواد المعتادة التي عرفتها الحضارات الأخرى كلها ، وبنفس الشكل والتصميم الذي يقوم على صندوق مصوت صغير ، وله رقبة عليها الأوتار المربوطة على وجه الصندوق حتى المفاتيح التى تقع على طرق الرقبة لكى تسوى بها الاوتار ، والعود الياباني له ثلاثة الي اربعة مفاتيح يمكن استخراج السلم الخماسي في حدود أو كتافين.

العود في الهند (3200 ق. م ):

ظهر في الهند أشكال من العود ذى الرقبة العريضة، والذي كان ينتمى الي عائلة (الطنبور السيتار ) التي كانت معروفة في جنوب غرب اسيا، ويتميز جسم هذا العود بشكله الكمثرى الصغير ، ووجهه الخشبى الرنان، كما يتميز برقبته الطويلة المستقيمة الضخمة، وعليها لوحة مسطحة عليها الدساتين المعدنية للعفق عليها بالأصابع (وهذه مثل دساتين الجيتار )، وعليها أوتار معدنية ويعزف عليه بواسطة ريشة من السلك الدقيقة وتمسك بابهام وسبابة اليد اليمنى،ويسمى هذا العود (بالسيتار ) وتعنى بالفارسية (ثلاثي الأوتار ) وان كانت هذه التسمية توحى بأن للآلة ثلاثة أوتار فقط بيما هذه الآلة في الهند كان يترواح عدد أوتارها بين الاربعة وسبعة أوتار.

العود في اليونان (القرن الخامس ق. م):

اتفق بعض الكتاب من العرب والفرس ممن كتبوا عن الموسيقا وتحدثوا عن العود (كما سبق ذكره ) أن العود جاءهم من اليونان، وأن "فيثاغوروث" هو الذي اخترعة بعد أن اكتشف توافق الأصوات الموسيقية، والبعض الآخر يعزو هذا الاختراع الى "افلاطون" ويزعمون في العزف على العود، وكان يسمى العود في اليونان (باربتوس).

ومن خلال هذا العرض التاريخي الموجز لآلة العود في الحضارات القديمة نجد أن تلك الحضارات كانت متماثلة في طرق تفكيرها، وكذلك كانت متماثلة في أساليب استخادامها للموسيقا (ألحانها وآلاتها ) خاصة آلة العود، مشتركة في أساس واحد من القواعد والنظريات، وفي استخادمها في المناسبات الدينية والدنيوية.
رد مع اقتباس