[أبوإلياس]

هل افترى الشيخ عبد الحميد كشك على الموسيقار فريد الأطرش ؟

www.youtube.com/watch?v=wXMsrNnRMm8

المقطع الصوتي المرفوع في هذا الفيديو هو من إحدى خطب الشيخ عبد الحميد كشك على منبر مسجد عين الحياة في أوائل سنة 1975 ، في الخطبة تعرض الشيخ للموسيقار فريد الأطرش بعيد مماته بقليل ، وقال كلاما غريبا لابد أن نضعه على المحك ونرد عليه رفعا لمغالطات لا تليق بداعية وخطيب كبير . إستغرب الشيخ من اللقب الذي أطلقته الصحافة على فريد بعيد وفاته وهو شهيد الفن ، والشيخ وإن لم يهضم هذا اللقب ، فإن الصحافة الفنية لم تكن تقصد إطلاق الوصف على سبيل الحقيقة بل على سبيل المجاز ، لأن الكل يعلم أن فريد قُبض على فراشه ولم يدع له أهله و لامحبوه الشهادة التي لها مواقعها الشرعية ، وإنما كان مقصود الصحافة الفنية هو إبراز وجه الشبه بين فريد الذي مات بمضاعفات مرض القلب نتيجة إخلاصه الشديد لفنه وبين شهيد الجهاد أو الواجب الذي يموت دفاعا عن قضيته ، فكان الاستغراب في نظرنا مجرد مزايدة من الشيخ .
نسب الشيخ عبد الحميد كشك لفريد الأطرش تضمين وصيته تشييد ضريح بادخ لجثمانه من الرخام الخالص بمبلغ فلكي حينها قُدر ب 11 ألف جنيه مصري ، وما نقله الشيخ فيه من المبالغة ، لأن المعروف أن فريد اشترى قبل وفاته بشهور سبعمائة وخمسين مترا من الأرض في " حوش التونسي" بمنطقة البساتين لاعداده كمقبرة وعهد إلى صديقه الموسيقار المهندس أحمد صدقي بوضع التصاميم والاشراف على البناء ، وثمة من يذهب إلى أن البناء قد اكتمل قيد حياته ، كل ما هناك يقول الأستاذ محمود لطفي المحامي الذي تلقى وصية فريد الشفاهية أن الموسيقار أوصى بتخصيص مبلغ ثابت " كوقف " لانفاقه على مقبرته ولم يفصح الأستاذ محمود لطفي عن المبلغ وما إذا كان كبيرا أو زهيدا .
الثالثة هي الأغرب ، وفيها ينسب الشيخ كشك لفريد الوصية بدفن عوده الشهير إلى جانب جثمانه في لحده ، وهذا مما لا يمكن لعاقل أن يصدقه لأن فريد مسلم موحد ولانعتقد أنه يدين بديانة المصريين القدماء الذين يعتقدون بحياة أخرى في القبر .
إن المعروف عن الشيخ كشك في إطارالإثارة التي إشتهر بها هو الخروج عن نص الخطبة وتطعيمها ببعض الأفيهات السياسية والفنية ، ولما كان شيخا ضريرا ، فإن كثير مما يتطرق له في خطبه يستقيه من جلسائه ، لكن عيبه أنه ينقل للمصلين ما يسمعه بعلاته ومبالغاته دون تمحيص، وهكذا كان في خطبته التي تعرض فيها للموسيقار فريد الأطرش .