الموضوع: الشيخ الهلباوى
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28/03/2006, 22h12
AshourKing
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي

وصار الشيخ محمد الهلباوى من أبرز أعلام الإنشاد الدينى وفن التواشيح والابتهالات ،ليس فى مصر فحسب بل فى جميع أرجاء العالمين العربى والإسلامى ،وهذا ما جعل إيران تستضيفه لعدة سنوات لتدريس علم الابتهالات والتواشيح الدينية فى أحد المعاهد العلمية المتخصصة فى هذا المجال بالعاصمة الإيرانية طهران ،فضلا عن اختيار المملكة العربية السعودية له لافتتاح إحدى الندوات الدينية الكبرى التى تقيمها سنويا فى المناسبات الدينية المختلفة ،وطلب منه هناك تجويد القرآن رغم أن السعودية لا يقرأ القرآن فيها إلا مرتلا .

حيز الفراغ وعبر هذه الرحلة الطويلة استطاع الشيخ محمد الهلباوى أن يشغل حيز الفراغ الذى تركه الرعيل الأول لفن التواشيح والابتهالات الدينية ،بعد رحيلهم الواحد تلو الآخر ..وهذا ما جعل الإذاعة المصرية تعتبره المبتهل الذى عوضها عن جيل الرواد وذلك منذ اعتماده بها عام 1979 م ..وخاصة بعد أن توفرت لديه مقومات ذلك الفن ،بداية من الموهبة ومرورا بصقل الموهبة بالدراسة ،حيث حصل على إجازة التجويد من الأزهر الشريف إلى جانب دراسته لمبادئ الموسيقى الشرقية على يد المؤرخ الموسيقى د .سليمان جميل فضلا عن نشأته بين الصوفيين وحفظه للكثير من تراث الإنشاد الصوفى ..وهو لم يكتف بتحصيل كل ما يتعلق بفن الإنشاد الدينى وعلومه بل إنه حرص على الإضافة إليه ،وفى إطار ذلك يصدر له قريبا إن شاء الله كتاب جديدا بعنوان التصوير النغمى لمعانى النصوص القرآنية

يحذر من انقراض فن الإنشاد الديني
الشيخ محمد الهلباوى: صوت المرأة ليس عورة
للأسف ليس لدينا ولو مدرسة واحدة لتعليم هذا الفن
أسمع كل أنواع الموسيقى الشرقية والغربية
الشيخ محمد الهلباوى.. أحد مشايخ الابتهال الدينى الذين وضعوا بصمة واضحة فى تطوير الإنشاد فى مصر، استطاع أن يقدم الإنشاد الدينى ممزوجا بالترانيم المسيحية فى سيمفونية موسيقية رائعة وقدم العرض على المسرح الصغير بالأوبرا، وعن تطور الإنشاد الدينى ونشأته كان هذا الحوار:
-كيف جاء الإنشاد الدينى؟
-- منذ أن التحقت بالأزهر الشريف ثم درست الموسيقى فى معهد الموسيقى القسم الحر حتى أصبحت مدرسا فى مركز الحفنى للدراسات الموسيقية لمادة فن التجويد وفن الإنشاد والمقامات الموسيقية.
- وكيف ترى مستقبل الإنشاد الدينى فى مصر؟
-- للأسف بدأ فى الانقراض بعكس الدول العربية الأخرى التى بدأت تسحب البساط من تحت أقدامنا، ففى المغرب الآن 15 فرقة وفى سوريا 20 وحتى روسيا أصبح لديها 30 فرقة، فضلا عن وجود مدارس للإنشاد الدينى هناك، ونحن لا نملك حتى مدرسة واحدة لهذا النوع من الفن تعلم الشباب الثقافة الفنية الأصيلة.
- هل هناك خطة لتطوير فن الإنشاد؟
-- حتى الآن لا توجد أى خطط ولكن علينا نحن كمختصين فى الإنشاد مراجعة أنفسنا وتكثيف جهودنا للعمل على إرساء ونشر هذا الفن فى جميع أرجاء الوطن خاصة أن مصر هى صاحبة الريادة منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى أواخر القرن العشرين، وقد تخرج فى المدرسة المصرية عمالقة الغناء العربى والدينى والذين نذكر منهم الشيخ سلامة حجازى الذى أسس المسرح الغنائى عام 1905 وتلاه الشيخ سيد درويش وأبوالعلا محمد الذى كان أستاذا لأم كلثوم، والشيخ درويش الحريرى وزكريا أحمد الذى استعانت به أم كلثوم فى فترة من أهم فترات حياتها الفنية.. وغيرهم من أساتذة الإنشاد الدينى فى مصر، كان آخرهم الشيخ سيد مكاوى رحمه الله الذى ترك بصمة فى الغناء الراقى الأصيل فكيف لبلد كانت تملك كل هؤلاء العباقرة لا تملك الآن واحدا فقط مثلهم.
- وما أقسام الإنشاد الدينى؟
-- الإنشاد الدينى فى مصر ينقسم إلى 5 أقسام، الأول الإنشاد الصوفى، والثانى التواشيح الدينية والثالث الابتهالات والارتجال والرابع الغناء الدينى والخامس المديح الشعبى الدينى.
- وأى قسم يتبعه الشيخ الهلباوى من تلك الأقسام؟
-- المنشد عليه اتباع كل الأقسام للثقافة الدينية لأنه يجب عليه الإلمام بكل ما يشكل الإنشاد الدينى.
- وكيف تقوم بتطويره؟
--علينا أولا تعقب التأثير المباشر للتربية الدينية وحفظ القرآن وتجويده وأساليب طرق تلاوته السبع على الغناء والتلحين والطرب الحقيقى الراقى البعيد عن كل المؤثرات الغرائزية والذاتية عند من يتلقونه وينصتون إليه، ثم نضع ألحانا جديدة تضاف إلى كلمات الشعر الحديث مع إدخال بعض الآلات الموسيقية إلى الإنشاد أسوة بالمايسترو عبدالحليم نويره مؤسس فرقة الإنشاد الدينى بالأوبرا فهو الوحيد الذى أدخل التخت الشرقى بفرقة الإنشاد ثم ألحقه بفرقة الموسيقى العربية.
- ولكنك أغفلت دور المنشدين؟
-- ربما كان ذلك سهوا، ولكن نجاح أى فرقة إنشاد متوقف على أصوات هؤلاء المنشدين فى المقام الأول.
- لكنى أرى أن شركات الإنتاج أصبحت لا تتجه لمنشدى الابتهالات الآن؟
-- معك حق، وهذا يرجع إلى أننا لا نملك منشدين بالقدر الذى يؤهلنا لجذب انتباه تلك الشركات، ففى الماضى كنا نجد الشيخ محمد الكحلاوى والشيخ النقشبندى ونصر الدين طوبار وغيرهم وهؤلاء جذبوا انتباه العالم بكل وسائله الإعلامية، ثم إن المنتج الآن أصبح لا يبحث إلا عمن يحقق له الدخل الوفير، ولذا كانت موجة انتشار أغانى الكليبات العارية، ولكنه إذا وجد مبتهلا يستطيع أن يوفر له الربح لك أن تعلم، أنه لن يتردد لحظة وهذا لا يأتى إلا بعد تطوير أنفسنا وللآسف الشديد أصبح الغرب هم الذين يبحثون عنا، فعلى سبيل المثال فرنسا فى إحدى الحفلات الدينية سجلت لى اسطوانتين وأيضا لندن والكويت وأخيرا كندا، فمن المؤسف أن الغرب يبحثون عن ثقافتنا ونحن نمحوها بسبب قلة وندرة المبدعين.
- قيل إنك شيخ مودرن.. ما تعليقك؟
-- يبتسم أنا إنسان عادى، ولكنى استمع إلى كل أنواع الموسيقى الغربية والشرقية، وهذا بطبيعة عملى لأكتسب ثقافة فنية، وإننى أقول مقدار ما أفهم وأقرأ الكثير من كتب الغرب عن الموسيقى، وربما قيل ذلك لأن عند سفرى إلى الخارج ارتدى البدلة والكرافت والكاب، بينما على المسرح أرتدى زى الشيخ الرسمى، فأنا مؤمن بوسطية الإسلام ولست متشددا.
- لكن هناك تجربة جديدة ستقوم بها وهى إدخال الصوت النسائى لفرقة الإنشاد.. فهل هذا من ضمن الموردن؟
-- وما المانع.. ولكن بطريقة معينة وسأدخل أيضا آلة القانون وهذه لم تكن موجودة من قبل مع إضافة بعض الدفوف.
- لكن هناك أحاديث نبوية أكدت أن صوت المرأة عورة؟
-- أولا صوت المرأة ليس عورة طالما لا يثير الغرائز فأم كلثوم غنت نهج البردة وولد الهدى والوطنيات وكلها أغان مباح فيها صوت المرأة فى الغناء، أما ما تغنيه روبى فهو عورة لأنه يثير الغرائز.
- هذا يعنى أنه لو غنت روبى أغنية وطنية لا تعد من المخالفين للشرع؟
-- لا تستطيع أن تغنى هى وأمثالها مثل هذه الأغانى.
- وماذا لو استطاعت؟
-- بالتأكيد ستفشل.
- ولكن بالتأكيد أن رأيك هذا سيعرضك للنقد من بعض الاتجاهات؟
-- لماذا، أنا استند إلى رواية حدثت فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك عندما دخل أبوبكر الصديق عند رسول الله فوجد السيدة عائشة تجلس والرسول صلى الله عليه وسلم مسجى بثوبه وفى البيت جاريتان تغنيان وتضربان الدفوف فقال أبوبكر يا عائشة هؤلاء مزماران من مزامير الشيطان فى بيتنا، وهنا رفع الرسول الثياب من على وجهه وقال له يا أبا بكر: إننا يوم عيد وهذه دلالة قاطعة أعطت المرأة حق المشاركة فى الغناء، الموسيقى المحترمة إذا كانت ترقى بالمستمع إلى أعلى درجات الفن فهى مقبولة، ولكن إذا كان العكس فهو حرام شرعا.. ومن خلال دراستى للتاريخ الإسلامى وجدت أن الدفوف وآلة العود كانتا تستعملان فى الإسلام وكلنا نعلم أن أهل المدينة استقبلوا المهاجرين وعلى رأسهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالدفوف.
وليد الدرمللي
رد مع اقتباس