عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 26/07/2008, 13h10
الصورة الرمزية memo1976
memo1976 memo1976 غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:250398
 
تاريخ التسجيل: juin 2008
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
العمر: 47
المشاركات: 198
Lightbulb رد: اغنية اللمبجي يوسف عمر

شكرا لهذه المشاركة المبدعه وهذا شرح منقول عن قصة اللمبجي للفائدة..
داود اللمبجي

أحمد الصراف
الجمعة 29 شباط (فبراير) 2008
عندما كنا في ريعان الشباب، وربما لا نزال، كنا نردد البيتين التاليين من الشعر العراقي الشعبي:
مات اللمبجي داود وعلومه كومو اليوم دنعزّي فطومه
مات اللمبجي داود ويهوّه ويهوّه عليكم يهل المروّه
ولم نكن نعرف أي شيء عن قائل البيتين أو مناسبتهما. ولكن من خلال رسالة إيميل طريفة وصلتني من صديق علمت بأنهما من قصيدة طويلة لـ"الملا عبود الكرخي"، والذي يطلق عليه أهل بغداد لقب"أمير شعراء الشعبي العراقي"!
يعتبر الملا عبود، ولدى غالبية العراقيين، وبالذات من الطبقة المتعلمة، الذين تجاوزوا العقد الخامس من العمر، غنياً عن التعريف. فقد قرأ الكثيرون أشعاره وتذوقوها. والملا عبود بغدادي عريق، وهو، بلا شك، يعتبر لدى الكثيرين، ومن البغاددة بالذات، أمير الشعر الشعبي وسيد قوافيه. وتقول رسالة الإنترنت الطريفة تلك بأن الملا أصدر خمسة دواوين شعر جمع منها ثلاثة في خمسينيات القرن الماضي وصدر الباقيان في ستينياته وثمانينياته ولمّا تكتمل بعد. وأن الكرخي مارس مهناً عدة منها الزراعة والتجارة وحتى الصحافة، حيث أصدر جريدة (الكرخ) الشعرة التي أغلقت مرات عدة بسبب مواقف صاحبها السياسية الانتقادية للحكومة وقتها. لم يدع الكرخي مظهراً من مظاهر الحياة في بغداد دون أن يتناوله بالنقد والسخرية والحماس والمديح والهجاء حتى نال لقبه عن جدارة. ومن قصائده التي اكتسبت شهرة كبيرة قصيدة (المجرشة) التي وصف فيها مشاعر امرأة ريفية مقهورة لا عمل لها سوى جرش وطحن الحبوب يوماً بعد يوم كي ترضي زوجها عديم الرحمة. وتعتبر "المجرشة" من غرر القصائد لما يجيش فيها من المشاعر الإنسانية. وقد غنى مطرب العراق الأول "محمد القبانجي" أبياتاً منها فزادها شهرة على شهرة! وقد استمتعت شخصيا بسماع الأغنية لأول مرة من أحد المبدعين في أدائها في منزل الصديق العتيد "صباح الريس".
وتستطر رسالة الإنترنت في القول بأن القصيدة الثانية التي زادت من شهرة "الملا عبود الكرخي" قصيدة (داود اللمبجي) التي غنى مطرب المقام الشهير يوسف عمر (في جلسة خاصة) أبياتاً منها فذاعت واشتهرت وإن كان مغنيها لم يعلم بتسجيلها في غفلة منه، فكان الذي كان وسمعها الكثيرون ودارت على كل شفة ولسان. لا تعتبر قصيدة "داوود اللمبجي" بالقصيدة ’البذيئة’ كما قد يتصور البعض لدى قراءتها للمرة الأولى، وإنما هي صورة اجتماعية دقيقة وساخرة لطبقة في مجتمع بغداد مارست أرذل وأقدم مهنة في التأريخ خلال النصف الأول من القرن الماضي في محلة الميدان ببغداد، والتي لصقت بها وبمحلة الصابونجية الملاصقة لها صفة الدعارة وذلك بسبب وجود المبغى العام فيها، والذي هدم في خمسينيات القرن الماضي، وبقيت صفة "الميدنلي"، وحتى اليوم، تطلق على كل قليل أدب وسيء أخلاق.
قصة القصيدة هي أن الملا الكرخي كان في أحد الأيام جالساً في قهوة مجاورة لمحلة الميدان وإذا بجنازة تخرج من المبغى العام تتبعها جوقة من المومسات الباكيات النادبات. تملك الفضول شاعرنا الكرخي فسأل عن الفقيد فقيل له بأنه داود اللمبجي، المسئول عن مهنتين في محلة الميدان، هما إيقاد مصابيح الشارع (اللمبات) النفطية لإنارتها ليلا، وهي مهنة كان يمارسها العديد من سكان بغداد لقاء أجر من دائرة البلدية ومنها أتى لقبه (اللمبجي) ، ومهنة أخرى يمارسها نهاراً وليلا وهي (القيادة) في محلة الميدان التي وجد فيها المبغى العام كما أسلفنا. هزّ المنظر الملا الكرخي وجلس يكتب ما أوحى له المنظر ومخيلته من وقائع فخرجت قصيدته (داود اللمبجي) التي ذاعت واشتهرت بصورة لم يسبق لها نظير رغم عدم نشرها في جريدة أو مجلة ولكنها دارت شفاهاً بين الناس حتى رسخت في الموروث الشعبي البغدادي ونشرت للمرة الأولى في ديوان الكرخي الموسوم (ديوان الأدب المكشوف) الذي ضم غرر قصائده في هذا النوع من الأدب، وطبعت منه نسخ معدودة في منتصف القرن الماضي ببيروت ولم يتداول بين الناس إلا نادراً جداً حتى ظهرت منه نسخة كاملة جرى تصويرها بطريقة الاستنساخ وبيعت بسعر زهيد خلال تسعينيات القرن الماضي في بغداد.
ليست القصيدة المنشورة في الديوان المذكور بالكاملة حيث لم تضم كامل الأبيات التي غناها الفنان يوسف عمر وكذلك الأبيات التي وردت في موسوعة الكنايات العامة البغدادية للمحامي عبود الشالجي. انتهت رسالة الإنترنت.
الأطرف في الموضوع أن بغداديا طريفا، ومجهول الهوية، حتى ساعة كتابة هذا المقال، قام بجمع الشتات المذكور في قصيدة واحدة متكاملة وقام بشرح كل بيت منها، لغير الناطقين باللهجة العراقية، والبغدادية بالذات، ولا يجب أن تظن الظنون بالقصيدة وفحواها، فهي جميلة ومرآة لعصرها ولشاعرها البغدادي الكبير.
__________________
إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ حَاجَةٌ فَابْدَأْ بِمَسْأَلَةِ الصَّلاَةِ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ، فَإِنَّ اللهَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ حَاجَتَيْنِ فَيَقْضِيَ إِحْدَاهُمَا وَيَمْنَعَ الْأَُخْرَى.



دوما معكم لحفظ ونشر تراث بلدنا العراق العظيم
[/CENTER]
رد مع اقتباس