عرض مشاركة واحدة
  #106  
قديم 13/08/2017, 19h25
سنان العاني سنان العاني غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:504670
 
تاريخ التسجيل: mars 2010
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 87
افتراضي رد: عبدالمجيد العـاني 1929م-2003م

في مثل هذا اليوم من عام 2003 توفي جدي عبد المجيد العاني الشقاقي رحمه الله وطيب ثراه .. ولد في بغداد عام 1927 في "بني سعيد" احدى محلات بغداد القديمة وكان ابوه الوجيه السيد فليح من اثرياء بغداد ووجهائها ويعمل بالمقاولات ويعد من افضل معماري بغداد في زمنه وكان يلقب بالاسطة .. اكمل جدي دراسته الابتدائية والثانوية ولولعه بالموسيقى والانغام والفنون التحق بمعهد الفنون الجميلة قسم الموسيقى على ألة الناي وتخرج منها بتفوق وكان يملك صوت شجي لايسلى يهيض الاشجان ويجلي القلب .. ورث حب المقام والموسيقى من خاله فقد كان من قراء المقام المتمكنين وورث عن اعمامه واخواله الصوت الجميل والحس الفني فكان احد اعمدة المقام والفن في العراق .. كان مع حبه للمقام والموسيقى والنجارة والبناء يعشق السياسة والعمل العام فقد كان يملك حس وطني عالي جدا واحساس بالمسؤولية تجاه قضايا بلده وشعبه وقضايا الامة العربية فلم يكن يتأخر عن اي واجب وطني وكانت سياسة ملوك وباشاوات العراق المداهنة للاستعمار حيث كان يرى ان المواجهة هي الحل وليس المهادنة وسياسة التبعية وقد قضى فترات طويلة في المعتقلات في زمن الملكية وبعد تأسيس الجمهورية العراقية في عهد عبد الكريم قاسم اعتقل عدة مرات فقد كان قومي الفكر عروبي التوجه وفيه نزق الثوار ... اصبح في عهد عبد السلام عارف عضو في البرلمان وكان يسمى الاتحاد الاشتراكي بترشيح مباشر من قبل رئيس الجمهورية مع اربعة اشخاص كممثلين للرئيس في الاتحاد وقد قدم استقالته بعد فترة وجيزة لرفضه الاشتراك مع الشيوعيين في نفس المجلس كون هذا مخالف لتوجهاته وأرائه وبعد تسلم حزب البعث للسلطة اعتقل في عام 1968 وأودع قصر النهاية تحت اشراف مدير الامن العالم في وقتها وجزار حزب البعث ناظم كزار وقد حكم عليه بالاعدام شنقاً وبقي معتقلاً الى نهاية عام 1970 وقد افرج عنه وعفي من حكم الاعدام لأسباب صحية ( بقيت اثار التعذيب على جسده والحبال في قدمية الى ان وافته المنية عام 2003 حيث انه كان ضخم الجثة وقد علق من قدمية وراسه الى الاسفل ايام عديدة لغرض انتزاع اعترافات بأنه عميل لدولة اخرى وهذا ما لم يحصل ) بعد خروجه اتجة الى العمل والفن وتظاهر بترك السياسة وقد عمل على تأسيس المقهى البغدادي في المتحف العراقي وتبرع سنة 1985 بمبلغ قدرة 5000 خمسة ألاف دينار عراقي لهذا الغرض وايضا أسس مع مجموعة من اصدقائه بيت المقام العراقي وكان عضو مؤسس لنقابة الفنانين العراقية ممثلا لقطاع الموسيقى .
استمر في الظهور على شاشة التلفزيون وفي الاذاعة في برامج المقام العراقي كمقدم او معلق او قارء مع زملاء الصبا الحاج هاشم الرجب ويوسف عمر وحسين سري .. واقدم برامجه كان اذاعيا مع يوسف عمر قارئ للمقام وهو معلقا عليه وله برامج اخرى كثيرة سهرة مع المقام وعلى ضفاف التراث مع يحيى ادريس واخرون وغيرها ايضاً .
أول من عرب المقام وابدل استخدام الكلمات الاعجمية باخرى عربية وقرأ الكثير من المقامات باللغة العربية بدل عن الاشعار التركية والفارسية واول من قرأ مقام الحجاز باللغة العربية وسجله في الاذاعة العراقية عام 1958 .
كان يحضر مجالس الذكر والتهليلة في جامع الشيخ عبد القادر كل جمعة وفي الخلفاء وغيرها الى ان توفاه الله .

شارك مع فرقة يوسف بك وهبي عندما زارت بغداد في الخمسينيات وشارك ولده الرضيع لؤي عندما احتاجت الفرقة الى طفل مع امينة رزق سميحة ايوب شادية شكري سرحان محمد توفيق , قال في حقه الفنان الكبير وابو المسرح والتمثيل العراقي حقي الشبلي "مجودي صوتك حلو يطربني ويهيض اشجاني استمر وطور نفسك ورح تصير فنان متميز" بحسب ما نقله الفنان طه سالم , قال له القبانجي قولته المشهور "التفت لشغلك المقام ميوكل خبز" يوسف عمر قال له عندما عاتبه العاني على سبب الجفاوة والخصومة بينهم بعد ان استمرت فترة "ابو لؤي انا احبك لكن عدو المرء من يعمل بعمله" وكتب عنه يحيى ادريس في الزمان في ذكرى وفاته "مدرستين مقاميتين وظاهرتين شامختين افادت المقام ولم تستفد منه ولم تسترزق القبانجي والعاني" وقال الحاج حامد السعدي "رحم الله ابى لؤي كان غيوراً على المقام محبه حريص عليه كأحد اولاده" , وقال الاستاذ طه غريب "رحمه الله كان فنان اصيل وملتزم ومتمكن وهو من ادخلني حلقة الذكر والتهليلة في مقام الشيخ عبدالقادر الكيلاني قدس" .
كتب الكثير من الكتاب والادباء والصحفيين عدة مقالات عنه حوارات نشرت في جرائد حكومية مثل الجمهورية والثورة وبابل والزمان والمشرق ووصفوه بالالتزام والخلق والاداء الرفيع الاصولي للمقام حيث كان يهوى المقامات الصعبة والتي تحتاج الى تمكن وخبرة وصوت قوي وارتقاء طبقات عالية .

جمعته علاقة وطيدة بالكثير من الفنانين والادباء والسياسيين المرموقين ابرزهم حقي الشبلي وليد الاعظمي والشيوخ عبدالقادر الخطيب ونجم الدين الواعظ جلال الحنفي والملا علي حسن داوود والطيار محمد نجيب القادري محمد القبانجي طه سالم يوسف العاني يوسف عمر محمد القيسي عبد السلام عارف واخوته صالح مهدي عماش وكان ضيف دائم في مجالس الادب والفن مثل مجلس شرقية الرواي والخ وكان يقيم مجلس اسبوعياً في داره وشبه يومي في معمل النجارة بالاعظمية الى ان توفاه الله , نشر الشاعر نعمان الكنعاني في ديوانه الصادر في الثمانينات وكان بعنوان ( مختارات الكنعاني ) قصيدة بحقه كان قد ارتجلها خلال حفل في نادي الضباط وكانت قصيدة طويلة نذكر بعض ابياتها
غننا كمـــا تشــــــــاء مقامـــــــا فلقـــد صـــــرت للمقــــــام أيمـــاما
غننا فلقوم من حـــولك جنـــد تغـــزو الحمى وتصــون الذماما
وفي نهاية يقول
قـل لعبد المجيد ارسلت لحنا هـــز دنيا الهوى فطابـــت سلاما
كان معروف بكرمه الشديد وبدماثة خلقة ولطافته وحسن معشره ولين طرفه وحبه للمزاح والمقالب وقد كان رحمه الله خطيب مفوه قوي الشخصية مهاب وله مكانة بين الناس ومحبوب اينما حل , ايضا كانت له هوايه كتابة الشعر بالعامية والفصحى ويحفظ الشعر عند سماعه لأول مرة ويجيد ثلاث لغات الانكليزية والتركية والفارسية بالاضافة الى اللغة الام العربية وشيء من الهندية .
حبه للفن لم ينسه التفوق في العمل فقد اشترى من صديقة اليهودي الذي كان زميلا له في الدراسة معمل نجارة بسبب هجرة اليهود عن العراق عام 1947 ومع انه لم يكن يعرف شيء عن النجارة والاخشاب فقد اجبر نفسه على التعلم من اسطوات بغداد "خلفات النجارة" اصول الصنعة واسرارها واصبح من اسطوات بغداد المميزين وهو في ريعان الشباب ولم يتعدى عامه 25 وايضا اخذ من ابيه كار البناء والمقاولات وبرع فيه وابدع حتى صار احد اساطين النجارة و العمارة في بغداد ومن منجزاته التي لازالت شامخة منارة الامام الاعظم حيث بناها ثلاث اشخاص فقط هو وابوه الاسطى السيد فليح وولده الاكبر لؤي .

التعديل الأخير تم بواسطة : اسامة عبد الحميد بتاريخ 14/08/2017 الساعة 09h36 السبب: تصحيحات املائية
رد مع اقتباس