عرض مشاركة واحدة
  #321  
قديم 03/07/2017, 17h51
الصورة الرمزية أحمد الجوادي
أحمد الجوادي أحمد الجوادي غير متصل  
رحمة الله عليه
رقم العضوية:625469
 
تاريخ التسجيل: février 2012
الجنسية: عربي
الإقامة: السويد
العمر: 72
المشاركات: 695
افتراضي رد: أسئلة حول نظريات الموسيقى العالمية، يرد عليها أحمد الجوادي

هل نطلق على نوتة مي (مثلاً) نفس الاسم دائماً في كل مكان وحال؟

سألني أحد الأصدقاء سؤالاً جميلا جداً دفعني أن أكتب هذا المقال التوضيحي، سؤاله كان:

(ممكن تبين لنا مواضع نغمات السلم الموسيقي على النوته إن أمكن؟
مثلاً نغمة الري، تقرأ قراءه واحده في النوتة الموسيقية سواءاً كان ذلك في المقامات الشرقية أو غيرها؟ هل أن ذلك صحيح أم لا؟)


ردي هو: توجد عدة أشكال من قراءات النوتة وتسميات النوتات ما معناه أن نوتة مي (مثلا) تقرأ بطريقة مغايرة في أحيان كثيرة، وهي كما يلي:

أولاً: هناك شيء في الصولفيج اسمه (دو الثابتة) و (دو المتحركة)، أو
Fixed Do, and Movable Do

ماذا يعني هذا الكلام؟
دو الثابتة أو Fixed Do
في بلادنا العربية وفي الكثير جدا من دول العالم يستخدمون (دو الثابتة). أي حينما نقرأ الصولفيج نوتة دو تُقرأ دو باستمرار دو كذلك باقي النوتات.

دو المتحركة Movable Do
هناك طريقة أخرى ابتكرها المؤلف الهنجاري الشهير كوداي (Kodaly). كوداي هو صاحب هذه المدرسة المستخدمة في الكثير جدا من دول العالم أثناء قراءة الصولفيج. هذه الطريقة أو System or Method تعتمد على أن لفظة دو تطلق على الدرجة الأولى (التونيك) من سلم الميجر أو الكبير. ما يعني لو كان لدينا سلم مي بيمول ميجر فسيتم تسمية نوتة مي بيمول (دو). ولو كان لدينا سلم لا ميجر فسيتم تسمية نوتة لا (دو)، ولو كان لدينا سلم ري ميجر فسيتم تسمية نوتة ري (دو). ولو تحول السلم أثناء القطعة الواحدة تتحول التسميات معها، مثل لو كنا في سلم لا بيمول ميجر فإن لا بيمول تسمى دو، ولو تحولنا أثناء سير اللحن إلى سلم مي ميجر فإن نوتة مي ستسمى دو، وهكذا.
لكن الأمر لا ينتهي هنا، ففي سلالم الماينر أو الصغيرة ستكون التسميات مختلفة حيث أن أول نوتة من السلم (التونيك) سيتم تسميتها (لا)، فلو كان السلم لا ماينر، فإن لا سيكون اسمها (لا). ولو كان السلم صول ماينر فسيكون اسم نوتة صول هو (لا). ولو كان لدينا سلم دو ماينر فإن نوتة دو ستكون: (لا). كذلك الحال لو تحول السلم فستتحول أسماء النوتات تلقائيا. وهكذا.
هذا يمتد أيضا للمقامات الكنسية أو سلالم المود، فمثلا مود الفريجيان (الذي هو كرد في الموسيقى الشرقية) والذي يبدأ في الأساس من نوتة مي، فإن نوتة مي تسمى كما هي، ولو تم تصوير مود الفريجيان إلى نوتة صول، فستسمى نوتة صول (مي)، وهكذا مع كل المودات السبعة، (لا ننسى أن إثنان من المودات هما الميجر والماينر).

هذه الطريقة والتي اسمها Kodaly System, or Kodaly Method تختص بالغناء، أي تغيير أسماء النوتات تستخدم في الغناء وأيضا يطلق عليها (دو المتحركة). وفي الكثير من الدول تسمى نوتة سي (تي) خصوصا في صولفيج الدو المتحركة.
يجدر أن أقول هناك بعض الدول لا تستخدم أو لا توجد لديهم في المعاهد الموسيقية مادة اسمها صولفيج، من هذه الدول السويد. حيث يُترك تعليم النوتة لمدرس الآلة فهو من يعلم طلابه كيفية قراءة النوتة.

لقد ذكرت في موضوعي عن النظريات بعض المعلومات مثل: نوتة دو في فرنسا اسمها أوت أو UT.
وفي طريقة دو المتحركة هناك اختلافات أخرى في تسمية نوتات الكروماتيك، سأكتبها بالأحرف الإنجليزية لتكون واضحة
(Do Di Re Ri Mi Fa Fi Sol Si La Li Ti Do)

لنشاهد هذا الفيديو الذي صنعته من أجل هذا أسماء الكروماتيك:

https://www.youtube.com/watch?v=JbdKY8pTpeo


توجد دول تهتم اهتماما فائقاً وصارماً بالصولفيج وبطريقة دو الثابتة، مثل فرنسا وإيطاليا ودول الاتحاد السوفيتي (السابق) والدول العربية وغيرها الكثير.
الدول التي تتبنى طريقة دو المتحركة هي بريطانيا وأمريكا والدول التي تتحدث الإنجليزية، لكن حتى في أمريكا هناك معاهد أو جامعات موسيقية تتبنى طريقة دو الثابتة.

بالإضافة لذلك فإن الكثير جدا من دول العالم (ربما معظم دول العالم) تستخدم الأحرف A, B, C ويطلق على نوتة دو الحرف C. هذه الطريقة مستخدمة في الغرب والعالم بشكل واسع وقد تطرقت لذلك في موضوعي.

رأيت لزاما علي أن أبتعد عن الموضوع وأتطرق بعجالة إلى استخدامنا في بلادنا العربية المصطلحات الإيقاعية مثل روند وبلانش ونوار...إلخ، هذه المصطلحات فرنسية أي أنها مصطلحات محلية ولمنطقة جغرافية محدودة وليست مصطلحات عالمية، فلو أنك خاطبت موسيقي محترف في منطقة قريبة من فرنسا مثل ألمانيا أو النمسا أو السويد أو غيرها وقلت له (بلانش أو دوبل كروش) مثلا، فلن يفهم ماذا تعني أوماذا تقول.
في بريطانيا أيضا توجد لديهم مصطلحاتهم الخاصة. أما المصطلحات الشائعة التي يعرفها كل الموسيقيين في كل العالم (ربما عدا دولنا العربية مع الأسف) فهي لغة الأرقام، أي لو قلت لموسيقي محترف (نصف النوتة أو ربع النوتة) أو (Half Note, or Quarter Note) فسيفهم مباشرة أنك تقصد بلانش ونوار. استخدامنا للمصطلحات الفرنسية هو شيء مقبول لكن السيء للغاية هو أن البعض يقومون بترجمة هذه المصطلحات الفرنسية للعربية لتصبح: (بيضاء وسوداء وذات السنين....إلخ) وكأن هذه المصطلحات لغة عالمية وليست محلية وقمنا بتعريبها. من هنا أحث جميع الموسيقيين العرب على تعلم هذه الطريقة العالمية وعدم استخدام المصطلحات المعربة وأرجو أن يصل كلامي هذا إلى كل المعاهد.
لا أقصد بتاتا بأن نترك المصطلحات الفرنسية بل أنا شخصيا متمسك بها، لكن لا أن نُعربها. وأرى أنه على الدارسين (جميعا) أن يتعلموا مصطلحات الأرقام فهي المصطلحات العالمية وهذا واجب المدرسين والإدارات.
في الكتب البريطانية وبالرغم من أن لديهم مصطلحاتهم الخاصة ففي كتبهم يكتبون إلى جانب المصطلح البريطاني لغة الأرقام لعلمهم أن مصطلحاتهم هي محلية (Quaver or 8th note). بالمناسبة ففي بعض الدول العربية يستخدمون المصطلحات البريطانية، في الأردن كنت أنا أستخدم المصطلحات البريطانية إلى جانب الفرنسية ومصطلحات الأرقام، فالطلاب الذين سيقدمون للامتحانات البريطانية ABRSM عليهم استخدام المصطلحات البريطانية. أما في السويد فهم يستخدمون لغة الأرقام بطريقة سويدية كنت قد ذكرتها سابقاً. في العراق (سابقا) كان عازفي موسيقى الجيش يستخدمون المصطلحات البريطانية.
مرة ثانية وبما أن معي في الفيسبوك من زملائي وأصدقائي الكثيرين ممن أصبحوا أساتذة كبار وعدد كبير من زملائي الأعزاء أصبحوا عمداء للكونسيرفتوار وغيره، أرجو أيصال كلامي هذا لكل أساتذة المعاهد ورؤساء الأقسام والعمداء في وطننا العربي والتوقف عن استخدام المصطلحات المُعَرّبة.



طريقة كوداي هي ليست فقط لقراءة النوتة بطريقة دو المتحركة، بل هي ميثود كامل لقراءة الإيقاع وقراءة النوتة بإشارات اليد.

عودة لموضوعنا وأسماء النوتات.

ثانيا: هناك طريقة التصوير التي تكلمت عنها سابقا هنا في نفس موضوع النظريات.

النوتة التركية: الأتراك يستخدمون في تدوينهم طريقة التصوير، (حتى قدماء العرب كانوا يفعلون ذلك). لو كتبنا موسيقى عجم أو ميجر على درجة دو تبدأ من دو (الوسطى) أو C4، ففي بلادنا العربية (والغربية) فإن نوتة الركوز هي دو الوسطى أي C4، وممكن أن ينزل اللحن إلى نوتة صول الذي هو تحت دو الوسطى، أي G3 ولو أعطينا نفس النوتة لعازف كمان تركي، فلن يتمكن من قراءتها، أولاً لأن نوتة دو أو C4 وما تحتها أصلا ليست موجودة في آلة الكان (بحسب تدوينهم)، حيث أنهم يستخدمون التصوير، أي لو أرادوا أن يكتبوا نوتة لتعزف دو الوسطى أي C4 فهم يكتبونها صول G4. بهذه الطريقة يعزفونها بطلاقة وبهذه الطريقة يتطابق عزف العازف التركي مع العازف العربي أو البلجيكي أو غيره.

هذا الفيديو الذي عملته سيسهل فهم الموضوع:

https://youtu.be/fSdpwJ_ujHs

لكن حينما يقرأ الأتراك النوتة نفسها على بالصولفيج فإنهم يقومون بتسمية الدرجات كما هي، أي أن صول تبقى صول. اخترت لكم مثالا من الكثير من الأمثلة للقراءة التركية. (اخترت لونجا نكريز لجميل بيك تحديدا لسبب أن موضوعي التالي سيكون عن هذه اللونجا والتي وزعتها أنا بشكلين):

https://youtu.be/UODab13osXg

وهذه نفس اللونجا تُقرأ بالصولفيج

https://youtu.be/gN-UmyYx0EI

لكنهم حينما يقرأونها عزفا فستكون مسموعة على درجة دو.
لقد تطرقت سابقا عن طريقة التدوين التركية في موضوعي عن النوتات الموسيقية.

ملاحظة: دو التي هي C4 هي نفس نغمة الراست والتي هي دو الوسطى.

تغيير دوزان الفرق العربية:
علي أن أضيف شيئا هاما وهو:
حينما تقوم الفرقة الشرقية بتغيير الدوزان إلى طبقة صغيرة أو طبقة نصف فإن النوتة المكتوبة ستصبح غير مطابقة لآلة البيانو، ففي الطبقة الصغيرة ستسمع نوتة دو على انها سي بيمول، وفي الطبقة النصف ستسمع نوتة دو: سي. أي لو أعطيت نوتة لعازف الكمان دوزان كمانه طبقة صغيرة وأعطيت نفس النوتة لآلة بيانو وطلبت منهما أن يعزفا لسمعت اختلاف تون (أو نصف تون لو كان دوزان طبقة نصف).

التصوير في الآلات الغربية:
هذا موضوع شائك وفيه بعض التعقيد.
هناك آلات كثيرة في الأوركسترا (وغير الأوركسترا) تعزف بطريقة التصوير، أي أننا لو كتبنا لها موسيقى من سلم دو ميجر أو كبير، علينا أن نكتب لهذه الآلة نوتة من سلم ثاني لكي نسمعها من العازف كما تعزف من البيانو أو الكمان.
الآلات التصويرية كثيرة، منها: الكلارينت، الترومبيت، الهورن الفرنسي (الكورنو)، الهورن الإنجليزي (الكورانجلي)، الساكسوفون وغيرها. توجد نوع من أنواع الكمان القديمة هي آلة تصويرية سيكون من ضمن مقالي ربما بعد القادم.
بعض هذه الآلات يقترن اسمها بنوع التصوير، مثلا حينما نقول:
كلارينت سي بيمول، أو B flat Clarinet، معنى ذلك أن هذه الآلة يكون تصويرها على سي بيمول، ما يعني لو أننا كتبنا نوتة دو فسوف نسمعها من هذه الآلة: سي بيمول. لذا لو أردنا أن نكتب لهذه الآلة سلم دو ميجر علينا أن نكتب ري ميجر لنسمع من العازف سلم دو ميجر. وتوجد عدة أنواع من التصوير لهذه الآلة أكثرها شيوعا هو سي بيمول ومي بيمول ولا، وتوجد أخرى. كذلك الحال في آلة الترومبيت والهورن الفرنسي (الكورنو).
لكن هناك آلات لا يقترن اسمها بنوع التصوير مثلا: الهورن الإنجليزي (الكورانجليه)، هذه الآلة ليس لها سوى تصوير واحد لذا فذكر اسمها لوحدها يكفي. كذلك من الآلات التي لا يقترن اسمها باسم التصوير لكن مجرد ذكر اسم نوع الآلة نعرف أي نوع من التصوير يُكتب لها، من هذه عائلة الآلات الساكسوفون مثل سوبرانو، آلتو، تينور، باريتون، وغيرها.

كيف يخاطب المايسترو عازفي الآلات التصويرية في البروفات؟
حينما يكلم المايسترو عازف لآلة تصويرية فهو يكلمه بحسب التصوير الذي عنده ولا يكلمه بالنوتة الثابتة أو (Concert Pitch)، لأن في نوتة المايسترو أو Maestro Score أو بارتيتورا المايسترو توجد كل الآلات بتصويراتها كما هي مكتوبة أمام العازفين، لذا فلو كلم المايسترو عازف الكلارينيت سي بيمول ويريد أن يقول شيئا عن نوتة دو، فهو يقول له: نوتة ري وهو يقصد نوتة دو المسموعة... وهكذا.
هناك آلات تصويرية لو كتبنا لها نوتة دو فسوف تعزفها دو لكن على أوكتاف آخر، من الآلات التي تعزف على أوكتاف أوطأ: العود، الجيتار، الكونتراباص Double-Bass، الكونتراباسسون DoubleBassoon، وغيرها، ومن الآلات التي تعزف أوكتاف أعلى هي البيكولو.
لمزيد من المعلومات أرجو مراجعة موضوعي عن التصوير الموسيقي.

كل هذا أردت أن أوضحه لصديقي السائل ولكل من يهمه هذا الموضوع عن فروقات التسميات.

في انتظار أي سؤال.

خالص تحياتي
أحمد الجوادي
رد مع اقتباس